طقوس وعادات عيد الأضحى في منطقة القلمون بريف دمشق
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
ريف دمشق-سانا
يحرص أهالي منطقة القلمون بريف دمشق على الحفاظ على طقوس الاحتفال بعيد الأضحى المبارك كجزء من الموروث الشعبي والاجتماعي الذي تتميز فيه معظم المحافظات، فمن تحضير الحلويات وتبادل الزيارات بين الأهل والجيران للتهنئة بالعيد بروح يملؤها التسامح والمحبة تنتشر فرحة العيد وبهجته متحدية الظروف الصعبة.
كاميرا سانا زارت بلدتي النبك ودير عطية بمنطقة القلمون ورصدت جوانب الاحتفال بعيد الأضحى، حيث يقول العم أبو محمد 60 عاماً: إن الاحتفال بالأعياد الدينية له أجواء وعادات متوارثة تفيض بمشاعر البهجة والألفة وتمتين الروابط من خلال اجتماع الأسر في بيت الجد أو العم أو الخال الأكبر سناً، ومن أهم سمات الأعياد أن يفيض التسامح في القلوب، فتسمو النفوس عن الضغائن فيصبح العيد موسم الصلح بين المتخاصمين، وتسود الألفة والمحبة بقول يردده الجميع “انسوا خلافاتكم فاليوم عيد”.
ولفت الشيخ أمين القادري إمام وخطيب جامع الفاروق بالنبك إلى ما تمتاز بلدته من محبة وكرم وألفة بين أبنائها وما يقدمه الميسورون فيها لجعل بلدة النبك بلدة نموذجية في كل الأوقات وأكثر ما يتجلى ذلك في الأعياد، مبيناً أن أهم طقوس العيد بالمنطقة تتجسد في التعاضد الاجتماعي وتقديم الأضاحي، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر بمختلف المحافظات إلا أن الأهالي من العائلات الميسورة قاموا بتقديم الأضاحي وتوزيعها على الأسر المحتاجة، ويستمر ذلك حتى آخر يوم في العيد.
بدوره أوضح إمام وخطيب جامع بدر في النبك الشيخ فاروق النفوري أن النبك ما زالت تحافظ على عاداتها القديمة المتمثلة باجتماع الأسر في بيت العائلة، وحتى المغتربون يحضرون إلى البلدة من مختلف الدول العربية والأجنبية للمشاركة في بهجة العيد مع الأهل.
وأشار المعمر غريب مصطفى الحولي الذي تجاوز عمره الـ 100 عام إلى أن أهالي منطقة القلمون ما زالوا يحافظون على عاداتهم خلال العيد من تقديم الأضاحي والاجتماع ببيت العائلة ومعايدة الأهالي، منوها بأنه رغم سفر الكثير من الأبناء إلا أن لمة العيد حاضرة وفرحته موجودة يراها في وجوه أحفاده على حد تعبيره.
العيد يعني أن تكون موجوداً بين أهلك وأبناء منطقتك، هذا ما قاله لؤي النفوري الذي اختار أيام العيد لتكون إجازته من مكان عمله بإحدى الدول وليحضر مع ولديه ويشارك أهله في النبك فرحة العيد، معتبراً أن صباح يوم العيد يحمل نكهة خاصة تعني الكثير للمغتربين يفتقدونها دائماً وفي كل عيد يروي لأبنائه كيف كان يقضي العيد مع أخوته وأصدقائه وأماكن اللعب والعيدية وغير ذلك من طقوس يعيشها اليوم بكل سعادة معهم، مؤكداً أنه يحرص على أن يحضر إلى الوطن خلال إجازة العيد بشكل سنوي.
وأشار كل من المقاول عامر الجلاب والمهندس محمد الجلاب إلى أن طقوس العيد تتشابه في المحافظات السورية ويتوارثها الأبناء والأحفاد وربما ظروف الحياة والانشغالات وسفر البعض خففت منها إلا أنها حاضرة دائماً عبر لمة الأهل وزيارة المريض ومساعدة الأسر المحتاجة والتواصل مع المغتربين، فأول يوم العيد كانت الصور والأحاديث عبر الجوالات لا تنقطع وكأنهم معنا.
وحول التحضيرات للعيد تقول السيدتان صبا وهناء من بلدة دير عطية: إن صناعة الحلويات وما تحمله من معاني الفرح جزء أساسي من طقوس العيد ومهما كان الظرف الاقتصادي تقوم المرأة بصناعة كعك ومعمول العيد سواء في المنزل أو بشرائها من السوق حتى لو بكميات قليلة وشراء الألبسة الجديدة للأطفال، فالكثير من العادات يجب الحفاظ عليها لأنها جزء من حياتنا، مشيريتين إلى فرح الأسر باستقبال المغتربين وبلمة الجميع بعد طول غياب.
غصوب عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
خلال الاحتفال بالذكرى الـ 69 للتأميم.. قناة السويس تفتتح محطة مياه 26 يوليو بالإسماعيلية و3 كباري عائمة وانضمام وحدات بحرية جديدة
شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الخميس، الاحتفال بالذكرى الـ 69 لتأميم قناة السويس وافتتاح عدداً من المشروعات التنموية والمجتمعية، بحضور الدكتور هاني سويلم وزير الري والموارد المائية، واللواء طيار أ.ح/ أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، واللواء أ.ح محب حبشي محافظ بورسعيد، واللواء أ.ح طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، والفريق أشرف عطوة نائب رئيس الهيئة، واللواء أحمد مهدي قائد الجيش الثالث الميداني، واللواء محمد عامر مدير أمن محافظة الإسماعيلية، والدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وكوكبة من السادة الإعلاميين و الصحفيين، وذلك بمبنى المارينا الجديدة بمحافظة الإسماعيلية.
تضمنت الاحتفالية افتتاح محطة مياه 26 يوليو بمحافظة الإسماعيلية بطاقة إنتاجية 180 ألف متر مكعب تكفى احتياجات مدينة الإسماعيلية حتى عام 2037، وافتتاح عدد 3 كباري عائمة ضمن مخطط الدولة لربط سيناء بالوادي تشمل كوبري الشهيد مقدم/ أمير إبراهيم عوض الله، وامتداد عدد 2 كوبري عائم على قناة السويس الجديدة، هما كوبري الشهيد عقيد/ إسلام أبو المكارم، وكوبري الشهيد جندي إسلام محمد السيد، بالإضافة إلى الإعلان عن انضمام عدداً من الوحدات البحرية الجديدة لأسطول هيئة قناة السويس شملت رفع العلم المصري على القاطرتين عزم ١ وعزم ٢ بقوة شد ٩٠ طن، علاوة على تدشين والتجهيز لدخول الخدمة لعدد ٥ لنشات بحرية من طراز بحار، بالإضافة إلى تدشين قاطرة الغطس والإنقاذ عزيمة ٧ بقوة شد ١٢ طن، والقاطرة تيم عزيمة بقوة شد ٩ طن، ضمن خطة ترسيخ مكانة القناة كأهم مجرى ملاحي عالمي.
في كلمته، أكد الفريق أسامة ربيع على أهمية ذكرى تأميم قناة السويس وارتباطها بوجدان المصريين، حيث تجلت فيها السيادة الوطنية حين فرضت مصر سيادتها الكاملة على قناة السويس، مشيرا إلى أن تأميم قناة السويس لم يكن مجرد استرداد لمرفق اقتصادي ضخم، بل كان إعلاناً عن ميلاد مرحلة جديدة من تاريخ مصر عنوانها السيادة والريادة.
وأوضح رئيس الهيئة أن إحصائيات الملاحة بالقناة سجلت منذ تأميم القناة وحتى الآن عائدات قدرها 153.4 مليار دولار، وعبور حوالي 1.1 مليون سفينة، بإجمالي حمولات صافية 33 مليار طن.
وأضاف أن الإدارة المصرية منذ التأميم نجحت في تطوير المرفق الملاحي للقناة من خلال تنفيذ مشروعات تطوير عديدة لمواكبة التطورات المتلاحقة في صناعة السفن عالمياً، حيث تطور غاطس القناة من 10 أمتار إلى 22 مترا، كما تطورت حمولات السفن العابرة للقناة من 30 ألف طن عام ١٩٥٦ إلى 240 ألف طن حاليا، فيما زادت مساحة المسارات المزدوجة من 27.7 كم إلى 99 كم.
َوعلى صعيد تعظيم قدرات أسطول الوحدات البحرية بقناة السويس أوضح أنه تم إضافة عدد 692 وحدة بحرية منذ ثورة 26 يوليو حتى الآن، منها 113 وحدة تم إضافتها منذ عام 2019.
وأوضح رئيس الهيئة أن مشروعات قناة السويس شهدت طفرة غير مسبوقة بدعم ومتابعة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية من خلال تطبيق رؤية طموحة تعظم من مكانة القناة وتكرس صدارتها لأهم المرافق الحيوية للتجارة والملاحة الدولية، مشدداً على أن ما تشهده قناة السويس من إنجازات تثبت أن قناة السويس ستظل رغم التحديات المختلفة الممر الملاحي الأهم عالمياً ولا بديل عنها.
وأكد رئيس الهيئة أن التحديات التي مرت بها قناة السويس على مدار تاريخها تؤكد قدرتها على الصمود في جميع الظروف الصعبة، وإدارة الأزمات بكل احترافية واقتدار، وهو ماحظى بالعديد من الإشادات الدولية التي حصدتها قناة السويس خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف أن قناة السويس قطعت شوطا كبيرا نحو توطين صناعة بناء السفن والوحدات البحرية، بفضل تمتع الهيئة بإمكانات بشرية وتكنولوجية تمكنها من تنفيذ مشروعات في كافة أنحاء أفريقيا والوطن العربي.
وفي ختام كلمته، وجه الفريق أسامة ربيع عدة رسائل هامة أكد خلالها أن قناة السويس هي قناة عالمية حفرت بأيدي مصرية ويديرها مصريون وفقا للمواثيق الدولية وتخضع للسيادة المصرية الكاملة وتعمل على خدمة حركة التجارة العالمية انطلاقاً من كونها أقصر طريق بحري يربط بين الشرق والغرب والأكثر أماناً بين كافة الطرق التجارية المنافسة.
كما وجه رئيس الهيئة الدعوة لشركات التأمين لإعادة النظر في قيمة التأمين المفروضة على السفن المارة بالبحر الأحمر، وبث رسائل طمأنة للخطوط الملاحية للعودة للعبور من منطقة البحر الأحمر وقناة السويس.
ومن جانبه قدم اللواء أركان حرب دكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي عرضاً تقديمياً يبرز الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس عبر الأجيال المتعاقبة والتي جعلت منها عنصراً فاعلاً في التاريخ المصري ورمزاً للصمود والإرادة المصرية، منذ أن كانت فكرة ثم بنشأتها وما صاحبها من تضحيات مرورا بملمحة التأميم وانتهاءً بعمليات التطوير المستمرة.
وأكد اللواء فرج أن ما تشهده قناة السويس من تطوير وتحديث مستمر يعكس الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على استمرارية ريادة القناة للقنوات الملاحية وتعزيز قدرتها التنافسية يؤكد على فهم عميق لأهميتها الاستراتيجية والتاريخية لمصر والعالم أجمع.
في ختام الاحتفالية، قام الفريق أسامة ربيع بتكريم أسرة الشهيد مقدم أمير إبراهيم عوض الله تخليداً لدوره البطولي في الذود عن تراب هذا الوطن الآبي، والدفاع عن سلامة أراضيه ضد عدوان الإرهاب الغاشم.