نشر موقع "فوكس" حوارًا مع ميراف زونسزين، أحد كبار المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية، والذي تناول فيه عدم تحقيق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي لهدفه الأساسي من الحرب على غزة، وهو القضاء على حركة حماس؛ حيث لا تزال القيادة العليا للحركة سليمة، ما يعني أن  الاحتلال ليس قريبا من القيام بذلك على الإطلاق.



وفي حواره، الذي ترجمته "عربي21"، قال زونسزين إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن عن أهداف الحرب بأنه تستهدف إزالة القدرات الحاكمة والعسكرية لحماس. وهو ما تلخص في عبارات "تدمير حماس"، و"تدمير غزة" خلال الخطابات التحريضية للغاية، وهو ما يعني أنهم يريدون إزالة حماس كقوة في قطاع غزة، ولم يتمكنوا إلى حد كبير من القيام بذلك.

وأرجع زونسزين ذلك إلى سببين رئيسيين، الأول هو أنه "من الصعب جدًا تفكيك جماعة إرهابية غير حكومية ترسخت جذورها داخل منطقة حضرية صغيرة جدًا ومكتظة بالسكان، في حين أنها موجودة هناك منذ ما يقرب من 20 سنة. لقد احتجزت حماس العديد والعديد من الرهائن، وحتى يومنا هذا لا يزال هناك أكثر من 100 أسير في غزة".

وتابع "يبدو من المرجح أن الجيش الإسرائيلي واجه صعوبة في الوصول إلى قيادة حماس واللاعبين الرئيسيين لأنهم على الأرجح محاصرون بالرهائن، مبينًا أنه كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من الدمار والخراب والقتل إذا لم يكن هؤلاء الرهائن موجودين".

وأضاف زونسزين أن السبب الآخر هو أن "نتنياهو على وجه التحديد كان لديه سياسة واضحة للغاية تتمثل في إبقاء حماس في السلطة ومحاولة احتواء حماس أيضًا، لأن حماس تمثل ذريعة جيدة جدًا لإسرائيل لمواصلة طريقها في الاستيطان والتوسع والاحتلال ورفض إقامة الدولة الفلسطينية".

وأشار زونسزين إلى أنه "طالما أن حماس موجودة، فلن تضطر إسرائيل إلى الدخول في أي نوع من عملية السلام، أو أي نوع من المفاوضات السياسية الجادة. وليس من الضروري أن تأخذ المطالب الفلسطينية بالدولة والتحرير والحقوق على محمل الجد. وحتى لو افترضنا أن نتنياهو ملتزم بالتخلص من حماس؛ فإن لديه مصلحة في البقاء في السلطة الآن، وأفضل طريقة للبقاء في السلطة هي إبقاء الحرب مستمرة بلا توقف".


وبسؤاله عما إذا نجحت إسرائيل في ذلك أو حصلوا على أي من القيادات العليا لحماس، قال زونسزين إن "إسرائيل وصلت إلى بعض كبار القادة المسؤولين عن جوانب معينة من الجناح العسكري لحماس، ولكن لا أحد في الدائرة الداخلية من الذين يتخذون القرارات. وهم مهتمون جدًا بالقبض على هؤلاء الأشخاص، ليس فقط لأنهم الأشخاص الذين يتخذون القرارات، ولكن بسبب الانتقام، فهم بحاجة إلى القضاء على هؤلاء الأشخاص من أجل تحقيق نصر رمزي على الأقل".

وأوضح زونسزين أنه "ليس من المعقول حقًا القضاء على حماس بشكل كامل، ويعود ذلك إلى عدة أسباب"، وهي: إن "أقوى جيش في الشرق الأوسط" يقاتل منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. وإذا افترض أن نصف الضحايا - وهو أكثر من 35.000 - من مقاتلي حماس، إلا أنه لا يزال ليس رقمًا يمكن أن يفكك منظمة بالضرورة، مشيرًا إلى أن أهداف الحرب وخطاباتها كانت أعلى بكثير مما كان يمكن لإسرائيل أن تفعله بشكل جيد. لقد وعدوا بأشياء لم يتمكنوا من الوفاء بها.

وبسؤاله عن موقف الولايات المتحدة تجاه إستراتيجية إسرائيل تجاه حماس في هذه المرحلة، أجاب زونسزين بأن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل بشكل كامل – دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا – طوال هذه الحرب. كما يُزعم أنها تدعم أهداف الحرب الإسرائيلية المتمثلة في استعادة الرهائن وتدمير حماس. لكنها تنظر بشكل مختلف للطريقة التي شنت بها إسرائيل حربها.

وأفاد زونسزين أنه مع استمرار هذه الحرب، ربما فوجئت الولايات المتحدة - وإلى حد ما إسرائيل أيضًا - بعدم تحقيق المزيد من التقدم. ومع بدء سنة الانتخابات في الولايات المتحدة، بدأوا يدركون أنهم بحاجة حقًا إلى إظهار مظهر القيام بالأشياء بشكل أفضل فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية على الأقل.

وذكر زونسزين أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط الشديد إزاء حقيقة عدم وجود إستراتيجية لخروج نتنياهو من الحرب ولا رؤية سياسية لغزة لما بعد الحرب.

وبسؤاله عما يشعر به الفلسطينيون تجاه حماس في هذه المرحلة، أوضح زونسزين أنه يعلم أن هناك شعبية متزايدة في استطلاعات الرأي التي أجريت في الضفة الغربية، حيث لا يشارك الفلسطينيون بشكل مباشر فيما يحدث في غزة. ولكن قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كان أعلى معدل للوفيات بين الفلسطينيين منذ 20 سنة يحدث في الضفة الغربية. فهناك ميليشيات المستوطنين، وقيود كاملة على حرية الحركة. إنهم في مكان محفوف بالمخاطر وفظيع للغاية. والسلطة الفلسطينية التي تدير جوانب معينة من الحياة في مناطق معينة من الضفة الغربية أصبحت متواطئة إلى حد كبير مع الاحتلال الإسرائيلي، لذلك ليس لديهم أي شخص يمثلهم.

وأضاف زونسزين أن حماس تمثل الكيان الوحيد الذي تحدى إسرائيل في سياساتها القمعية العنيفة والممنهجة. الآن، هذا لا يعني أن الناس يحبون كل تكتيكات حماس، ولكن حماس هي الكيان الوحيد الذي وقف في وجه الإفلات الإسرائيلي من العقاب، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن إسرائيل كانت تأمل، بطريقة ما، أنه كلما ساءت الأمور بالنسبة لسكان غزة، كلما زادت انتفاضتهم ضد حماس. ربما كانوا يأملون في حدوث فوضى من شأنها خلق قدر كبير من الفوضى التي قد تضطر حماس إلى التنازل عن السلطة، بحسب المحلل الإسرائيلي.


وبسؤاله عن إذا كانت ستظل حماس صامدة حتى نهاية هذه الحرب، أفاد زونسزين أنه لا يستطيع التنبؤ بذلك لأن بعض الناس في إسرائيل - حتى لو وضعوا نتنياهو جانبًا - ملتزمون حقاً بإزالة حماس من السلطة، حتى لو استغرق الأمر سنوات، مرجعًا ذلك لفقدان الإسرائيليون الثقة الكاملة في قدرة الدولة على حمايتهم. ولكن هناك أيضًا واقع يجب التعامل معه، وقد فهم بعض مسؤولي الاستخبارات العسكرية أن حماس ستبقى هناك على مستوى ما.

وأضاف زونسزين أنه حتى "لو استسلم نظام حماس الحالي بطريقة أو بأخرى أو تم نفيه أو إزالته في نهاية الأمر، فسيظل هناك أناس من حماس، ونهج حماس، وأيديولوجية حماس".

واختتم زونسزين حواره مبينًا أنه "تم تجاهل القضية الفلسطينية، ونفى الرؤساء الأمريكيون تمامًا أنها قضية، وقرر رؤساء الوزراء الإسرائيليون والحكومات المتعاقبة والمجتمع الإسرائيلي أنها ليست قضية يجب التعامل معها. تلك الغطرسة والإفلات من العقاب أدت بطرق عديدة إلى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وهذا أمر يجب على الإسرائيليين أن يأخذوه في الاعتبار الآن. إن رد فعل العالم قوي للغاية على سنوات الاحتلال دون أي ثمن، وللأسف فإن الثمن الآن باهظ للغاية".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة حماس الاحتلال الفلسطينية فلسطين حماس غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة أن حماس

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير

وأضاف في لقاء خاص مع الجزيرة (يبث لاحقا) أن الحكومة اللبنانية تلقت تحذيرات غربية وعربية حملها موفدون دوليون مباشرة إلى بيروت، وتفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الجنوب وفي مناطق أخرى، وأن وتيرة الغارات الحالية تأتي في سياق هذا التمهيد.

وأوضح الوزير أن هذه الرسائل تزامنت مع إعلان إسرائيل عمليا فصل المسارين السياسي والعسكري، بحيث لا يؤثر تقدم المفاوضات على قرارها بالتصعيد، وهو ما عبّرت عنه بوضوح في الاتصالات التي وصلت إلى الخارجية اللبنانية خلال الأيام الأخيرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب اللهlist 2 of 4إسرائيل تشن سلسلة غارات على لبنان وتعلن مهاجمة مراكز لحزب اللهlist 3 of 4الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهامlist 4 of 4بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سورياend of list

وأشار إلى أن إدخال السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني المفاوض يندرج ضمن جهود بيروت لتثبيت قواعد تفاوض واضحة، لكنه لا يعني -على حد قوله- أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ستتراجع، فالاتصالات الدولية تفيد بأن هناك مرحلة تصعيدية قد تكون واسعة.

وقال الوزير إن الحكومة اللبنانية تكثف اتصالاتها مع أطراف عربية ودولية ومع الأمم المتحدة في محاولة لمنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة، موضحا أن بيروت تعمل على "تحييد المرافق العامة" وتقليل الأخطار المحتملة التي قد تطال البنية التحتية الحيوية.

تفاوض غير تقليدي

وأضاف أن المسار التفاوضي الحالي غير تقليدي، وأن لبنان يسعى من خلاله إلى إعادة تثبيت اتفاقية الهدنة لعام 1949، مشيرا إلى أن الحديث عن معاهدة سلام ليس مطروحا حاليا، وأن الأولوية تتمثل في وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.

وقال الوزير إن المفاوضات مع إسرائيل مستمرة عبر آلية قائمة، لكن بالتوازي تخوض الحكومة حوارا داخليا مع حزب الله بخصوص سلاحه، إلا أن الحزب -بحسب ما نقل عنه- يرفض حتى الآن تسليم السلاح.

وذكر أن سلاح حزب الله لم ينجح في حماية لبنان، ولا غزة أو القدس، معتبرا أنه استجلب الاحتلال إسرائيلي على لبنان.

وفيما يتعلق بإيران، أكد الوزير أنه رفض زيارة طهران مؤخرا، وأن أي لقاء مع نظيره الإيراني يجب أن يتم في دولة محايدة، معللا ذلك باستمرار التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية وإطلاق تصريحات تمس السيادة، إضافة إلى "تمويل تنظيم غير شرعي" على حد قوله.

وشدد على أن المعطيات التي وصلت إلى بيروت حول نية إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة تضع البلاد أمام مرحلة خطيرة، لافتا إلى أن التهديدات لم تعد في إطار التصريحات الإعلامية، بل وصلت عبر قنوات دبلوماسية متعددة ومن موفدين غربيين.

وقال الوزير إن الهدف المباشر لتحرك الدبلوماسية اللبنانية هو منع انزلاق الوضع الميداني، وأن الحكومة تتعامل على أساس أن الضربة الإسرائيلية قد تكون وشيكة، خصوصا بعد إصرار تل أبيب على التعامل مع مساري التفاوض والتصعيد كملفين منفصلين بالكامل.

وأضاف أن الجيش اللبناني سيعلن نهاية العام الجاري استكمال مهمة حصر السلاح في جنوب الليطاني وفق الخطة الموضوعة، رغم الاعتداءات المستمرة، لكن الوزير أشار إلى أن رسائل غربية أفادت بأن ما هو مطلوب من لبنان يتجاوز جنوب الليطاني ليشمل مناطق أخرى شماله أيضا.

العلاقات مع سوريا

وفي ملف العلاقات مع سوريا، أوضح وزير الخارجية أن العلاقات تمر بمرحلة إيجابية هي "الأفضل منذ استقلال البلدين"، وأن دمشق تتعامل بمرونة مع الملفات العالقة، غير أن ذلك لا يغيّر من حقيقة أن التصعيد الإسرائيلي هو التحدي الأكبر حاليا بالنسبة لبيروت.

وأكد الوزير اللبناني أن فصل إسرائيل لمسار التفاوض عن مسار التصعيد يمثّل مؤشرا خطيرا، وأن الحكومة اللبنانية تتصرف وفق هذا المعطى، مشددا على أن أي جهد دبلوماسي يجري اليوم يهدف أولا إلى حماية المرافق العامة وتقليل احتمالات الانزلاق نحو مواجهة واسعة.

وشن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سلسلة غارات على جنوب لبنان وشرقه، زاعما استهداف أماكن تابعة لحزب الله، في تصعيد جديد وخرق يضاف إلى سلسلة خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ارتكبت الأخيرة آلاف الخروقات، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.

وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي كبير يعترف: قطر بيت الحكمة الجديد في الشرق الأوسط
  • بعد اغتيال رائد سعد.. محلل: استهدافات غزة نتاج الاحتلال وتواطؤ المجتمع الدولي
  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • إسرائيل توافق على إنشاء 19 بؤرة استيطانية بتوسع كبير بالضفة
  • لاعب سيراميكا: حلمي طولان مدير فني كبير.. والهجوم ضده غير منطقي
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير