نيران الاحتلال تطال جيش مصر.. كيف سترد القاهرة على حادثة رفح؟
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
في تطور جديد ومقلق على الحدود المصرية، استشهد أحد الجنود المصريين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن احتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتوغل على طول محور "فيلادلفيا" لمسافات بعيدة ومخالفة للاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وفي بيان مقتضب، أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية أن "الجهات المختصة" تحقق في حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح، دون تقديم أي تفاصيل إضافية.
في غضون ذلك، حذر مصدر مصري رفيع المستوى من المساس بأمن وسلامة عناصر التأمين المصرية، المنتشرة على الحدود، عقب واقعة إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية على الحدود في رفح، بحسب ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي الإطار ذاته، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقوع اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين جنود تابعين له وقوات مصرية عند معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
ولاحقا حذفت كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخبار المتعلقة بالحادثة، بسبب طلب من الرقابة العسكرية، بحسب ما نقلت القناة 14.
وقع الحادث بعد وقت قصير من ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة في خيام لنازحين في مدينة رفح الفلسطينية في وقت متأخر من مساء الأحد، أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين وأثارت انتقادات دولية واسعة.
وهذا الحادث الثاني من نوعه حيث شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية في الثالث من حزيران/ يونيو الماضي حادث إطلاق نار أسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بعدما أطلق المجند المصري محمد صلاح النار عليهم بعد تسلله عبر منفذ طوارئ في السياج الحدودي والذي استشهد في وقت لاحق.
وتراجعت مصر عما اعتبرته في وقت سابق خط أحمر، في أعقاب حديث قادة الاحتلال عن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية واحتلال محور صلاح الدين "فيلادلفيا" وإعلان رفضها التام لأي محاولات إسرائيلية لانتهاك الاتفاق الموقع بين القاهرة وتل أبيب.
إلا أن الموقف المصري ظل حبيس المصادر "المطلعة" و"المسؤولة"، وتهديدها بالخروج من دور الوساطة لإعادة الأسرى، والحديث عن خفض التمثيل الدبلوماسي، وإعادة النظر في اتفاقية السلام، ورفض إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح ما دامت تسيطر "إسرائيل" على الجانب الآخر منه.
سياسة السيسي: تبريد الأزمة وامتصاص الضربات على الحدود
أرجع الباحث في الدراسات العسكرية والأمنية، محمود جمال، أسباب الحادث إلى "التقدير السياسي الخاطئ للنظام المصري لأن سيطرة العدو الإسرائيلي على محور فيلادلفيا ومعبر رفح أصبح الاحتلال على بعد أمتار من الجيش والجنود المصريين، وحتى وفي حال وجود تعليمات من الجيش بعدم الرد أو التعامل مع أي إطلاق نار من الجانب الآخر لا يمكن منع الأفراد من التصرف بشكل تلقائي خاصة وأنهم يسمعون صرخات النساء والأطفال من الجانب الفلسطيني".
في تقديره يعتقد جمال في تصريحات لـ"عربي21": "أن جنود الكيان اخترقوا بآلياتهم إحدى النقاط أو المناطق التي لا ينبغي تجاوزها وعليه أطلق الجنود أو أحدهم النيران بشكل مباشر، ولكن بشكل عام هناك عدم شفافية في التعامل مع تلك الحوادث من قبل الجيش، حتى البيان جاء أقل من المتوقع وقلل من شأن استشهاد الجندي أو الضابط المصري ووصفة بأحد العناصر وكأنه أداة أو آلة، وكان يفتقر للاحترام والتقدير".
ووصف ما جرى بأنه "تطور خطير ويجب على الجانب المصري أن يرد بشكل قوي وحاسم على هذه الواقعة، هذه اللحظة هي أقرب لحظة لاندلاع أي قتال أو اشتباك غير محسوب العواقب منذ سنوات في حال واصل الاحتلال سياسته العسكرية في المنطقة المحاذية للحدود المصرية، لكن يبقى القرار السياسي هو الحاكم في الأمر والذي يفضل تهدئة الأمور وامتصاص الضربات".
وكشف جمال عن وجود ما أسماه "باحتقان داخل الكتائب التابعة للقوات المسلحة من قبل الضباط والجنود، وهناك شعور بالغضب تجاه ما يتعرض له الأمن القومي المصري من تجاوزات من قبل الاحتلال وانتهاك لكل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بغض النظر عما يحدث في قطاع".
خيارات مصر للرد
وبشأن التداعيات الأمنية للحادث، يرى الباحث في الشؤون الأمنية، أحمد مولانا، أن مصر ليس لديها أي خيارات وكلها محدودة السقف، وقال: "لا توجد رغبة لدى مصر أو إسرائيل لتحويل الحدود بينهما إلى جبهة قتال، حادث اليوم عرضي ومحدود، وهو نتاج التواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وداخل معبر رفح".
وتابع لـ"عربي21": "وهذا التواجد أو الاختراق الأمني والذي لم تعترض مصر عليه أو تتهم إسرائيل بخرق اتفاقية كامب ديفيد، مما يعني وجود تفاهمات مشتركة...النظام المصري لن يُصعد وسيكتفي ببعض التصريحات لإعلاميين تندد بما حدث من اعتداء".
وتوقع الباحث في الشؤون الأمنية أن "تتكرر مثل تلك الحوادث في ظل استمرار العملية العسكرية في رفح، وفي بداية الحرب أقر وزير الخارجية سامح شكري بقصف إسرائيل للمعبر عدة مرات ووقوع إصابات في الجانب المصري من المعبر وتكررت الانتهاكات بشكل غير مسبوق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال اشتباكات الجيش المصري الاحتلال اشتباكات اجتياح رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحدود معبر رفح
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري: نضغط لإنهاء الحرب على غزة ونأمل في اتفاق بأسرع ما يمكن
القاهرة - أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت 31 مايو 2025، أن بلاده تضغط بكل قوة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، آملا في "التوصل إلى اتفاق لوقف نزيف الدم في القطاع بأسرع وقت ممكن".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة جمع عبد العاطي، مع وزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".
وقال عبد العاطي: "نضغط بكل قوتنا لإنهاء الحرب على غزة، ونأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف نزيف الدم في غزة بأسرع وقت ممكن".
ومنذ 20 شهرا ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأت قبل 3 أشهر عملية تجويع ممنهج ومنعت جميع المؤسسات الدولية من إدخال إمدادات.
وأكد الوزير المصري على "ضرورة النفاذ الكامل للمساعدات إلى قطاع غزة ودون قيود".
وشدد على أنه "من غير المقبول استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة".
من جانبه، قال وزير خارجية غامبيا، خلال المؤتمر الصحفي، إن "الوضع في غزة مزرٍ للغاية" بسبب العدوان الإسرائيلي.
كما أشاد تانغارا، بدور القاهرة وجهودها "في تحقيق الاستقرار بالمنطقة" وفق البيان المصري.
وتأتي التصريحات المصرية التي تقود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، أن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة بات "قريبا جدا".
وفي تصريح للصحفيين في البيت الأبيض، أضاف ترامب: "إنهم (الفصائل الفلسطينية وإسرائيل) قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وسنُطلعكم على الأمر خلال اليوم أو ربما غدا، وهناك فرصة لحدوث ذلك".
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.