كتبت " الشرق الاوسط": تفاعلت قضية فرار موقوف بارز من سجن الأمن العام اللبناني قضائياً وأمنياً، حيث أسفرت التحقيقات الأولية التي أجراها الجهاز، بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، عن توقيف ضابطين وعنصر من حرس السجن، وبدأت ملاحقتهم أمام القضاء العسكري بشبهات «الإهمال والتواطؤ» على تهريبه.


فرار هذا السجين يعدّ سابقة لدى الأمن العام؛ إذ إنها المرّة الأولى التي يتمكن فيها سجين من الهرب من مركز التوقيف العائد للجهاز. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة على القضية أن «الموقوف الذي تمكن من الفرار هو السوري (فايز. ع) كان اعتقل منتصف شهر تموز) 2023 لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بناء على مذكرة توقيف غيابية صادرة بحقّه عن قاضي التحقيق في شمال لبنان رامي الحاج، بجرم الاتجار بالمخدرات».
وأفادت المصادر أن هذا الشخص «وضع في النظارة رقم 1 في سجن الأمن العام، المخصصة للموقوفين الذين يحظون بعناية خاصة، بما يمكن أقاربهم وعائلاتهم من زيارات متتالية، والسماح لهم بإجراء اتصالات كلّما رغبوا بذلك». وقالت إن «جهات نافذة مارست ضغوطاً لإطلاق سراحه قبل فراره، إلا أن القاضي رامي الحاج رفض ذلك بالنظر لخطورة الجرم الملاحق به وهو الاتجار بالمخدرات». وخلق الحادث إرباكاً داخل الأمن العام، وتضاربت الروايات حول طريقة الفرار. وأشارت المصادر إلى أن الموقوف الفار «كان يتقرّب من الضابط المسؤول عن النظارة، وهو برتبة نقيب، وفي الليلة التي سبقت فراره قضى سهرة طويلة في مكتب هذا الضابط ليكتشف أمر فراره في الصباح».
وتحدثت المصادر عن فرضيات عدّة بينها أن «عملية تواطؤ حصلت وأسفرت عن خروج السجين، وتردد أن الأخير دفع رشوة تتراوح ما بين 300 و500 ألف دولار، إلا أن التحقيق لم يثبت ذلك حتى الآن»، مشيرة إلى أن «الفرضيّة الأكثر ترجيحاً تفيد بأن السجين تمكن من سرقة مفاتيح الأبواب الحديدية العائدة للنظارة من مكتب الضابط، وفتح الأبواب بواسطها وغادر، حيث كان شقيقه ينتظره في الخارج، ليتبيّن أنه نقله إلى سوريا عبر معبر غير شرعي، ومن هناك انتقل إلى تركيا، خصوصاً أن قيود الأمن العام لم تُظهر أن شقيق السجين دخل لبنان بطريقة شرعية».
وأكد مصدر بارز في الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه القضية «تحظى باهتمام مباشر من المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، الذي أمر بتوقيف ضابطين وعناصر من الجهاز تنفيذاً لعقوبات مسلكية مشددة، بمعزل عن الملاحقة القضائية التي يتولاها القضاء العسكري»، لافتاً إلى أن البيسري «تابع مجريات التحقيق الأولي للاطلاع على كل تفاصيله والإحاطة بجوانبه كافة، وقَطع الطريق على أي محاولة للتدخل في هذا الملفّ للتخفيف من وطأة المسؤولية على المعنيين بأمن السجن ونزلائه، ويرفض أن تكون هذه السابقة حافزاً لكلّ من تسوّل له نفسه التراخي بحماية أمن السجن».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأمن العام

إقرأ أيضاً:

"مسيرة غزة" في قبضة الأمن المصري: توقيف 200 ناشط ومطالبات بالإفراج الفوري عنهم

أوقفت السلطات المصرية أكثر من 200 مشارك من جنسيات متعددة فور وصولهم إلى القاهرة للمشاركة في "المسيرة العالمية نحو غزة"، بينهم فرنسيون تعرضوا للاستجواب واحتُجز بعضهم. اعلان

أوقفت السلطات المصرية أكثر من 200 مشارك من جنسيات متعددة فور وصولهم إلى القاهرة للمشاركة في "المسيرة العالمية نحو غزة"، بحسب ما أفاد به منظمون لإحدى القنوات الفرنسية. وكان من المفترض أن تنطلق المسيرة صباح الجمعة من مدينة العريش، شمال سيناء، باتجاه معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، في خطوة رمزية احتجاجًا على الحصار المفروض على القطاع.

من بين المعتقلين، هناك عدد من المواطنين الفرنسيين، حيث أكد أحد أعضاء الوفد القادم من باريس لقناة "فرانس إنفو" أن أكثر من 20 شخصاً من الجالية الفرنسية تم احتجازهم في مطار القاهرة، وتعرض بعضهم لاستجوابات "عنيفة"، على حد وصفه. كما داهمت الشرطة المصرية فندقين في العاصمة كان يقيم فيهما نشطاء فرنسيون، مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، وفق روايته.

ولم يصدر أي تعليق بعد عن السلطات الفرنسية، بما في ذلك وزارة الخارجية وسفارة باريس في القاهرة. في المقابل، أصدر المنظمون بياناً أعربوا فيه عن "قلقهم العميق" إزاء هذه الاعتقالات، مؤكدين أنها طالت أيضاً مشاركين من الجزائر وتونس وألمانيا والمغرب وأستراليا وتركيا. وطالبوا السلطات المصرية بـ"الإفراج الفوري عن كافة المحتجزين والسماح لجميع المشاركين بدخول الأراضي المصرية".

Relatedالطريق الى غزة .. طرابلس تستقبل "قافلة الصمود" فهل تصل فعلا إلى وجهتها؟70 طفلا من غزة يصلون إيطاليا لتلقي العلاج بينهم آدم ووالدته الدكتورة آلاء النجارغزة: عزلة رقمية ودماء أمام مراكز توزيع المساعدات

وأكدت المتحدثة باسم الوفد الفرنسي، الطبيبة كاترين لو سكلان-كيري، أن هدف المشاركين لم يكن دخول غزة، بل الوصول إلى معبر رفح فقط، للضغط من أجل إنهاء الحصار الإنساني. وأضافت: "لم تكن لدينا نية لعبور الحدود، بل إيصال رسالة رمزية إلى العالم".

ووفق جدول المسيرة، كان من المقرر انطلاقها من العريش يوم الجمعة وقطع مسافة 48 كيلومتراً بمحاذاة ساحل المتوسط، وصولاً إلى معبر رفح يوم الأحد. إلا أن الأحداث الأخيرة وضعت مستقبل المسيرة على المحك.

وفي سياق متصل، أعلنت أوساط برلمانية فرنسية أن عودة النائبة الأوروبية ريما حسن، التابعة لحزب "فرنسا الأبية"، إلى باريس ستكون مساء الخميس، بعد احتجازها في مطار بن غوريون في تل أبيب، على خلفية مشاركتها في رحلة بحرية إنسانية على متن سفينة "مادلين" التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في عرض البحر.

وبحسب محاميها، فقد تم ترحيل ستة ناشطين، بينهم فرنسيان، على أن يعود آخر اثنين إلى فرنسا يوم الجمعة. وكان 12 ناشطًا من عدة دول، بينهم السويدية غريتا تونبيرغ، قد أبحروا من إيطاليا مطلع الشهر في محاولة رمزية لكسر الحصار البحري المفروض على غزة.

وقد أوقفت البحرية الإسرائيلية القارب صباح الاثنين، وتم ترحيل الناشطين تباعًا، بينهم تونبرغ التي أُعيدت إلى السويد، فيما يستمر الجدل بشأن قانونية اعتراض القارب في المياه الدولية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ترقية شرطي صدمه مروج مخدرات بالبيضاء إلى ضابط أمن ممتاز
  • الأمن العام يوضح دلالات صفارات الإنذار التي دوت صباحًا
  • تطوان: بارون مخدرات مبحوث عنه وطنيا يقع في قبضة الأمن
  • قوى الأمن: توقيف مُهرّبين في محلة المحمرة
  • توقيف وزير الاقتصاد اللبناني السابق بشبهات فساد
  • توقيف 6 أشخاص... وضبط مخدرات بحوزتهم
  • "مسيرة غزة" في قبضة الأمن المصري: توقيف 200 ناشط ومطالبات بالإفراج الفوري عنهم
  • تفاصيل جديدة لأخطر قضايا التجسس التي طالت السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج
  • الإفراج عن الفتاة التي أساءت لفريق رياضي لدولة مجاورة
  • في حارة صيدا.. توقيف مروج مخدرات وهذا ما ضُبط معه (صورة)