تقوم الدولة مشكورة بالحملات الطبية لكل محافظات مصر من أجل الحفاظ على صحة المواطن وعلاجه، وهو أمر فى غاية الأهمية، فأغلى ما نملكه هو الصحة التى لا تقدَّر بثمن.

الدولة التى يتمتع المواطن فيها بصحة جيدة هى دولة قادرة على الإنتاج، فى حين أن الدولة التى يعانى مواطنوها من الأمراض هى دولة غير قادرة على الإنتاج من جهة، ويُرهَق اقتصادها القومى بسبب المنظومة الطبية والإنفاق الكثير فيها.

ومن أخطر ما نقوم به هو علاج المرض دون أن نعرف مسبباته ونقضى عليها وإلا فإننا سنظل فى مرحلة علاج المرض واستنزاف الوقت والجهد والصحة، فهل تقوم القوافل الطبية بحصر الأمراض وأعداد المرضى فى كل منطقة وأسباب المرض؟

أقترح أن تكون القوافل الطبية بمصاحبة قوافل هندسية وكيميائية وبيولوجية لدراسة كل منطقة تتم زيارتها ويرافقها متخصصون فى الإحصاء وأخصائيون اجتماعيون.

فمثلاً سوف نجد فى أماكن انتشار الأمراض التى تلوث المياه وفى أماكن انتشار الأمراض الصدرية مصانع أو صناعات ملوثة للهواء.

هل يرافق هذه القوافل متخصصون فى الغذاء لأخذ عينات من الخضراوات واللحوم والدواجن والألبان ويتم تحليلها؟

من أخطر مسببات الأمراض الآن استخدام الهرمونات والمواد المسرطنة الأخرى التى أصبح المزارع يجيد استخدامها وتكون بمثابة السحر الذى يؤدى إلى نمو الثمار بشكل جميل وكبير يجنى من خلاله الربح الوفير، وتدفع الدولة فى مقابله الكثير والكثير، بخلاف وجود مواطن عليل غير قادر على الإنتاج ويرهق القطاع الصحى وموازنة الدولة، إضافة إلى عدم قدرته على الإنتاج.

أمام الأزمات الاقتصادية تموت الضمائر، فمثلاً مع ارتفاع أسعار الزيوت انتشرت ظاهرة أناس يدقون الأبواب لشراء الزيت المستعمل ليقوم معدومو الضمائر بعملية الفلترة والمعالجة الكيماوية ليكون له شكل ذهبى جذاب وبيعه بشكل غير رسمى للمطاعم مما يدمر صحة المواطن.

تناقشت مع بائع فول وطعمية فى أحد الأحياء الفقيرة وسألته، فأجاب أنه إذا اشترى الزيت النظيف فلن يجد المواطن ثمن الساندوتش النظيف، وبالتالى نحن أمام معضلة فى غاية الأهمية، المواطن لن يستطيع أن يدفع، فيبحث البائع عن تخفيض تكلفة الساندوتش بطريقة الجاهل فيشترى الزيت المستخدم ويضع بقايا الخبز فى عجينة الطعمية وتكتمل المنظومة بالسلطة التى تحتوى على هرمونات مسرطنة.

والكل يعلم والكل يصمت لأن المواطن أصبح لا يملك ثمن الساندوتش النظيف، وبالتالى تموت الضمائر، بل بالعكس يعتقد البائع أنه عبقرى إذا استطاع خدمة الفقراء وتحول إلى مناضل وطنى وخادم للفقراء الفقراء، ومناضل آخر يستخدم هرمونات لمضاعفة حجم الطماطم أو البطيخ أو غيرهما من المنتجات ويضاعف الحجم ويبيع بأسعار منخفضة جداً لمواطن قدرته الشرائية تضعف يوماً بعد يوم ويفقد صحته وصحة أولاده.

الحلول

يجب على الدولة الآتى:

إنشاء جهاز توعوى واستخدام الإعلام لتوعية المواطن وتوضيح أنه مهما حقق من وراء الهرمونات فإنه سيفقد صحته وصحة أولاده وقد ينفق ما ربحه فى العلاج ولن يكفى.

تجريم استخدام المواد المسرطنة والغش فى المواد الغذائية وكل ما يخص صحة الإنسان.

توعية المزارعين بالمخاطر التى تنتج جراء استخدام تلك الهرمونات بل دعم المزارع فى حالة إصابة زراعته بأمراض، سواء بالحلول المجانية أو إعدام المنتج المصاب وتعويض المزارع.

توجيه برنامج «حياة كريمة» ناحية الزراعة ودعم المزارعين بالتكنولوجيا الحديثة والزراعة العضوية وعمل مسابقات لمن ينتج أنظف وأنقى المزروعات وتقديم الحوافز والمكافآت له.

تحسين جودة المياه ودعم وتصنيع فلاتر المياه حتى تكون متاحة لكل المواطنين.

قوافل علمية من الجامعات فى كافة التخصصات للمناطق الصناعية والزراعية والسياحية وحصر المشكلات التى تواجه كل قطاع، وتقوم إدارة الجامعات برصد المشكلات وتقديم الحلول للدولة لكى تكون مشروعات التخرج ورسائل الماجستير والدكتوراه لحل مشكلات على أرض الواقع ولا تكون مجرد أوراق حبيسة الأدراج.

وتقوم القوافل الجامعية فى كل منطقة بحصر مشكلات الزراعة أو الصناعة والطاقة، وطرق الرى وطرق تجميع القمامة وإعادة تدويرها وحصر المشكلات الاجتماعية والبحث عن رفاهية المواطن بشكل علمى عن طريق حل جميع المشكلات التى تواجهه.

وبهذه الطريقة سوف نجد أن كل تخصصات الجامعة تقوم بدورها وليس كل كليات الهندسة والطب فقط، وإنما جميع تخصصات العلوم والتجارة والخدمات الاجتماعية وغيرها فى مشروع قومى يكون هو الأساس الذى تُبنى عليه الخطة الاقتصادية.

* رئيس مجموعة شركات «تربل إم»

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوعى البيئى الاقتصاد الوطنى المنظومة الطبية الحملات الطبية على الإنتاج

إقرأ أيضاً:

عضو شعبة المواد الغذائية: نتحرك بخطى ثابتة واستباقية.. ولا خوف على الأسواق

أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية "عين" لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، أن السوق المصري يشهد حالة من الاستقرار والوفرة في السلع الأساسية، رغم التوترات الإقليمية المرتبطة بالتهديدات المتصاعدة في مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تتحرك بثقة وهدوء لحماية الأسواق وتأمين المواطن.

وأوضح المنوفي أن القيادة السياسية تتبع نهجًا استباقيًا في مواجهة الأزمات، قائلًا: "ما يميز مصر في مثل هذه الظروف هو وجود قيادة واعية تتحرك بخطى مدروسة، وتملك بُعد نظر استراتيجي، مما يجعلها تتخذ قرارات سريعة ومبكرة قبل تفاقم الأزمات". ولفت إلى أن ما يتم تنفيذه اليوم هو ثمرة رؤية عميقة بدأت منذ سنوات لتعزيز الأمن الغذائي وتعدد مصادر الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي.

وأشار إلى أن الأسواق المصرية لا تعاني من أي اضطرابات أو نقص في السلع، حيث تتوافر المنتجات بكميات كافية، وهو ما يعكس جاهزية الدولة ونجاحها في بناء مخزون استراتيجي قوي، إلى جانب تطوير منظومة التخزين والتوزيع ورفع كفاءتها بشكل مستمر.

ووجه المنوفي رسالة طمأنة إلى المواطنين، داعيًا إياهم إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والتعامل بثقة مع المعلومات الرسمية، مؤكدًا أن الإعلام الوطني عليه مسؤولية كبيرة في دعم جهود الدولة ونشر الوعي. وأضاف: "القيادة تتحرك اليوم، وليس غدًا، لحماية مستقبل المواطن، والمطلوب منا كمجتمع أن نكون على قدر هذا الجهد".

طباعة شارك السلع الغذائية التوترات الاقتصادية والسياسية هرمز

مقالات مشابهة

  • يضر بصحة المواطن.. اتحاد المهن الطبية يخاطب النواب بشأن تعديلات الإيجار القديم
  • محافظ الدقهلية يدشن مبادرة "نظافة محافظتنا... أكيد مسؤوليتنا" لرفع الوعي البيئي بين المواطنين وترسيخ ثقافة النظافة العامة
  • سفاح المعمورة يعود محبسه بالإسكندرية بعد عرضه على مستشفى الأمراض النفسية
  • محافظ الدقهلية يدشن مبادرة نظافة محافظتنا... أكيد مسؤوليتنا لرفع الوعي البيئي
  • برلماني: تحقيق نتائج إيجابية في القضاء على ختان الإناث يعكس الوعي المجتمعي
  • عضو شعبة المواد الغذائية: نتحرك بخطى ثابتة واستباقية.. ولا خوف على الأسواق
  • النواب: سفن التغييز الثلاث إنقاذ حقيقي للصناعة والاقتصاد والطاقة… ومصر تستعيد سيادتها في ملف الغاز
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود و حكومة الأمل
  • محافظ الغربية : المواطن بوصلة نتحرك على أساسها
  • محافظ الدقهلية: 1483 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بميت العز مركز ميت غمر