شبكة انباء العراق:
2025-12-15@04:13:06 GMT

عندما يصبح … الشريف … شاذ … ؟؟

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

بقلم المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..

في كل زاوية من الوطن الحزين، تصدح صرخات الألم والحرمان.
أرض الحضارات العريقة، بات اليوم مسرحًا لصراعات لا تنتهي، تتقاذفه الرياح العاتية بين الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية.
في الشوارع يكمن الغضب في عيون الأطفال الذين يلهون وسط الأنقاض، بينما تشكو الأمهات من فقدان الأمن وفقدان الأمل.

تحت سماء مكفهرة، تجتمع الأرواح المثقلة بالتعب والخيبة، تبحث عن بصيص من نور يعيد لها الحياة.
فالحياة في العراق لم تعد كما كانت؛ الأمن والاستقرار أصبحا أحلامًا بعيدة المنال.
بين طيات الوطن، تتجسد مأساة إنسانية تعكس واقعًا مؤلمًا لأمة تبحث عن السلام والكرامة.

في وسط الظلام الدامس، يظل الأمل هو الشعاع الذي يتمسك به رغم كل ما مررنا به من معاناة.
يأملون في غد أفضل، يوم يكون فيه الوطن مجددًا أرض الخيرات والسلام، يوم تعود فيه الابتسامات إلى الوجوه التي طالما ذبلت من الحزن.

في الوطن اليوم، تتشابك خيوط الفساد بشكل يُعقد الوضع الاقتصادي، حيث يتربع سراق المال العام على كل مفاصل الاقتصاد، مثل وحش ينهش في جسد البلاد.
هؤلاء السراق، بوجوههم المتعددة، يُحكمون قبضتهم على الثروات، ينهبون الموارد، ويبددون الأحلام بوقاحة لا تعرف الخجل.

المشاريع التنموية تتعثر، والبنى التحتية تنهار، بينما الأموال تتسرب إلى جيوب الفاسدين.
المواطن البسيط يدفع الثمن غاليًا، يقف في طوابير طويلة للحصول على خدمات أساسية مفقودة، ويواجه يوميًا تحديات العيش بكرامة في ظل اقتصاد منهك.

تحت ستار السلطة والنفوذ، تُبرم الصفقات المشبوهة، وتُضخم الفواتير، وتُنفذ المشاريع الوهمية.
لا صوت يعلو على صوت الفساد، ولا يد تمتد لوقف هذا النزيف المستمر.
الأمل في إصلاح هذا الواقع يصبح شبه مستحيل، طالما أن السراق يتمتعون بحصانة من المحاسبة والمساءلة.

ومع ذلك، الكل صامدين، يحلمون بيوم تتحرر فيه بلادهم من قبضة الفاسدين، يوم تُستعاد فيه الثروات لخدمة الشعب لا لخدمة حفنة من المستغلين.
يوم يصبح فيه الوطن منارة للإصلاح والشفافية، وتعود الابتسامة لوجوه أبنائه المكلومين.

اليوم الشريف الذي يحارب الفساد يُنظر إليه كشخص غريب الأطوار، شاذ عن القاعدة السائدة ؟؟؟
الأيدي النظيفة التي تجرؤ على مواجهة سراق المال العام تجد نفسها في مواجهة أمواج عاتية من التحديات والتهديدات.
يتعرض هؤلاء الشرفاء للتشويه، والترهيب، والإقصاء، فقط لأنهم قرروا أن يقولوا “لا” لثقافة الفساد التي تجذرت في كل زاوية من زوايا البلاد.

تستحضر هذه المعركة الشرسة ضد الفساد تجربة المصلح الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، الذي وقف بشجاعة أمام الظلم والطغيان في معركة كربلاء.
الحسين، ثار ضد الفساد والجور في زمانه، قدم للعالم نموذجًا للثبات على المبادئ والشجاعة في وجه الظلم. تلك القيم التي دافع عنها الحسين، من النزاهة والعدالة، تلهم اليوم كل من يقف في مواجهة الفساد متحملين المخاطر من أجل مستقبل أفضل.

الأصوات التي تنادي بالإصلاح تواجه صمتًا من المؤسسات الرسمية، وكأنما تهمس في وادٍ سحيق.
يسعى الفاسدون بكل قوتهم لإسكات كل من يحاول كسر دوائر الفساد المستحكمة ، بين أروقة المكاتب الحكومية، وفي أزقة الشركات، يُنظر إلى النزيه بعين الريبة والعداء، وكأنه دخيل لا ينتمي لهذا النظام العجيب.

ورغم كل هذه الصعوبات، يبقى هؤلاء المحاربون شعلة الأمل في بلد يتوق للحرية والنزاهة.
فهم يواجهون الخطر بشجاعة، ويستمرون في معركتهم من أجل مستقبل أفضل.
هم القناديل المضيئة في ليل الفساد الدامس، يذكرون الجميع أن النقاء والإخلاص ليسا مستحيلين، وأنه مهما طال الظلام، فلا بد للصبح أن ينبلج.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

صحح مفاهيمك| الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط عن مخاطر التنمر

 واصلت مديريات الأوقاف بالمحافظات تنفيذ برامج توعوية تستهدف طلاب المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بما يسهم في بناء الوعي، وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وتعزيز الانتماء الوطني.

ففي محافظة الدقهلية، نظّمت مديرية أوقاف الدقهلية عددًا من القوافل الدعوية بالمدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تحت عنوان: «التوكل وصناعة الأمل في حياة المسلم»، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الشيخ السيد عبد الرحمن ربيع، مدير المديرية.

وأوضحت القوافل أن الأمل يُعد ركيزة أساسية في حياة المسلم، وينبع من الإيمان بالله وحسن الظن به، مؤكدين أن التوكل الصحيح يجمع بين الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب، وأن الأمل يعزز الثقة في النصر والفرج، ويُطهّر القلوب من اليأس والقنوط الذي نهى عنه الشرع الحنيف. كما بينت القوافل أن ترسيخ مفهوم الأمل يسهم في بناء شخصية متوازنة وقوية، قادرة على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية وعزيمة متجددة.

وأكدت القوافل أن هذه الجهود تأتي ضمن الخطة الشاملة لوزارة الأوقاف، الهادفة إلى مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي لتراجع القيم والأخلاق، والعمل على استعادة وبناء الشخصية المصرية الوطنية على أسس دينية صحيحة، تسهم في صناعة الحضارة وبناء الإنسان. 

كما ركزت اللقاءات على غرس قيم العلم والانضباط والخلق القويم في نفوس الطلاب، وتعزيز وعيهم برسالة طالب العلم في بناء نفسه ومجتمعه ووطنه، بما يحقق إعداد جيل واعٍ وقادر على المشاركة الفاعلة في نهضة المجتمع.

وزير الأوقاف: جئنا في خدمة أهلنا بعد تغيير حياتهم كليًا بمشروع بشاير الخيرصحح مفاهيمك.. أوقاف كفر الشيخ تنظم ندوة حول التحذير من التشاؤم وآثاره السلبيةخطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمنضمن مبادرة صحح مفاهيمك.. أوقاف دمياط تنظّم ندوة توعوية لنشر التفاؤل ومواجهة التشكيك

وفي السياق ذاته، نظّمت مديرية أوقاف أسيوط ندوةً تثقيفية بمدرسة النصر الخاصة للتعليم الأساسي، بعنوان: «التنمّر.. مخاطره وآثاره السلبية»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي لوزارة الأوقاف، وضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك»، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور عيد علي خليفة، مدير المديرية.

وتناولت الندوة مفهوم التنمّر وصوره المختلفة، موضحة أن الإسلام حذّر تحذيرًا شديدًا من إيذاء الآخرين قولًا أو فعلًا، وأن السخرية والاستهزاء والاعتداء اللفظي أو الجسدي تؤدي إلى إضعاف روابط المجتمع، وتترك آثارًا نفسية عميقة في نفوس المتضررين، مستشهدة بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11].

كما أشار المتحدث إلى أن للتنمّر صورًا متعددة، تشمل التنمّر اللفظي، والتنمر الجسدي، والتنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التنمّر النفسي القائم على التهديد أو الإقصاء أو نشر الشائعات، مؤكدًا أهمية غرس قيم الرحمة واحترام الآخر، وتنمية مهارات التواصل الإيجابي والحوار البنّاء بين الطلاب.

وفي ختام الندوة، وُجّهت رسالة للطلاب بضرورة الوقوف إلى جانب زملائهم، ورفض جميع أشكال التنمّر، والإبلاغ عن أي ممارسات سلبية، مع التأكيد على أن المدرسة يجب أن تظل بيئة تربوية آمنة، تقوم على الاحترام المتبادل، والمودة، والتعاون، بما يحقق رسالة التعليم في بناء الإنسان أخلاقيًا وسلوكيًا إلى جانب التحصيل العلمي.

طباعة شارك أوقاف أوقاف الدقهلية أوقاف أسيوط

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الصحية» ترسخ نموذجاً متقدماً للصحة النفسية
  • دهوك.. العثور على بقايا امرأة يعيد الأمل بحل لغز دام 6 أشهر
  • الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط لمواجهة التنمر
  • صحح مفاهيمك| الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط عن مخاطر التنمر
  • في اليوم العالمي للفساد..المحصلة في ليبيا!
  • الأردن.. الأمير علي بن الحسين يهنئ المنتخب بعد الفوز على العراق
  • جمع الصلوات في الشتاء.. متى يجوز ومتى يصبح عادة خاطئة؟
  • الحسين إربد ينهي عقد مدربه البرتغالي ماتشادو ويكلف بشار بني ياسين بقيادة الفريق
  • الحسين إربد يتخذ قراراً بأشن مدربه 
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف