الثورة نت:
2025-06-26@09:45:43 GMT

العيد في ريف اليمن.. لم يعد كعيد الأمس

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

العيد في ريف اليمن.. لم يعد كعيد الأمس

 

حلّ عيد الأضحى على اليمنيين ليعيد إليهم ذكريات الماضي، لا سيّما كبار السنّ الذين عرفوا عادات وتقاليد وطقوساً خاصة بالعيد اختفت مع الزمن، ويحنّ هؤلاء إلى أعيادهم القديمة، تلك المليئة بالفرح والأهازيج ورقصة البرع والهدايا والأضاحي وزيارات الأقارب، حيث يُجمع اليمنيون على أنّ “عيد اليوم لم يعد كعيد الأمس”، وأنّ أموراً كثيرة اختلفت فبعد أن كان العيد يتميز في الريف اليمني إلا أن الكثير من مظاهره اختفت تماماً بسبب العدوان وحصاره الاقتصادي، فلم يعد سكان المدن الذين تعود أصولهم إلى مناطق ريفية يحرصون على قضاء أيام العيد مع أسرهم في مسقط رأسهم لعدم قدرتهم على السفر وإقامة طقوس العيد في الأرياف اليمنية حسب الموروث الشعبي المعتاد…
الثورة / احمد السعيدي

الطقوس العيدية في ريف اليمن تعبير عن بساطة وجمال الإنسان الريفي المتجسدة بنشر الفرح لقضاء إجازة العيد في الريف وهو نابع من بساطة ونقاء طبيعة الريف، ومجتمع الريف وفطرته السليمة، ترى ذلك في وجوههم المملوءة بالفرح والغبطة.

. ومصافحتهم وزيارتهم.. وكرمهم وضيافتهم، وهذا ما يضفي على العيد النكهة التي لا توجد في مكان آخر.. بالإضافة إلى أن طقوس العيد في الريف اليمني شكلت ثقافة المجتمع، وأنتجت موروثه الثقافي والتاريخي والحضاري، وطبعته في ذاكرة الإنسان اليمني منذ الصغر، وهي تعبير عن بساطة وجمال الإنسان اليمني المتجسد في روح الهوية وحب الخير ونشر الفرحة والسعادة والبهجة.

طقوس وموروث شعبي
تختلف طقوس العيد في الريف بحسب القرية والمنطقة، هناك اختلاف بسيط بين منطقة وأخرى من الخارطة الجغرافية اليمنية حسب العادات التي توارثتها القبائل من أسلافها، وتشترك في استعداد ربات المنازل لاستقبال العيد مبكراً فيقمن بأعمال النظافة والترتيب للمنزل وتغيير أقمشة الفرش والستائر، ويحرص العديد من الأهالي على تجهيز كبش العيد ويقوم البعض منهم بشرائه مبكرا والعمل على تربيته في المنزل منذ ولادته وحتى مجيئ العيد، فيما يجلبه آخرون من أسواق المواشي في بداية العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وكان أهل الريف في العشر الأولى من شهر ذي الحجة يحرصون على إحياء عادات وتقاليد وطقوس توارثوها منذ القدم، يستقبلون بها أول أيام العيد، ومن الطقوس الريفية أن شبان كل قرية يحرصون على إشعال النار على أسطح المنازل أو الجبال كوسيلة للابتهاج ولإعلام الأهالي بأنّ اليوم التالي عيد لكنّ هذه العادة اختفت تماماً، وفي كل يوم من أيام العيد، كان أبناء الريف يتوجهون إلى خارج القرية لتأدية رقصة البرع، بعد رفع الجنابي، على قرع الطبول أو المرافع وضرب الطاسة، الناس في السابق يستغلون العيد ويتوجّهون إلى خارج القرى لزيارة الأماكن الجبلية أو السياحية بهدف الترفيه، وحتى رائحة الكعك التي كانت تنتشر في القرى قبل العيد بأيام لم تعد موجودة، فالنساء كنّ في السابق يصنعنَ الكعك في المنزل أما الآن فمعظم الأسر صارت تشتري الحلويات والكعك من الأسواق في هذه الأيام”.

عادات وتقاليد عيدية
وفي الريف سابقاُ كان المواطنون يستهلون العيد بقيام فرقة من المعروفين باسم (المهمشين) بالمرور على بيوت القبائل، والصعود لسقف الدار وبداية الضرب على الطبول بدقة مميزة تنبئ بوصول العيد قبيل الشروق، وتمر بالتناوب على البيوت، بالإضافة إلى خروج الأطفال “للتماسي”، والمقصود بالتماسي هو ترديد الأهازيج والترحيب بالعيد، بهدف إعلام الناس بقدوم العيد يقودهم الأخدام (المهمشون) بالطبول التي تضرب بإيقاعات فرائحية، وكان يجتمع الرجال في دار يكون بجوارها مسجد، وتكون هذه الدار لكبير أو شخصية اعتبارية، فيؤدون طقوساً دينية في المسجد ويدخلون مباشرة إلى الدار المعتاد لإقامة مثل هذه المناسبات، وخلال ذلك يتصدر المجلس عدد من كبار السن الذين يقومون بتأدية الابتهالات والأدعية والأذكار وعدد من القصائد الدينية من الموروث الشعبي، بعدها يتم دق الطبول والرقص اليمني بإيقاع فرائحي يشارك فيه كبار السن والأطفال والرجال حتى موعد أذان الظهر فيتجه الجميع إلى الصلاة، ومن ثم يذهب الكل إلى منازلهم لتناول وجبة الغداء، وكان قديماً يقام ملتقى أو تجمع ثاني أيام العيد يجتمع فيه الأهالي، ويتوافدون من بعض مناطق محافظات إلى أخرى ليمارسوا فيه الرقص وتبادل التهاني والتبريكات ومناقشة القضايا الاجتماعية حتى عصر ذلك اليوم؛ والعودة مرة أخرى لقراهم على وقع أصوات الطبول والرقص، وتستمر بعد ذلك إقامة الأعراس واللقاءات، والأسمار الليلية بأشكالها التقليدية القديمة حتى انتهاء فترة أيام العيد والتي تمتد 10 أيام.

الوضع الاقتصادي
هذه العادات وغيرها من الطقوس اليمنية الريفية في الأعياد بدأت بالاختفاء لعدة عوامل من أبرزها الوضع الاقتصادي للبلاد، حيث يأتي عيد الأضحى الحالي لهذا العام في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة والخطيرة التي يعيشها المواطنون ولم يسبق لها مثيل والتي تسبب بها العدوان السعودي المستمر في حربه الاقتصادية التي جعلت معدلات الفقر والبطالة ترتفع بشكل جنوني، وخفوت الحركة التجارية، في ظل ضعف القدرة الشرائية، حيث أصبح معظم اليمنيين لا يقدرون على ميزانية العيد بالشكل البسيط والروتيني والذي يتضمن فقط جعالة العيد والأضحية والملابس الجديدة ناهيك عن الطقوس الأخرى، الأزمات الاقتصادية جعلت غالبية مجتمع الريف الموجود في المدن يعزف عن السفر إلى الريف لقضاء إجازة العيد.

غزو ثقافة المدينة
بعض اليمنيين أرجع اندثار الطقوس العيدية في الريف إلى غزو ثقافة المدينة للريف التي ساعدت في غياب الكثير من هذه الطقوس والموروث الثقافي، فخلال العقود الأخيرة طرأ تغير على هذه العادات الأصيلة والمتوارثة فاندثر الكثير منها، ابتداء من تغيير هيئة الناس ولباسهم إلى نمط عيشهم وأنواع مأكولاتهم، فطغت روح المدينة بشكلها النمطي، وحلت عوضاً عنها حياة مدنية تستمد تفاصيلها من ثقافات مختلفة وافدة من كل أصقاع الكوكب، فتم طمس معالم الثقافات المحلية.

التطور التكنولوجي
ومن أسباب اختفاء الطقوس العيدية في الريف اليمني هو التطور التكنولوجي الحاصل اليوم، حيث أن أهالي مناطق ريفية كثيرة كانوا يمارسون طقوساً تُدخل البهجة إلى قلوبهم، لكنّ التطوّر التكنولوجي ساهم في تراجع مثل تلك العادات، إذ صار الناس يلجأون إلى التلفاز أو جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، والتي باتت توفّر لهم فرصاً أكثر للترفيه، مثل الأفلام والأغاني وغير ذلك، فبعد أن كانت اللقاءات الأسريّة من أبرز نشاطات اليمنيين في أعياد الماضي، فقد تراجعت وتيرتها اليوم، فقبل عقود كانت وسائل الاتصال والتنقل محدودة جداً، لذا كانت تؤجّل وتأتي الأعياد لتكون فرصة مناسبة لمثل هذه اللقاءات الأسرية، أمّا اليوم، فإنّ وسائل الاتصال والتنقل هي أكثر وأسهل، بالتالي فإنّ اللقاءات والزيارات تتواصل على مدار العام، ولذا لم تعد تقتصر على الأعياد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء اليمني يُقر استراتيجية الدين العام

أقر مجلس الوزراء اليمني، مشروع استراتيجية الدين، موجها وزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي والبنك المركزي اليمني والجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل لتنفيذ الاستراتيجية.

 

جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، للوقوف على الأوضاع الاقتصادية والخدمية، وفي مقدمتها الكهرباء والتغيرات المتعلقة بأسعار العملة الوطنية، والإجراءات الواجب اتخاذها لتجاوز التحديات المرتبطة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الراهنة.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن استراتيجية الدين التي أقرها مجلس الوزراء، تهدف بشكل أساسي إلى تلبية الاحتياجات التمويلية للحكومة من خلال تعبئة واستقطاب التمويلات الداخلية والخارجية ذات الآجال المتوسطة والطويلة، والوصول إلى القدرة على سداد أعباء الدين بصورة منتظمة.

 

وأشار إلى الإستراتيجية تحافظ على درجة معقولة من المخاطر تتسم بالاتزان لمحفظة الدين، وخفض الدين المحلي إلى مستويات آمنة وتمويل عجز الموازنة من مصادر غير تضخمية.

 

ووافق مجلس الوزراء على الاتفاقية الإطارية لبناء قدرات دعم وتشغيل المرافق الصحية في اليمن والموقعة بين وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وكلف وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان بالتنسيق مع وزير الصحة العامة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لإصدار القرار الجمهوري بالمصادقة.

 

وتهدف الاتفاقية إلى بناء قدرات وزارة الصحة العامة والسكان لتنمية القطاع الصحي في اليمن واستدامة تشغيل المرافق الصحية النوعية، من خلال إنشاء صندوق لدعم وتشغيل المرافق الصحية، بموجب الاتفاقية الإطارية مع السعودية.

 

وصادق مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم للتعاون في المجالات العدلية والقانونية، والموقعة بين وزارة العدل في الجمهورية اليمنية ووزارة العدل في دولة قطر، ووجه وزيري العدل والشؤون القانونية وحقوق الإنسان بمتابعة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة للمصادقة على المذكرة.

 

وتهدف المذكرة إلى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون المشترك بين اليمن وقطر في الشؤون العدلية والقانونية والقضائية والتدريب، وتبادل الخبرات والمعلومات وتنظيم اللقاءات والندوات العلمية ذات الصلة بالشؤون العدلية والقانونية والقضائية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين وزارتي العدل بالبلدين في مجالات تبادل التجارب والخبرات العدلية والقانونية المختلفة.

 

واستعرض المجلس خلال الاجتماع، تقارير قدمها عدد من الوزراء المعنيين حول مؤشرات أداء القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة ومعيشة المواطنين، والخطط الطارئة للتعاطي مع التحديات القائمة، بما في ذلك الانقطاعات الكهربائية الحادة في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات المحررة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً تفهمه الكامل لمعاناة المواطنين وما يواجهونه، وأن الحكومة لن تدخر جهداً في العمل على معالجة وتحسين الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء بأسرع وقت ممكن.


مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء اليمني يُقر استراتيجية الدين العام
  • دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447
  • الجالية الروسية في مصر تحيي العيد الوطني الروسي
  • وزير الكهرباء يرأس اجتماعاً لمناقشة خطة كهرباء الريف
  • وفاة 49 شخصًا وإصابة 485 آخرين في حوادث مرورية خلال إجازة العيد
  • هيئة مياه الريف في إب تتسلّم مشروع مياه في السدة
  • كارثة حلت بالريال اليمني.. أسعار الصرف تسجل اليوم أكبر انهيار في قيمة العملة وسط تراجع مستمر وسريع
  • وفاة 49 شخصا وإصابة 485 في 353 حادثاً مروريا خلال إجازة العيد
  • صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
  • الريال اليمني يهوي إلى أدنى قيمة له على الإطلاق