اختل توازنها.. مصرع فتاة سقطت من الطابق الرابع بالعجوزة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقيت فتاة في عقدها الثاني مصرعها إثر سقوطها من الطابق الرابع عقب اختلال توازنها بدائرة قسم شرطة العجوزة.
تلقي المقدم حسام العباسي رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها سقوط شخص من علو بدائرة القسم، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة فتاة في عقدها الثاني، وسط بركة من الدماء وجري نقل الجثة إلي ثلاجة المستشفي تحت تصرف النيابة العامة.
وبإحراء التحريات وسؤال أسرة المتوفاة افادوا بسقوطها من الطابق الرابع عقب اختلال توازنها ولم يتهموا أحد بالتسبب في ذلك ونفوا وجود شبهة جنائية في الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أختل توازنه اختلال توازنها اختل توازنها أجهزة الأمن التحقيقات الإجراءات القانونية العثور علي جثة فتاة العثور على جثة النيابة العامة بمديرية أمن الجيزة شرطة العجوزة سقوط شخص سقطت من الطابق الرابع سقطت من الطابق فتاة سقطت قسم شرطة العجوزة
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: مثل شجرة سقطت في غابة
مثل شجرة سقطت وسط غابة ولم يسمع أحد بسقوطها فهل نقول إنها سقطت..!! وهذا تساؤل يشيع ثقافياً بصفته الافتراضية عن الصوت الذي يحدث حقيقة ولكنه لا يصل إلى سمع أحد، وبما أنه حدث عملياً، فهل عدم سماعه يخرجه عن معنى المتحقق أي لم يحدث، وقد حضرت المقولة عندي حين غردت بتغريدة حبرتها بعناية لكنها لم تحظَ بأي رد فعلٍ، لا اتفاقاً ولا اعتراضاً ولا تعليقاً ولا تدويراً ولا تفضيلاً، فوجدت نفسي دون تفكير أندفع لحذف التغريدة رغم قناعتي بمنطقها وسلامتها الأخلاقية والمعرفية، ولكنها أضحت عندي مثل شجرة سقطت في غابة ولم يسمع أحدٌ دويها فهي إذن لم تكن!!. وكل فعل أو قول لا يحدث أي تفاعل فهو بحكم العدم، فهل أعدمت تغريدتي لهذا السبب، وهل منصة (إكس) غابةٌ تستطيع كتم أي صوت وتعتقل رحلته حتى لا يمكننا سماعه أم أني صرت أطلب رضا الناس أو أصبحت هشاً أمام التجاهل، فانتقمت من كلمة كشفت لي هشاشتي، أم أن الوضع أرقى من ذلك وأنني شجاعٌ لدرجة الاعتراف بسخافة تصرفي ضد تغريدة لا ذنب لها غير أنها لم تستثر أي صوتٍ وكأنها لا تستحق ألفاظها بما أنها معنى لم يتصنع في أذهان الآخرين ولم يلفت نظر ولا سمع أحد.
ولا شك أن هناك أشياء للنسيان ولا ترقى للتذكر ولن يبكي عليها أحد، وكل ما يدخل للنسيان ولا يملك القابلية للخروج منه فهو إذن غير موجود، والنسيان الإيجابي لا يحدث إلا لموجود يتمرد على البقاء مكشوفاً فيتدثر بالنسيان بانتظار ذهن ما ليلتقطه ويخرجه من غيابة الجب أو مغارة السجن، وإذا خرج حينها ملك خزائن الأرض كما كانت قصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي كان لابد أن يمر بتجربة النسيان ليخرج سيداً على من رموه في البئر.
وفي النهاية أعجب من نفسي إذ تذكرني بالقول عن شجرة الغابة التي حضرت لتشرح لي حقيقة سفك دم تغريدتي ولكن الذاكرة ذاتها تبخل عليَّ بمعرفة سر صنيعي الذي ليس من طبعي ولا من سلوكي، فهل تمارس الذاكرة محوها الخاص فتبقي لنا شيئاً وتطمس أشياء، ومن ثم تضعنا في حرج بين وبين، وهذه لعبة لا تتم برغبة منَّا وإنما فقط نقع فيها ونظل نخجل منها في حالات العلاقات العامة وفي حالة العلم والمعرفة.
هي إذن لعبة التذكر والنسيان وتبادل أدوارهما علينا ونحن دوماً مادة هذه اللعبة وفضاؤها المفتوح. تماماً كحال الشجرة التي ربما كانت تحاول لفت نظرنا إليها لكنها أخطأت نظرنا ومسامعنا معاً فخرجت من الوجود الفعلي والوجود الذهني كذلك، وكذا هي حال المحو حين يقتل الفكرة واللفظ معاً، وتبقى حسرة الروح التي لا تتجسد في جسم يسمح لها بأن تتحرك وتفعل.
أما تغريدتي تلك فستظل الموؤودة التي من غير ذنب قُتلت. وحالها كحال الشجرة الضائعة بين السقوط والعدم التي هي جملة ثقافية تغري الباحثين، ولكنها جملةٌ تائهة فهي منسوبة لجورج بيركلي ولكنها ليست موجودةً في أي كتاب من كتبه، وكأن الجملة مخترعٌ ثقافي انتسبت تعسفاً لشخص لم يقلها، وإن كانت تشبه أفكاره، ولذا فهي مثل تغريدة لم يسمع بها أحد فحذفها صاحبها بما إنها لم تدخل فضاء الإدراك.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض