تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«1»
غريب ما أنا فيه.. بل.. غريب ما أنتم فيه!.. كم نحن مغفلون.. آسف لا أقصد الإهانة.. أنا أركض معكم في مضمار السباق لكن لا أعرف ما المغنم في النهاية!.. ما الجائزة إذا أنا فزت أو أنت انتصرت أو خسرنا وفاز غيرنا!.. حينما أُخبرك أنني لا أكذب.. فأنا لا أكذب.. فلماذا أكذب؟.. والخطر أصبح في النجاة.

. ءأمن لحظة يا صديقي هي تلك التي أكتب لك فيها هذا الحرف، حتى المداد لوضع نقطة في آخر السطر لست أملكه الآن، لكن لدي أمل أنني سأتحصل عليه قبل أن أكتب الحرف الأخير في جملتي.

«2»

لا أخفيك سرًا أنني مُرهق الذهن والبدن.. لا من عمل ولا جهد ولكن ربما من البشر.. أنا لا أحب لعبة الشطرنج مع الأغبياء والغريبة أنهم يفوزون.. أسوأ شيء أن تتعامل في الحياة مع الأغبياء ولصوص القوت والأمل.

سيطرت عليَّ حالة اقتنعت فيها بأنه لا شيء في الحياة يستحق الاهتمام، تدربت على ذلك واقتنعت به وأصبحت لا أغضب من الناس حتى أنني ما عدت ألحظ وجودهم.. كنت بدأت راحة نفسية.. كل يوم أو يومين أُطالع كتابًا.. وأكتفي بما في جيبي وما في قلبي.. لا أدري إن كان ذلك انسحابًا أم سلامًا نفسيًّا!.. تقلبت بين الشياطين والمقامر والأبله والمساكين وقرأت مرارًا مذكرات من البيت الميت، لم يبخل علي دوستويفسكي بالتسلية ولم يمل مني أو يبدي فتورًا، بل على العكس في كل مرة كنت أستدعيه لم يكن يُمانع.. ركبت مع فتاة القطار وبحثت عن الزمن المفقود وعشت الحرب والسلام، عشت مع تشيخوف معاناة إفلاس والدي ووالده.. تتردد في أذني الكلمة الأولى التي كتبها فيكتور هوجو على لوحة البؤساء: "ما دام على هذه الأرض جهل وبؤوس فإن كُتبًا مثل هذا الكتاب لا يُمكن أن تكون غير ذات غناء".
«3»
كان ألمًا أصاب المعدة، أخذت له الكثير من الدواء ولما أشعر براحة إلا حينما كتبت، كم أنا محظوظ لأن لي دواء لا يُباع في الصيدليات وإلا لما كنت استطعت الآن شراءه بعد كل تلك الزيادات المتتابعة.. أنا أجيد صنع الخبز من الحرف.. وحينما ءأكلها أشبع وكذلك أصنع منه خريرًا للماء.. أقصه وأعيد تفصيله بحيث يكون حُلة ورباطة عنق وقبعة لكني أقدسه فلا أنتعله حذاء وأسير حافيًا على السطور.. لكني لا أستطيع إطعامه لأبنائي.. هم يريدون طعامًا حقيقيًّا!.. لذا كُلما استطعت تدبير ذلك لهم، أسرعت وألقيته أمامهم ثم هربت مرة أخرى إلى الخيال.. غياب الروح هذا ليس من أجل راحتي.. لكن حتى لا أقتل فيهم الشغف أن أباهم ذهب قليلًا وسيعود بالخبز والحلم.
«4»
قبل عام أو يزيد أعددتُ مكتبة، ساعدتني على تجاوز ليالٍ طويلة من الواقع، وكان لي رفقاء في كل كتاب غير أصحاب الحبر، يقولون عنهم إنهم "عقرب الكتب"، دخل عمال النظافة ذات يوم بدعوى تنظيف المكتبة فقتلوا حُراس الأمن فتآكلت الصفحات ولم يعد من الكُتب سوى كلمات لا تعطي معنى وبعض الحشرات.. وهذا الجزء من الخيال الذي أكتب لك منه لأستطيع أن أعيش.

«5»

أنا لدي فكرة وأملك قصة لكن في هذا الزمن ارتفع سعر كل شيء إلا أنا والكلمات والحكايات.. لعل شمسًا تُشرق ولو في آخر النهار فالعبرة ليست بطول الساعات.. لكن لحظات تكفي للحياة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تامر أفندي تامر أفندي يكتب

إقرأ أيضاً:

زيارة تحمل رسائل أبعد من البروتوكول

#زيارة تحمل رسائل #أبعد من #البروتوكول… الملك في غرفة صناعة الأردن

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

تأتي زيارة جلالة الملك لغرفة صناعة الأردن في توقيت لا يمكن اعتباره حدثًا عابرًا أو جولة بروتوكولية، بل خطوة تحمل معاني سياسية واقتصادية عميقة، وتفتح نافذة لاستشراف شكل العلاقة الجديدة بين الدولة والقطاع الإنتاجي. فالاقتصاد الأردني يعيش مرحلة دقيقة تتسم بضغط مالي، وتحديات تشغيلية، وارتفاع في البطالة، وحاجة ملحّة لإعادة تعريف دور الصناعة في النمو، وليس باعتبارها قطاعًا تقليديًا، بل محركًا للتصدير والتوظيف والتنافسية.

فالزيارة في جوهرها ليست إلا إشارة واضحة إلى أن الدولة بدأت ترى في الصناعة شريكًا استراتيجيًا لا مجرد مصدر ضرائب أو وظائف. الصناعة هنا ليست مباني أو خطوط إنتاج، بل قدرة وطنية على إنتاج القيمة، وتعزيز ميزان المدفوعات، وخلق فرص عمل ذات أثر طويل. وحين يختار الملك أن يذهب إلى غرفة الصناعة، فهو يرسل رسالة بأن مركز القرار لم يعد محصورًا في الوزارات، بل يمتد إلى الشركاء الحقيقيين في الميدان، حيث تتحول المعامل والمصانع إلى منصات للابتكار، والريادة الصناعية، ونمو الصادرات.

مقالات ذات صلة زيادة الرواتب ليست شعبوية… بل دفاع عن الدولة والمجتمع 2025/12/08

أما توقيت الزيارة فله دلالة مضاعفة. فالعالم يدخل مرحلة إعادة تشكيل سلاسل الإمداد بعد الجائحة، وتتحرك دول كثيرة نحو استعادة صناعاتها أو تأمين منتجاتها استراتيجيًا، بينما ما يزال الأردن يعتمد على الواردات في قطاعات رئيسية. ومن هنا، فإن الصناعة الوطنية ليست مجرد خيار اقتصادي، بل سند سيادي يقلل الكلف، ويرفع القدرة التشغيلية، ويخلق استقرارًا اقتصاديًا طويل المدى. فالزيارة تقول ضمنًا إن الصناعة يمكن أن تكون جزءًا من أمن الدولة الاقتصادي، وأنها تمتلك قدرة على امتصاص الصدمات، إذا ما حصلت على الدعم الفني والتشريعي والتمويلي المناسب.

ولعل الرسالة الأبرز في الزيارة تتعلق بالعلاقة الجديدة بين التعليم والصناعة. فالأردن يخرج آلاف الخريجين سنويًا، لكن هذا الخزان البشري لا يلتقي دائمًا مع احتياجات المصنع أو متطلبات خطوط الإنتاج. وهنا يمكن قراءة الزيارة كدعوة لربط التعليم المهني والتقني بالقطاع الصناعي، وتحويل الجامعات ومراكز التدريب إلى منصات لإنتاج الكفاءات لا لمنح الشهادات فقط. فالمصنع الذي يملك التدريب يحتاج سنوات أقل للوصول إلى الجاهزية التشغيلية، ويقلل نسب البطالة، ويخلق وظائف ذات قابلية للنمو.

كما وتفتح الزيارة بابًا أوسع لتشريعات جديدة تخفف الكلفة على المستثمر الصناعي، وتعزز الصادرات، وتقدم مسارات تمويل مستدامة. فالصناعة لا تكبر فقط بقرارات نوايا، بل بسياسات جمركية مرنة، وحوافز للابتكار، وتجمعات صناعية متخصصة تستقطب الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتتيح لها دخول أسواق جديدة دون أعباء بيروقراطية. وهذا يعني أن العلاقة بين الحكومة والصناعة يجب أن تتحول من علاقة رقابة إلى علاقة تصميم، بحيث يكون القطاع الخاص شريكًا في بناء التشريع لا متلقيًا له فقط.

ويمكن النظر إلى الزيارة باعتبارها اختبارًا عمليًا للحكومة ومؤسساتها؛ كيف سيتحرك مجلس الوزراء والمؤسسات الاقتصادية لتحويل الرسائل الملكية إلى خطط قابلة للتنفيذ؟ وهل ستتحول الغرفة إلى منصة تفكير صناعي تقدّم توصيات، وتفتح أسواقًا، وتبني تحالفات مع الجامعات ومراكز البحث، وتضع خريطة طريق للصناعات القابلة للنمو والصادرات ذات القيمة؟ أم سنكتفي بمشهد اللقاء دون هندسة السياسات لما بعده؟

إن الأردن يمتلك فرصًا صناعية يمكن البناء عليها كالصناعات الدوائية، والهندسية، والغذائية، والبلاستيكية، والمعدنية. ومع وجود مناطق صناعية جيدة البنية، وتاريخ من الانفتاح التجاري، يمكن للبلاد أن تستعيد بوصلتها الصناعية إذا ما توحدت الرؤى بين الحكومة والغرف والمؤسسات المالية. فالزيارة تأتي لتعزيز ثقافة الشراكة، وتخفيف الفجوة بين القرار والتنفيذ، وتحويل الصناعة إلى محرك نمو لا إلى قطاع ينتظر الدعم.

بهذا المعنى، فإن زيارة الملك لغرفة الصناعة ليست حدثًا إعلاميًا، بل بداية مرحلة اقتصادية تتطلب أن يصبح القطاع الإنتاجي شريكًا كاملًا في تصور المستقبل. فالدول التي تنجح هي تلك التي تكتشف أن الصناعة ليست مجرد قطاع، بل أسلوب تفكير، وقدرة على تحويل الإنسان والآلة والمعرفة إلى قيمة، وإلى وظيفة، وإلى سوق تصدير، وإلى اقتصاد أقل هشاشة وأكثر سيادة.

مقالات مشابهة

  • المصنوعات التراثية السعودية تستوقف زوار "مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل"
  • المصنوعات التراثية السعودية تستوقف زوار “مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل”
  • زيارة تحمل رسائل أبعد من البروتوكول
  • رسائل من القدس للمنتخب الفلسطيني في كأس العرب
  • مصطفى بكري: لا أكتب معلومة خاطئة في كتبي.. ومعاركي كلها من أجل الوطن
  • أكثر من مليوني طفل مهددون بسوء التغذية في دولة جنوب السودان
  • كيف يؤثر باقي المتسابقين في صراع لقب بطل العالم للفورميلا وان
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد ختام فعاليات معرض "AUEED" السنوي بالظاهر
  • نائبة وزيرة التضامن تدعو إلى إنشاء حاضنات لتدريب وتسويق منتجات الحرف اليدوية والأسر
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد ختام فعاليات معرض جمعية الصعيد للتربية والتنمية «AUEED»