مع اقتراب موسم الحج، تتجه أنظار المسلمين حول العالم إلى مكة المكرمة، حيث يستعد حجاج بيت الله الحرام لبدء مناسكهم في الثامن من ذي الحجة، يوم التروية، متوجهين إلى مشعر منى في خطوة أولى نحو الوقوف على صعيد عرفات، متبعين بذلك سنة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم".

الإجراءات السعودية لضمان حج آمن ومنظم


وقد عززت السلطات السعودية، وفي سعيها لضمان أمن وسلامة الحجيج، من إجراءاتها الأمنية، مانعةً دخول غير الحجاج النظاميين إلى المشاعر المقدسة.

هذا الإجراء يأتي لتأكيد أهمية بطاقة نسك، الوثيقة التعريفية الرسمية للحاج، التي تُمكنه من الإقامة والتنقل في المشاعر المقدسة.

بطاقة نسك - جواز الحاج الرسمي


وتعد بطاقة نسك، التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة هذا الموسم، الوثيقة الرسمية الوحيدة المعتمدة للدخول إلى المشاعر المقدسة. هذه البطاقة، التي لا يحصل عليها إلا من لديه تصريح حج، تُعتبر أيضًا وسيلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات المقدمة للحجاج.

التزام الحجاج بالأنظمة والتعليمات


وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور توفيق الربيعة، أكد على أهمية التزام الحجاج بالأنظمة والتعليمات لضمان سير مناسك الحج بسلاسة. وقد أكدت هيئة كبار العلماء على أن الذهاب إلى الحج دون تصريح يُعد مخالفًا للشريعة، ويُعتبر الشخص في هذه الحالة غير مستطيع للحج.
وتقدم السعودية منظومة خدمات وإجراءات متكاملة تشمل الجوانب الأمنية، الصحية، والخدمية، لتوفير تجربة حج آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.

العقوبات على المخالفين


لضمان الالتزام بالأنظمة، فرضت السلطات السعودية عقوبات على المخالفين، حيث تم ضبط أكثر من 300 ألف مخالف، بما في ذلك الأجانب الذين دخلوا بتأشيرات سياحية وحاولوا الحج دون تصريح.

التأكيد على الالتزام بالشريعة


توكد الشريعة الإسلامية على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات، وتُعتبر هذه الإجراءات جزءًا من تحسين المصالح ودرء المفاسد، وهو ما يُعزز من النظام والأمان خلال موسم الحج.
وتُظهر السعودية التزامها بتوفير كل ما يلزم لضمان حج آمن ومنظم، مُعززةً بذلك مكانتها كخادمة للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. ومع توجه الأنظار نحو مكة، يُذكر الحجاج بأهمية الالتزام بالتعليمات وحمل بطاقة نسك، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسلام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحج الحجاج حجاج بيت الله الحج 2024 يوم التروية تبدأ الجمعة بطاقة نسک

إقرأ أيضاً:

المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.

جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.

حجاج بيت الله الحرام: إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: “فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.

إخواني حجاج بيت الله الحرام: إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: “خذوا عني مناسككم”.

أخي الحاج المبارك: اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.

وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “افعل ولا حرج”، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.

اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تُدشن مبادرة “طريق مكة” في المالديف

إخواني الحجاج: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: “خذوا عني مناسككم”، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.

أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.

إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.

وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • من الحرم إلى الهاتف.. كيف تحمي السعودية حجاج بيت الله الحرام من التهديدات السيبرانية؟
  • “الداخلية: الالتزام بالأنظمة يحافظ على سلامة ضيوف الرحمن
  • "بالطبل والزغاريد" الاسايطة يودعون حجاج بيت الله الحرام قبل سفرهم لأداء مناسك فريضة الحج
  • اكتمال دخول حجاج سلطنة عُمان عبر المسار البري إلى المملكة العربية السعودية
  • “الداخلية”: الالتزام بالأنظمة والتعليمات أساس المحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن
  • دار الفتوى: دريان الى السعودية السبت لأداء مناسك الحج
  • مفتي المملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج واتباع السنة
  • مغادرة الفوج الرابع من حجاج بيت الله الحرام عبر مطار صنعاء الدولي
  • المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
  • تخصيص خطبة الجمعة لتوعية المصلين بأحكام مناسك الحج