ملتقى الإبداع يحتفي بالمؤلف والمخرج المسرحي العربي غنام غنام
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
دمشق-سانا
احتفى المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وطلابه وأساتذته اليوم من خلال ملتقى الإبداع بالمشوار الفني والتجربة الإبداعية الرائدة للمؤلف والمخرج المسرحي العربي الفلسطيني غنام غنام وذلك في مسرح سعد الله ونوس.
غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا أقدم مدن العالم عام 1955 وهاجر من فلسطين عام 1967 ليحمل معه، ومن صلب تنكيل وظلم احتلال الكيان الصهيوني، مخزوناً من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية.
وخلال الحوار التفاعلي المفتوح بملتقى الإبداع الذي عمل على إدارته الناقد سعد القاسم بين غنام أنه خلال خطوته الفنية الأولى حظي بثقة مؤسس المسرح الأردني المعاصر والمساهم أيضا في بناء المسرح القومي في سورية هاني صنوبر ما جعله بحسب تعبيره يلمس بحق أن الإنسان السوي يحول العقبة إلى فرصة لكون فلسطين جزءاً من سورية تاريخياً.
وأوضح غنام أن المسرح الفلسطيني ناضج بشكل جيد نتيجة تجارب قاماته الثقافية وعروضهم المهمة والمؤثرة بالعالم، لافتا إلى أنه رغم الضغوطات الممارسة بحقهم لا يزالون في حالة من الإبداع.
وأيقن غنام خلال مسيرته أن المسرح وهويته وثقافته ومجتمعه هم الدرع الحصين للمجتمع الفلسطيني وأن على المسرحي الإيمان بمشروعه ودعمه بالمعرفة والثقافة والموقف الفكري الذي بدونه لن يكون له لون وطعم وهذه حالة مرفوضة من قبل المسرحي حسب تعبيره.
وبين غنام أنه من نظرته الخاصة يجب أن يحقق العمل المسرحي الذات لكونه الملجأ الآمن وأيضا أن يترك أثرا في نفس الجمهور مستعينا بمقولته التي كتبها عام 1992 وهي (نعمل على الدلالة المتعددة التأويل باتجاه واحد تبعاً لثقافة المتلقي).
وعن تجربته في المونو دراما أوضح غنام أنه يعد من أصعب الفنون المسرحية وقال: بدأت بالعمل في المسرح عام 1984 ولكن أول عمل مونودراما قدمته كان عام 2007 وبالتعاون مع الفنان الكبير خالد الطريفي، مبينا أن الفنان الذي يريد العمل في هذا النوع من الفنون المسرحية عليه أن يمتلك كل التقنيات وأن يكون متسلحا بالثقافة والوعي.
وكشف غنام أنه يعمل مع مديرية المسارح والموسيقا في سورية من خلال مديرها العام عماد جلول على إقامة دورة لمهرجان المسرح العربي في دمشق، مشيراً إلى أنه كان هناك نية لأن تقام الدورة الرابعة في دمشق عام 2012 لكن بسبب الظروف التي مرت على سورية تم نقلها إلى الأردن كون عمان قريبة من العاصمة دمشق، مضيفاً: “إنه عند توافر الظروف بالتأكيد سنأتي لدمشق لأن دمشق هي الصوت العروبي الأساس”.
الجدير بالذكر أن غنام غنام عضو رابطة الفنانين الأردنيين، ورابطة المسرحيين الأردنيين، وعضو اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية عربية، وتدور مجمل أعماله حول معاناة الشعب الفلسطيني سواء تحت احتلال الكيان الصهيوني أو في المنفى.
زينب علي ومجد عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
هل حصد العرب زرعهم.. سورية بدل فلسطين؟!
– تلقي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة انطلاقاً من السعودية بظلالها على كل التطورات وتحتكر الأضواء السياسية والإعلامية، مع حجم المواقف التي حملتها كلمات ترامب، حيث يبدو بوضوح أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد نجح بالظهور كشريك استراتيجي لأميركا في المنطقة، يجلس في المقعد الذي طالما احتكرته “إسرائيل”. فهذه المرة زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة تنطلق من الرياض ولا تشمل “إسرائيل”، رغم تزامن الموعد مع احتفالات يوم إعلان قيام الكيان، والصفقات الدفاعية والنووية لا ترتبط بشرط التطبيع مع “إسرائيل”، وهو مطلب ورد في كلمة ترامب كرغبة أميركية، مع إضافة ترك التوقيت للسعودية حين ترى ذلك مناسباً، إضافة إلى ضبط الخطاب عن إيران وخيار التفاوض معها، دون التهديد بالحرب في حال فشل التفاوض والاكتفاء لأول مرة بالحديث عن العودة إلى عقوبات قصوى، وهذا بخلاف رغبات بنيامين نتنياهو وقادة الكيان بالذهاب للحرب ضد إيران. وبعدما كانت زيارة ترامب قبل سنوات تحت عنوان التطبيع مع “إسرائيل”، وصفقة القرن، تجاهل “إسرائيل” في خطابه ، من الرياض، وبدلاً من بث روح العداء لإيران كعدو بديل لـ”إسرائيل” حل الكلام عن السلام والنمو والتعاون مع إيران.
– كانت القضية الفلسطينية وتصفيتها على رأس جدول أعمال ترامب الأول، بينما تراجعت هذه المهمة كثيراً عن جدول أعمال ترامب الثاني، لكن ترامب الثاني أخذ خطاب العرب وتركيا طيلة عقدين بعد حرب العراق، ووضعه في خطابه السياسي، متراجعاً عن الدعوة للحلف بين ما سُمّي حينها بالناتو السنيّ و”إسرائيل” لمواجهة الخطر الشيعي الذي تمثله إيران وحركات المقاومة التي تتصدّرها حركة حماس السنية، ورغم ذلك كانت تسمّى بالهلال الشيعي، وجوهر خطاب “الناتو السني” كان يقوم على اعتبار القضية المركزية استعادة سورية من “الهلال الشيعي” والمقصود محور المقاومة، وبعدما تمّت هذه الاستعادة لسورية مع سقوط النظام في سورية لصالح قوى ترعاها وتحتضنها دول “الناتو السني”، وتدعو لرفع العقوبات الأميركيّة عنها، يقف ترامب ويقول إنه استجابة لطلب القيادتين السعودية والتركية، وضمناً القطرية، يعلن رفع العقوبات عن سورية، مقابل الصمت عن فلسطين.
– إذا انتهت زيارة ترامب كما يبدو- منذ يومها الأول-، دون بلورة مبادرة لوقف الحرب على غزة، يكون الحلفاء العرب والأتراك لأميركا قد نالوا حصاد زرعهم، فاستبدلوا سورية بفلسطين، وسورية التي ترفع العقوبات عنها هي سورية التي قال الرئيس ترامب لنتنياهو إن عليه أن يتفاهم حولها مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وهي سورية التي تتحمل السعودية مسؤوليّة التزامها بالشروط الأميركية بإبعاد المقاتلين الأجانب، وتقديم نموذج مختلف للدولة التي تقوم على ثنائيّة حزبيّة بين هيئة تحرير الشام وقوات قسد، بعد حلّ حزب العمال الكردستاني، واليد الأميركية واضحة في قرار الحل وإلقاء السلاح، تمهيداً لدمج قسد بالدولة السورية، بحيث يكون رفع العقوبات وربما سحب القوات الأميركيّة، تكريساً لتقاسم نفوذ إقليمي إسرائيلي تركي سعودي بين الشمال والجنوب والوسط، وتقاسم نفوذ داخلي بين هيئة تحرير الشام وقسد، بحيث يكون خط دير الزور تدمر حمص الساحل منطقة نفوذ لقسد، وخط حلب إدلب حماة دمشق منطقة نفوذ لهيئة تحرير الشام.
– الواضح أن ترامب ينسحب من خوض حروب “إسرائيل”، لكنه يُعيد ترسيم سياساته على الخطوط الحمر الإسرائيلية فلا يتجاوزها ولا يتخطاها، وفي سورية النفوذ الإسرائيلي جنوباً وضمّ الجولان ووعد بناء جيش سوريّ قويّ وعدم الانخراط بمعاهدة دفاع تركية سورية، ثوابت أميركيّة سوف تتم تلاوتها على مسامع المسؤولين في سورية الجديدة، كشروط تحت المراقبة لرفع العقوبات، والواضح أن العرب وتركيا يستطيعون التحدّث كثيراً عن المأساة الفلسطينية، لكن عليهم الاعتراف بأنهم لو أخلصوا للكلام عن فلسطين قضيّة مركزيّة لانتزعوا من ترامب ما يناسب غزة وفلسطين، لكنهم اختاروا أولوية سورية فحصلوا عليها، لتقوم بارتكاب خطيئة التطبيع بالنيابة عنهم.
– ليس لغزة وفلسطين اليوم إلا الله واليمن وصواريخ اليمن، ويكفي أن أميركا تخرج من حرب غزة وفلسطين، لتعيد المقاومة في غزة واليمن كتابة معادلات القوة التي لن يتمكن نتنياهو من كسرها، ولن يتمكن من أخذ كيانه إلى ما لا نهاية لتحمل تبعاتها مع الفشل المتراكم والطريق المسدود، لكن حبذا لو لا يذكر العرب والأتراك في بياناتهم بعد اليوم أي شيء عن مكانة فلسطين والبكاء على أطلال غزة.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية