كيفية استخدام أدوات LinkedIn AI للعثور على وظيفة
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
لا شك أنك لاحظت ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي عبر جميع أنواع التطبيقات والأجهزة والأنظمة الأساسية مؤخرًا. وLinkedIn ليس استثناءً: الشبكة الاجتماعية للعثور على عمل والتواصل مع المحترفين حريصة على عدم التخلف عن الركب في الاندفاع لجعل كل شيء معززًا بالذكاء الاصطناعي قدر الإمكان.
يجب أن نقول في الأعلى أن كل ميزات الذكاء الاصطناعي هذه تتطلب اشتراك LinkedIn Premium، والذي يبدأ بسعر 29.
من المهم أيضًا أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي - حيث يتم إنتاج محتوى جديد بناءً على بيانات التدريب - غالبًا ما يرتكب أخطاء. بكل الأحوال، استخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير الوقت على LinkedIn، ولكن لا تأخذ أبدًا ما يقدمه على أنه دقيق بنسبة 100 بالمائة في كل مرة، وربما تلجأ إلى مهاراتك البشرية القديمة الجيدة في المهام الأكثر أهمية.
سنركز في هذه المقالة على أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة للأفراد كجزء من خطة Career Premium - أولئك الذين يبحثون عن فرص عمل. هناك أيضًا أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة لمسؤولي التوظيف والشركات الكبرى التي لن نتعمق فيها هنا.
عادةً ما يتضمن البحث عن وظيفة على LinkedIn النقر على سلسلة من القوائم والمرشحات ومربعات الاختيار، ولكن باستخدام سحر الذكاء الاصطناعي، يمكنك فقط أن تقول شيئًا مثل "اعثر لي على وظيفة كتابة في المكتب في نيويورك وتدفع أكثر من 75000 دولار" ( على الرغم من أن عدد التطابقات التي ستحصل عليها يعتمد على مدى ضيق شروطك).
من المحتمل أن يعني ذلك أنك ستعثر على المزيد من الوظائف ذات الصلة بك بسرعة أكبر، ولكن ضع في اعتبارك أنه قد تكون هناك حاجة إلى بعض التجربة والخطأ عندما يتعلق الأمر بالصياغة. الذكاء الاصطناعي جيد جدًا في تحليل ما تقوله باستخدام اللغة الطبيعية، على الرغم من أنه من الواضح أنك لا تستطيع رؤية ما يحدث خلف الكواليس.
عندما تصل إلى قائمة الوظائف، سترى بعض الاقتراحات للأسئلة التي يمكنك طرحها، وستحصل في المقابل على إجابات مدعومة بالذكاء الاصطناعي - أسئلة مثل "هل أنا مناسب لهذه الوظيفة؟" و"ما الذي يمكنني فعله لتحسين وضعي في هذه الوظيفة؟" يهدف هذا إلى مساعدتك في تقييم ما إذا كان هذا الدور يناسب مهاراتك واهتماماتك.
استخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة طلبك واستئنافه
هل سيرتك الذاتية هي حقا أفضل ما يمكن أن تكون؟ هل تبيع نفسك بشكل صحيح؟ لن يتردد روبوت الذكاء الاصطناعي المدمج في LinkedIn Premium في إخبارك بالمكان الذي يمكنك فيه إجراء تحسينات على ملفك الشخصي وفي تطبيقك. سترى أيضًا مطالبات الذكاء الاصطناعي مع وجود نجوم ذهبية بجانبها عند تصفح الوظائف، على سبيل المثال، تطالبك بتحسين سيرتك الذاتية.
يمكنك جعل الذكاء الاصطناعي يعطي أهمية أكبر للصفات والخبرة التي تمتلكها والتي تكون أكثر صلة بمنصب ما، أو يمكنك أن تجعله يعيد كتابة أقسام معينة إذا لم تكن راضيًا عنها. جعل القسم أقصر، أو أكثر رسمية، أو أيا كان. ستتمكن بعد ذلك من استخدام التفاصيل الموجودة في الوظيفة، والتفاصيل الموجودة في سيرتك الذاتية، لصياغة خطاب تقديمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
مرة أخرى، استخدم هذه الأدوات بعناية. قد يفضل القائمون على التوظيف سماع صوتك في خطاب التقديم الخاص بك بدلاً من كلام الذكاء الاصطناعي العام المطبوخ من ملايين خطابات التقديم الأخرى، ولكن يمكن أن يكون مفيدًا في العثور على تحولات في العبارات والكلمات التي تعبر حقًا عما تحاول قوله (و كم أنت عظيم كمرشح). أنت حر في إجراء تعديلات على كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي، لذلك لا يتعين عليك قبول كل شيء كما هو معطى.
كتابة الملف الشخصي والرسائل وعمليات البحث
سواء كنت تتقدم حاليًا لوظيفة معينة أم لا، يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي على LinkedIn Premium لإضفاء الحيوية على ملفك الشخصي. سوف يقوم روبوت الذكاء الاصطناعي بإلقاء نظرة على ما كتبته بالفعل، ويقدم اقتراحات للتحسينات - الطرق التي يمكن أن يكون بها النص أكثر وضوحًا، أو أكثر قوة. مرة أخرى، يمكن تعديل جميع الاقتراحات أو تجاهلها تمامًا.
يمكن أيضًا نشر نص الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرسائل، سواء كنت تحاول بناء اتصالات أو استكشاف إمكانيات العمل: يوجد رابط "الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي" المدمج مباشرة في واجهة المراسلة. بمجرد النقر فوقه، سيتم إعطاؤك مجموعة مختارة من المطالبات المقترحة للبدء، أو يمكنك استخدام مطالباتك الخاصة (مثل "صياغة رسالة تسأل عن فرص إنتاج الفيديو، وتسليط الضوء على عامي الخبرة").
مجال آخر ستأتي فيه تحسينات الذكاء الاصطناعي قريبًا هو البحث. تقول LinkedIn أنك ستتمكن من طرح جميع أنواع الأسئلة حول مؤهلاتك، وأدوارك المحتملة، وقضايا العمل، والمزيد، مباشرة في النظام الأساسي. في بعض الحالات، سيتم تدريب الإجابات باستخدام بيانات من خبراء LinkedIn في مجالاتهم المختلفة.
مرة أخرى، استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بحذر. أن تكون إنسانًا هو أفضل ما تملكه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أدوات الذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا
إقرأ أيضاً:
حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.
إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.
تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».
انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.
طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».
أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!
حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».
ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».
لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».
الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.
كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.
وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.
في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.