رغم جودة الطرق فى مصر التى قفزت إلى المركز الـ( 28) فى عام 2019، بعدما كانت فى المركز الثامن عشر بعد المئة عام 2014، لكن رغم ذلك لازالت تطالعنا صفحات الحوادث مع مطلع كل صباح بحادثة مروعة هنا أو كارثة هناك، يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء بين قتيل ومصاب، حتى أضحت هذه الأخبار المؤلمة من ثوابت صفحات الحوادث بصفة شبه يومية!
الأرقام تقول فتش عن البشر وراء كل حادث، بعد أن أصبح العامل البشرى متهما بنسبة 90% فى وقوع العديد من حوادث الطرق، وفقا لما أشارت إليه الإحصاءات الحديثة!
كنا حتى سنوات قريبة نتهم الطرق بأنها سبب رئيسى فى نزيف الأسفلت لسوء حالتها، ولكن بعد تطويرها أصبحت السرعة الجنونية وأخطاء القيادة متهميان أساسيان وراء كل حادث، ولعل ما وقع فى اكتوبر الماضى بمنطقة العامرية، الذى راح ضحيته 34 متوفي واكثر من 60 مصابا وكانها معركة حربية، وليس حادثا بسبب الشبورة والسرعة الجنونية!
تلك الحوادث وغيرها اصبحت من الاخبار المعتادة امام عيوننا، حتى كشف الجهاز المركزى للاحصاء فى 18 مايو الماضى عن زيادة فى حوادث الطرق بلغت 27% العام الماضى مقارنة بالعام السابق عليه!
إلى هذا كان للمهندس هشام عرفات وزير النقل الأسبق رحمه الله، رؤية ثاقبة فى أسباب تلك الحوادث، شخصها فى أن الخطا البشرى المسئول الأول عن 90% من وقوعها، وأرجع ذلك إلى الإطارات المتهالكة فى السيارات والقيادة الجنونية وغياب الرقابة الشرطية على الطرق السريعة بعد تحديثها، مما جعلها اكثر اغراء للسرعة الزائدة، الامر الذى يفرض إدارة صارمة للطرق الحديثة، مع زيادة الأكمنة الامنية وتغليظ العقوبات على المخالفين وتحصيلها فى الحال، بهدف تفعيل المراقبة بواسطة الأنظمة الالكترونية لرصد المركبات التى تسير عكس السرعة المسموح بها لكل طريق حتى تتراجع معدلات الحوادث، بدلا من تصاعدها على نحو ما اشارت اليه منظمة الصحة العالمية مؤخرا، بان هناك ٣؛١ مليون شخص يموتون سنويا بسبب حوادث الطرق.
قبل الختام
بمناسبة الحديث الدائر هذه الأيام عن تطوير الثانوية العامة باضافة سنة تمهيدية، قبل دخول الجامعة لتأهيل كل طالب للكلية التى يرغب فى الالتحاق بها، أأمل ان ندرس ذلك جيدا لأن العملية بصراحة (مش ناقصة) معاناة رحمة بأبنائنا، لأنهم غالبا ما يكونون الضحايا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل مصر حوادث الطرق
إقرأ أيضاً:
خبير: الحوادث في واشنطن تعكس توترًا داخليًا لا يرتبط فقط بالشرق الأوسط
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ اليوم هو يوم أمريكي ساخن حيث شهد تزامن حادثين بارزين، الأول هو الحادث الذي يتعلق بالمتحف اليهودي، والثاني هو حادث مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، لافتًا، إلى أن كلاهما يشير إلى جود توتر أمني كبير داخل الولايات المتحدة، ليس مرتبطا في المقام الأول بما يجري في الشرق الأوسط فقط، بل قد يكون من تداعيات الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، والمتغيرات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال ما تجاوز 100 يوم من حكمه.
وأضاف أبو شامة، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية فيروز مكي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "هناك ملفات كثيرة مفتوحة، وهناك الكثير من الضحايا لكل قراراته المختلفة التي تم اتخاذها منذ دخوله البيت الأبيض في ولايته الجديدة، وهو ما يفتح مجال الشك أمام الكثير من الجهات والكثير مما يوصفون بأنهم ضحايا ترامب في الفترة الأولى من ولايته".
وتابع: "كلا الحادثين إذا تعاملنا معهما على أنهما حادثا اقتحام حقيقيان، فإنهما يكشفان عن وجود خلل أمني واضح في تأمين أماكن مهمة، في ظل سقوط قتلى من موظفي السفارة الإسرائيلية صباح اليوم في منطقة قريبة من مقر الاستخبارات الأمريكية، وهو ما يسلط الضوء على خلل أمني واضح في تأمين مواقع حساسة داخل واشنطن، وهناك الحادث الثاني، الذي طال امرأة قرب بوابة CIA وإن لم تتضح تفاصيله بشكل كامل بعد، إلا أن التحقيقات جارية لتحديد أسباب تواجدها في ذلك الموقع الحساس، وما إذا كان الأمر عرضيًا أم مرتبطًا بسيناريو أوسع".
وأشار، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش لحظات عصيبة، وتموج بالتيارات الفكرية والسياسية وما يحدثه ترامب من حراك سياسي قوي في المجتمع الأمريكي، ربما يسهم بالمزيد من العنف والتوتر، كما أن عمليات الانفلات الأمني ظهرت في الولاية الأولى لعهد ترامب بكثافة كانت ملحوظة.
وواصل: "أعتقد أن ما يحدث اليوم من أحداث ربما يكون بداية لسخونة في الداخل الأمريكي، بعضها قد يكون مرتبطا بالشرق الأوسط، والبعض الآخر مرتبط بما يجري من قرارات أو تداعيات للقرارات التي تم اتخاذها من قبل الرئيس الأمريكي".