كيف تخالف بعض الدول موعد عيد الأضحى في السعودية؟.. جدل فلكي يثير التساؤلات

العديد من دول العالم الإسلامي والعربي أعلنت موعد بداية شهر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك، إذ بدأ الشهر الهجري بالفعل في غالبية الدول من بينها السعودية يوم الجمعة الموافق 7 يونيو، ليكون يوم الأحد الموافق 16 يونيو هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، إلا أنّ بعض الدول خالفت هذا الموعد، فـ كيف يحدث ذلك؟

كيف تخالف بعض الدول السعودية في موعد عيد الأضحى؟

وبحسب بيان مركز الفلك الدولي، فقد أعلنت غالبية دول العالم الإسلامي عيد الأضحى المبارك يوم الأحد 16 يونيو، في حين خالفت إندونيسيا وماليزيا وبروناي والهند وسلطنة عمان وبنجلاديش هذا الموعد ليكون عيد الأضحى يوم لديها الاثنين 17 يونيو، ومن المتوقع أن تعلن مثل ذلك بعد قليل كل من باكستان وإيران والمغرب وموريتانيا، وبعض الدول الإسلامية غير العربية في إفريقيا، وبالتالي يختلف موعد يوم وقفة عرفات بين الدول وبعضها، ليكون يوم السبت 15 يونيو في بعض الدول، وفي البعض الآخر تكون يوم الأحد 16 يونيو.

وفي هذا الشأن يقول المهندس عصام جودة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء في حديثه لـ«الوطن» إنّ بعض دول العالم الإسلامي تلتزم بثبوت رؤية الهلال في الدولة، ولا تلتزم بالحسابات الفلكية، وبالتالي عادة ما تخالف المملكة العربية السعودية في حساباتها لتحديد موعد عيد الأضحى «من الناحية الفلكية السعودية صح، لكن فيه دول وجهة نظرها أنّه أنا من حقي جوة بلدي أعمل اللي أنا عايزه، لكن المشكلة في عيد الأضحى بتكون بالنسبة للحج لأنّها بتتم في هذه الدولة، لكن اللي قاعد في بلده لا يلتزم بخصوصية الحج، وفي دول بتلتزم تمامًا بالرؤية البصرية زي عُمان والمغرب».

الإفتاء تحسم الجدل

ومن الناحية الفقهية، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل عبر موقعها الإلكتروني، بشأن اختلاف موعد عيد الأضحى المبارك بين السعودية وبلدان العالم الإسلامي، موضحة أنّ هلال الشهر إنما يثبت لكل بلد برؤية أهله البصرية، خصوصًا إذا كان أهل البلد يستطيعون رؤية الهلال بوضوح، أو رؤيته في أقرب البلاد إليهم، أو بتحقق رؤيته في أي بلد إسلامي قريب من بلادهم، وذلك إذا قطع علماء الفلك بأن هذا آخر يوم من الشهر ويمكن رؤية الهلال؛ فإن قطع الحساب الفلكي بعدم طلوع الهلال أو باستحالة رؤيته فلا عبرة بالرؤية البصرية.

واستثنت دار الإفتاء المصرية من ذلك هلال ذي الحجة، لافتة إلى إنّ رؤيته تثبت وفقًا لما تقرره المملكة العربية السعودية وهي صالحة لكل العالم؛ إذ جميع المناسك الخاصة بالحج تقام على أرضها وليس معقولًا أن يخالفها بلد إسلامي فيما تقرره في هذا الشأن.

واستدلت دار الإفتاء بقول الله تعالي «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» [النساء: 103]، وكذلك الصيام: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، والحج قال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ» وجعل ركن الحج الأعظم الوقوف بعرفة.

المصدر: الوطن