مجلس جنيف يناقش مصير الأطفال المجندين بمخيمات تندوف
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
شكل مصير الأطفال المجندين في مخيمات تندوف محور لقاء نظم على هامش أشغال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف (18 يونيو- 12 يوليوز).
والتأم في هذا اللقاء، الذي نظمته مجموعة الدبلوماسية المدنية الدولية وأداره بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، أستاذ العلوم السياسية ورئيس مؤسسة ألتاميرانو، العديد من الخبراء الذين سلطوا الضوء على الانشغالات بشأن حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين، لاسيما مصير الأطفال المجندين في مخيمات تندوف.
وقاربت جوديت سيغارا، فاعلة جمعوية إسبانية، الآثار الأخلاقية والنفسية على أطفال الحرب، حيث سجلت "أن أطفال النزاعات، خاصة في مخيمات تندوف، هم الضحايا الأكثر هشاشة، حيث يتم انتهاك حقوقهم الأساسية، مثل الأمن والتعليم، بشكل منتظم".
وسلطت سيغارا الضوء على الانعكاسات العميقة للعنف على التطور السلوكي لهؤلاء الأطفال، مشيرة إلى أن "المعضلات الأخلاقية التي يواجهونها يمكن أن تعيق تطورهم السلوكي، مما يخلق تنافرا بين قيمهم الجوهرية والواقع الوحشي الذي يعيشونه".
من جانبه، شدد دانييل هاينر، الدبلوماسي السويسري السابق، على ضرورة أن تتعبأ أوروبا في مواجهة تجنيد الأطفال.
وقال إن "أوروبا، التي عانت من الحروب الماضية، يجب أن تدرك الخطر الذي يمثله الجنود الأطفال على الأمن. ومن الضروري اتخاذ تدابير لمنع هذه الآفة".
ووصف ماتيو دومينيتشي، الخبير السياسي ومستشار العلاقات الدولية، في حديث عبر الفيديو، ظاهرة أطفال الحرب بأنها "سرطان عالمي"، محذرا من تزايد أعداد الأطفال المجندين في منطقة الساحل وتندوف.
وأضاف: "في مواجهة اللامبالاة الدولية، يتطلب هذا الوضع استجابة عاجلة ومنسقة لحماية الأجيال القادمة وإحلال السلام الدائم".
بدوره، استعرض ألتاميرانو الأوضاع المزرية التي تعيشها مخيمات تندوف، والتي وصفها بـ "مراكز الاعتقال غير القانونية". وندد بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحرمان من الجنسية، والاستغلال العسكري للسكان، بما في ذلك تجنيد الأطفال، وحالات الاستعباد الجنسي.
وقال: "من المهم أن يعترف المجتمع الدولي بمخيمات تندوف كأماكن احتجاز غير قانوني وأن يتخذ التدابير اللازمة لضمان احترام حقوق الإنسان لسكانها".
وسلط ألتاميرانو الضوء أيضا على الغموض الذي يحيط بتوزيع المساعدات الدولية، مشككا في حقيقة استخدامها ودعا إلى تحسين الشفافية لضمان أن هذه المساعدات تعود بالنفع حقا على السكان المحتاجين.
وأعرب مولاي لحسن ناجي، رئيس اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في إفريقيا والكاتب العام للمركز الدولي لمنع تجنيد الأطفال بالداخلة، عن انشغالاته بشأن الوضع في مخيمات تندوف، مبرزا أن الحقوق الأساسية، مثل الحق في الحياة والسلامة الجسدية والحرية، تتعرض هناك لانتهاكات خطيرة.
كما نبه ناجي إلى القيود المفروضة على حركة اللاجئين، مما يحد من حصولهم على الفرص الاقتصادية ويساهم في عزلتهم الطويلة، داعيا إلى التطبيق الصارم للقانون الإنساني الدولي لحماية اللاجئين.
وقال: "يجب معالجة الوضع في مخيمات تندوف والقضية الأوسع المتعلقة بالجنود الأطفال في أفريقيا بأقصى قدر من الإلحاح".
وخلص إلى أنه: "من خلال رفع مستوى الوعي والدعوة إلى تنفيذ القانون الإنساني الدولي واتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق اللاجئين والأطفال، يمكننا العمل على إنهاء هذه الانتهاكات الفظيعة وضمان مستقبل أكثر إشراقا للجميع".
وعموما، أكدت المداخلات على المسؤولية الجماعية للمجتمع العالمي لحماية الفئات الأكثر ضعفا وضمان عدم إرغام المزيد من الأطفال على تحمل عبء النزاع المسلح.
ودعا الخبراء بالإجماع إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذه الممارسات المدمرة وتعزيز السلام والأمن للأجيال القادمة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی مخیمات تندوف حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية يستقبل وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان لبحث التعاون المشترك
استقبل د. جان هنري حنا، رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، وفدًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان؛ لبحث سبل التعاون في مجال حقوق الإنسان، بحضور د. محمد علي مراد، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، د. أحمد فرغلي عميد الكلية المصري الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة.
ضم وفد المجلس، د. محمد ممدوح، رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس، ا. شيرين المصري، مسؤول اللجنة الاقتصادية بالمجلس، ا. محمد طلعت و ا. محمد فؤاد، الأمانة الفنية للمجلس.
تناول اللقاء، بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين لتعزيز الوعي بثقافة حقوق الإنسان داخل البيئة الجامعية، ودعم الأنشطة والمبادرات الهادفة لترسيخ هذه الثقافة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية تستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وخلال الزيارة، تفقد وفد المجلس، "المركز الجامعي للتطوير المهني (UCCD)" للتعرف على الأنشطة والبرامج التي يقدمها المركز في مجال تدريب وتأهيل الشباب، ومدى تأثيرها في تنمية مهاراتهم وتعزيز فرص توظيفهم في سوق العمل.
وأعرب رئيس الجامعة، عن ترحيبه بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان، مشيدًا بالدور الهام الذي يقوم به المجلس في نشر ثقافة حقوق الإنسان، موضحًا أهمية تعزيز الوعي بين الطلاب كجزء من رسالة الجامعة في إعداد كوادر مؤهلة تساهم في بناء مجتمع يحترم القيم الإنسانية، مؤكدًا تطلعه لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين من خلال تنفيذ برامج وفعاليات تهدف إلى رفع الوعي لدى الطلاب ومنتسبي الجامعة، مشيرًا إلى أن الجامعة حريصة على دعم المبادرات التي تسهم في بناء شخصية الطالب وتوعيته بحقوقه وواجباته.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن الزيارة الميدانية التي يقوم بها المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى محافظة بنى سويف، وذلك في إطار جهود المجلس لنشر وتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان داخل مؤسسات التعليم العالي، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان بوجه عام، وتعزيز التعاون مع الجهات المعنية.