قال فضيلة الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، عضو هيئة كبار العلماء، إن السنة النبوية ارتكزت على المنهجية، وكلمة المنهجية معناها الطريقة الأساسية والعامة التي يسلكها الباحث لكي يصل إلى نتائج، وتُعد ثمرة يتكون منها البحث، والمنهج الذي ارتكزت عليه السنة النبوية وروايتها، منهج رصين لا مثيل له.

مرويات السنة والسيرة النبوية

وأكد عضو هيئة كبار العلماء خلال كلمته بالملتقى الفقهي الخامس، الذي يعقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في محوره الرابع «مناهج المحدثين في مرويات السنة والسيرة النبوية»، أن أول منهج السنة والسيرة هو منهج الإسناد من الراوي الأول حتى يصل إلى صاحب الوحي نبينا صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن كل ما ينقل إلينا من سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بجوانبها -تشريعا واعتقادا وأخلاقا- حتى الشمائل النبوية؛ جاءت بإسناد وتمهيد من القرآن الكريم، حيث قال لنا القرآن صراحة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

حفظ السنة النبوية

وأضاف فضيلته، أن السيرة النبوية وصلت إلينا بإسناد متصل عن صاحب السيرة صلى الله عليه وسلم؛ لافتا إلى أن أهل التشكيك يطرقون أسماع الناس بأكاذيب، ويقولون إن الله تكفل بحفظ القرآن ولم يتكفل بحفظ السنة النبوية، وهذا ضد المنهجية الصحيحة ومغالطة للقرآن، موضحا أن الله -تعالى- كما تكفل بحفظ القرآن؛ فقد تكفل بحفظ السنة النبوية، حيث قال {إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَه فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُ}، وهذه الأخيرة هى تعهد من الله بحفظ السنة، فهي وحي من الله، كما أن القرآن وحي، مبينا أن القرآن الكريم وحي يتلى، والسنة المطهرة وحي يروى، وأن الطعن في السنة هو طعن فى الوحي.

وأوصى عضو هيئة كبار العلماء، الجميع بالتسلح بالقراءة الواعية في النص لأنها تحمي من الأفكار الضارة، وأن يحسن الآباء تربيتهم التربية الإسلامية السليمة، وتحصينهم من كل ما يعبث بعقولهم وفكرهم وعقيدتهم، ووقايتهم من رشقات الفكر المضلل، وأن نجعل من أنفسنا قدوة وأسوة حسنة لهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيرة النبوية الملتقى الفقهي هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف السنة النبویة کبار العلماء

إقرأ أيضاً:

المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.
جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

حفاوة الاستقبال وتيسير الإجراءات يشعلان مشاعر الشكر والانبهار.. "#اليوم" ترصد مشاعر حجاج #المغرب القادمين إلى #المملكة عبر "#طريق_مكة"
أخبار متعلقة من الغد.. حظر أسطوانات الغاز بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحجأبواب المسجد النبوي.. تصاميم معمارية فريدة تجسد الهوية الإسلاميةللمزيد | https://t.co/IMgFAkGG8j#الحج | #موسم_الحج | #مبادرة_طريق_مكة | #اليوم@MakkahRoute pic.twitter.com/DXnCNi6y8X— صحيفة اليوم (@alyaum) May 27, 2025
وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.حجاج بيت الله الحرام:إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ"، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.
إخواني حجاج بيت الله الحرام:
إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: "خذوا عني مناسككم".أخي الحاج المبارك:اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.
وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "افعل ولا حرج"، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.إخواني الحجاج:أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: "خذوا عني مناسككم"، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.
أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.
إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • لجنة السنة بالأزهر تناقش جهود إطلاق موسوعة علمية ضخمة للشروح الحديثية
  • مناقشة دور العلماء في الحد من انتشار الإسهالات المائية الحادة و الأمراض الأخرى في الحديدة
  • رسائل تهنئة بمناسبة رأس السنة الهجرية 2025
  • مفتي المملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج واتباع السنة
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي
  • دعاء الصباح لمن عليه امتحان.. بـ10 صيغ تحل أصعب الأسئلة بسهولة
  • دعاء سورة يس .. يقضي جميع حاجتك ويفك كربك
  • علي جمعة يرد على منكري السنة: واحد مستلقي على قفاه ويتكلم دون علم
  • متى فرض الحج؟.. اعرف الوقت الراجح من أقوال العلماء