أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

"لقد حان الوقت لاتخاذ قرار جماعي قبل فوات الأوان. الصحراويون لم يعرفوا الجزائر قط ولا يهمهم سوى الرجوع إلى وطنهم الأم وجبهة البوليساريو لا مستقبل ولاحاضر لها"، هكذا علق "منتدى فورساتين" على تسجيل صوتي لإحدى الصحراويات المختطفات بمخيمات تندوف، أكدت أن جبهة البوليساريو مجرد أكذوبة لا تملك أي قرار.

وقال المنتدى إن "الخرجات الفردية والجماعية لمئات الصحراويين المنتقدين لمسار جبهة البوليساريو وفشلها الكبير في مشروعها الوهمي الذي ضيع ماضي وحاضر ومستقبل آلاف الصحراويين ورهنهم فوق التراب الجزائري، صارت تتناسل بشكل كبير".

وأكد المصدر ذاته أن "سيدة صحراوية خرجت في تسجيل صوتي  انتشر بشكل واسع بين الصحراويين، ولقي ردود فعل إيجابية تثمن ما تضمنه، حيث اعتبرت السيدة أن جبهة البوليساريو مجرد أكذوبة ولا تملك قرار نفسها، ولا سياسة ولا توجه لها، بقدر ما يهمها رعاية الصحراويين بالمخيمات لتلقي المساعدات والإعانات المادية الكثيرة ولا شيء آخر يهمها".

وتضمن الشريط الصوتي، تصريحات للسيدة الصحراوية قالت فيها "إن ساكنة المخيمات لم تكن تعرف لا رابوني ولا لحمادة ولم تسمع قط بأرض الجزائر، وبعد أربعين سنة من الضياع يحاول الكثيرون العودة الى أرض الوطن بمختلف الطرق، لكنهم يتعرضون للاضطهاد ولا يترك لهم مجال".

وسخرت المتحدثة من ترديد عناصر البوليساريو لأسطوانة الاستقلال المشروخة، مذكرة بما نتج في الماضي عن رفع البوليساريو لشعارات مماثلة تسببت في تهجير واحتجاز للصحراويين لقرابة 50 سنة، بسبب اتباع أفكار متطرفة وتعمد غسل أدمغة الناس، وتبني الكتاب الأخضر والأحمر (في إشارة ساخرة لحقبة دعم القذافي لجبهة البوليساريو) ، بدل اتباع كتاب الله الذي حث على الوحدة.

وشددت الصحراوية المحتجزة بمخيمات البوليساريو، على ضرورة اتباع كتاب الله من خلال الأخذ بالأسباب للتحرر من الواقع المزري تحت سلطة البوليساريو، التي أصبحت محط استهزاء دولي، موردة المثال ببعثة المينورسو التي وقفت على حقيقة أن جبهة البوليساريو لا تعني شيئا.

واعتبرت صاحبة التسجيل الصوتي، أن الواقع الحالي صار مدعاة للتحرك السريع واستغلال الوقت قبل الندم بعد فوات الأوان، وخسارة ما هو أكبر من خسارة حياة الانسان، بعد ضياع الآلاف ممن ولدوا وترعرعوا وهرموا في واقع لا يعنيهم، ولا زالت البوليساريو  تطالبهم بتقديم حياة أبناءهم وأحفادهم في سبيل وهم لا طائل منه.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: جبهة البولیساریو

إقرأ أيضاً:

حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن

 

يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على “إسرائيل” ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت إلى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين.

وبالرغم من الضربات الأمريكية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ مارس 2025م، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة.

إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة “حارس الازدهار” و”إسرائيل”، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي:

1- الجغرافيا المعقدة:

تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة.

هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأمريكي والإسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن.

2- الأساليب القتالية:

بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015م، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة، يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأمريكية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة.

3- العوامل المجتمعية والعقائدية:

المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما.

زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون “إسرائيل” والأمريكيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في “حرب مقدسة” لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين.

4- الدعم الخارجي:

أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة “أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط”، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم.

اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة.

وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع “إسرائيل”، وذلك لعدة عوامل أهمها:

أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف “محور المقاومة” لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة.

ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية.

ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف “إسرائيل”، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين “العاجز” عن إيقاف حرب الإبادة.

رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها “إسرائيل” سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة.

هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على “إسرائيل” عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الإسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الأمور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة.

 

* أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

 

مقالات مشابهة

  • كيف تحمي نفسك وأسرتك أثناء الزلازل؟.. خطوات مهمة يجب معرفتها قبل فوات الأوان
  • خيبة أمل في تندوف بعد إعلان بريطانيا وضعف الدعم الدولي لأطروحة الإنفصال يتزايد
  • وزارة الأوقاف تطالب بتعزيز السياسات والبرامج التي تدعم الأسر والوالدين
  • قيادي سابق في البوليساريو يدعو عقلاء تندوف إلى الإستسلام والعودة للمغرب قبل فوات الآوان
  • واتساب يودع أجهزة آيفون القديمة.. خطوات حفظ بياناتك قبل فوات الأوان
  • الجزائري أنور مالك : البوليساريو ذراع إيران الإرهابي في شمال أفريقيا
  • حماس تطالب باتخاذ قرارات عاجلة تُجبرالاحتلال على وقف آلية المساعدات الدموية
  • الأسرار السبع للوقاية من أمراض القلب قبل فوات الأوان
  • حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
  • أنور مالك : إيران والحرس الثوري درّبوا “البوليساريو” في تندوف لزعزعة استقرار المغرب والمنطقة المغاربية