أبوظبي الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث سرعة نموّ منظومة الشركات الناشئة
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
صنَّف التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة لعام 2024 (GSER)، الذي أصدرته شركة الاستشارات والأبحاث العالمية «ستارت أب جينوم»، أبوظبي كأسرع منظومات الشركات الناشئة نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث سجّلت زيادة في القيمة بنسبة 28%.
ويركِّز التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة على تحليل منظومات الشركات الناشئة، التي تضمُّ ما يزيد على 4.
وشملت تحليلاتُ «ستارت أب جينوم» عن أبوظبي الأنشطةَ المتناميةَ للشركات الناشئة في Hub71، وأظهر التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة لعام 2024 أنَّ أبوظبي حافظت على مكانتها كأسرع منظومة للشركات الناشئة نموّاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، محقِّقةً 4.2 مليارات دولار من القيمة في منظومة شركاتها الناشئة في الفترة من 1 يوليو 2021 إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل نموّاً سنوياً مركَّباً بنسبة 28%، مقارنةً بالفترة السابقة من 1 يوليو 2019 إلى 31 ديسمبر 2021. وتعدُّ قيمة المنظومة مقياساً للأثر الاقتصادي، حيث تُحسَب على أساس قيمة بيع الأسهم وتقييمات الشركات الناشئة.
وارتفع تصنيف أبوظبي في التقرير الحديث 15 مركزاً مقارنةً بالفترة السابقة، ليدخل نطاق مجموعة المراكز 61-70. وفي الفترة من 1 يوليو 2021 إلى 31 ديسمبر 2023، بلغ إجمالي تمويلات الشركات في مراحل التأسيس المبكِّرة 284 مليون دولار، ووصل إجمالي تمويلات رأس المال المُخاطر بين عامي 2019 و2023 إلى 1.06 مليار دولار.
واحتلَّت أبوظبي المرتبة الثانية على معيار الأداء لمنظومات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس حجم المنظومة وأداءها بناءً على القيمة التراكمية لشركات التكنولوجيا الناشئة والناتجة عن بيع الأسهم وعن التمويل. واحتلَّت أبوظبي المرتبة الخامسة على معيار التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس درجة الابتكار خلال التمويل في مراحل التأسيس، ونشاط المستثمر. وحقَّقت أبوظبي المرتبة الخامسة على معيار المواهب والخبرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس توجُّهات أهمِّ عوامل الأداء على المدى البعيد.
وصنَّف التقريرُ أبوظبي بين أفضل 10 منظومات على معيار المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس مستوى الابتكار من خلال أنشطة الأبحاث وبراءات الاختراع. وصنَّفها كذلك ضمن أفضل 15 منظومة على معيار كفاءة التكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس مقدار استحواذ الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، في المتوسط، على تمويلات رأس المال المُخاطر.
أخبار ذات صلةوحلَّت أبوظبي في التقرير بين أفضل 15 منظومة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث المواهب معقولة الرواتب، وهو معيار يقيس القدرة على توظيف المواهب في مجال التكنولوجيا. وأشاد التقرير بقطاعات التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا النظيفة، والتكنولوجيا الزراعية والأغذية الجديدة، بسبب كثافة المواهب وموارد الدعم ونشاط الشركات الناشئة في هذه المجالات. وأشار التقرير إلى برنامج التأشيرة الذهبية وأهميته الاستراتيجية في تحفيز الشركات الناشئة للانتقال إلى المنظومة في أبوظبي.
وقال أحمد علي علوان، الرئيس التنفيذي لـHub71: «يؤكِّد تقرير (ستارت أب جينوم) مساهمة منظومة Hub71 في تحقيق رؤية قيادتنا المتمثّلة في دعم قطاع التكنولوجيا الناشئة. ويعدُّ صعود تصنيف أبوظبي كمنظومة رائدة للشركات الناشئة على مستوى المنطقة شهادةً على الفرص الاستثنائية التي توفِّرها لروّاد الأعمال، وحرصها على إتاحة البيئة الملائمة لتمويل المشاريع وتمكين قدراتها التجارية. وطوال الأعوام الماضية، نجحت Hub71 في تجسيد هذه الرؤية، حيث شهد مجتمع شركاتها الناشئة نموّاً كبيراً، مع إقبال المزيد من الشركات العالمية الناشئة على اختيار أبوظبي كمقرٍّ لإطلاق أعمالها، والتوسُّع منها نحو العالم».
ويُسلِّط التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة الضوء على الجهات الرئيسية في منظومة أبوظبي للشركات الناشئة، ومنها سوق أبوظبي العالمي، وشركة مبادلة للاستثمار و«القابضة» ADQ ومكتب أبوظبي للاستثمار ومؤسَّسة «ستارت إيه دي»، ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، التي تُسهم معاً في دعم النموِّ الإيجابي على المستويين التشغيلي والتنظيمي، وفي تقديم حوافز متعدِّدة، مثل الملكية بنسبة 100% لجذب الاستثمار الأجنبي والشركات الناشئة إلى أبوظبي. وبالاستفادة من التعاون مع تلك الجهات الرئيسية في المنظومة، توفِّر أبوظبي فرص الدخول والاستقرار الميسَّرة أمام الشركات الناشئة القادمة من مختلف بلدان العالم، ما يتيح لها الوصول إلى رأس المال والفرص التجارية. ونقلت العديد من الشركات مقرّاتها الرئيسية العالمية إلى سوق أبوظبي العالمي، ومنها «أندلوسيا لابس»، شركة أمن الأصول الرقمية ومقرّها الولايات المتحدة، و«نيوبلاي»، الكورية الجنوبية للبلوكتشين. ويضمُّ مجتمع Hub71 حالياً أكثر من 315 شركة ناشئة نجحت معاً في جمع تمويلات بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار.
وقال مارك بينزل، مؤسِّس ورئيس «ستارت أب جينوم»: «بفضل الجهود المتميِّزة لمنظومة Hub71، أصبحت أبوظبي بسرعة مذهلة أحد المواقع الاستثنائية التي يُفضِّلها الجميع لإنشاء منظومة شركات ناشئة عالمية المستوى. ومن الطبيعي أن تكون أبوظبي الآن أولوية لدى أيِّ رجل أعمال يحمل طموحات التوسُّع على نطاق عالمي، سواء في مجال الأصول الرقمية، أو التكنولوجيا النظيفة، أو غيرها من الفرص الاقتصادية في المجالات سريعة النموّ».
يُذكَر أنَّ التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة يعتمد على مجموعة واسعة تضمُّ ممثّلين عن أكثر من 40 دولة، لدراسة الوضع الحالي لأنشطة الشركات الناشئة والاستثمارات المتعلِّقة بها. ويوفِّر التقرير لقادة القطاعين العام والخاص رؤى وإرشادات عالية القيمة عن كيفية تعزيز مجتمعات الشركات الناشئة المزدهرة، وهي المحرِّك الأهم لإتاحة فرص العمل والتوظيف والنموّ الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تُسهم مشاركات القيادات الفكرية والخبراء واللاعبين الرئيسيين على المستوى المحلي في إثراء نتائج التقرير الشاملة والقائمة على الأدلة، والتي تأتي نتيجة لأكثر من على عشر سنوات من عمل «ستارت أب جينوم» المستقل في مجال الأبحاث والسياسات.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشركات الناشئة فی منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا منظومة الشرکات الناشئة الشرکات الناشئة فی للشرکات الناشئة على معیار ت أبوظبی فی مجال التی ت
إقرأ أيضاً:
الرهانات الفاشلة والناجحة في الشرق الأوسط!
أي الرهانات سينجح وأيها سيفشل في الشرق الأوسط بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة ودخول فواعل ومتغيرات العدوان الصهيوني على إيران ساحة الحسابات الاستراتيجية؟
بالتعريف يتشكل الرهان الاستراتيجي من مجموعة المتغيرات والفواعل التي – وهي في حالاتها التفاعلية الديناميكية – يمكنها أن ترهن مستقبل دولة ما أو مجموعة دول أو منطقة في مدة زمنية محددة قد تمتد من سنتين إلى 25 سنة أو أكثر.
لذلك إذا أردنا حساب التفاعلات الحاصلة اليوم بين مختلف المتغيرات والتي قد يزيد عددها عن الخمسين والفواعل التي قد يزيد عددها عن العشرة، فإننا سنكون أمام مصفوفة مُركَّبة للغاية يصعب تفكيك مخرجاتها إلا من خلال أدوات تحليل متعددة يتحكم فيها عادة خبراء الاستشراف الاستراتيجي المُتمرِّسين.. لذلك ازداد عدد المتحدثين عن مآلات القضية الفلسطينية وإيران والدول الخليجية والكيان الصهيوني ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بكاملها في الآونة الأخيرة من دون جدوى، وتضاربت التوقعات إلى درجة أن أصبح في غير مقدور المُتَتبِّع للأوضاع التعرف على الصحيح من الخطأ فيها. ومنه زاد الغموض والارتياب، وبات من اللازم توضيح بعض المنطلقات الأساسية التي تُساعد على فهم الرهانات المستقبلية بشكل أوضح، من دون الزعم بالفصل في الموضوع.
– أولا: ينبغي عدم الخلط بين المتغيرات والفواعل في أي صراع، حيث أن الفاعل هو متغير لديه قدرة على اتخاذ القرارات، والمتغير هو عنصر في علاقة ديناميكية مع عنصر واحد آخر على الأقل. وهذا يجعلنا في حالة العدوان الصهيوني على إيران مثلا نكتشف بأن الكيان أراد ضرب إيران كفاعل وفشل وهو الآن بصدد التعامل مع المتغيرات المشكلة للنظام (العسكرية، السياسية، المجتمعية، الدينية، الدولية… وهي بالعشرات) ومنه نستبعد قدرته على الفوز برهان الهزيمة الكاملة لإيران.
ثانيا: عدم الوقوع في فخ التحليل من منطلق الفاعل الواحد لفهم الرهانات، كالقول أن الصراع الجاري حاليا محوره “اسرائيل” أو إيران (الذي استخلص منه البعض مغالطة “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”)، لأن في ذلك إغفال متعمَّد ومقصود لطبيعة المعركة المُرَكَّبة الحالية في المنطقة بين الفواعل الغربيين والشرقيين (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رمز التكتل الغربي)، (الصين، روسيا، باكستان رمز التكتل الشرقي) إضافة إلى الفواعل المحليين ذوي الأثر التابع (دول التطبيع والرافضة لذلك… الخ) وموقع فلسطين المركزي (وما يحدث في غزة بالتحديد) من كل ذلك، ومن شأن تجنب هذا الفخ التمكن من النظر لرهانات المنطقة من زوايا متعددة وليس من زاوية واحدة.
ثالثا: عدم الوقوع بالمثل في فخ التحليل من زاوية المتغير الواحد سواء أكان متعلقا بالمعتقدات والأفكار (شيعي، سني، فارسي، عربي، إسلامي، علماني… الخ) أو متعلقا بالقدرات العسكرية والاقتصادية والديمغرافية (قوات جوية، صاروخية، استخبارات، نفط، عدد سكان… الخ) أو غيرها من المتغيرات! وقد أخطأت الكثير من التحاليل المتعلقة بالرهانات فقط، لأنها لم تراع هذا الفخ!
ومنه نستخلص أن كل الرهانات المنطلقة من الفاعل الواحد أو المتغير الواحد إنما هي خاطئة منهجيا وعلينا اعتبارها من التخمين أو التحاليل المُتلاعَب بها، وبالعكس كلما كان التحليل مرَكَّبا شاملا لمختلف الأبعاد كلما اعتبرناه الأقرب للصواب.. وعلى كلٍ مِنَّا تحمل مسؤولية تدريب قدراته الإدراكية على الفهم الصحيح قبل أي موقف يتخذه…
الشروق الجزائرية