لم تنتهِ ألغاز القارة القطبية، فبعد انتشار رعب عالمي في السنوات السابقة من فيروسات خطيرة قد تنتشر في العالم وهي «الزومبي»، وثَّق العلماء صورًا جديدة وأبحاثا مرعبة في شلالات غريبة بمظهر دموي يلفت الانتباه على الأسطح البيضاء النقية لنهر تايلور الجليدي في القطب الجنوبي، مشهد يبدو سينمائيًا وغير مفهوم بالنسبة لعدد كبير من العلماء، البعض اعتقد هذا اللون عبارة عن طحالب، لكن آخر الأبحاث كشفت أن النهر الدموي سببه كميات كبيرة من الحديد هي سر اللون، لكن خطرًا لم يكن في الحسبان تخفيه مياه الشلال، فما هو؟.

شلال دموي يثير الذعر

في عام 1911 وثَّق الجغرافي وعالم الأنثروبولوجيا والمستكشف توماس جريفيث تايلور، الشلالات لأول مرة، بينما كان في رحلة تيرا نوفا المشؤومة، وهي رحلة استكشافيةٌ إلى الجزيرة الجنوبية بين عامي 1910 و1913 توفي جميع أفراد الفريق في رحلة العودة من القطب، لكن «تايلور» من الرحلة الاستكشافية وأعطى اسمه للنهر الجليدي، حيث وجد المياه الحمراء المتدفقة ولوادي تايلور، حيث يتدفق النهر الجليدي.

في هذا الوقت، أرجع «تايلور» ومساعدوه اللون الأحمر للمياه إلى الطحالب الحمراء، لكن الأبحاث الجديدة أوضحت أن الشلال غني بالحديد، الذي يتفاعل مع الأكسجين الموجود في الهواء عندما يخرج الماء من النهر الجليدي، ويصبغه بلون قرمزي دموي، أي أن هذه المياه غنية بعنصر الحديد الذي يشكل خطرًا على مياه الكوكب، بالنسبة لمواصفات المياه فهي مالحة على عكس مياه النهر العذبة، ما يشير إلى مصدر مالح منفصل داخل النهر الجليدي.

لون شلالات الدم ليست الشيء الوحيد الغريب فيها، بل ما يعيش داخل البحيرة تحت الجليدية هو ما يثير رعب واهتمام العلماء أكثر من لون الشلال المخيف؛ منذ ملايين السنين، عندما غطت الأنهار الجليدية مساحة كبيرة من البحيرات المالحة، كانت هناك ميكروبات تعيش في الماء، ولم تذهب إلى أي مكان، على الرغم من أن الماء أصبح الآن مالحًا جدًا وخاليًا من الأكسجين في ظلام دامس مدفون على عمق 400 متر، لكن البكتيريا والميكروبات الخطيرة تعيش بالقرب من الفتحات الحرارية في أعماق البحار تحصل على طاقتها من تفكيك الكبريتات التي تحتوي على الأكسجين، كما يتفاعل الحديد الموجود في الماء معها لاستعادة الكبريتات، ما يؤدي بشكل أساسي إلى إعادة تدوير الكبريتات لتتحلل الميكروبات إلى أكسجين مرارًا وتكرارًا.  

ماذا يحدث للعالم حال انتشرت مياه الشلال الدموي؟

عمق الخزان الذي يمد الشلال الدموي غير معروف، وهو ما يعني أن هناك المزيد من المياه المحملة بعنصر الحديد والبكتيريا الغامضة التي تهدد مياه العالم بسبب تخوف العلماء من الاحتباس الحراري الذي يهدد بحدوث فيضان مرعب حال ذوبان الجليد يشبه فيضانا آخر حدث في نفس المنطقة بين 5.5 مليون و20 ألف سنة مضت، لذا فإن انتشار هذه البكتريا وحدوث أوبئة غير متوقعة أمر وارد الحدوث يومًا ما، وفق موقع«smithsonianmag» البريطاني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نهر دموي شلالات الدم شلالات القطب الجنوبي

إقرأ أيضاً:

افتتاحية :البشر أولا ... الاقتصاد ثانيا

في زمن يترنح فيه الاقتصاد بين الأزمات والفرص، يبقى العنصر البشري المعادلة الحاسمة، فالأسواق تنمو بمن يعيش فيها، ومنذ أن خفَضت اليابان سن التقاعد وبدأت ألمانيا بمكافأة الولادات، لم يعد مستقبل الاقتصاد يُقرأ فقط من منحنيات الناتج المحلي، بل من أهرام سكانية تميل كفتها نحو الشيخوخة.

إن التراجع الديموغرافي، الذي بدأ كظاهرة اجتماعية، بات اليوم من أكبر التحديات الاقتصادية، فالمجتمعات التي تشيخ سريعا تستهلك أكثر مما تُنتج، وتراكم التزامات مالية تفوق قدرتها على السداد، في المقابل لا تزال مناطق شابة كإفريقيا والهند وبعض دول الخليج تحتفظ بنافذة ديموغرافية قد تكون أقصر مما نتخيل، لكنها قادرة إن أُحسن استغلالها على أن تُحدث فارقا عالميا في الاقتصاد والمعرفة والابتكار.

وبين التقلص السكاني في دول الشمال، والتضخم الديموغرافي في دول الجنوب، تقف سلطنة عُمان أمام تساؤل مهم وهو: «كيف نُعيد رسم اقتصادنا بناء على من نحن؟ وأين نحن؟ ومن سيكون بيننا في السنوات العشر القادمة؟»، فارتفاع عدد السكان في بعض المحافظات، مقابل تراجعهم أو بطئ نموهم في أخرى ليس مجرد توزيع جغرافي بل دلالة على تحول في أنماط الاستهلاك والتعليم، والإسكان، والخدمات الصحية، وحتى على أشكال الوظائف المتاحة.

وكما أن الاقتصاد لا يتحرك إلا من خلال جسد اجتماعي نابض، فإن السياسات الاقتصادية الرشيدة أيضا لا تبدأ من جداول الميزانية، بل من خصائص السكان أنفسهم وتفاوت الفرص بينهم، وقد بات من الضروري أن ترتبط خطط الاستثمار والتوظيف وحتى البنية الأساسية بتحليل دقيق للتركيبة السكانية، فاقتصاد المستقبل ليس لمن يملك المال فقط، بل لمن يفهم أين يعيش الناس، وماذا يحتاجون، وكيف يتغيرون.

وفي هذا العدد من ملحق جريدة عمان الاقتصادي نقترب من الأرقام ونعيد قراءة التغيرات الديموغرافية ليس باعتبارها حقائق إحصائية بل مفاتيح لفهم حاضرنا ورسم مستقبلنا الاجتماعي والاقتصادي، ورصد الفرص التنموية، ونستعرض كيف تؤثر هذه التحولات على سلطنة عُمان من حيث فرص النمو والتحديات، ونرصد تجارب دولية تواجه شيخوخة سكانية وتقلصا في القوى العاملة، كما نناقش دور الطاقة المتجددة، والمؤسسات الفاعلة، والسياسات الابتكارية في صياغة اقتصاد متوازن في ظل عالم متقلب.

مقالات مشابهة

  • الأسلحة المتطورة .. رعب يفوق خيال البشر
  • افتتاحية :البشر أولا ... الاقتصاد ثانيا
  • "مياه الفيوم": تحليل 36 ألف عينة لمراقبة جودة المياه
  • مربي أغنام يروي قصة نجاح عمرها 15 عاما لمشروعه
  • وزارة الاقتصاد والصناعة: معامل فلترة المياه ليست بديلاً عن شبكات مياه الشرب المنزلية
  • مياه الشرب بالشرقية تطلق حملات لتوعية المواطنين بمنيا القمح وبلبيس بأهمية ترشيد استهلاك المياه
  • الرئيس السيسي يتابع تنفيذ مشروعات حياة كريمة وخطة تحلية مياه البحر
  • اضطراب قلبي شائع يهدد بـ”السكتة الدماغية”!
  • نهر دجلة شريان مائي لـ3 دول ومصدر للنزاعات بينها
  • عروسة في العشرين من عمرها .. نادية الجندي تتألق بالأزرق بأحدث ظهور