لمياء الهرمودي (الشارقة )
أخبار ذات صلةاستقبل سوق المواشي في الشارقة صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك عدداً كبيراً من المضحين حيث توجهوا مباشرة إلى المسلخ بعد انتهائهم من صلاة عيد الأضحى المبارك.
وفتح السوق أبوابه لاستقبال الجمهور من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 12 منتصف الليل، أما مسلخ السوق فيفتح أبوابه طوال أيام العيد من الساعة 6 صباحاً حتى 4 عصراً، وتحرص إدارة السوق على تلبية طلبات الجمهور بأسرع وقت ممكن، ودون الإخلال بمعايير جودة الخدمة المقدمة.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمقصب التابع لسوق الشارقة للمواشي إلى 250 رأساً من الماشية في الساعة و 25 رأساً للأبقار موزعة على ثلاثة خطوط خدمة يعمل عليها 55 قصاباً تحت إشراف 8 مراقبين ومشرفين لضمان سلاسة سير العمليات، إضافة إلى تواجد 12 طبيباً بيطرياً للرقابة على المقصب وحظائر الماشية، وكذلك 55 عاملاً للحفاظ على نظافة المكان والمعدات وتسهيل عملية استلام وتسليم الأضاحي للجمهور.
كما وضعت إدارة السوق خطة تشغيلية متكاملة لضمان تقديم خدمات نوعية ومتكاملة تلبي احتياجات الجمهور وتساعدهم لإنجاز متطلباتهم بسلاسة وسهولة خلال أيام العيد المبارك، وذلك بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، وبلدية الشارقة، وشركة ساند لإدارة المرافق المتكاملة، والدائرة الاقتصادية- الرقابة، وجمعية الشارقة للتطوع، وتطبيق«براق» التابع لشركة أصول لحلول النقل.
تم إطلاق هذا العام خدمة الحجز المسبق، إذ يمكن للمضحي التمتع بخدمة الحجز المسبق مع التوصيل إلى باب منزل العميل، بحيث يتم ذبح الأضاحي وتوصیلها للعمیل بالتعاون مع «براق»، هذا الترتیب سيسهم في تحسین سیر العملیات وتسهیل عملية توزيع الأضاحي بشكل أكثر فعالية وسلاسة، ويوفر تجربة مريحة ومرنة للعملاء لاستلام أضاحیهم بكل يسر وسهولة.
قال عبدالله المرزوقي: «تواجدت هنا باكراً ووجدت جمهوراً جيداً من المضحين توافدوا أيضاً لأداء شعيرة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والأمن والسلام، ولم أواجه صعوبات، حيث تمت عملية الدفع، وانتظار الدور ومن ثم استلام الأضحية، وهي مجهزة بالكامل ومعبئة بشكل جيد، ونوجه الشكر والتقدير للعاملين هنا والمشرفين على حسن إدارتهم وتعاونهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المواشي الشارقة عيد الأضحى الأضحى المبارک
إقرأ أيضاً:
مدن المستقبل.. الإنسان والهوية والاستدامة
بقلم: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي
لطالما كانت المدن مرآةً لحضارات الأمم، فهي فضاءات حيّة تعكس طموحات الشعوب، وتترجم قدرتها على تحويل الأفكار إلى أنماط عيش ومعايير جودة حياة، واليوم، في عالم تتسارع فيه التحولات البيئية والرقمية والاجتماعية، تتجدد أمامنا أسئلة مصيرية: أي مدن سنورثها للأجيال المقبلة؟ وبأي نموذج سنصوغ مستقبلها؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تجعلنا نسير بخطى أكثر ثباتاً، وتجعل الرؤية أمامنا أكثر وضوحاً، فمعيارنا لقياس مدن الغد ليس أنماط العمران وحجمها، وإنما قدرة المدن نفسها على أن تكون أكثر إنصافاً للإنسان، وأعمق التزاماً بالاستدامة، وأقدر على صون الهوية الأصيلة للمجتمعات وهي تنفتح على كل ثقافات العالم، وتستجيب لاقتصاد المعرفة والتحولات التي تفرضها ذهنية الابتكار.
ما يجعل تصوّر المستقبل ضرورة هو التحديات التي نواجهها اليوم، فهنا يمكن القول: إن المستقبل يحتاج إلى مدن تجعل البيئة جزءاً من بنيتها، حيث تشكّل الطاقة النظيفة وإعادة التدوير والتخطيط البيئي الذكي مكونات أساسية للنمو، فمن خلال هذا الوعي البيئي، تتحول التنمية إلى استثمار طويل الأمد يحمي الموارد الطبيعية ويعزز تنافسية الاقتصادات المحلية.
غير أن المستقبل لا يكتمل من دون الثقافة، فالمدن التي تحتفظ بذاكرتها، وتغذيها بالمعرفة والفنون، تبني لنفسها قيمة مضاعفة، إذ تصبح الثقافة قوة اقتصادية واجتماعية تعزز ثقة المجتمع، وتستقطب الاستثمار والسياحة والإبداع، وعندما يتحول التراث إلى رافعة للتنمية، ويكتسب الحاضر أصالة فريدة، ويجد المستقبل جذوراً يتكئ عليها.
إلى جانب ذلك، لا يمكن فصل مشهد مدن المستقبل عن الابتكار والتقنيات الناشئة، لأننا نعيش متطلبات هذه التقنية اليوم، ونرى كيف أصبح الذكاء الاصطناعي، والتقنيات النظيفة، والتحولات الرقمية، محركات رئيسية لإعادة تشكيل العمران والاقتصاد، لذلك ينبغي التأكيد على أهمية أن تفتح المدن مساحاتها للبحث العلمي، وريادة الأعمال لتمنح نفسها قدرة أكبر على المرونة والاستعداد لمواجهة تحديات الغد، وتستثمر في الفرص.
ومع كل هذه الأبعاد، يبقى الإنسان البوصلة التي تحدد الاتجاه، إذ هل يمكن للتنمية أن تثبت نجاحها بما حققته من نتائج رأس المال واتساع في العمران؟ حتماً الإجابة ليست بنعم، فالتنمية الحقيقية تقاس بمدى قدرتها على تحسين نوعية الحياة، وتوسيع الخيارات أمام الأفراد، وتمكينهم من التعلم والعمل والإبداع.
لقد اخترنا في الشارقة أن نستلهم هذه الرؤية في مشاريعنا التنموية، حيث حرصنا على أن تكون مشاريع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وسيلة لبناء صلة أوثق بين الماضي والمستقبل، بين الأصالة والطموح، ومن خلال مبادراتنا الاستثمارية، سعينا إلى صياغة نموذج يربط الاقتصاد بالثقافة، والعمران بالبيئة، والاستثمار بالإنسان، ليبقى جوهر التنمية مرتبطاً بما يحقق التوازن والاستدامة.
إن مدن المستقبل لا تُشيَّد بالإسمنت وحده، بل تُبنى بالفكر والرؤية والإرادة، وما نطمح إليه هو أن تكون الشارقة، ومعها مدن منطقتنا، نموذجاً عالمياً يبرهن أن التنمية يمكن أن تحافظ على استدامتها، وأن الاستثمار يمكن أن يبقى إنسانياً، وأن الهوية قادرة على التجدد من دون أن تفقد أصالتها، ففي هذا يكمن التحدي الأكبر، ومن هنا تنبثق الفرصة الأعظم.
رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)