حاول محمد عبده، أحد مرضى «السكري» بمركز بلبيس محافظة الشرقية، الحصول على دوائه المقرر له من طبيبه المعالج وهو «الأنسولين» من الصيدليات العاملة في مركزه أو المراكز الأخرى القريبة، أو عبر فروع إحدى السلاسل الشهيرة للصيدليات التي توطنت مكان سكنه؛ لكنه فشل، قبل أن يجد عبوة واحدة منه في صيدلية تقع في أطراف الحي الذي يسكن فيه بمركز بلبيس.

واستعطف «عبده» الصيدلي في الحصول على عبوة أخرى بأضعاف سعرها، باعتبار أن دواء «الأنسولين» ضروري جدًا ومهم لحالته الصحية، ولا غنى له عن أخذ جرعته اليومية، إلا أن رجاءه خاب، بعدما علم أن هذه العبوة هي الأخيرة في الصيدلية، ولا توجد غيرها، متسائلًا عن سبب اختفاء دواء مهم جدا لمثل حالته رغم ارتفاع سعره من قبل للعبوة الواحدة من 31 جنيه إلى 55، وحاليا 63.5 جنيه. 

وكان محمود فوزي، المدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء، قد صرح بأن هناك زيادة في أسعار أكتر من 1500 صنف في الطريق، بشكل يؤدي إلى أعباء كبيرة على المرضى، خاصة وأن هناك أكثر من 35 مليون مواطن غير مؤمن عليهم وليس لهم تمويل للأدوية، مشيرًا إلى أن الدواء أحد أهم أضلاع الرعاية الصحية، وبدون الدواء لن يكون هناك صحة جيدة.

وأوضح محمود سليم، أنه مريض ضغط وقلب منذ عشرة أعوام، وأن حالته مستقرة على دواء الـ «كونكور»، وخلال الأسبوع الماضي حاول جاهدا الحصول على عبوة منه والتي تكفيه لمدة شهر كامل، وذلك لقرب انتهاء  العبوة الأخيرة في نهاية شهر مايو المنقضي، إلا أن مساعيه لم تنجح، ولم يتمكن من الحصول عليه في أي من الصيدليات المنتشرة في محل سكنه بمركز الزقازيق، فرجع إلى طبيبه الخاص والذي وصف له عقارًا آخر لأجل أن يجد راحته معه أو لحين توافر دواءه من جديد.

ونوه محمد إبراهيم، إلى أن المستشفيات تعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية مثل «القطن، الشاش، الجبس» أي مستلزمات الكسور، وكذلك أنواع معينة من الكانيولات، لافتًا إلى إنه ذهب إلى المستشفى للاطمئنان على نجله بعد سقوطه على الأرض، فأخبره الطبيب بوجود كسر في يده، وكتب له ورقة بها بعض المستلزمات التي يجب أن يشتريها من خارج المستشفى لتضميد يد نجله.

وتسأل سامح أحمد سليم، عن سبب أصل أزمة الدواء المفتعلة في الوقت الحالي، خاصة وأن الدواء سلعة استراتيجية يجب على الدولة الإلتزام بتوفيرها، ويجب أن تخضع لآلية «التسعيرة الجبرية" المُنظمة  للسوق وتعمل على ضمان العدالة ومنع الجشع والاستغلال؛ باعتبار أن الدواء سلعة أساسية لا يجوز التخلي عنها، أو تركها لقوانين العرض والطلب التي ارغمتنا إلى الدخول في نفق مظلم وهو الاحتكار السائد حاليًا، فعندما ترغب الشركات في رفع أسعار منتجاتها تعمل على حجب منتجاتها بشكل كامل أو بشكل جزئي، كأنواع كثيرة من أدوية الضغط والسكر والمضادات الحيوية.

وقال الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، إن وظيفة الصيدلي صرف الدواء للمرضى من خلال التقارير الطبية «الروشتات» المُعدة من قبل أطباء متخصصين، ووفق التعليمات والقوانين المنظمة لعمل الصيدلي، مشيرا إلى أن الصيادلة يعانون الآن من نقص كبير في أصناف الدواء، رغم ارتفاع أسعاره خلال الفترات الماضية.

وأشار إلى أن المُشكلة تكمُن عندما يطلب المريض من الصيدلي الأصناف الدوائية المكتوبة له في «الروشتة»، ولم بستطع الصيدلي توفيرها له، خاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل الإنسولين المستورد منه « Mixtard» أو المحلي منه إنسولينا جيبت «Insulinagypt»، وكذلك أدوية الضغط والقلب مثل «Concor» بكل تركيزاته، وكذلك أدوية السيولة، والاسبرين، والبيومين المخصص لمرضى العناية المركزة خاصة أمراض الكبد والُكلى.

 

 وذكر أن أدوية الأطفال أيضا طالتها الأزمة، حيث تعاني الصيدليات أيضا من نقص كبير، وكذلك أدوية الإسهال خاصة وأننا في بداية فصل الصيف، ومن المعروف أن إسهال الأطفال ينتشر في الأجواء الحارة كما هو الحال حاليا في فصل الصيف، والمحاليل أيضا مثل «محلول الملح، والرنجر، والجلوكوز»، فضلا عن عدد كبير لا حصر له من المضادات الحيوية، والقائمة تطول لأصناف عديدة.

 

وأوضح عوض الله أن حالة النقص الشديدة في العديد من الأدوية، أثر قطعًا على اقتصاديات الصيدليات، فأصبحت معظم الصيدليات غير قادرة على سدد التزاماتها، فالأعباء المالية كبيرة على كل صيدلية، في ظل ارتفاع الأجور، وزيادة أسعار فواتير الكهرباء والمياه، وكذلك زيادة قيمة إيجار  الصيدلية، مشيرًا إلى أن انخفاض مبيعات الصيدليات ظهر جليًا في عرض عدد من الصيدليات للبيع أو الإيجار.

 

ووجه الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، استفساره لعدد من أصحاب شركات الدواء والقائمين عليها؛ عن مشروعية وأسباب اختفاء أصناف كبيرة دوائية من منتجاتهم في وقت واحد، ولمصلحة من؟ ضاربا مثلا بشركة آمون العملاقة والتي لها باع كبير في خدمة وصناعة الدواء في مصر، والتي اختفت معظم أصنافها الدوائية من الصيدليات بشكل ملفت، متمنيًا أن تعمل الشركات المحلية الوطنية على توفير الدواء للمرضى خاصة الأدوية المحلية حالة وجود نقص في الأصناف الأجنبية، وحتى لا يُحرم المريض المصري من دوائه وهو آخر ما تبقى له في الحياه.

 

واسنكر الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، من عدم إيجاد المريض دواءه  المستورد أو بديله المحلي، متسائلًا بقوله: أين دور الشركات المحلية مثل «سيد والقاهرة والاسكندرية» لتعويض النقص في الأدوية للشركات الاستثمارية والمستوردة، خاصة أن اسعارها كان فيها رحمة بالمريض المصري.

IMG-20240602-WA0030 IMG-20240602-WA0032 IMG-20240602-WA0033 IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٣٢٢ IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٥٠٩ IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٥٢٨

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضغط والقلب سلعة استراتيجية مرضى السكري مركز بلبيس استراتيجية محافظة الشرقية الرعاية الصحية مرضى السكر أهالى الشرقية العرض والطلب المستلزمات صيدلية شركات الإستثمار الاستغلال استراتيجي حالته الصحية صحة جيدة نقص الأدوية من الصیدلیات من الصیدلی عوض الله إلى أن من نقص

إقرأ أيضاً:

أدوية جديدة لإنقاص الوزن تضاهي أوزمبيك

أظهرت دراسة جديدة أن دواء أورفورغليبرون (Orforglipron) الذي يمكن تناول أقراصه فمويا يمتلك فعالية حقنة أوزمبيك الأسبوعية في تحفيز فقدان الوزن وخفض نسبة السكر في الدم.

وقدّم الباحثون نتائج دراستهم في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للسكري الذي عقد في الفترة ما بين 20 و23 يونيو/ حزيران الجاري، في مدينة شيكاغو في إلينوي في الولايات المتحدة، وكتبت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

تشير بعض التقديرات إلى أن واحدا من كل 8 بالغين في الولايات المتحدة قد تناول بالفعل دواء مثل ويغوفي أو زيباوند، ويعتقد الباحثون أن عددا أكبر بكثير من الناس سيستخدمون أدوية إنقاص الوزن التي لا تتطلب حقنا أسبوعية، لهذا السبب يشعر الأطباء والمستثمرون بحماس كبير تجاه أورفورغليبرون.

يحاكي أورفورغليبرون -مثل أوزمبيك وغيره من الأدوية المتاحة في السوق- هرمونا ينظم نسبة السكر في الدم ويكبح الشهية.

وأشار الباحثون الذين تابعوا أكثر من 500 مريض مصاب بداء السكري من النوع الثاني إلى أن أولئك الذين تناولوا أعلى جرعة فقدوا في المتوسط ​​حوالي 16 رطلا (7.25 كيلوغرامات تقريبا) بعد 9 أشهر، كما شهد حوالي ثلثي الأشخاص الذين تناولوا الدواء انخفاضا في مستويات السكر في الدم.

وستنشر شركة إيلي ليلي (Eli Lilly)، الشركة الصيدلانية المصنّعة للحبوب، بيانات من دراسات إضافية أُجريت على أورفورغليبرون لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة في وقت لاحق من هذا العام.

وستسعى الشركة للحصول على موافقة الجهات التنظيمية على الدواء أولا كعلاج للسمنة، ثم لاحقا لعلاج داء السكري من النوع الثاني. ولم تعلن الشركة عن تكلفة أورفورغليبرون، ولكن إنتاجه بكميات كبيرة أرخص عموما من إنتاج الحقن.

أدوية تجريبية جديدة

ويشكل دواء أورفورغليبرون واحدا فقط من بين أكثر من 12 دواء تجريبيا سيشارك الباحثون بياناتها في المؤتمر. ولا تزال بعض هذه الأدوية في مرحلة التجارب الأولية، لكن البعض الآخر قد يطرح في السوق العام المقبل.

إعلان

وتشمل هذه الأدوية علاجا قد يؤدي إلى فقدان وزن أكبر من الذي يفقده الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية الحالية، الذي يتراوح بين 15% و20% تقريبا. كما قد تكون أسهل في التناول من الحقن الأسبوعية، وتساعد الناس على إنقاص الوزن دون فقدان الكثير من العضلات.

وقدم باحثون بيانات عن أدوية أخرى في مراحل مبكرة قد تكون أكثر ملاءمة من الحقن الأسبوعية، وشملت دواء ماريتايد (MariTide)، وهو دواء يحقن من إنتاج شركة أمجين (Amgen) للأدوية الحيوية، ويمكن للمرضى تناوله مرة واحدة شهريا.

ويسعى مطورو الأدوية إيجاد حل لفقدان العضلات الذي يحدث عند استخدام أدوية إنقاص الوزن فالمرضى الذين يفقدون الدهون يميلون أيضا إلى فقدان العضلات، وقد يكون هذا خطيرا بشكل خاص على كبار السن لأنه يجعلهم أكثر عرضة للسقوط ويمكن أن يفاقم هشاشة العظام.

ويجمع أحد الأدوية التجريبية المادة الموجودة في أوزمبيك ومركبا يحجب المستقبلات التي تنظم كتلة العضلات الهيكلية والدهون.

وتحاكي العديد من الأدوية الأخرى هرمون الأميلين، الذي أظهرت دراسات أجريت على القوارض قدرته على الحفاظ على بعض أنسجة العضلات الهزيلة، رغم الحاجة إلى مزيد من البيانات على البشر.

ولا يزال بعض الباحثين متشككين في أن أي دواء يمكن أن يؤدي إلى فقدان كبير في الوزن دون التضحية ببعض العضلات على الأقل.

مقالات مشابهة

  • تعميم أوصاف جثة سيّدة تعرّضت لحادث صدم.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • بابا الفاتيكان يناشد الدول عدم التخلي عن سوريا
  • أدوية جديدة لإنقاص الوزن تضاهي أوزمبيك
  • ترامب .. سنطلب من إيران التخلي عن البرنامج النووي
  • «المركزي» يلزم البنوك بإضافة 65 سلعة للقواعد الخاصة بإحكام الرقابة على حصائل التصدير
  • صحة غزة: شاحنات أدوية ومستلزمات طبية ستدخل غزة عبر الصحة العالمية
  • يضر بالمريض أولا.. نقابة الصيادلة تعلن رفضها تعديلات الإيجار القديم
  • كارثة إنسانية تتفاقم في غزة: آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية
  • مسئول أفريقي: القارة السمراء تصنع 1% من الأدوية المستخدمة بها
  • مركز شرطة المنامة الشامل يــكـــرِّم شركـــاءه وأهـالي المنطقة