موقع النيلين:
2025-12-14@20:30:18 GMT

عيساوي: حمير الفاشر

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

سبق وأن قلنا: (إن الفاشر تمثل للطرفين: الدولة والتمرد. بوصلة مستقبل. الدولة سوف تنطلق منها لإعادة بقية دارفور. والتمرد يعلن منها دولة حفترية أخرى في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية. وهذا تحول جذري في مستقبل تشكيل المنطقة بأسرها ديمغرافيا وسياسيا. عليه الصراع العسكري المشتد هذه الأيام بين الحكومة والحركات المسلحة الحليفة له من جانب.

وبين التمرد ومناصريه من مرتزقة غرب إفريقيا وبعض الإدارات الأهلية الدارفورية من جانب آخر. القصد منه استلام الفاشر. ودحر المنهزم نهائيا. ومن هنا نبشر الشعب الصابر بأن موقف الحكومة العملياتي عال العال. إذ بدأت القوات المسلحة مطاردة التمرد خارج المدينة. ونتائج تلك العمليات واضحة إذ هلك أكثر من عشرين قائد خلا خلال الأسبوع المنصرم. وأتضح أن لهزيمة التمرد ألف نتيجة. وأول ذلك كما نقل شهود عيان بأن التمرد شفشف (١٥٠) حمار من الفاشر وذلك لاستخدامها في الحرب (تشوينا في التقدم. وتعريدا في الهزيمة). وخلاصة الأمر كما أصدر سفيه القوم (عرمان) من قبل بيانا يدين فيه عملية تدمير الجيش لقافلة التمرد من الإبل في منطقة شمال غرب ولاية شمال دارفور. نطالبه أيضا بإصدار بيان بخصوص حمير الفاشر التي تتعرض لانتهاكات التمرد. إذن لا فرق بين قتل البرهان لجمل. وقتل حميدتي لحمار. شكرا لمنظمة عرمان للرفق بالحيوان.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٤/٥/٢٦

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • "هجليج" الخطر على السودان
  • الحكومة العاجزة
  • مدبولي: جودة الخدمات الصحية للمصريين في صدارة أجندة أولويات عمل الحكومة
  • أخنوش: جهود الحكومة ماضية لتقليص الفوارق المجالية وتعزيز كرامة المواطن
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • «الأغذية العالمي»: نحو 70 إلى 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر
  • الخلافات الداخلية والرسائل الخارجية تعيد تشكيل مشهد اختيار رئيس الوزراء
  • حقيقة اعتزام الحكومة بيع المطارات المصرية ضمن برنامج الطروحات
  • عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات
  • مجلس الوزراء يوضح حقيقة اعتزام الحكومة بيع المطارات المصرية