بعد أشهر من الاشتباكات عبر الحدود بين حزب الله و"إسرائيل"، تصاعدت حدة الخطاب بين الطرفين إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق، في وقت تقول فيه تل أبيب إنها وافقت على "خطط عملياتية لهجوم في لبنان"؛ في حين يؤكد حزب الله، إنه سيقاتل "بلا قواعد وبلا حدود". 

وأكدت صحيفة صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "انزلاق إسرائيل وحزب الله الخطير نحو حرب شاملة"، أن ذلك قد يكون من باب التهديد والوعيد، لكنه قد يؤدي إلى حرب شاملة.



وأضافت الصحيفة أن "المناوشات والتهديدات تؤكد اللعبة الخطيرة التي يلعبها الجانبان منذ أشهر"، مضيفة أن "الاشتباكات بين الجانبين اندلعت لأول مرة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر والهجوم الإسرائيلي على غزة، حيث أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل في اليوم التالي".


وأوضحت أنه منذ ذلك الحين، تبادل حزب الله و"إسرائيل" إطلاق النار بشراسة متزايدة، وضرب كل منهما عمقا أكبر في أراضي الطرف الآخر، وتجاوزا حدود الخطوط الحمراء التقليدية.

وبينت أنه في أي وقت آخر، كان من الممكن اعتبار هذا صراعا شاملا، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى استشهاد أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله وعشرات المدنيين، بينما أدت هجمات حزب الله إلى مقتل أكثر من عشرين جنديا ومدنيا، ونزح عشرات الآلاف من الجانبين، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وقالت: إنه "في إسرائيل يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطا لتوسيع الحملة العسكرية ضد حزب الله، وطرد مقاتليه من الحدود، وطمأنة الإسرائيليين الذين يعيشون في الشمال بأن العودة إلى ديارهم آمنة".

واعتبرت الصحيفة أن "آخر ما يحتاجه الإسرائيليون هو الانجرار إلى صراع آخر أعمق، حيث فشلت الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان في ترويض حزب الله أو إضعافه، وفي عام 2006 عانت إسرائيل في حرب استمرت شهرا مع الجماعة المسلحة".


وذكرت أنه "بعد ثمانية أشهر من الصراع المدمر في غزة، لم تحقق إسرائيل بعد أهداف نتنياهو الرئيسية، وهي القضاء على حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تم احتجازهم في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".

واعتبرت أن الحرب "استنزفت القدرة القتالية لحماس بشدة، ولكن حتى كبار الشخصيات العسكرية الإسرائيلية يعترفون الآن بأنه من المستحيل تدمير حماس، مستشهدين بـ أيديولوجيتها المتشددة وجذورها في المجتمع الفلسطيني".

وقالت إن حزب الله يمثل "عدوا أكثر صعوبة بكثير؛ فهو الطرف غير الحكومي الأكثر تسليحا في العالم، ويمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف الموجهة نحو إسرائيل".

ورأت الصحيفة أن المخرج من الأزمة يكمن في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في التوصل إلى اتفاق، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قيام حزب الله بسحب مقاتليه من الحدود، ووقف "إسرائيل" لغاراتها الجوية داخل لبنان، وحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بشأن الأراضي المتنازع عليها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حزب الله إسرائيل لبنان لبنان إسرائيل حزب الله حرب لبنان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟

تخشى إسرائيل أن يمنح أي تراخٍ حزب الله فرصة لاستعادة قوته وتعويض خسائره، مما قد يمكنه من إحياء معادلة "توازن الرعب" التي نجحت الدولة العبرية في تفكيكها خلال الحرب الأخيرة. اعلان

رغم الهدوء الذي يسود الجبهة الشمالية لإسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في 27 نوفمبر 2024، وتصريحات المسؤولين عن "قصقصة أجنحة" حزب الله، يبدو أن التهديد الذي يمثله التنظيم المسلح لم يتلاشَ تمامًا.

تتزايد المؤشرات على احتمال اندلاع جولة ثانية وقريبة من الحرب بين العدوّين اللدوديْن. ويرى بعض المراقبين أن حزب الله، الذي تلقى ضربات غير متوقعة في الحرب الأخيرة، قد يسعى لتحسين شروط الاتفاق، خصوصًا وأن أمينه العام، نعيم قاسم، أبدى مرارًا عدم رضاه عن تطبيق الاتفاق، محذرًا من أن صبره لن يدوم طويلاً.

تتفاقم هذه التوترات مع استمرار المئات من الخروقات الإسرائيلية اليومية تقريبًا في لبنان، سواء عبر اغتيال مقاتلي الحزب وقياداته، أو استهداف ما تصفه إسرائيل بـ"التحركات المشبوهة"، حتى لو كانت وراء نهر الليطاني.

في المقابل، تخشى إسرائيل أن يمنح أي تراخٍ حزب الله فرصة لاستعادة قوته وتعويض خسائره، مما قد يمكنه من إحياء معادلة "توازن الرعب" التي نجحت الدولة العبرية في تفكيكها خلال الحرب الأخيرة.

ومع أن الحديث عن مواجهة جديدة لا يزال في إطار التكهنات، ويربطه البعض بتطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، أورد الإعلام العبري تقارير تفيد بأن إسرائيل تواصل إرسال شاحنات تحمل ملاجئ متنقلة إلى الشمال. تساءلت هذه التقارير بشكل لافت: "هل انتهت الحرب في الشمال فعلاً؟"

Relatedنائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: نزع سلاح حزب الله يجب أن يشمل الأراضي اللبنانية كافة إسرائيل تعلن أنها استهدفت قائدا في قوة الرضوان التابعة لحزب الله بمسيّرة في جنوب لبنانوزارة الخزانة الأمريكية: عقوبات على عدد من الأفراد المرتبطين بحزب الله في لبنان

وفي أواخر مايو/أيار، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القيادة الشمالية تعيد تنظيم قواتها على الحدود مع لبنان، بما يشمل إعادة تمركز "فرقة الجليل" على طول الحدود بأكملها.

وأوضحت الإذاعة أن هذه الفرقة، التي كانت مسؤولة عن كامل الحدود اللبنانية، قد سُحبت بعض قواتها سابقًا إلى القطاع الشرقي، لكنها عادت لتعزيز وجودها.

كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية ، في مايو/ أيار الماضي أن الجيش "أجرى تجارب ناجحة لإسقاط طائرات حزب الله المسيرة من خلال نظام الليزر"، مستفيدًا من تجارب الجولة السابقة التي فشل فيها في رصد واعتراض كثير منها.

وفي ذات السياق، أفادت تقارير عبرية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن حزب الله يمتلك مئات الصواريخ المتوسطة-وبعيدة المدى، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ القصيرة المدى، والمئات من الطائرات المسيرة. لكنه يدرك أن لديه نقصًا في مكونات إطلاق هذه الأسلحة.

مقاتلو حزب الله يحضرون جنازة أحد مقاتلي الحزب الذي قُتل في قصف إسرائيلي، في جنوب لبنان، 22 أكتوبر 2023Hassan Ammar/ AP

في الداخل الإسرائيلي، تختلف الآراء حول نجاح الحملة في "تركيع" حزب الله والقضاء على تهديده بالكامل. فبينما يعتقد البعض أن زمن المعادلات الرادعة قد انتهى، وأن استمرار "السياسات الجريئة" في لبنان سيحقق لإسرائيل أمانًا طويل الأمد يجعل "الأطفال يلعبون بأمان من رأس الناقورة وحتى قرية الغجر"، يرى المحلل العسكري يوسي يهوشواع أن الحديث عن انهيار حزب الله سابق لأوانه.

ويؤكد أن الحزب لا يزال نشطًا في التسلح وتهريب السلاح والأموال، بالإضافة إلى تطوير الطائرات من دون طيار وتعزيز قدراته العسكرية.

ويشير يهوشواع إلى أن الحزب يترقب توقيع اتفاق نووي بين طهران وواشنطن، وهو ما قد يمنحه دفعة معنوية وسياسية، تخفف الضغط عليه وتعيد له بعض الإمكانيات التي خسرها في الحرب الأخيرة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • لوفتهانزا تقر ايقاف رحلاتها من والى إسرائيل بسبب التهديد اليمني
  • جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الأضحى في جامع السلطان قابوس بنزوى
  • واشنطن تتفهّم حوار عون وحزب الله
  • عاجل. هيئة البث الإسرائيلية: صاروخان أطلقا من درعا جنوبي سوريا باتجاه إسرائيل
  • إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
  • كارثة إنسانية شاملة في غزة.. أكثر من 3000 فلسطيني بلا دواء
  • دعاء يوم عرفة.. 4 أسباب أوصى بها النبي تجعله أكثر استجابة
  • بلبلة في لبنان بعد اعتقال عنصر بحزب الله متعاون مع إسرائيل
  • بغداد تدين "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على لبنان
  • إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: الأسباب والدلالات