دراسة علمية تكشف المفتاح.. فقدان 30 بالمئة من الوزن في أسبوع واحد
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
كشف علماء في كلية "غروسمان" للطب بجامعة نيويورك، عن آلية جديدة تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، بعد أن نجحوا في تقليص وزن فئران تجارب بنسبة 30 بالمئة خلال أسبوع واحد فقط، من خلال حرمانها من حمض السيستين الأميني.
وأوضح الباحثون، حسب تقرير نشره موقع "scitechdaily"، أن هذه الخسارة الكبيرة في الوزن ناتجة عن اضطراب شديد في عملية الأيض، سببه نقص في مركب "مرافق الإنزيم أ" (CoA)، الذي يعد جوهريا في تحويل الغذاء إلى طاقة.
وشدد الفريق البحثي، الذي نشر نتائجه في مجلة "Nature" الأسبوع الماضي، على أن "السيستين" عنصر أساسي في إنتاج CoA، وأن غيابه أدى إلى عجز خلايا الجسم عن الاستفادة من مصادر الطاقة المعتادة، ما دفعها لحرق الدهون المخزنة بمعدلات غير مسبوقة.
وقال الدكتور يفغيني نودلر، الأستاذ في قسم الكيمياء الحيوية وعلم الأدوية الجزيئية بجامعة نيويورك، وأحد المشاركين في الدراسة: "تكشف نتائجنا المذهلة أن انخفاض مستويات السيستين حفّز فقدانا سريعا للدهون لدى فئران دراستنا من خلال تنشيط شبكة من المسارات البيولوجية المترابطة".
وأضاف: "في حين أن تعزيز فقدان الوزن في العيادات لا يزال مهمة مستقبلية رئيسية، فإننا متحمسون للغاية في الوقت الحالي للجوانب العميقة والأساسية لعملية الأيض التي كشفت عنها هذه الدراسة".
وأكد الباحثون أن التجربة قدمت أول نظرة تفصيلية على وظيفة "مرافق الإنزيم أ" لدى الفئران البالغة، وهو جزيء يشارك في أكثر من 100 تفاعل أيضي ويعمل مع حوالي 4 بالمئة من إنزيمات الجسم، لكن دراسته كانت صعبة سابقا بسبب موت الفئران التي تعاني من خلل فيه قبل بلوغها.
من جانبه، قال الدكتور دان ل. ليتمان، الأستاذ في علم المناعة المجهرية وبيولوجيا الخلية والمؤلف المشارك في الدراسة: “بما أن تحقيق أقصى قدر من فقدان الوزن الناتج عن نقص السيستين لدى الفئران كان يعتمد على كل من النظام الغذائي وحذف الجين، يمكننا الآن، من الآن فصاعدا، استعادة إنتاج السيستين وراثيا في خلايا أو أنسجة محددة، وتحديد دور كل منها في فقدان الوزن الكبير الذي لاحظناه".
وأردف: "نأمل في المستقبل أن نستغل أجزاء من هذه العملية لتحفيز فقدان وزن مماثل لدى البشر، ولكن دون إزالة السيستين تماما".
ولفت التقرير إلى أن السيستين موجود في معظم الأطعمة، ما يجعل الوصول إلى نظام غذائي خالٍ منه شبه مستحيل دون استخدام محاليل صناعية دقيقة.
كما حذر العلماء من أن أي تدخل دوائي لإيقاف إنتاج السيستين قد يُعرض الأعضاء لتلف ناتج عن السموم، لكون السيستين مرتبطا بمسارات حيوية عديدة في الجسم.
وأكدت الدراسة أيضا أن تقييد السيستين أدى إلى تعطيل إنتاج الطاقة داخل الخلايا من خلال التأثير على عملية "الفسفرة التأكسدية"، وهو ما دفع الجسم للاعتماد على الدهون كمصدر بديل للطاقة.
كما أشار الباحثون إلى أن هذا الحرمان من السيستين فعّل آليات إجهاد خلوي نادرا ما تُشاهد في الأنسجة الطبيعية، وهي "استجابة الإجهاد المتكاملة" (ISR) و"استجابة الإجهاد التأكسدي" (OSR)، واللتان تسهمان في زيادة فقدان الوزن عبر تعزيز إنتاج هرمون GDF15 وتحلل الإنزيمات الدهنية.
وختم التقرير بالتأكيد على أن هذه الدراسة توفر أول دليل مباشر على أثر إزالة السيستين، أحد الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، في تقليص الوزن، لافتا إلى أن "النتائج تفتح بابا جديدا لفهم الأيض، لكنها لا تقدم بعد حلا علاجيا جاهزا للسمنة لدى البشر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الوزن الدراسة دراسة صحة الوزن المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فقدان الوزن
إقرأ أيضاً:
دراسة موسعة تحذر: "بدائل السكر" لا تحمي الكبد
في مفاجأة علمية قد تُغيّر النظرة السائدة حول ما يسمى في الأسواق بـ"المشروبات الصحية"، كشفت دراسة صينية حديثة أن استبدال المشروبات السكرية بالمشروبات قليلة السكر أو المحلّاة صناعيًا لا يوفّر حماية حقيقية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بل قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة به.
وأُعلن عن نتائج الدراسة يوم الأربعاء خلال المؤتمر السنوي لـ"الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي" المنعقد في العاصمة الألمانية برلين، حيث عرض فريق من الباحثين من مستشفى جامعة سوتشو الصينية تحليلًا ضخمًا استند إلى بيانات أكثر من 123 ألف متطوع بريطاني جرت متابعتهم على مدى عشر سنوات.
"بدائل السكر" تحت المجهر
وقال الباحث الرئيس في الدراسة، ليهي ليو، إن المشروبات الغازية التقليدية الغنية بالسكر لطالما كانت موضع اتهام في ما يتعلق بزيادة خطر السمنة وأمراض الكبد، مضيفا: "لكننا اكتشفنا أن البدائل منخفضة أو خالية السكر ليست بريئة كما كان يُعتقد".
وأردف ليهي: "لقد كانت المشروبات قليلة السكر تُروّج على أنها خيار صحي لمن يريد تقليل استهلاك السكر، إلا أن نتائجنا تُظهر أنها قد ترتبط أيضًا بزيادة خطر تراكم الدهون في الكبد حتى عند تناولها باعتدال". متابعا أن "المشكلة لا تقتصر على السعرات الحرارية، بل على الطريقة التي تتفاعل بها المحليات الصناعية مع عملية الأيض والميكروبيوم المعوي، ما قد يؤثر على وظائف الكبد على المدى الطويل".
قاعدة بيانات ضخمة
واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات Biobank UK، وهي واحدة من أكبر قواعد البيانات الصحية في العالم، وضمّت الدراسة 123,788 مشاركًا لم يكن أيٌّ منهم يعاني من أمراض كبدية في بدايتها.
وتم تتبع المشاركين لمدة 10.3 سنوات، وخلال هذه الفترة ملأ المتطوعون استبيانات دورية حول عاداتهم الغذائية واستهلاكهم للمشروبات بأنواعها المختلفة: السكرية، منخفضة السكر، أو الخالية منه.
وأظهرت النتائج أن 1,178 شخصًا من العينة أُصيبوا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي خلال فترة المتابعة، فيما توفي 108 منهم بسبب مضاعفات مرتبطة بالكبد.
وبحسب التحليل الإحصائي، فإن استهلاك أكثر من 330 غرامًا يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا عبوة مشروب غازي واحدة كبيرة، من أي نوع من هذه المشروبات كان مرتبطًا بارتفاع واضح في خطر الإصابة بالكبد الدهني، سواء كانت المشروبات تحتوي على السكر، أو تُسوَّق على أنها "دايت" أو "خالية من السكر".
ماذا يحدث في الكبد؟
يُعرف مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) بأنه اضطراب تتراكم فيه الدهون داخل خلايا الكبد نتيجة خلل في التمثيل الغذائي وليس بسبب تناول الكحول، وهو مرض يصيب أكثر من 30% من سكان العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
ومع تراكم الدهون، قد يتطور المرض إلى التهاب الكبد الدهني، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى تليّف الكبد أو فشله الكامل في الحالات المتقدمة.
ورغم أن العلاقة بين المحليات الصناعية والكبد الدهني لم تُفهم تمامًا بعد، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن تغييرات الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء) واضطراب توازن الأنسولين قد يلعبان دورًا في ذلك.
وتقول د. فانغ وي، اختصاصية التغذية الإكلينيكية في جامعة بكين (لم تشارك في الدراسة)، لرويترز: "عندما يتناول الناس مشروبات دايت، يظنون أنهم يتجنّبون السكر، لكن بعض المحليات الصناعية تُحفّز الدماغ والبنكرياس بطريقة مشابهة للسكر الطبيعي، مما قد يؤدي إلى خلل في الاستجابة الهرمونية وزيادة تخزين الدهون في الكبد".
نتائج رصدية مقلقة
أكّد الباحثون أن دراستهم رصدية ولا تُثبت أن هذه المشروبات تسبّب المرض بشكل مباشر، لكنها تكشف ارتباطًا قوياً يستحق الدراسة بعمق.
وقال الفريق إن هناك حاجة إلى تجارب سريرية طويلة المدى لتحديد العلاقة السببية بدقة، خصوصًا أن بعض الأشخاص الذين يتناولون المشروبات قليلة السكر قد يعانون أصلًا من مشكلات في الأيض، ما قد يؤثر على النتائج.
مع ذلك، حذر الباحثون من الاعتماد على مشروبات "الدايت" كبديل آمن، مؤكدين أن الخيار الأفضل لصحة الكبد يبقى الماء، يليه المشروبات الطبيعية مثل الشاي غير المحلّى أو العصائر الطازجة غير المضافة إليها سكريات.
أثر عالمي متنامٍ
وتأتي الدراسة في وقت تتزايد فيه معدلات أمراض الكبد المرتبطة بنمط الحياة، نتيجة النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون والمشروبات الغازية.
ويقدّر خبراء الصحة أن أمراض الكبد الدهني قد تصبح خلال العقد المقبل السبب الأول لزراعة الكبد في العالم، متجاوزة أمراض الكبد الفيروسية.
وخلصت الدراسة إلى توصية بسيطة تقول: "لا يمكننا علاج مشكلة السكر بالسكر الصناعي"، فالاعتدال في تناول المشروبات المحلّاة، حتى تلك التي تُسوَّق على أنها "صديقة الحمية"، هو السبيل الوحيد لتجنّب خطر الكبد الدهني وأمراض الأيض المتصلة به.