كل المبادرات الخارجية التي تستهدف الداخل اللبناني وتحديداً حل الأزمة السياسية الداخلية فيه، وبشكل أكثر دقة الوصول الى إنهاء الفراغ الرئاسي وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، تقوم على قاعدة المصالح المشتركة بين الدول الاوروبية ولبنان، اذ ان الفوضى في لبنان،سياسيا وامنيا تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على عدد لا بأس به من الدول الاوربية.
لكن كل المبادرات والمساعي التي بدأت تتزايد في الاسابيع الاخيرة، يدرك أصحابها أنها ستظل في اطار جسّ نبض القوى السياسية الداخلية وفهم التوازنات بإنتظار لحظة الحلّ، وهذه اللحظة لا يمكن ان تحين إلا بعد إنتهاء الحرب المندلعة في المنطقة وهذه قاعدة تفرضها السياسة قبل أن تفرضها رغبة المتحاربين الذي يشكل "حزب الله" أبرزهم. وعليه فإن إنتخاب الرئيس مؤجل لفترة لا بأس بها، اي ان الحديث عن إيصال رئيس الى القصر الجمهوري في بعبدا قبل العام 2025 يعتبر، وفق الظروف الحالية، ضرباً من الخيال.
أمام هذا الواقع، سيبدأ النقاش الجدي بإنتخاب الرئيس بعد عدة اشهر وعندها يكون الوقت الفاصل عن الإنتخابات النيابية الجديدة سنة واحدة فقط، اي ان البلد سيدخل عملياً في فترة الحملات والتحضيرات للانتخابات، مع ما تشكله من فرصة لجميع الاحزاب والقوى السياسية من اجل السعي لتعديل التوازنات النيابية والسياسية وتحسين شروطها التفاوضية، وهذا يفرض سؤالا بالغ الأهمية، من يجرؤ على إنتخاب رئيس خلال فترة ولاية المجلس النيابي الحالي وهو يظن أنه قادر على تحسين واقعه النيابي وتحسين شروطه وبالتالي الإتيان برئيس يناسبه أكثر؟.
ووفق هذه النظرية فإن "حزب الله" وبعيداً عن نتائج الحرب الحالية، التي يراها ستصب في مصلحته وستعزز وضعه السياسي في المنطقة وليس فقط في لبنان، فإن الإنتخابات الجديدة ستحسّن واقعه النيابي، خصوصاً إذا قرر إسترجاع النواب الذين منحهم لحليفه "التيار الوطني الحرّ" في أكثر من دائرة إنتخابية، وهم يتراوحون بين 5 و7 نواب، اضافة إلى تحسن وضع حلفائه السياسيين في أكثر من منطقة في ظل التقارب الكبير والمتسارع بين "قوى الثامن من اذار" وتحديدا "الثنائي الشيعي" وبين النائب السابق وليد جنبلاط، من هنا سيصبح الحزب وحلفاؤه من انصار تقديم الإنتخابات النيابية على الرئاسية.
في المقابل سيكون أمام المعارضة فرصة، بعد تبلور تحالفها السياسي خلال السنوات الماضية، لتعزيز وضعها الإنتخابي وتشكيل لوائح مشتركة وعدم تكرار تجربة الإنتخابات الاخيرة التي تشتت فيها قوى التغيير وقوى المعارضة في معظم الدوائر، كما أن ضعف وتراجع "التيار الوطني الحر" سيكون فرصة لخصومه المسيحيين لتعزيز كتلهم النيابية على حسابه، وهذا كله سيساهم في تأجيل الانتخابات الرئاسية او أقله عدم وجود حماسة لها في حال اقترب موعد الانتخابات النيابية.
لكن المشكلة الكبرى هنا تكمن في عدم حصول انتخابات نيابية في موعدها، اذ باتت بعض القوى تسرّب انها لن تذهب الى انتخابات من دون تعديل قانون الانتخاب الذي لن يكون من السهل تعديله او تغييره بسبب اختلاف التوجهات والمصالح بين الاحزاب السياسية الاساسية في البلد.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس بعثة يونيفيل يدعو إلى حل مستدام في جنوب لبنان
بيروت " د ب أ " "أ ف ب": دعا رئيس بعثة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، اليوم للعمل على تهيئة الظروف المناسبة لحل مستدام وطويل الأمد في جنوب لبنان، معتبرا أن الطريق إلى السلام في الجنوب هو طريق سياسي.
وأقامت اليونيفيل احتفالا اليوم في مقرها العام في منطقة الناقورة في جنوب لبنان، احتفاء باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، حضره ممثلون عن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، الى جانب مسؤولين سياسيين وقادة دينيين محليين، وسفراء، ومسؤولين من الأمم المتحدة، بحسب بيان صادر عن اليونيفيل.
وقال لاثارو ، في كلمة له بهذه المناسبة ، إن "الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعا العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحل مستدام وطويل الأمد"، مشددا " على ضرورة وجود عملية سياسية".
وأشار إلى أن "الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوترا وغير متوقع، مع انتهاكات متكررة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه".
وأضاف :"من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حل".
وأكد لاثارو على أن "إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بد للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات".
وخلال الحفل، وضع الجنرال لاثارو وممثل قائد الجيش اللبناني، العميد نقولا تابت، أكاليل الزهور تكريما لذكرى حفظة السلام الذين سقطوا"، قائلا "اليوم، نتذكر تضحياتهم ونقدم احترامنا وامتناننا، اليوم نرثيهم، ولكن ارثهم سيبقى أساس هذه البعثة وسيلهم جميع من يرتدي الخوذة الزرقاء".
وأضاف :"بينما نحتفل بالذكرى السابعة والسبعين لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فلنجدد أيضا التزامنا المشترك بمستقبل أكثر سلاما، لجنوب لبنان، وللمنطقة، ولجميع النزاعات التي تسعى فيها الأمم المتحدة إلى إحلال السلام".
ميدانيا قتل شخص اليوم بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في حين قالت اسرائيل إنها استهدفت عنصرا في حزب الله.
وتواصل إسرائيل شنّ غارات في لبنان على أهداف ومواقع تقول إنها تابعة لحزب الله، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارة للعدو الإسرائيلي بمسيرة على حرج علي الطاهر - النبطية الفوقا أدت إلى سقوط شهيد".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية من جهتها بأن القتيل موظف في بلدية النبطية الفوقا يدعى محمود عطوي، استهدفته مسيرة اسرائيل أثناء توجهه "إلى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل".
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أنه استهدف "إرهابيا في حزب الله" كان يقوم "بإعادة تأهيل موقع يستخدمه" الحزب "لإدارة أجهزته النارية والدفاعية".
وتأتي هذه الغارة بعد يومين من مقتل شخص في غارة اسرائيلية في بلدة ياطر، في حين قالت اسرائيل إنها استهدفت عنصرا في حزب الله.
ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب والدولة العبرية، تم إبرامه بوساطة أمريكية وفرنسية، بعد نزاع امتد لأكثر من عام وتحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال موجودة فيها.