صحيفة: شركة صينية حاولت استغلال أبحاث جامعة بريطانية لأهداف عسكرية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن شركة صينية مملوكة للدولة، "سعت إلى استغلال" شراكة مع إحدى الجامعات الرائدة في المملكة المتحدة، "من أجل الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها المحتمل في قواعد عسكرية".
وأضاف التقرير أن رسائل بريد إلكتروني اطلعت عليها الصحيفة، كشفت أن معهد جيانغسو الصيني لأبحاث الأتمتة، "ناقش استخدام برامج طورها علماء في جامعة (إمبريال كوليدج) في لندن لأغراض عسكرية".
وشاركت المؤسسة الصينية، التي تصمم المسيّرات لبكين، هذا الهدف مع اثنين من موظفي "إمبريال" قبل توقيع صفقة بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (3.8 مليون دولار) مع الجامعة في 2019.
وأشارت "غارديان" إلى أن وزراء بريطانيين "كثفوا خلال العام الماضي تحذيراتهم بشأن المخاطر الأمنية المحتملة التي يشكلها التعاون الأكاديمي مع الصين".
وأبلغت وكالة الاستخبارات الأمنية المعنية بالأمن القومي في المملكة المتحدة، نواب رؤساء الجامعات، في أبريل الماضي، أن "الدول المعادية تستهدف الأبحاث الحساسة التي يمكنها خدمة أولوياتها الاستبدادية والعسكرية والتجارية".
وحصلت الصحيفة على رسائل البريد الإلكتروني من خلال طلب، وفق حق حرية تداول المعلومات. وفي أحد الرسائل بلغة الماندرين، من مدير أبحاث معهد " جيانغسو" إلى أستاذ في جامعة إمبريال كوليدج (تم حجب اسمه)، وموظف آخر في الجامعة، بتاريخ نوفمبر 2018، جاء أن أحد أهداف المعهد الرئيسية هو "اختبار ما إذا كان من الممكن استخدام البرامج التي طورتها الجامعة لتشكيل منتج أكثر قوة".
وقال سام دانينغ، مدير منظمة الشفافية البريطانية الصينية، التي حصلت على رسائل البريد الإلكتروني: "نقدم دليلا على محاولة ربط خبرات وموارد إمبريال كوليدج في لندن، ببرامج أبحاث متعلقة بالطائرات بدون طيار القتالية العسكرية الصينية".
وتلقت إمبريال أكثر من 18 مليون جنيه إسترليني (حوالي 22.8 مليون دولار) من تمويل المعاهد والشركات المرتبطة بالجيش الصيني بين عامي 2017 و2022، لكنها اضطرت منذ ذلك الحين إلى وقف العديد من المشاريع المشتركة، مع تشديد سياسات الحكومة المتعلقة بالتعاون العلمي.
ونقلت غارديان عن متحدث باسم "إمبريال كوليدج" قوله، إن الجامعة "تتحمل مسؤولياتها المتعلقة بالأمن القومي وبشكل جدي، ونراجع سياساتنا بانتظام بما يتماشى مع التوجيهات والتشريعات الحكومية، ونعمل بشكل وثيق مع الإدارات الحكومية المختصة".
وتابع: "أبحاث إمبريال متاحة للجميع ويتم نشرها بشكل روتيني في المجلات الدولية الرائدة، ولا نجري أي بحث سري في حرمنا الجامعي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إمبریال کولیدج
إقرأ أيضاً:
اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
في تقرير مطول، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونوه بحجب مليارات الدولارات من أموال الحكومة الفدرالية عن الجامعات لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى ولايته الأولى.
وقالت إن إدارة ترامب تلاحق الجامعات التي يُزعم أنها ظلت تتسامح مع تنامي ظاهرة معاداة السامية في أروقتها، وتتوعد جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات الأميركية المرموقة بحرمانها من التمويل الفدرالي للأبحاث التي تجريها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساend of listوقد اتهم البيت الأبيض الجامعات بالفشل في حماية الطلاب اليهود خلال الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة التي بدأت في عام 2023.
ومع ذلك، فإن الصحيفة تشير إلى أن فكرة استهداف جامعات وكليات النخبة بحجب التمويل عنها برزت قبل سنوات، مضيفة أن العديد من المحافظين لطالما كانوا يبحثون في طرق لمكافحة ما يعتبرونها عللا ليبرالية معادية للغرب في مؤسسات التعليم العالي الأميركي، حتى إن البعض منهم الذين يحتلون مواقع في إدارة ترامب الحالية يضغطون من أجل إحداث تغيير.
ونقلت وول ستريت جورنال في تقريرها عن مسؤولين في الإدارة أن هاجس ترامب بما يدور في الجامعات بدأ منذ عام 2018، وأصبح الآن منشغلا بحملة البيت الأبيض -التي يقودها ستيفن ميلر كبير مستشاريه للسياسة الداخلية- للتأثير على الجامعات الأميركية، وخاصة هارفارد.
إعلانوقد رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب منعها من قبول الطلاب الأجانب.
ويتهم كبار الموالين لترامب الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
كبار الموالين لترامب يتهمون الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
لكن الصحيفة تقول إن الحاجة إلى ثقافة جديدة في الجامعات كانت فكرة لم تجد صدى، حتى أثارت لكمة في الوجه انتباه ترامب. ففي فبراير/شباط 2019، أقام ناشط محافظ يدعى هايدن وليامز منبرا في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، لإقناع الطلاب بالانضمام إلى مجموعة "تيرنينغ بوينت أميركا" التي أسسها ناشط محافظ آخر اسمه تشارلي كيرك.
وانتشر مقطع فيديو يظهر رجلا مجهول الهوية يسخر من وليامز -أثناء نقاش حاد- قبل أن يوجِّه إليه لكمة قوية. وظهر بعدها وليامز على قناة فوكس نيوز بعين سوداء. ولم يكن المهاجم، الذي أُلقي القبض عليه لاحقا، ولا وليامز نفسه يدرسون في الجامعة.
وأشار تشارلي كيرك إلى أنه قال لترامب إن هذه الحادثة فرصة عليه أن يغتنمها للدفاع عن الطلاب المحافظين، وأنهما تحدثا عن حجب التمويل الفدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تنتهك حرية التعبير. وكشفت وول ستريت في تقريرها أن دونالد ترامب الابن نسب الفضل إلى كيرك في دفع هذه الإستراتيجية.
وبعد حوالي أسبوعين من الواقعة، صرح ترامب بأنه يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يلزم الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا ما أرادت الحصول على أموال البحوث من الحكومة الاتحادية.
وبعد مدة وجيزة، وقّع ترامب على الأمر التنفيذي، إلا أنه تم تعطيله من قبل المعارضين الذين كان من بينهم جمهوريون في الكونغرس وبعض مسؤولي البيت الأبيض.
إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
ورغم ذلك، وضعت إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
إعلانوخلال السنوات الأربع التي تفصل بين ولايتي ترامب الأولى والثانية، بدأ بعض مسؤولي إدارته السابقة في التخطيط لكبح جماح مؤسسات التعليم العالي مرة أخرى.
وقد وضع صانعو سياسات التعليم العالي المحافظون خريطة لكيفية استخدام السلطة التنفيذية، متوقعين، في ذلك الحين، أن الجمهوريين قد لا يملكون 60 صوتا اللازمة للتغلب على تعطيل مجلس الشيوخ.
ووفق تقرير الصحفية، فقد شكلت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين -التي عمّت الجامعات في الولايات المتحدة في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب اللاحقة في غزة- دافعا مفاجئا للإدارة الأميركية لتنفيذ تهديداتها.
ففي جلسة استماع في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام استجوب أعضاء مجلس النواب رؤساء 3 جامعات كبرى حول تقارير معاداة السامية.
واغتنمت مراكز الدراسات المحافظة، التي تعج بأنصار ترامب، هذه الفرصة للدفع بأجندتها. ففي يناير/كانون الثاني 2024، عقدت مؤسسة "هيريتيدج" فعالية لإطلاق فرقة عمل وطنية لمكافحة معاداة السامية. وانضم عدد من مسؤولي ترامب في ولايته الأولى، بمن فيهم ديفيد فريدمان، السفير السابق لدى إسرائيل.
وكان أن تشجّع فريق ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة 2024 وحصوله على دعم كافة الشرائح الديمغرافية تقريبا. وعقب تنصيبه بأسبوعين، أعلنت وزارة العدل عن تشكيل فرقة عمل جديدة لمكافحة معاداة السامية، وأصدرت في وقت لاحق قائمة بـ10 جامعات مستهدفة شملت جامعات هارفارد وكولومبيا وديوك ونيويورك، بالإضافة إلى جامعة بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرفين.
غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة، من بينها واحد أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أظهرت أن الأميركيين يعارضون بأغلبية ساحقة قطع تمويل الجامعات للأبحاث الطبية.
إعلانكما أعربت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا -وهي من أبرز منتقدي الجامعات التي تزعم أنها تقمع وجهات النظر المحافظة- عن معارضتها لتكتيكات ترامب، بما في ذلك التهديد بقطع تمويل الأبحاث في جامعة هارفارد.