أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، النسخة الثانية المحدثة من دليل النزاهة، الذي يهدف إلى مساعدة الاتحادات الوطنية والجهات الفاعلة كافة على دعم وتقوية مبادراتها المتعلقة بالنزاهة.
ويجسد إصدار هذا الدليل، وفق ما أعلنه الفيفا على موقعه الرسمي، أول أهداف الاتحاد الدولي الإستراتيجية للفترة بين عامي 2023 و2027، والذي ينصّ على وجوب أن يعمل “الفيفا” على منع الفساد وتعاطي المنشطات والتلاعب بنتائج المباريات، التي من شأنها تعريض نزاهة المباريات والبطولات واللاعبين والمسؤولين والاتحادات الوطنية للخطر، أو قد ترفع مستوى الإساءة في كرة القدم.


ويحمل الدليل الجديد عنوان “حماية نزاهة كرة القدم”، ويمثل حصيلة جهود “الفيفا” المستمرة للترويج للنزاهة داخلياً وللعامة على حدّ سواء.
وأعدّت هذا الدليل مجموعة عمل “الفيفا” المعنية بالنزاهة، والتي قدّمت تحليلاً مفصلاً عن كيفية البدء بالتعامل مع مسألة النزاهة والمحاور المطلوبة في هذا الإطار وما يجب القيام به.
ويوفّر الدليل إرشادات بخصوص موضوعات مثل تعيين مسؤول عن النزاهة، وإطلاق منهجيات للإبلاغ عن المخاوف المتعلقة بالنزاهة، وآلية وضع برنامج تعليمي واستراتيجية إعلامية ذات صلة، ويشرح كيفية وتوقيت إجراء تحقيق وتنظيم جلسات اجتماع تأديبية.
ويختلف هذا الإصدار عن سابقه بتركيزه على وضع خطة عمل متعلقة بالنزاهة مع محتوى خاص بمبادرات تعليمية ذات صلة على المستوى المحلي، بالإضافة إلى قسم جديد متعلق بالفصل في المخالفات الخاصة بالنزاهة، مع شرح مفصل للعملية لضمان اتخاذ قرارات قانونية مناسبة في الإجراءات التأديبية، كما يشمل استعراض حالات جديدة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

تعاني العملية الانتخابية في العراق من تحديات كبيرة، أبرزها التزوير المنظم الذي شوه إرادة الناخب وأفقد الانتخابات معناها الحقيقي، إذ تتنوع أساليب التزوير بين شراء الأصوات والتلاعب بالنتائج واستخدام بطاقات مزورة،والضغط على الناخبين،وكلها تتم في ظل ضعف الرقابة وتسييس مفوضية الانتخابات، إذ تسهم عمليات التلاعب وتفشي هذه الظاهرة غياب المحاسبة، وهيمنة الأحزاب المتنفذة، وضعف الوعي الانتخابي،ما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية الفاسدة. والنتيجة هي فقدان الثقة الشعبية بالعملية الديمقراطية، وارتفاع نسب العزوف عن التصويت.

لقد تطورت أساليب التزوير في العراق من التلاعب اليدوي البسيط إلى أنماط أكثر تعقيدًا، شملت عمليات تزوير في نتائج العد والفرزمن خلال تدخلات في مراكز العد أو التلاعب بالبرمجيات المرتبطة بنقل البيانات،وشراء الأصوات حيث يُستخدم المال السياسي لشراء ذمم الناخبين، خاصة في المناطق الفقيرة، بالاضافة الى البطاقات الانتخابية المزورة أو غير الفعالة،إذ يُبلّغ الكثير من المواطنين عن اختفاء بطاقاتهم أو استخدامها من قبل آخرين، والضغط على الناخبين سواء بالترهيب أو عبر استغلال النفوذ الحزبي في دوائر الدولة لتوجيه التصويت، وعمليات التلاعب بتوزيع المقاعد من خلال استخدام طرق حسابية غامضة وغير شفافة، ما يتيح لبعض القوى الحصول على تمثيل يفوق حجمها الفعلي.
يرتبط انتشار التزوير بعدة عوامل بنيوية، منها ضعف الرقابة القضائية المستقلة، وتسييس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،وتغلغل الأحزاب في أجهزة الدولة، ما يسمح بالتلاعب في مفاصل الانتخابات،وغياب تطبيق القانون بحق المزورين، حيث نادرًا ما يُحاكم شخص بتهمة التزوير رغم كثرة الأدلة، بالاضافة الى الفراغ الثقافي والجهل الانتخابي في بعض المناطق، مما يجعل الناس عرضة للاستغلال.

أن استمرار التزوير في الانتخابات له تداعيات خطيرة على المستوى السياسي والاجتماعي،وهي انعدام الثقة بالعملية الديمقراطية، وارتفاع معدلات العزوف عن التصويت، وشرعنة تمثيل قوى لا تعكس إرادة الشعب الحقيقي،وإعادة إنتاج الفساد السياسي عبر بقاء نفس الطبقة الحاكمة، وتغذية الانقسامات الطائفية والعرقية، حيث تُستخدم الانتخابات وسيلة لتكريس المحاصصة.

تبقى عمليات التزوير في الانتخابات العراقية عقبة كبرى أمام التحول الديمقراطي الحقيقي،ما لم تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتجفيف منابع التزوير، فإن العملية السياسية ستظل رهينة القوى المتنفذة،وسيبقى المواطن يعاني من غياب التمثيل الحقيقي وسوء الإدارة، لذلك فان مستقبل العراق الديمقراطي يتطلب شجاعة في مواجهة هذه الآفة، وإرادة سياسية حقيقية لإصلاح ما أفسده الفساد والمال السياسي.

لمعالجة هذا الواقع السياسي والانتخابي المتراجع لا بد من إصلاح جذري للمفوضية العليا للانتخابات واختيار أعضاء مستقلين حقًا،وتفعيل الرقابة المحلية والدولية على كل مراحل العملية الانتخابية، وتحديث النظام الانتخابي بما يضمن عدالة التمثيل ويغلق منافذ التزوير، وفرض عقوبات صارمة وفعلية على من يثبت تورطه في التزوير،و رفع الوعي الانتخابي لدى المواطنين من خلال حملات تثقيفية وتدريبية.

الحل يكمن في إصلاح المفوضية، تحديث النظام الانتخابي، فرض رقابة دولية ومحلية صارمة، ومعاقبة المزورين بجدية بدون هذه الإصلاحات، ستبقى الانتخابات أداة لتكريس النفوذ لا للتغيير الحقيقي، ولا يعطي فسحة وأمل للتغيير الذي يحمي مصالح البلاد العليا ولايهدد وجودها ويحمي القرار السياسي من التدخل والهيمنة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رئيس الفيفا في الساحل الشمالي.. إعلامي يوجه رسالة لـ إنفانتينو
  • رئيس الـ فيفا يقبل دعوة وزير الرياضة لحضور افتتاح معسكر المنتخبات الوطنية بمصر
  • رئيس الفيفا يقبل دعوة وزير الرياضة لحضور افتتاح معسكر المنتخبات الوطنية
  • محدثة انفجارا يشبه النووي.. أوكرانيا تستهدف مصفاة نفط روسية
  • وزير الرياضة يرحب بقضاء رئيس الفيفا لعطلته الرسمية في العلمين
  • رئيس الفيفا يقضى عطلته الرسمية في العلمين ومدبولي يرحب به هاتفيا
  • ضبط مُتهمين اثنين في نينوى على خلفية عمليات اختلاسٍ وتلاعب بالشهاداتِ الصحيّة
  • برعاية خالد بن محمد بن زايد .. الدورة الرابعة من “أسبوع أبوظبي المالي” تعقد في ديسمبر المقبل
  • طاقم تحكيم جزائري في المباراة الافتتاحية لـ “الشان”
  • التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.