تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نجحت إسرائيل في تحرير 4 أسرى لها ولكن بعد ثمانية أشهر من الحرب التي استخدمت فيها كافة الأسئلة واستعانت فيها بكل الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس حجم الفشل الاستخباراتي للدولة التي طالما تغنت بقوة أجهزة الأمن والمعلومات فيها.

نجاح إسرائيل في إطلاق سراح 4 من الأسرى هو عين الفشل، حيث لم تنجح في تحريرهم إلا بعد ثمانية أشهر من الحرب؛ فضلًا عن تأثير هذا التحرير على بقية الأسرى المتبقين وعددهم قد يصل إلى مائة وخمسين أسيرًا لا تعرف إسرائيل عنهم شيئًا.

نجحت حماس قبل أيام في إيقاع عدد من الضباط والجنود الإسرائيلين في الأسر، فضلًا عن أنها مازالت تحتفظ لنفسها بالعدد الحقيقي للأسرى، الأحياء منهم والأموات، وللمفارقة جيش الدفاع الإسرائيلي قام بتشييع جنازة بعض من اعتقد أنهم قد قتلوا بعد الأسر حتى أعلنت حماس بأنهم مازالوا أحياء، وتبقى المفارقة الحقيقية فيمن تعود جثامين من تم دفنهم.

فكل من الشاباك والموساد فشلا في مجرد معرفة أسماء الأحياء والأموات من هؤلاء الأسرى، ولذلك حاولا خلال جولات مفاوضات تمت خلال الشهور الماضية التعرف على أسماء الأسرى، تخيلوا الأسماء!

فحركة حماس احتفظت لنفسها الانتصار على الأجهزة الأمنية السيادية داخل إسرائيل؛ 7 أكتوبر عام 2023 كانت عملية "نظيفة" بنسبة مائة في المائة، فضلًا عن أنها حققت كل أهدافها، وهنا يمكن أنّ نتحدث عن قوة الحركة التي استطاعت أنّ تبنيها على مدار السنوات الماضية.

ويُضاف لهذا وذاك، التخطيط للعملية والاستمرار في مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي رغم أسلحته الذكية والمتطورة، ورغم ذلك لم يصل إلى بعض من أسراه إلا بعد شهور طويلة، وهو يُدرك أنّ عودة بقية الأسرى لن يكون إلا من خلال عملية تفاوض تملك حماس جميع أوراقها.

ما كان لإسرائيل أنّ تنجح في تنفيذ هذه العملية إلا بمساعدة الأمريكان، الذين سقطوا هم كذلك في وحل الانحياز لإسرائيل؛ وهنا يبدو السقوط مركبًا، تل أبيب التي فشلت في الوصول إلى أسراها، وعندما حدث كان ذلك من نصيب أربعة من هؤلاء الأسرى، وواشنطن التي اضطرت في النهاية لدخول الحرب ضد الفلسطيينين سواء من خلال دعم إسرائيل بالسلاح أو المشاركة في العمليات العسكرية، ومنها العملية الأخيرة بالتحرير، وهو ما سوف تدفع ضريبته أمريكا بكل تأكيد!

العملية الإسرائيلية الأخيرة هي دليل فشل وليس نجاح؛ فمن يظن أنّ تل أبيب قد نجحت في تحرير هؤلاء الأسرى قد غاب عنهم أنّ ما حدث قد يُؤدي لوفاة عدد أكبر من الأسرى وربما جميعهم، إذا افترضنا طفره استخباراتيه قد تغير الصراع والحرب، وهو ما يُريده نتنياهو حتى يهرب من المحاكمة التي تنتظره أو على الأقل لا يدخل في تفاوض مع الحركة فيظهر وكأنه مهزومًا.

ربما نجحت عملية تحرير عدد قليل من الأسرى ولكن فشلت تل أبيب في نفس الوقت استراتيجيًا؛ فنجاحها يحمل في طياته فشلًا استخباراتيًا؛ فرغم اجتياحها لغزة وإمكانية دخولها لأي مكان في القطاع إلا أنها لم تصل لأي من الأسرى إلا على أنقاض البنايات التي هدمتها فوق رؤوس الفلسطينيين.

فأي نجاح استخباراتي يمكن أنّ نتحدث عنه؟ خاصة وأنّ المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس قد أعلن وفاة عدد آخر من الأسرى دون أنّ يُحدد أسمائهم أو حتى عددهم، وهو ما يؤكد الفشل الاستخباراتي.

فالأولى للشاباك والموساد الوصول إلى قادة حماس في الأنفاق وبخاصة محمد الضيف ويحيى السنوار؛ فلن يمكن الوصول إلى الأسرى إلا بالقضاء على قوة الحركة وقادتها، خاصة وأنّ مؤشرات كثيرة تذهب إلى أنّ عددًا ليس بالقليل من هؤلاء الأسرى وبخاصة الجنود والمجندات في أنفاق قريبة من هذين القياديين وبعيدين قي نفس الوقت عن الاستخبارات الإسرائيلية.

فنظرًا لوجود عدد كبير من هؤلاء الأسرى لدى حماس، أعطت عددًا منهم لبعض المحسوبين على حركات المقاومة ووضع بعض منهم في مبان سكنية، وعلى الأرجح لن تجد إسرائيل أسرى آخرين في مناطق سكنية بعد هؤلاء الـ 4، وإذا وجدتهم فسوف يتم تحزيم هذه المباني بالمفرقعات، وبالتالي سوف يتم تفجيرها في حال وجود أي هجوم، ولا أظن أنّ الأنفاق قد ضاقت بهؤلاء الأسرى.

حماس مازالت قادرة على المواجهة وإحراز أهداف في شباك الموساد والشابات وجيش الدفاع الإسرائيلي، وخلال أيام، وقد يكون ساعات سوف تُفرج عن بعض المعلومات التي تُحرج هذه الأجهزة وتكشف مدى هشاشتها.

رئيس وزراء إسرائيل أراد أنّ يحول السقوط الاستخباراتي له بتحرير هؤلاء الأسرى إلى فوز، فرد عليه الشارع الإسرائيلي في نفس اليوم بمظاهرات لعشرات الألاف يُطالبون بإنهاء صفقه التبادل سريعًا، فهؤلاء أدركوا بأن خروج ذويهم لن يتم إلا بصفقة مع الحركة، كما أكد الخبراء الإسرائيليين بأنّ معركة غزة في طريقها للاشتعال، وما أراد أنّ يحققه نتيناهو من انتصار سوف تدفع ضريبته كل إسرائيل. 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تحرير الأسري الأسر الإسرائيليين أعداد الأسرى الإسرائيليين مفاوضات تبادل الأسرى من هؤلاء الأسرى من الأسرى وهو ما

إقرأ أيضاً:

ترامب: سكان غزة مرّوا بالجحيم.. تحركات مكثفة لإنجاز صفقة تبادل أسرى

ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في اليوم الـ637 من الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 107 منذ فجر الخميس، بينهم 51 قضوا جوعًا أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية، في مجازر جديدة نفذتها القوات الإسرائيلية عبر قصف مناطق متفرقة من القطاع المدمَّر.

في السياق الإنساني، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من استمرار خطر المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة، مؤكدة أن 90% من السكان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط انهيار كامل في مقومات الحياة الأساسية.

سياسيًا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سكان قطاع غزة “مرّوا بالجحيم”، في تصريح نادر بشأن تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر، وذلك قبيل توجهه إلى ولاية آيوا مساء الخميس على متن طائرة “إير فورس ون”.

ورداً على سؤال حول موقفه من غزة، أوضح ترامب: “أريد الأمان لشعب غزة. لقد مروا بالجحيم”، مؤكداً أنه لا يسعى للسيطرة على القطاع بل لحل يعيد الاستقرار للمدنيين.

وتزامنت هذه التصريحات مع تسارع المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أفادت تقارير إعلامية أن الحركة أبلغت قطر رداً إيجابياً أولياً على المقترح الأمريكي المحدث، وسط توقعات بإعلان رسمي وشيك.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أن ترامب يعتزم الإعلان عن الصفقة خلال لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين المقبل. ووفقاً للمصادر، فإن الضغوط التي يمارسها ترامب على قطر – باعتبارها الوسيط الأبرز مع حماس – قد تعزز فرص التوصل إلى اتفاق.

وتتحدث التسريبات عن اتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، والإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من غزة، على أن تستأنف المفاوضات لاحقاً لإنهاء الحرب بشكل شامل.

في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية متزايدة، إذ وجه ستة أعضاء من الكنيست – بينهم نواب من الليكود – رسالة تحذر من أي تسوية لا تتضمن “القضاء الكامل على حماس”، معتبرين أن التهدئة تمثل “خطراً وجودياً على إسرائيل”.

رغم ذلك، نقلت مصادر حكومية عن نتنياهو أنه يعتبر الفرصة السياسية الراهنة “تاريخية ولا تتكرر”، وأكد في محادثات مغلقة عزمه المضي قدماً نحو اتفاق شامل، في ظل تراجع الدعم الشعبي لاستمرار الحرب ومخاوف من التورط في استنزاف طويل الأمد.

من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها تُجري مشاورات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية بشأن العرض الجديد، وستعلن موقفها الرسمي لاحقاً، مؤكدة في بيان أنها حريصة على “إنهاء العدوان وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود”.

وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة للوصول إلى اتفاق نهائي، في ظل توقعات بأن يعلن ترامب نجاح المبادرة خلال لقائه مع نتنياهو، في حال وافقت الأطراف المعنية على البنود الأساسية للصفقة.

تأتي هذه التحركات في وقت تستمر فيه العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تحت مسمى “عربات جدعون”، حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية “توشك على تحقيق أهدافها”، وإن الجيش سيعرض على القيادة السياسية خيارات للمرحلة التالية، بالتوازي مع تزايد الدعوات الإسرائيلية لوقف الحرب والتوجه نحو تسوية سياسية طويلة الأمد.

مقالات مشابهة

  • خاص: حماس سلمت ردا إيجابيا بشأن الهدنة في غزة وأدخلت تعديلات طفيفة
  • نقابة الصحفيين المصرية تتبرأ من عماد الدين أديب بسبب إسرائيل وتؤكد شطبه من جداول القيد
  • تجويع وأوبئة في سجن مجدو: جثمان أسير شهيد بدون أنسجة دهنية في جسمه
  • ترامب: سكان غزة مرّوا بالجحيم.. تحركات مكثفة لإنجاز صفقة تبادل أسرى
  • هيئة البث تقول إن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بـ"الموافقة" على صفقة تبادل
  • نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين موافقته على صفقة التبادل
  • د. لبيب قمحاوي يكتب .. الصورة الجديدة للصراع مع إسرائيل
  • حماس تنعى 3 أسرى محررين قتلوا بقصف إسرائيلي على غزة
  • صفقة محتملة لتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل تشمل وقفًا لإطلاق النار
  • تفاصيل خطة أمريكية - تبادل أسرى وجثامين على خمس مراحل خلال هدنة 60 يوما