صحيفة أمريكية: هكذا تفوقت قمة السلام الأوكرانية بجدة على اجتماعات كوبنهاجن
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن قمة السلام الأوكرانية التي احتضنتها مدينة جدة السعودية على مدار اليومين الماضيين، تفوقت من عدة نواحي على قمة كوبنهاجن التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.
وتناقش قمة جدة خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، المكونة من 10 نقاط، أبرزها الدعوة إلى انسحاب القوات الروسية الكامل من أوكرانيا، والإفراج عن جميع أسرى الحرب والمبعدين وضمان أمن الغذاء والطاقة.
وتشمل الخطة أيضًا ضمانات أمنية لأوكرانيا بمجرد انتهاء القتال واستعادة الأمان حول محطة الطاقة النووية المحتلة في زابوريجيا، التي يقول زيلينسكي إنها معرضة لخطر التخريب الروسي.
توافق
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن قمة جدة انتهت بإبداء الرغبة في عقد اجتماع آخر بعد حدوث توافق في الآراء بشأن إيجاد صيغة مقبولة للسلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة مناقشة تداعيات الحرب على العالم اقتصاديا وأمنيا.
وبحسب دبلوماسيين تحدثوا للصحيفة فإن هناك قبولا واسعا لتبني فكرة أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في صميم محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا.
وذكرت الصحيفة أنه بدى خلال المناقشات أن معظم الدول المشاركة، ومن بينها الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، مع استبعاد روسيا،
وذكرت الصحيفة أن محادثات كوبنهاجن بشأن أوكرانيا لم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وبينما لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع ثالث بعد اجتماع جدة، كان هناك اتفاق على إطلاق عملية ذات مسارين للمضي قدما في السلام. وستواصل أوكرانيا المناقشات مع السفراء الأجانب في كييف بشأن شروط السلام.
وتخطط السعودية لاقتراح إنشاء مجموعات عمل تتبنى قضايا محددة، مثل تأثير الحرب على العالم، ويمكن أن يشمل ذلك مناقشة السلامة النووية والتداعيات البيئية والأمن الغذائي والأخير مصدر قلق زاد بعد انهيار اتفاق الحبوب.
وقال دبلوماسي من إحدى دول الدول غير الغربية إن هناك إجماعا على أن هذه الحرب ليست أوروبية فحسب، وأن تأثيرها على الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي يمتد على مستوى العالم.
الحضور
وأشارت الصحيفة إلى أن الاختلاف الأكبر بين اجتماعات كوبنهاجن وجدة هو الحضور، فقد بلغ عدد المشاركين في الأخيرة أكثر من الضعفين.
وذكرت أن قمة جدة جاءت بمشاركة 40 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إضافة إلى أعضاء كتلة "بريكس" التي تضم البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، فيما لم تحضر روسيا.
وشمل ذلك الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتركيا وجنوب أفريقيا، إذ سعت كييف لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين، بما يشمل دولا من النصف الجنوبي للعالم التي لاتزال مترددة في توضيح موقفها حيال الصراع الذي أضر بالاقتصاد العالمي
دور الصين
وذكرت الصحيفة أن الصين التي لم تحضر اجتماعات كوبنهاجن، شاركت في قمة جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا، لي هوي.
وقال دبلوماسيون غربيون إن المملكة اختيرت لاستضافة المناقشات بشأن أوكرانيا جزئيا على أمل إقناع الصين بالمشاركة، إذ تحافظ الرياض وبكين على علاقات وثيقة.
وذكرت الصحيفة أن الصين، التي دعيت إلى كوبنهاغن لكنها لم تشارك فيها، أرسلت وفدا إلى جدة، وقال دبلوماسيون غربيون إن بكين لعبت دورا بناء بشكل عام في المحادثات الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إن الصين باعتبارها الحليف الأهم لروسيا، تلعب دورا حاسما في تعزيز قوة الدفع وراء المحادثات، وكان متوقعا أن تغذي النقاشات بالتطرق إلى مسائل الخطوط الحمراء ومخاوف موسكو.
اقرأ أيضاً
بوليتيكو: لماذا تستضيف السعودية محادثات السلام حول أوكرانيا؟
وخلال المحادثات، قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب. وحذر الدبلوماسيون الأوروبيون من أن وقف إطلاق النار غير المشروط يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تجميد الصراع، ويسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.
وقال شخص مطلع على المناقشات: "لقد تلقوا ردودا مباشرة، وتم تبادل وجهات النظر بشكل جيد".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، التقيا على هامش الاجتماعات برئيس الوفد الصيني، لي هوي. وقال المسؤول: "كان من الجيد جدا وجود الصينيين هنا".
تقلص الخلافات
واعتبر دبلوماسيون أن بعض الخلافات التي ظهرت في كوبنهاغن تقلصت فيما يبدو في جدة، فخلال المحادثات السابقة، دفعت أوكرانيا الدول النامية الكبرى لقبول خطة زيلنسكي للسلام، التي تتمثل في جوهرها في انسحاب القوات الروسية بالكامل، وهو ما رفضته عدة دول.
أما في جدة، فقد بدت أوكرانيا والدول النامية الرئيسية أكثر حرصا على السعي للتوصل إلى توافق في الآراء.
وقال مسؤول أوروبي كبير إن أوكرانيا لم تضغط مرة أخرى من أجل قبول خطتها للسلام، وإن الدول الأخرى لم تصر على أن تتخلى كييف عنها.
ولم تكن هناك أي مناقشات حامية بشأن مطالبة أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية. وقال دبلوماسيان إن أوكرانيا لم تضغط بشأن هذه النقطة.
اقرأ أيضاً
مشاركة الصين في محادثات جدة حول أوكرانيا تظهر تحولاتها
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قمة جدة أوكرانيا الصراع الأوكراني الروسي قمة جدة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تعرض دعم ترامب لجائزة نوبل إذا توسط في السلام مع روسيا
وسط ترقب عالمي لمعرفة القائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، والذي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول عليها بشتى الطرق، تظهر أوكرانيا بعرض جديد لترامب لينال غايته.
ووفقا لرويترز، إذا فشل ترامب في الفوز بجائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة، فقد يحصل على فرصة أخرى العام المقبل بدعم من أوكرانيا، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، إن أوكرانيا سترشح ترامب إذا ساعد في التفاوض على اتفاق سلام مع روسيا.
وقال في بيان "إذا أعطى ترامب للعالم، وخاصة الشعب الأوكراني، فرصة لمثل هذا وقف إطلاق النار، فيجب ترشيحه لجائزة نوبل للسلام"... "سنرشحه نيابة عن أوكرانيا".
ولا تعد كييف الحكومة الوحيدة التي تشن حملة ترويجية تستغل رغبة ترامب العلنية في الحصول على الجائزة.
رئيس تايوان: ترامب يستحق نوبل إذا تمكن من إقناع الصين بالتخلي عن استخدام القوة مع الجزيرةومن جانبه قال الرئيس التايواني لاي تشينج تي، يوم الثلاثاء إن ترامب يستحق هذا التكريم إذا تمكن من إقناع الصين بالتخلي عن استخدام القوة ضد الجزيرة.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة عند الساعة 0900 بتوقيت جرينتش.
لكن الخبراء يقولون إنه من غير المرجح أن يتم ذكر اسم ترامب، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه بين إسرائيل وحماس.
وذكرت وسائل إعلام عالمية أن لجنة نوبل اتخذت قرارها يوم الاثنين، قبل الإعلان عن الاتفاق.
وحتى لو كان أعضاؤها الخمسة على علم بانتهاء وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن، قبل اتخاذ قرارهم، فمن غير المرجح أن يتسرعوا في اتخاذ قرار عادة ما يقضون شهوراً في مناقشته.
وجادل مراقبو جائزة نوبل ذوو الخبرة أيضًا بأن فوز ترامب كان غير محتمل للغاية، مشيرين إلى ما يرونه من جهوده لتفكيك النظام العالمي الدولي الذي يعتز به لجنة نوبل.
ومنذ الموافقة على الاتفاق، بدأ ترامب في نشر منشورات على موقع Truth Social تؤيد ترشيحه للجائزة، حتى أن أحد المنشورات اقترح تسمية الجائزة باسمه.