البنية التحتية تقضي على آمالهم.. مبرمجون يخسرون وظائفهم في مصر
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
يعاني سكان مصر في الوقت الراهن من أزمة مستمرة في انقطاع الكهرباء لفترات طويلة يوميًا وبمعدلات غير ثابتة فضلًا عن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق مما أثر سلبًا على الأجهزة الكهربائية بشكل عام والبشر أيضًا.
وفي حين يسعد بعض الموظفين في مقار الشركات بلحظات انقطاع الكهرباء لأنها تضمن لهم وقتا دون عمل محتسب من وقت عملهم اليومي، فإن المبرمجين والعاملين عن بعد يشعرون بالضيق في هذه اللحظات، إذ يتوقفون عن أداء المهام المرتبطة بهم والتي تعتمد بشكل رئيسي على الحواسيب سواءً كانت محمولة أو مكتبية، وكلاهما يحتاج إلى اتصال مستمر بالكهرباء فضلًا عن شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة.
ينبع الضيق الذي تشعر به هذه الفئة المتنامية في مصر بسبب مخاوف مستمرة من إنهاء التعاقد معهم بسبب عجزهم عن تلبية متطلبات الوظائف المختلفة، والتي تكون غالبًا مع شركات تتيح لموظفيها العمل عن بعد، ورغم أن البعض يرى أنها مخاوف لا أساس لها من الصحة، فإن مشاركات المصريين في منصات التواصل الاجتماعي تؤكد أنها أصبحت واقعًا يعيشه العديد من المبرمجين والعاملين عن بعد.
ملاذ آمن وسط أوضاع اقتصادية غير مستقرةفي مصر، لا تقتصر الأزمة الحالية على الكهرباء فقط، بل يضاف إليها أزمة اقتصادية شرسة تمر بها البلاد منذ عدة أعوام بسبب انخفاض قيمة العملة ومعه ارتفاع تكاليف المعيشة في مختلف مناطق وقطاعات الدولة.
وعلى عكس المتوقع، فإن ارتفاع تكاليف المعيشة لم يقابله ارتفاع مناسب في الأجور، إذ ظلت الأجور كما هي عليه منذ عام 2021 رغم ارتفاع مستوى المعيشة أكثر من 3 أضعاف ذلك الوقت -وفق سعر الدولار الذي كان 15 جنيهًا آنذاك مقابل أكثر من 45 جنيهًا في الوقت الحالي-، ولهذا السبب اتجه العديدون إلى العمل عبر الإنترنت سواءً كان في البرمجة أو القطاعات الأخرى طمعًا في تحقيق دخل إضافي يسهم في تخفيف آثار التضخم.
كانت البرمجة هي الملاذ الأول والأكثر أمنًا للكثير من المهتمين بالتقنية في مصر وأبناء العشرينات فضلًا عن قلة ممن تتجاوز الـ30 عامًا، وبفضل الرواتب الآدمية والمكافآت المناسبة، أصبحت هي مصدر الدخل الأول لهم.
كما أن التوجه للعمل عبر الإنترنت لم يقتصر على البرمجة فقط رغم كونها المجال الأكثر شهرة، إذ توسع ليشمل جميع أعمال التسويق الإلكتروني وجزءًا كبيرًا من الأعمال الحرة أيضًا، ويقول عيسى وهو صيدلي ترك مهنته بعد دراسة دامت 5 سنوات إن العمل الحر وفر له ما لم تستطع دراسته توفيره، لذا اتجه إليه مباشرةً دون النظر وراءه.
ومع مضي الأيام، أصبحت هذه الوظائف مصدر دخل لأكثر من الأفراد العاملين بها، إذ أسس هؤلاء أسرًا وأسهموا في دعم أسرهم بفضل الدخل المستقر الذي يتناسب مع حالة التضخم الموجودة حاليًا في البلاد، مما يزيد من التوتر والخوف من شبح الإقالة لأسباب خارجة عن السيطرة.
نشر طارق علي وهو مبرمج مصري ومؤثر مقيم في كندا عبر حسابه على منصة "فيسبوك" أن عددًا من أصدقائه العاملين عن بعد خسروا أعمالهم، وذلك فضلًا عن عدد من المستخدمين عبر منصة "إكس" شاركوا الأمر ذاته مؤكدين أن السبب الرئيسي كان انقطاع الكهرباء.
وفي الوقت ذاته، ظهرت رسالة رفض من إحدى الشركات لمصري تقدم لوظيفة، وعبرها أرجعت الشركة سبب الرفض إلى انقطاع الكهرباء المستمر وعدم ثبات خدمة الإنترنت في مصر.
لا يمكن التأكد من صحة هذه الرسالة، إذ ظهر بعض المشككين فيها الذين يدعون كونها مكتوبة بالذكاء الاصطناعي، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الخطر الذي تشير إليه حتى وإن لم تكن الرسالة حقيقية، إذ يرى موقع "بيزنس فورورد" (Business Forward) التابع للجامعة الأميركية في مصر أن انقطاع الكهرباء يمثل خطرًا حقيقيًا على السياحة في وقت تحتاج الدولة فيه إلى النقد الأجنبي الوارد منها.
وعند الحديث مع يحيى وهو أحد المتضررين من حالات الإقالة نتيجة انقطاع الكهرباء أكد أن مديره المباشر أبلغه بهذا الأمر بعد استمرار انقطاع الكهرباء لمدة تخطت الشهر وفيها كان يحيى غير قادر على أداء مهامه الوظيفية بشكل كامل في حين أن الشركة لا تسمح بالعمل في أوقات مختلفة عن مواعيد العمل الرسمية.
يقول يحيى إن الأزمة ليست فقط في انقطاع الكهرباء الذي يمكن معالجته بأكثر من طريقة، بل في الانقطاعات الأخرى التي تتبعها، إذ تختفي شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة تباعًا مع انقطاع الكهرباء عن أغلب المناطق، ليصبح معها من المستحيل الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف المحمولة أو عبر الإنترنت الأرضي.
يعيق هذا الأمر جميع محاولات تفادي الأزمة حيث يمكن تجنب انقطاع الكهرباء عبر شراء مولدات طاقة أو صناديق طاقة منفصلة ولكن لا يمكن تفادي انقطاع شبكات الإنترنت الأرضي أو حتى شبكات الإنترنت الهوائي أيضًا.
وعند الحديث مع أحمد وهو أحد العاملين في المصرية للاتصالات وسؤاله عن سبب انقطاع شبكات الهواتف المحمولة والإنترنت في الوقت ذاته أجاب بأن صناديق توزيع الإنترنت وشبكة المحمول تعتمد بشكل رئيسي على الكهرباء، ومع غياب البطاريات في هذه الصناديق وسرقة بعضها، فإن جميع الشبكات تختفي تمامًا.
أزمة تهدد الملايينلا توجد أرقام واضحة حول معدل العاملين بالبرمجة أو العاملين عن بعد في مصر، وذلك لأن جزءًا كبيرًا منهم لا يفصح عن مصدر دخله أو حتى كونه يعمل مع شركة خارجية خوفًا من التبعات القانونية لهذا الأمر، ولكن من الأكيد أن هذا النوع من الوظائف أصبح جزءًا ضروريًا من البنية الاقتصادية والعملية للمصريين، وهو الأمر الذي أكد عليه مقال موقع "الشارع المصري" المنشور في عام 2023.
لذلك، فإن أزمة انقطاع الكهرباء وحالات الإقالة المتعلقة به تحمل خطرًا أكبر مما تظهره لأنها تهدد مصدر الدخل الأول للعديد من الأسر فضلًا عن كونها جزءًا من الدورة الاقتصادية في الشارع المصري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات انقطاع الکهرباء فی الوقت فضل ا عن فی مصر
إقرأ أيضاً:
لتحديث البنية التحتية..محافظ الجيزة يبحث موقف المرافق بالمنطقة الصناعية بأبو رواش
عقد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة لقاء موسعًا لمتابعة الموقف التنفيذي الحالي للمرافق العامة بالمنطقة الصناعية بأبو رواش والتي تشمل شبكات وخطوط مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والطرق.
وأشار " النجار " إلى أن تطوير المنطقة الصناعية بأبو رواش يأتي في إطار خطة متكاملة تنفذها محافظة الجيزة بالتعاون مع العديد الجهات المعنية لتحديث البنية التحتية للمناطق الصناعية وتوفير بيئة استثمارية متطورة تلبّي طموحات المستثمرين وتدعم توجه الدولة نحو التنمية الصناعية الشاملة.
لافتا أنه تم الاتفاق مع وزير الموارد المائية والري على عدد من الآليات لتوفير المياه للمنطقة الصناعية بأبو رواش، وذلك في إطار حرص الدولة على دعم وتطوير المناطق الصناعية وتهيئة بيئة مناسبة لجذب الاستثمار ودفع عجلة الإنتاج.
وقد كلف المحافظ بسرعة إنجاز أعمال رفع الإحداثيات للموقع المقرر إنشاء مجموعة من الآبار الجوفية به بمنطقة أبو رواش لرفع الحصة المائية للمنطقة الصناعية إلى نحو 20 ألف م³/يوم، كحل عاجل لحين الانتهاء من تنفيذ محطة مياه أبو رواش، التي من المنتظر أن توفر ما بين 150 إلى 250 ألف متر مكعب يوميًا من مياه الشرب، بما يلبّي احتياجات المحافظة المتزايدة.
ووجّه المحافظ مديرية الإسكان بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لاستلام الأعمال المنفذة في البنية التحتية لمشروعات المياه والصرف، إداريًا وفنيًا، طبقًا للمواصفات الفنية، مع التأكد من مراجعة واستكمال شبكة خطوط الانحدار وتلافي أية ملاحظات على الأعمال المنفذة.
كما شدّد المهندس عادل النجار على ضرورة تقديم رسومات تنفيذية مطابقة لما تم على أرض الواقع (AS-BUILT)، إلى جانب إجراء الاختبارات الفنية والهيدروليكية اللازمة قبل الاستلام النهائي للأعمال الخاصة بمشروعات البنية التحتية.
وشدّد المحافظ على ضرورة استيفاء كافة الاشتراطات المطلوبة من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة لاستخدام الشبكة، وتكليف الشركة بأعمال الصيانة الوقائية وتأمين المواقع لحين تشغيل المشروع بالكامل.
كما وجّه محافظ الجيزة بطرح الأعمال المتبقية على الشركات الجادة مع الالتزام بتنفيذها طبقًا للجداول الزمنية والمواصفات الفنية المعتمدة.
وخلال اللقاء، شدّد المحافظ على ضرورة إجراء دراسة ضوئية لرفع كفاءة منظومة الإنارة بالمنطقة الصناعية بالكامل والتنسيق مع شركة الكهرباء لتحديد مصادر التغذية الكهربائية اللازمة.
وفي السياق ذاته كلف المحافظ الجهات المعنية بإجراء معاينات ميدانية لتحديد عدد من الطرق الرئيسية والفرعية بالمنطقة الصناعية ذات الأولوية تمهيدًا لدراسة إمكانية رفع كفاءتها سواء بالرصف بالطبقة الإسفلتية أو تركيب بلاط الإنترلوك، وفقًا للمساحات والاشتراطات الفنية المعتمدة.
حضر اللقاء هند عبد الحليم نائب المحافظ ومحمد نور الدين السكرتير العام ومحمد مرعي السكرتير المساعد ومسئولي المنطقة الصناعية والإسكان والمرافق والاملاك والإنارة والطرق.
IMG-20250624-WA0053 IMG-20250624-WA0055 IMG-20250624-WA0054 IMG-20250624-WA0057 IMG-20250624-WA0056