الجزيرة:
2025-07-29@20:17:34 GMT

تاريخ الجينز.. من عمال المناجم إلى عالم الموضة

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

تاريخ الجينز.. من عمال المناجم إلى عالم الموضة

في عالم الموضة المتغير، يبقى الجينز قطعة ثابتة في خزانة الملابس حول العالم، سواء كان سروالا، أو سترة، أو حقيبة يد، ما السر وراء استمرار الجينز لأكثر من قرن ونصف القرن في وجه تقلبات الموضة؟

تاريخ الجينز

عقب اكتشاف الذهب في كاليفورنيا عام 1848، تدفق مئات الآلاف من الباحثين عن الثروة. عمل بعضهم في المناجم للبحث عن الذهب، بينما وجد آخرون طرقا بديلة لكسب المال من خلال بيع الإمدادات للعمال، من بين هؤلاء كان المهاجر البافاري ليفي شتراوس، الذي وصل إلى سان فرانسيسكو عام 1853.

جلب شتراوس معه قماش "الدنيم" الذي كان يُستخدم لصناعة الخيام نظرا لمتانته.

يُعتقد أن اسم القماش "دنيم" يعود إلى مدينة نيم الفرنسية، حيث صُنع لأول مرة محاكاة لقماش سراويل البحارة من مدينة جنوة الإيطالية، التي يعتقد أنها مصدر تسمية "جينز".

الجينز كان رمزا لطريقة الحياة الأميركية (شترستوك)

لاحظ كل من شتراوس والخياط جاكوب ديفيس حاجة عمال المناجم لسراويل متينة تتحمل مشاق العمل، فقام ديفيس بابتكار إضافة المسامير المعدنية إلى السراويل المصنوعة من قماش الدنيم لزيادة متانتها، وهي الفكرة التي حصل على براءة اختراعها عام 1873. وسرعان ما تشارك الرجلان وأطلقا علامتهما التجارية لصناعة وتصميم السراويل التي عُرفت لاحقا باسم "الجينز".

أصبحت سراويل الجينز ملابس العمل المفضلة للعمال والمزارعين ورعاة البقر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين، أصبحت العطلات في مزارع الغرب الأميركي شائعة، وكان الجينز الخيار الأمثل لهذه العطلات، حيث سمح لجميع أفراد الأسرة بالاستمتاع بمختلف الأنشطة كركوب الخيل وغيرها دون قلق.

خلال الحرب العالمية الثانية، ارتدى الجنود الأميركيون الجينز في أوروبا واليابان كرمز للوطن، وأصبح ممثلا لطريقة الحياة الأميركية التي بدت للأوروبيين حينها أكثر سعادة. وهو ما أدى إلى اكتساح الجينز خطوط الموضة بين الشباب، وكان ظهوره في السينما، حيث ارتداه نجوم مثل مارلون براندو وجيمس دين في أدوارهم السينمائية في خمسينيات القرن الماضي، مما جعل الجينز يرتبط بالنزعة للتمرد وإثبات الذات.

في الستينيات، أصبح الجينز رمزا لإرساء الديمقراطية، حين ارتداه الطلاب البرجوازيون تعبيرا عن دعمهم لحقوق العمال (شترستوك)

في الستينيات، أصبح الجينز رمزا لإرساء الديمقراطية، حين ارتداه الطلاب البرجوازيون تعبيرا عن دعمهم لحقوق العمال، وشكّل نوعا من المساواة بين الطبقات المختلفة نظرا لكون سعره في متناول الجميع.

هكذا تمكّن الجينز من إثبات مكانته في عالم الموضة عقدا بعد عقد، حتى ثمانينيات القرن الماضي عندما دخل إلى علامات الأزياء الشهيرة، وتنوعت تصميماته وأشكاله لتناسب جميع الأذواق، ولا يزال حتى اليوم عنصرا أساسيا في عالم الموضة.

لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟

في عام 2022، بلغت القيمة السوقية العالمية لصناعة الجينز 64.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 95.2 مليار دولار بحلول عام 2030.

والسؤال الذي يثير الاهتمام: لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟ على مدى أكثر من قرن ونصف القرن منذ ظهوره، شهدت صناعة الملابس عديدا من الصيحات العابرة، لكن الجينز استمر في البقاء. فكيف حافظ على شعبيته هذه السنوات؟ ولماذا يحظى بشعبية عالمية دائمة؟

الجينز لا يتسخ أبدا

في تجربة غير تقليدية عام 2011، ارتدى جوش لو، طالب علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألبرتا، سروال جينز لمدة 15 شهرا متواصلة دون غسله، ثم قاس محتواه البكتيري وكرر التجربة بعد غسله بعد أسبوعين، وتبين أن مستويات البكتيريا ظلت متقاربة. هذا يعني أنه يمكنك ارتداء سروال الجينز لفترات طويلة دون الحاجة إلى غسله، مما يجعله مثاليا للاستخدام في جميع الظروف دون قلق بشأن النظافة.

المتانة والاستمرارية

إذا كان استخدام سراويل الجينز قد بدأ مع عمال المناجم، فذلك خير تأكيد على متانته وقوة تحمله، كما تسمح طبيعة النسيج نفسها بأن تخترق الصبغة الطبقة السطحية فقط، وهو ما يؤدي لأن يبهت لونه بمرور الوقت، مما يعكس نمط حياة من يرتديه، ما يعني أن سروالا جيدا من الجينز يمكن أن يدوم معك لعدة سنوات.

بغض النظر عن العمر أو الذوق، يمكنك العثور على جينز يناسبك، إذ تتنوع تصاميمه وألوانه بما يناسب الجميع (شترستوك) مناسب لمختلف أوقات العام

الجينز هو خيار مناسب لجميع الأوقات والأماكن:

ملائم لجميع الظروف الجوية: يوفر الجينز مستوى متوازنا من العزل الحراري، مما يجعله مناسبا للارتداء في كل من الصيف والشتاء.

متناسب مع كل المناسبات: يمكنك ارتداء الجينز في الصباح أو المساء، سواء كنت في نزهة مع الأصدقاء أو في العمل، بشرط اختيار القميص أو الحذاء المناسب.

مناسب للجميع: بغض النظر عن عمرك أو ذوقك، يمكنك العثور على جينز يناسبك، إذ تتنوع تصاميمه وألوانه بما يناسب الجميع.

إعادة تدوير الجينز: بفضل خصائص القماش، يمكن أن يدوم سروالك الجينز لفترة طويلة، ويمكنك إعادة تدويره بعدما تمل منه، بإضافة زخارف أو أقمشة جديدة أو استخدام مبيض الملابس لإضفاء مظهر فريد. ويمكن أيضا استخدام السراويل القديمة لصناعة حقائب أو وسائد.

لذلك، يمكن للجينز أن يكون جزءا أساسيا من خزانة ملابسك بغض النظر عن طريقة ارتدائه التي تختارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عالم الموضة

إقرأ أيضاً:

إسبانيا.. اكتشاف كنيس قديم يعيد كتابة التاريخ اليهودي المبكر في شبه الجزيرة الإيبيرية

اكتُشف كنيس محتمل في كاستولو جنوب إسبانيا، يعود إلى القرن الرابع الميلادي، عبر قطع أثرية تشمل مصابيح ومنورات. الطرح يعيد النظر في التاريخ اليهودي المبكر في إيبيريا ويثير جدلاً حول طبيعة المبنى الذي كان يُعتقد أنه كنيسة. اعلان

كشف فريق من علماء الآثار عن أدلة جديدة تشير إلى وجود مجتمع يهودي صغير وقديم في مدينة كاستولو الإيبيرية-الرومانية، والتي تقع بالقرب من بلدة ليناريس الحالية في منطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا. وقد سبق أن تم اعتبار هذا الموقع مقرًا لكنيسة مسيحية، لكن الاكتشافات الحديثة تفتح الباب أمام إعادة النظر في طبيعة المبنى، إذ قد يكون في الواقع كنيسًا يهوديًا.

وجاءت هذه التطورات بعد حفريات أُجريت بين عامي 2012 و2013 ضمن مشروع "كاستولو سفاراد، برينيرا لوز" التابع للحكومة الإقليمية لأندلوسيا، والذي يهدف إلى الكشف عن الجذور اليهودية للمدينة.

وخلال هذه الحفريات، عثر الباحثون على مجموعة من القطع الأثرية التي تدل على وجود يهودي في المنطقة في نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادي.

من بين هذه القطع: ثلاث قطع من مصابيح نفطية مزينة برسوم منورات، وقطعة من بلاطة سقف تحمل رسمًا لمنورة خماسية الفروع، بالإضافة إلى قطعة من غطاء إناء مخروطي الشكل تحمل كتابة عبرية بالجرافيتِو. ورغم اختلاف العلماء حول ما إذا كانت الكتابة تعني "ضوء الغفران" أم "نشيد داود"، فإن وجود هذه القطع يُعد مؤشرًا قويًا على وجود سكان يهوديين غير معروفين سابقًا في كاستولو.

ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر أهمية هو موقع المبنى الذي عُثر فيه على هذه القطع. فالموقع كان يُعتقد أنه كنيسة مسيحية مبكرة، لكن الباحثين بدأوا في طرح سؤال جديد: هل يمكن أن يكون هذا المبنى في الواقع كنيسًا؟

وبحسب الباحث باولستا سيبريان، أحد القائمين على المشروع، فإن هناك عددًا من العناصر المعمارية والتنقيبية تشير إلى أن هذا المبنى لم يكن كنيسة تقليدية. فقد شوهد ثقب محتمل في الداخل ربما استخدم لوضع منورة كبيرة، وهو أمر غير مألوف في بنية كنيسة مسيحية. كما لم يتم العثور على أي قبور أو رفات داخل المبنى، مما يتعارض مع المتطلبات العادية للكنائس المسيحية في تلك الفترة، حيث كان من المعتاد وجود أماكن دفن قريبة.

Related شاهد: أقدم كنيس يهودي في مصر يفتح أبوابه بعد عملية ترميم ب100 مليون جنيه"خطأ تقني".. الجيش الإسرائيلي يكشف عن نتائج تحقيقه في قصف كنيسة العائلة المقدسة في غزةأصيلة المغربية تُرمّم كنيس "كحال" بعد 200 عام وتُدرجه ضمن التراث الوطني

إلى جانب ذلك، يشير الباحثون إلى أن تصميم المبنى يشبه بعض الكنائس اليهودية المعروفة في فلسطين من نفس الفترة. ففي حين أن الكنائس المسيحية عادةً تكون ذات هيئة مستطيلة مع مذبح في النهاية (الأبسيد)، فإن المساجد اليهودية كانت غالبًا أكثر مرباعيه، وتتضمن منصة مرتفعة (البِمَا) تحيط بها المقاعد، مما يتوافق مع ما تم رصده في كاستولو.

موقع المبنى أيضًا يُعزز هذه الفرضية. فالمبنى كان يقع في مكان معزول بالقرب من حمام روماني مهجور، وكان يُنظر إليه آنذاك على أنه مكان وثني، وبالتالي كان يُعتبر "خاطئًا" أو "شيطانيًا" من قبل الأساقفة المسيحيين. وقد أغلق هذا الحمام في نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الخامس، وهو الوقت نفسه الذي يُعتقد أن المجتمع اليهودي في كاستولو عاش فيه.

يقول سيبريان: "إن قرب هذا الكنيس المحتمل من حمام روماني مهجور يُظهر كيف حاول الهيكل المسيحي ربط اليهود ببعيدة عن الطقوس المسيحية، بل وحتى بعملية الشر". وأضاف: "في ذلك الوقت، كان الأساقفة يلعبون دورًا كبيرًا في تنظيم المدينة، ويمكنهم استخدام هذه الروابط لتقويض مكانة اليهود".

إذا تأكدت هذه النظريات، فإن كنيس كاستولو سيكون من أقدم المعابد اليهودية في شبه الجزيرة الإيبيرية. فمعظم المساجد الأصلية الناجية في إسبانيا تعود إلى العصور الوسطى، مثل مسجد أوتريرا في أندلوسيا، الذي يعود إلى القرن الرابع عشر.

ومع ذلك، يعترف الباحثون بأن التحدي الأكبر أمامهم هو غياب الدليل التاريخي الكتابي المؤكد. وقال سيبريان: "نحن نعلم أن هناك من سيشكك في هذه الفرضية، وهذا طبيعي في العلم. لكننا نعتقد أن البيانات التي قدمتها دراستنا كافية لطرح السؤال بشكل جدي".

على أي حال، سواء كان المبنى كنيسة أو كنيسًا، فإن الاكتشاف يسلط الضوء على وجود مجتمع يهودي صغير عاش في كاستولو في وقت تعايش مع جيرانه المسيحيين. ومع مرور القرون، بدأت الكنيسة في تكريس فكرة "الاختلاف" حول السكان اليهوديين لإعادة تعريف الهوية المسيحية، مما أدى في النهاية إلى أعمال اضطهاد ديني وطرد شامل للسكان اليهوديين من إسبانيا في عام 1492.

ويختتم سيبريان قائلاً: "هذا الاكتشاف يُظهر لنا أن التعايش بين مختلف المجموعات الاجتماعية والدينية كان ممكنًا في الماضي. لكن مع تزايد قوة الكنيسة، بدأت مجموعات قوية في التصدي لمجموعات ضعيفة، وهي ظاهرة لا تزال قائمة حتى اليوم".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأندية العشرة الأكثر إنفاقا على الصفقات في القرن 21
  • تسع قطع من آثار اليمن القديم تباع بمزاد في بريطانيا خلال سبتمبر القادم
  • مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر
  • إسبانيا.. اكتشاف كنيس قديم يعيد كتابة التاريخ اليهودي المبكر في شبه الجزيرة الإيبيرية
  • ناقد موضة يعلق على فستان أصالة في الأردن.. ماذا قال؟
  • برنامج "آفاق الدرعية" يعود بنسخته الثالثة لصناعة جيل واعد ومبدع
  • ناقد الموضة يحرج إليسا بسبب فستانها في حفل جدة..شاهد
  • حُكّام العرب أضحوكة القرن، ونصر غزة سيأتي من اليمن
  • لتفادي تلك المخاطر.. لا ترتدي الجينز الضيق أثناء الحمل
  • بيعملوا الذهب من الزئبق .. طريقة جديدة لصناعة المعدن النفيس تثير ضجة في العالم