أيهما أكثر تأثيراً خلال الحروب: الإعلام التقليدي أم الرقمي
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
دبي – الوطن:
احتلت الأزمات والحروب التي تعيشها المنطقة حالياً ونقل ما يدور فيها من خلال الإعلام التقليدي والرقمي وأيهما أكثر تأثيراً على الجمهور حيزاً في منتدى الإعلام العربي الذي اختتمت فعالياته اليوم (الأربعاء 29 مايو 2024)، حيث عُقدت جلسة “تغطية الأزمات والحروب بين الرقمي والتقليدي”، شارك فيها كل من الكاتب الصحفي ضياء رشوان، ونايلة تويني رئيسة مجموعة النهار الإعلامية ورئيسة تحرير صحيفة النهار، والمراسلة الإعلامية الفلسطينية الشابة بلستيا العقاد، التي نالت احترام وتقدير العالم لشجاعتها وهي تبث فيديوهات في ظروف صعبة تحت القصف الإسرائيلي على قطاع غزة عبر حسابها على منصة التواصل الاجتماعي انستغرام، حيث شاركت في هذه الجلسة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وأدارتها الإعلامية بقناة العربية نادين خماش.
في بداية الجلسة أشارت نادين خماش إلى أن الحروب الحالية بالمنطقة قد تزامنت في وقت يبرز فيه دور وسائل التواصل الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدور المهم للإعلام التقليدي، صحافة وتليفزيون، وقالت بلستيا العقاد إنها فوجئت بالتفاعل العالمي مع الفيديو الذي بثته في البداية على منصة انستغرام ما شجعها على مواصلة هذه الرسالة رغم المخاطر التي تعرضت لها جراء القصف الإسرائيلي الذي طال كل مكان في غزة،
وأضافت: “فخورة أنني أوثق هذه الأحداث، وربما كانت لدىَ حرية حركة أكثر من الصحفيين والمصورين الذين يتحركون على الأرض في ضوء موافقات وباعداد قليلة لا تكفي لتغطية كل ما يجري”.
وأكدت نايلة تويني على أهمية الإعلام الرقمي ومواكبة التقنيات المتسارعة وقالت إن صحيفة النهار تحولت قبل 14 عاماً من صحيفة ورقية إلى إلكترونية بشكل كلي ولولا ذلك ما كانت لستستمر إلى الآن، مشيرة إلى أن لديها الآن موقعاً إلكترونياً ومنصات تواصل اجتماعي مع فريق عمل ضخم يعمل على التحقق من الفيديوهات والمحتويات المصورة التي تصل المؤسسة قبل بثها للجمهور حتى نكون مرجعاً للحقائق.
وأضافت :”مع قناعتنا بالإعلام الرقمي إلا أن الاعلام التقليدي مهم للغاية ولا يمكن الاستغناء عنه، فله دور مهم في التحليل، ولهذا فإنهما يكملان بعضهما البعض”، مضيفةً أن الذكاء الاصطناعي يسهل العمل الإعلامي لكنه لن يلغيه.
وعما إذا كانت أحداث غزة قد أعادت الإعلام التقليدي، صحافة وتليفزيون، للجمهور، قال ضياء رشوان إن الاعلام التقليدي لن يختفي أبداً، وأن الإعلام الرقمي وسيلة ناقلة لما يصنعه الإعلام التقليدي الذي تزداد أهميته خلال الحروب والأزمات، ولهذا فإن لكل وسيلة إعلام تقليدية مواقعها الإلكترونية ومنصاتها الاجتماعية.
وأضاف ” الأصل في الصحافة التقليدية هو أنها تعمل وفق ضوابط وقواعد تفتقدها وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يمكن الوثوق في كل ما يتم بثه من خلالها، مع إدراكي أن غالبية الصحف التي تملكها حكومات أو أفراد لها توجهات وسياسات معينة ولا تمتلك الحرية الكاملة بطبيعة الحال”.
وقالت بلستيا العقاد: “قضية فلسطين بالنسبة لي قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، ويهمني أن ينظر العالم إلى الشعب الفلسطيني بأنهم بشر مثل الشعوب الغربية ولابد من التعاطف معهم، وقالت: “من خلال منشوراتي على الانستغرام أجبت على كثير من أسئلة الناس حول العالم المتعلقة بالجوانب الإنسانية لأناس يعيشون حياتهم اليومية تحت القصف، لأنني كنت أبث هذه المحتويات بشكل طبيعي ونقلت كثيراً من جوانب الحياة اليومية الصعبة، وكان لدي حرية حركة أكثر من المراسلين والمصورين”.
وأضافت :”ما تم تغطيته إعلامياً ربما لا يتجاوز 10% مما حدث بالفعل وبعد أن تنتهي الحرب ستظهر الكثير من المآسي والحقائق”، مشددةً على أهمية الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل رأي عام عالمي، ودللت على ذلك بالمظاهرات الضخمة التي جرت في الجامعات الأمريكية والأوروبية التي تدين إسرائيل وتطالب بإنهاء الحرب”.
وأكدت بلستيا العقاد:” وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتني في أن أنقل للناس حول العالم جوانب من تفاصيل حياتنا وما يجري لنا من قتل وقصف وتدمير وإبادة.. وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في خلق تواصل وتفاعل بين البشر حول العالم”.
وقال ضياء رشوان:”ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية تأثر بها الناس حول العالم .. إبادة راح ضحيتها 140 صحفياً تم قتلهم في غزة وهو عدد أكبر من عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية”.
وعما إذا كان بمقدور الإعلام أن ينهي حرباً، قال ضياء رشوان من الممكن أن يغير الإعلام مسار بعض الحروب خاصة الصغيرة، لكن لا يمكنه ذلك في الحروب الكبيرة خاصة القائمة على مصالح دول، مع إمكانية أن يلعب دوراً في خلق رأي عام عالمي وتوجيه سياسات، حيث وضع إسرائيل تحت ضغوط دولية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين تدعو وسائل الإعلام لتفادي نشر أو بث صور ضحايا ملعب 5 جويلية
دعت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين وسائل الإعلام إلى التحلي بالمهنية العالية في نقل المعلومة الخاصة بحادثة ملعب 5 جويلية أمس السبت. وضرورة احترام حرمة الضحايا، وتفادي بث أو نشر صور ومقاطع تمس كرامتهم.
وحسب بيان للمنظمة، أشارت إلى أنها تتابع ببالغ الأسى والأسف تداعيات حادثة التدافع المؤسفة التي وقعت بمدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي. والتي أسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين من مشجعي نادي مولودية الجزائر. وتتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وأكدت المنظمة، أنه وفي ظل التعاطي الإعلامي الواسع مع هذا الحدث الأليم، يجب على مختلف وسائل الإعلام الوطنية التحلي بالأخلاق المهنية، خاصة في تغطية مثل هذه الأحداث المأساوية التي تمس مشاعر الرأي العام.
كما تشدد المنظمة على أهمية إلتزام وسائل الإعلام الوطنية بالمهنية العالية في نقل المعلومة من مصادرها الرسمية والمعتمدة. تفاديا لنشر أخبار مغلوطة أو محرفة قد تسيء للفهم العام أو تفتح الباب أمام التأويلات الخاطئة. وضرورة احترام حرمة الضحايا، وتفادي بث أو نشر صور ومقاطع تمس كرامتهم أو تظهرهم في أوضاع غير إنسانية. والتذكير بما ينص عليه القانون العضوي المتعلق بالإعلام، لاسيما المادة 35، التي تلزم الصحفي والمؤسسة الإعلامية باحترام كرامة الأشخاص وحقوقهم، وتمنع نشر أو بث، صور أو أقوال أو إشارات أو إيماءات غير أخلاقية أو صادمة لمشاعر المواطن.
كما دعت المنظمة جميع القائمين على وسائل الإعلام الوطنية، بمختلف أشكالها، إلى ممارسة مهامهم ضمن إطار أخلاقي صارم. بما يتماشى مع أحكام المادة 3 من القانون العضوي للإعلام، والتي تنص على ممارسة النشاط الإعلامي في إطار احترام الثوابت الوطنية وأخلاقيات المهنة وكرامة الإنسان.