كاتب إسرائيلي يعرض تحقيق «الوطن» عن شهيد مصري في حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أصدر الكاتب الإسرائيلي، جاكي خوجي، كتابا بعنوان «اثنين من يوميات 1973.. جندي مصري وجندي إسرائيلي يكتبون تحت خط النار»، عرض فيه قصة شهيد مصري في حرب أكتوبر بعد نشرها بـ«الوطن» في إطار تحقيق صحفي، حيث عرض خوجي رحلة الزميل محمد الليثي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية في فصل بالكتاب حمل اسمه.
وتحدث الليثي في حديثه لـ«الوطن»، عن تفاصيل رحلته خلال استعادة مذكرات الشهيد سيد بسطويسي التي تناولها الصحفي الإسرائيلي، والتى وصفها بأكثر قصة صحفية استغرقت منه وقتا لإنتاجها، حيث استغرق العمل فيها نحو 4 سنوات منذ بداية علمه بوجود اليوميات في إسرائيل عام 2013، حتى استطاع استعادتها من إسرائيل عام 2017، وهو العام الذي نشرت فيه القصة.
يدور التحقيق حول رحلة استعادة مذكرات الشهيد التي حصل عليها جندي إسرائيلي يدعى عوديد يارون، خدم في صفوف قوات آريئيل شارون التي شاركت في معارك الدفرسوار خلال حرب أكتوبر 1973، حيث وجدها في متعلقات شهداء وجنود مصريين، ورأى أنّها مهمة لأنها سجلت يوميات آخر 3 أشهر من الحرب، إضافة إلى رسومات وأشعار وكتابات متنوعة أبرزت موهبة الشهيد.
ويتابع الليثي في حديثه لـ«الوطن» أنه عرف أنّ الجندي الإسرائيلي اشترط العثور على سيد بسطويسي – لم يكن يعلم أنّه استشهد – أو على أي فرد من أسرته، من أجل إعادة المذكرات التي سجلت تفاصيل فترة مهمة من التاريخ المصري، فشرع في رحلة البحث عن سيد وأسرته، وكانت صعبة لأن المعلومات المتوفرة عنه اسمه الأول فقط «سيد» ومن مدينة طنطا، ففي البداية عثر على أحد زملائه في الكتيبة وكان يُدعى محمد العربي صديق من مدينة زفتى، وهو الذي كشف له عن استشهاده يوم 16 أكتوبر 1973 في معركة المزرعة الصينية، كما كشف عن اسم عائلته «بسطويسي» ولكنه لم يكن يعلم مكان إقامتها، لتبدأ رحلة بحث طويلة أخرى عن عائلة «بسطويسي» في طنطا، إلى أن توصل لهم بعد نحو عامين في القاهرة.
الليثي: إعادة المذكرات إلى مصر كانت تحدٍ آخر ليوعن إعادة المذكرات إلى مصر، قال الليثي: «إعادة المذكرات إلى مصر كانت تحدٍ آخر لي، انتظرت فترة طويلة من أجل إعادتها، وكان للمترجم والخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمرو زكريا، دور كبير في إعادتها وتسليمها لأسرة الشهيد بسطويسي، وهنا بدأت نشر القصة على حلقات في «الوطن» إضافة إلى فيلم وثائقي، وكتاب عن دار «كتاب اليوم» حمل اسم «مذكرات شهيد»، فضلا عن عرض فيلم وثائقي في الندوة التثقيفية الأخيرة بمناسبة يوم الشهيد في مارس الماضي، وجسد فيه الفنان محمد سلام دور الشهيد سيد بسطويسي تحت اسم «ويبقى الأثر»، وشارك في هذا العمل عدد من الفنانين، بينهم نيللي كريم، ومحمود عبدالمغني، وأمير المصري، وغيرهم.
وأكد الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنّ مثل هذه القصص الصحفية تكشف حقائق تاريخية وتُثبت بطولات جنود مجهولون في المعارك من أجل الوطن، ولذلك علينا العمل في هذا الاتجاه لمواجهة أكاذيب تستهدف تغيير التاريخ، مشيرا إلى أنّ القوى الناعمة المصرية بشكل عام تسير في هذا الاتجاه، وتحارب على جبهة منفردة تتفوق فيها بشكل كبير في السنوات الثمانية الأخيرة، من خلال أسلحة مُتعددة تجسدت في مجالات مختلفة مثل الثقافة والفن والصحافة وغيرها، ولذلك عملت الدولة المصرية في تلك السنوات على تنظيم صفوف القوى الناعمة ووضعها على الطريق الصحيح، حتى وصلت إلى الوضع الحالي الذي فرضت فيه مصر روايتها الحقيقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البسطويسي
إقرأ أيضاً:
الشهيد اللواء الركن ايهاب محمد يوسف
من شهداء الوطن ( ١٩٠٠٧ ):
○ كتب: د. Mhmd Elzein
رجال حول القوات المسلحة (32)
الشهيد اللواء الركن ايهاب محمد يوسف إستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
العميد م. د. محمد الزين محمد — 30/5/2025
بهذه الدعاء المبارك “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه”، ختم الشهيد اللواء الركن إيهاب رسالته الأخيرة لدفعته وقيادته وأسرته يوم الخميس أمس القريب… كلمات لم تكن مجرد وداع، بل كانت وصية رجل أدرك دنو الرواح، وعجلة الرحيل فقابله بصدق الموقنين، العابدين ولسان حاله قول الشيخ قريب الله رضي الله عنه
أهلا وسهلا باللقاء والاجتماع بذي البقاء
يوم أموت به سعيد والله ذاك اليوم عيد
فيه الهنا فيه المزيد فيه الحياة بلا شقاء
علم أيهاب ان ما عند الله خير وأبقى فعمل لذاك اليوم ، اتخذه الله شهيدا في أيام مباركات، من شهر ذي الحجة، في الثاني منه لعام 1446هـ، الموافق 29 مايو 2025.
لم يكن اللواء إيهاب رجلاً عادياً، بل كان فريدا ونادراً في كل شئ، وقد جمع بين الإيمان والعلم، والفكاهة والصرامة، كان عالماً في مهنته، كما كان عابدا متبتلا. وخاشعا لله ، ومقاتلاً جسورا لا يهاب الموت وله من اسمه له نصيب، عرف اللواء إيهاب بطهارة الظاهر وصفاء الباطن. كما عُرف بنظافة اليد واللسان، يقابلك بوجهٍ طلق، يسبق سلامه ويواددك بسماحة وملاطفة . كان من أولئك القلائل الذين يألفون ويؤلفون، ومن الذين تطيب المجالس بتٱنسهم وتسامرهم، ويشتاق الناس للحديث عنهم بعد الرحيل.
شهد له الجيران، وأهالي الحي، ورفاق الطفولة والميدان بكل ما هو جميل وخليق برجل كمثله تراه في الأفراح باسماً، وفي الأتراح مواسياً، لا يتأخر عن الناس، ولا يُشعِرهم بثقله، بل يملأ المكان خفّةً وأُنساً وذوقاً لطيفا.كان من معدن الفضل وحسن الخلق، وله في قلوب من عرفوه محبة وأثر لا يزول، ولا يمحوه الزمن. كثير الحياء وضيئا في أخلاقه، وودودا عند خلانه. كثير التواضع يخفض رأسه أدبا وتقديرا لمن حوله، وكنت أداعبه بأغنية الحاج سرور (الطرفو نايم وصاحي.. صاحي كانعسان) فيزداد ضحكاً وخجلاً.
ثبت عند حصار سلاح الإشارة، ذلك الحصار الطويل الذي استمر لعامين، كان ثابتا ثبوت الجبال الراسيات، بل هو من الذين ثبّتوا القوات بقوة شكيمته، وقوة جنانه وجسارة قتاله يقول تعالى (يثبت الله الذين ٱمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) .
التقى بابنه عبد القادر في قلب معركة الصمود بسلاح الإشارة، بعد أن أعدّه كما أعدّ عبد الحليم ومحمد، فقد غرس فيهم حب الدين والوطن و معاني الرجولة و الجندية والعقيدة والصبر. أي رجال هؤلاء وأي أبناء هؤلاء الذين يلتقون في ميادين المعارك والشرف وغيرهم في موائد الخلاعة والخنوع!!!.
تنقّل بين جبهات العمل العسكري، من الاستوائية إلى سلاح الإشارة، ألى أكاديمية نميري العسكرية العليا، ثم قائداً ومديراً لـ معهد نظم المعلومات، فكان حيثما حلّ نافعا و مثالا للجندية المتقنة، والعقلية المنضبطة، والروح القيادية
تعود جذوره الى قبيلة الكواهله بمنطقة أمغد والتي عرفت بالأنفة والشموخ أحفاد عبد الله ود جاد الله، كسار قلم ماكميك بولاية الجزيرة المعطاءة. نشأ وشب وترعرع في أمدرمان الثوره الحاره الاولى.
من أبناء الدفعة أربعين، تلك الدفعة الاستتثنائة والتي لا نعرف سرّها، كأنها صُنعت للتضحية والإستبسال والشهادة فمن أولهم الشهيد الملازم يوسف سيد، إلى آخرهم اللواء إيهاب، تتساقط نجومهم في الميدان، لا بالمرض ولا بالهوان، بل شهداء في سبيل الله والوطن، كأنهم تواصوا على الموت وقوفاً. أي دفعة هذه؟ وأي تربية تلقّوها؟ وأي صبر جالدوه!، وها هي قافلتهم تمضي، بكل رتبهم، إلى مقامات العز والخلود.
كانت ترتيبات القيادة العامة ودفعته أن يكون من ضمن حجاج بيت الله الحرام هذا العام، ولكن رفعه الله مقاما رفيعا اذ اتخذه شهيدا عنده . قال تعالى (ويتخذ منكم شهداء).
الحق عندما بدأ الحجاج ينفرون للتحرك للحجاز كان هو يتحرك لتثبيت الموقف العملياتي مما جعله يستمر في الخوي قائداً وكأنه يقول كما قال عبد الله ابن المبارك
يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ
مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
لم يمت اللواء إيهاب، بل انتقل من موقع القيادة في الدنيا إلى معسكر الشهداء عند الله، حيث لا حصار هناك، ولا ضغينة، ولا تعب… بل رضوانٌ من الله أكبر .لقد أديت الذي عليك، ومضيت كما يمضي العظماء.