أحدهم متورط بهجوم أرامكو السعودية.. أمريكا تفرض عقوبات على 7 قيادات وكيانات حوثية بالصين وعمان.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

هل يكتفي آكلو الحرام؟

بديهي أن "ملامح نطق الحروف" كانت واضحة جلية عند أهل المغنى المحدثين؛ أي من نصف قرن فما أعلى، نعم ليس على الإطلاق لكن بدرجة، ولكن انفتح علينا عالم "المطربين الشباب"، ولو شئنا الدقة لقلنا "المؤدين الجدد"، فلم يكونوا في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي شبانا ولا مطربين، ومن المعروف أن أحدهم أخذ يغني ويصدر ألبومات رغم وجود "لحمية بأنفية" توجب عليه أن "يخن" أو يمضغ بعض الحروف ويغلق لأخرى، وكان أن أجرى الجراحة وعاد يغني فما ميّزنا قبل الجراحة من بعدها!

لما سألوا الراحل عبد الحليم حافظ عن إحدى المغنيات المشهورات في عصرها، نصحها مباشرة بأن تتعلم نطق مخارج الحروف على يد معلم للغة العربية؛ وأقر بأنه في بداياته فعل هذا وأنه لا يراه عيبا. لم ترد المطربة التي كانت ملء السمع والبصر وربما ما تزال، ولم تر في كلماته عيبا يستحق التوقف.

سمعت مؤخرا جزءا من أغنية تقول: "قولوا للي أكل الحرام كفاية.. بكرة إللي كلوه.."؛ وعبثا حاولت أن أستمع للكلمة الباقية من جملة الأغنية الأولى أو "اللازمة"، ثم غبت في التفكير حول مدلول الكلمات الذي ركبه آخر على مشهد مصور (فيديو) قصير لشاب يبدو قليل الخبرة يظن أنه ممتلئ بالصحة، فحاول رفع غطاء للمجاري في أحد شوارع القاهرة فسقط الغطاء البالغ الثقل على كتفه، وكاد يرديه، مشهد عجيب.. سيسرق عشرات أو حتى مئات الأغطية لصهرها ولكنه سيتسبب في إزهاق روح أو أكثر، فضلا عن الحوادث أو تدمير سيارات.

مضى السؤال في الذهن حول بقية الأغنية.. عن الكلمة الواحدة المختفية خلف حنجرة؛ لا المغني بل الناعي والنادب.. وكم كنا نتمنى أن نقر له لقب "المؤدي"!

ازدهى بعض الحرام في زماننا حتى صارت القسمة المميزة للنفس والأبناء، واستحلال الأموال من المال العام أو الإرث أو ما شابه؛ لازمة لدى البعض على الأقل، فتراه يستسيغ أن يعين أحبابه وأحبابهم في الوظائف المتاحة لديه، وأبناءه وأبناءهم بدون تدقيق، وربما مجرد رؤية، ويستوجب الشروط الوفيرة القاسية المعجزة على غيرهم، ولا يرى في هذا أو ذاك بأسا أو ذنبا!

ومن آكلي الحرام في زماننا أنت ترى أحدهم يأكل في الوجبة الواحدة ما يكفي عشرة، ويلقي الطعام في المهملات، ثم يرفض إعطاء خادمه لقمة أو أجرا يقيم أوَده وأبنائه، وقد يكون الخادم ترك فلذات كبده وأتى بدونهم من بلد بعيد.

ومن أكل الحرام سرقة المال العام، أو حتى مال الآخرين والإسراف منه، والتقطير حين يكون الأمر يخصنا، نرفع مؤشر التكييف ما دمنا عند صديق، ونتحكم فيه بأنفسنا في غياب رقابته، أو مجرد اطمئنانه لنا، ولذا قال أحدهم: إذا كنت تسرف في الوضوء في المسجد ولا تفعل ذلك بنفس الدرجة في بيتك فأنت نواة لمفسد!

ومن أكل الحرام الواضح البيّن أن نطلق أيدينا في المال لكي نجمعه لأبنائنا من بعدنا، ولو أضررنا بالآخرين، أو حتى خالفنا مبادئنا وراسخ ثوابت الدين الحنيف، وما قصة أبناء هشام بن عبد الملك الذين ورثوا ملايين الدنانير؛ فشوهدوا يشحذون على جسر بدمشق فيما أبناء سيدنا عمر بن العزيز الذي ترك دراهم قليلة كُفّن ودفن منها؛ فكان أحدهم يشاهَد يحمل أي يجهّز مائة مقاتل في سبيل الله بلوازمهم الخاصة والحربية.. ما القصة منا ببعيدة ولكننا كثيرا ما ننسى.

ومن يطلّق امرأة تزوجها دون علمها ويعاشرها كزوجة بعدها، ليحرمها من ميراثه ويدفعه لأبنائه من غيرها عنا ببعيدة..

أفما كفى ما مضى؟!

"قولوا للي أكل الحرام كفاية، بكرة إللي كلوا هيدفعوا".

كذا أتخيل الآن الكلمة الباقية!

مقالات مشابهة

  • كوب قهوة يُغيِّر كل شيء؟!
  • هل يكتفي آكلو الحرام؟
  • الترحيل فورا ومنع 10 سنوات.. عقوبات السعودية للمخالفين لأنظمة الحج
  • السعودية: عقوبات مشددة لمخالفي الحج من المقيمين
  • أرامكو السعودية تعتزم إصدار سندات دولية
  • السعودية تشدد عقوبات مخالفي الحج وتطلق برامج دعوية وتوعوية لتيسير أداء المناسك
  • السعودية تجدد الإعلان عن عقوبات رادعة لمخالفي قوانين الحج
  • بهجوم شيراز .. اغتيال قاضٍ كبير في جنوب إيران
  • الخارجية الروسية: تطوير الحوار مع أمريكا لن يكون على حساب علاقاتنا مع حلفائنا
  • الداخلية: ضبط متورط في ابتزاز إلكتروني عبر «فيسبوك وواتساب» والتحريات تكشف شركاء من الخارج