وزير الاقتصاد: العودة الى أٍسواق الخليج أمر أساسي
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
أكد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام أن العودة إلى أسواق الخليج أمر أساسي ورئيسي للإقتصاد اللبناني"، مشيرا الى "ان الأرقام والتاريخ والعلاقات والشركات في كل مسيرة لبنان وفي كل رحلة لبنان الإقتصادية، كانت دائما تتأثر بشكل رئيسي بالعلاقات مع العالم العربي و تحديدا دول مجلس التعاون الخليجي، التي يعمل فيها الآلاف من الأفراد والشركات اللبنانية، واليوم يجب أن يعود هذا الدور وبشكل أكبر لأن هناك ثورة عمرانية في كل المنطقة وهناك إمكانات هائلة نتيجة إرتفاع أسعار النفط في كل العالم العربي، الذي يعطي إمكانات لتنفيذ مشاريع كبرى و هذا الأمر ينعكس على البلدان الصغيرة و منهم لبنان".
وفي حديث صحافي قال سلام: "لدينا مجالات كبيرة لإعادة إعمار البنى التحتية في لبنان، لا سيما وأن الشركات الكبرى في الخليج العربي على إستعداد لأن تستثمر في لبنان وتنفذ مشاريع عنوانها الربح المتبادل أو الشراكة الرابحة للدول المستثمرة و للبنان الذي يجب ان نعيد بناءه".
وتحدث عن زياراته المتكررة الى دولة قطر، مؤكداً أنها لإعادة توطيد العلاقات مع الخليج العربي و تحديدا دولة قطر والمملكة العربية السعودية والكويت وكل الدول العربية الأخرى، مشيرا الى أن هذه الزيارات في غاية الأهمية وأثبتت أنها تعطي نتيجة سيما وأننا نعود من هذه الزيارات بنتائج و مبادرات إيجابية وفي طليعتهم موضوع الطاقة البديلة التي تكلمنا عنها منذ أربعة أشهر، وأعلنا عن نية قطر بالمضي قدما في موضوع معامل الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة في لبنان، والتي هي عبارة عن مشروع كامل متكامل وجزء من الإتفاق الأساسي حول موضوع الغاز والتنقيب ،من أجل ان يكون هناك إستثمارات في هذا المجال".
ولفت الى "ان لدى القطريين الكثير من الأمور التي يقدمونها إلى لبنان ويتشاركون فيه معه"، معربا عن سعادته لأنه "بعد ثلاثة أشهر من إطلاق هذه المبادرة وصلت الرسالة من القطريين التي تثبت البدء، بمشروع المئة ميغاوات"، مضيفا أنه في "حال نجح مشروع معمل المئة ميغاوات وأثبت كل المعنيين في لبنان من سياسيين ووزارات معنية بشكل مباشر في تنفيذ هذا المشروع جديتهم في تغيير نمط العمل ونفذوا هذا المشروع بشفافية وسرعة تعكس الوطنية والإهتمام بمشاكل الناس، فإن دولة قطر ستتوسع في هذا المشروع والمئة ميغاوات ستصبح مئتين وممكن أن تصل إلى الألف ميغاوات، لأن النية موجودة لكن يجب من جانبنا أن نتلقف بإيجابية وننفذ بشفافية".
وردا على سؤال حول رأيه بخطة ماكينزي كخطة لإعادة النهوض، قال الوزير سلام:" بالنسبة لخطة ماكنزي التي كلفت الدولة أكثر من مليون ونصف المليون دولار، فهي خطة متكاملة وممتازة ولطالما طالبنا باعتمادها وأهم ما في هذه الخطة انها تركز على نمو وتطوير القطاعات الإنتاجية"، مؤكدا "أن الخطة في حاجة إلى عدد من التعديلات لمواكبة المرحلة ولكن هي نقطة انطلاق مهمة، اما بالنسبة لباقي الخطط وما أكثرها يمكن الاستفادة من بعض الاقتراحات ودمجها بخطة ماكنزي".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
4 أسباب بارزة.. لماذا سيطر الفشل على الدول التي دخلتها إيران؟
من لبنان إلى العراق، ومن سوريا إلى اليمن، تتكرر المشاهد ذاتها: انهيار اقتصادي، تفكك اجتماعي، شلل سياسي، وانتشار الفساد. رغم اختلاف السياقات الوطنية والظروف المحلية، ثمة قاسم مشترك لا يمكن إنكاره: وجود ميليشيات مدعومة من إيران تعمل داخل الدولة وخارج مؤسساتها الرسمية، وبعد عقود من تدخلات “الحرس الثوري” وأذرعه في المنطقة، لم يظهر أي نموذج واحد يمكن وصفه بالنجاح، بل باتت كل دولة دخلتها هذه الميليشيات أقرب إلى الدولة الفاشلة.
الاقتصاد المختطف لصالح الميليشيات
الميليشيات الإيرانية لا تدخل أي دولة لتطوير اقتصادها، بل تستنزف مواردها لصالح شبكات تمويل الحرب والمخدرات وغسيل الأموال. في لبنان، تسببت هيمنة “حزب الله” على القرار السياسي والمصرفي في عزل البلاد دولياً، وضرب ثقة المستثمرين، وتهريب الدولارات إلى سوريا وإيران. في العراق، استولت الميليشيات على المنافذ الحدودية والمشاريع الكبرى، وحولت المال العام إلى مصادر تمويل لأنشطتها المسلحة، لا لتنمية البلاد.
تغييب الدولة والمؤسسات لصالح مشروع ولاية الفقيه
الميليشيات المدعومة من طهران لا تعترف بالدولة الوطنية، بل تعمل على تقويضها من الداخل. تُضعف الجيوش النظامية، تفرض أجندتها بالسلاح، وتمنع أي مسار إصلاحي قد يُنهي نفوذها. في سوريا، تم تهميش الجيش والمؤسسات لصالح “الحرس الثوري” والميليشيات الشيعية المستوردة. وفي اليمن، عطلت ميليشيا الحوثي الدولة تمامًا، وأعادت البلاد إلى العصور الوسطى، باسم “الثورة”.
الفتنة الطائفية وتفكيك النسيج الاجتماعي
من أخطر ما تنتجه الميليشيات الإيرانية هو تغذية الانقسام الطائفي. فهي تعتمد في شرعيتها على الخطاب المذهبي، وتُمارس التمييز المنهجي ضد من يخالفها. في العراق، ساهمت هذه الميليشيات في تعميق الشرخ بين السنة والشيعة، وأشعلت حروبًا أهلية دمرت مدنًا بأكملها. في لبنان، زرعت الانقسام داخل كل طائفة، وخلقت بيئة من التخوين المتبادل، مما منع أي وفاق وطني.
غياب نموذج النجاح
في مراجعة لحال الدول التي سارت على النهج الطهراني، لا نرَ فيها إلا الخراب:
• لا نهضة اقتصادية
• لا استقرار سياسي
• لا عدالة اجتماعية
بل بالعكس: فساد، جوع، قمع، وقمع للحريات، وسجون مليئة بالناشطين، ولا يمكن الحديث عن “محور مقاومة” وهو يتسوّل الكهرباء والدواء والغذاء، بينما يستعرض سلاحه في وجه شعبه.
إيران لم تُصدّر ثورة، بل فشلًا منهجيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. مشروعها الإقليمي لم يكن يومًا مشروع تنمية أو شراكة، بل خطة لتفكيك الدول وإعادة تركيبها على نموذج ميليشياوي يخدم مصالحها، ويُبقي شعوب المنطقة رهائن للفقر والخوف والتبعية. ولهذا، طالما بقي هذا المشروع فاعلًا، ستظل الدول التي تدخّلت فيها ميليشيات إيران محكومٌ عليها بالفشل، إلى أن تستعيد شعوبها قرارها الوطني وتُنهي هذا التدخل بشكل جذري وتؤسس لقيام مؤسسات الدولة في أوطانها