عن التطور التاريخي في الحرب الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
من الممكن أن تغير الخطوة التاريخية التي اتخذها الرئيس الأمريكي بايدن بإعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الأمريكية ضد أهداف داخل روسيا مسار الحرب على أكثر من صعيد. جاء هذا القرار بعد مناقشات طويلة حول ضرورة تمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها بشكل فعال، خاصة بعد توجيه روسيا لأسلحة نحو خاركيف من مواقع عبر الحدود.
ومن المؤكد أن يغير هذا القرار الذي تبعته 11 دولة أوروبية وكندا من ديناميات الصراع الروسي الأوكراني؛ فتمكين أوكرانيا من ضرب أهداف داخل روسيا باستخدام أسلحة أمريكية يمكن أن يوفر لها ميزة تكتيكية مهمة تمكنها من استهداف حاميات القوات الروسية والمراكز اللوجستية لمستودعات الأسلحة والذخائر إلى عمق يصل إلى ٢٤ ميلا داخل الأراضي الروسية. ورغم أن هذه الخطوة «المقيدة» لن تمكن أوكرانيا من ضرب العمق الروسي أو ضرب مهابط الطائرات التي تكون في عمق يزيد على ٢٤ ميلا إلا أنها ستقلل من قدرة روسيا على تنفيذ هجمات منسقة ضد الأراضي الأوكرانية، مما يضعف موقفها العسكري في المنطقة.
وتأمل كييف أن يكون هذا التوجه لدى دول حلف الناتو محوريا وداعما لاستعادة مكانتها في المعركة التي خسرت فيها أوكرانيا الكثير من أراضيها وقدراتها العسكرية. واعتبر زيلينسكي الأمر «خطوة إلى الأمام». لكن مسؤولون روس قالوا إن دول الناتو تخاطر بالتصعيد إذا منحت أوكرانيا قدرا أكبر من الحرية لإطلاق النار على روسيا.
ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من موسكو، وقد تلجأ إلى تصعيد الموقف عسكريًا من خلال استهداف حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا أو حتى الولايات المتحدة نفسها. هذا التصعيد المحتمل يثير مخاوف من اندلاع مواجهة أوسع تشمل استخدام أسلحة نووية، مما يعقد الأوضاع بشكل خطير ويزيد من التوترات الدولية.
وبالإضافة إلى المخاوف من تصعيد النزاع إلى مواجهة نووية، هناك قلق دولي بشأن تزايد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا. يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تدفع بالصراع إلى مرحلة أكثر دموية وتعقيدًا، مما يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من حالات النزوح.
وتشير التقارير إلى أن بعض حلفاء الولايات المتحدة، مثل المملكة المتحدة، قد رفعوا بالفعل القيود على استخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف داخل روسيا. هذا الدعم يعزز من موقف أوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه يضع حلف «الناتو» في مواجهة مباشرة مع روسيا، مما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع نطاقًا.
ومن المتوقع أن تتعامل روسيا مع هذا القرار بالتصعيد العسكري والدبلوماسي. قد تلجأ روسيا إلى توجيه تهديدات أو تنفيذ عمليات هجومية مضادة واستخدام استراتيجيات الحروب الهجينة التي تشمل الهجمات السيبرانية، وحملات التضليل الإعلامي، وزيادة الدعم للجماعات الموالية لها في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تسعى روسيا إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق الحساسة، وزيادة التعاون مع حلفائها مثل الصين وإيران، بهدف تشكيل تكتلات سياسية وعسكرية تعزز من موقفها في مواجهة النفوذ الأمريكي.
ودفعت عدة عوامل الولايات المتحدة إلى الخروج عن حذرها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية وفي مقدمة ذلك
ازدياد وتيرة الهجمات الروسية على مناطق مدنية وعسكرية في أوكرانيا، خصوصًا تلك التي تستهدف مناطق قريبة من الحدود الروسية، مما يضعف قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها بشكل فعال، كما شكلت بعض الدول ضغوطا على أمريكا حينما عمدت قبلها إلى رفع القيود عن استخدام أسلحتها ضد روسيا، مثل بريطانيا.
وأدت المصالح الاستراتيجية الأمريكية دورا مهما في السير نحو هذا القرار حيث ترغب أمريكا في الحفاظ على توازن القوى في أوروبا ومنع روسيا من تحقيق مكاسب استراتيجية يمكن أن تضعف موقف الناتو وتزيد من التهديدات الأمنية على الحلفاء الأوروبيين.
وأرسل القرار التاريخي الأمريكي رسالة واضحة إلى موسكو مفادها أن استمرار الهجمات وتوسيع نطاقها سيكون لهما عواقب وخيمة، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا للدفاع عن أوكرانيا.
رغم ذلك، على أمريكا وحلفائها توقع أي شيء من روسيا التي ستعتبر دول الناتو جميعها منخرطة في الحرب المباشرة ضدها الأمر الذي قد يعيد خطر الحرب النووية إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن تراجعت خلال العام الماضي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذا القرار
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن
أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا تريد سلامًا دائمًا ومستقرًا في أوكرانيا، قبل أن يضيف أن شروطها لتحقيق السلام لم تتغير، وبينها تخلي أوكرانيا عن أراض وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال بوتين للصحافيين "نحتاج إلى سلام دائم ومستقر قائم على أسس متينة، يرضي روسيا وأوكرانيا، ويضمن أمن البلدين ... الشروط ما زالت كما هي بالتأكيد" من الجانب الروسي.حرب روسيا وأوكرانياويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر 2022 فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
أخبار متعلقة "تهديد".. ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين ردا على تصريحات روسيةباكستان.. ارتفاع ضحايا الفيضانات إلى 291 قتيلًا و698 جريحًاوتطالب موسكو أيضا بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وعن تسلم شحنات أسلحة غربية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن - وكالات
وترفض كييف هذه الشروط وتطالب في المقابل بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يحتل 20% تقريبًا من أراضيها، وبضمانات أمنية غربية بينها استمرار تدفق شحنات الأسلحة، ونشر قوة أوروبية، ما تعارضه روسيا.
وبالتالي، وصلت المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي للصراع الذي أثاره الهجوم الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022 إلى طريق مسدود.إنهاء الحرب في أوكرانياوكرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة تأكيد استعداده للقاء نظيره الروسي شخصيًا في محاولة لدفع المحادثات قدمًا، وهو اقتراح رفضه الكرملين حتى الآن.
وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "نعرف من يتخذ القرارات في روسيا، ومن يجب أن ينهي هذه الحرب".
مضيفًا أن أوكرانيا مستعدة "في أي وقت" لعقد "اجتماع على مستوى القيادة".