ليس واضحًا إن كانت الإدارة الأميركية قد قابلت تهديدات الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية، أو تلك المبحرة نحو موانئها في بادئ الأمر بالسخرية ذاتها التي قابل بها سفيرها السابق في اليمن جيرالد فايرستاين شعار الحوثي المعادي لأميركا، ووصفه له خلال مؤتمر صحفي عقده بصنعاء منتصف العام 2012 بالمضحك والسخيف، وذلك قبل سنتين من انقلاب الحوثي على المسار السياسي، وسيطرة جماعته المسلحة على العاصمة صنعاء، أم أنها أخذته على محمل الجِد.

 

محاولة للهروب

فمنذ بدء الهجمات التي يقول الحوثي إنه ينفذها إسنادًا للمقاومة الفلسطينية في غزة والأنظار تتجه نحو البحر الأحمر ومدخله الجنوبي وصولًا إلى بحر العرب. ورغم تشكيك البعض في قدرة جماعة الحوثي على مواصلة هذه الهجمات خصوصًا أن حرب إسرائيل على غزة قد أخذت مدى زمنيًا غير مسبوق، وسخرية القوى اليمنية المناوئة لها، فإن هجمات الجماعة ضد السفن الإسرائيلية، وتلك المتجهة إلى موانئها، وأيضًا السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن أخذت شكلًا تصاعديًا منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وحتى يومنا هذا. وفي المقابل كثف التحالف الأميركي البريطاني المسمى بتحالف (حارس الازدهار) غاراته الجوية مؤخرًا على مواقع للحوثيين في شمال اليمن، ووسع من دائرة أهدافه.

وكانت المخابرات الأميركية قد كشفت قبل أيام عن تأثر نحو 65 دولة جراء هذه العمليات، وتغيير ما لا يقل عن 29 شركة من شركات الشحن والطاقة الكبرى مساراتها بعيدًا عن المنطقة، وتعرّض أكثر من 12 سفينة تجارية للقصف بين نوفمبر/تشرين الثاني، ومارس/آذار، ناهيك عن محاولات الخطف، وإن كانت قليلة، كما انخفض شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 90 ٪؜ تقريبًا، وارتفعت أقساط التأمين، وذلك وفقًا لما أورده موقع أكسيوس الأميركي.

العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة البحر الأحمر وعملية السلام اليمنية.. لعبة الأمن البحري رافعة الحوثيين السياسية الجديدة (تحليل)

ولابد من التوضيح هنا أن الحوثي الذي يتحدث عنه المسؤولون الأميركيون ووسائل الإعلام الأميركية، وكذلك الحوثي الذي انبهرت بهجماته التضامنية مع غزة، الجماهير العربية والإسلامية منذ انطلاقها، يختلف تمامًا عن الحوثي الذي عرفه اليمنيون منذ ظهوره المشؤوم في شمال اليمن، مطلع القرن الحالي، والكثير منهم ينظرون إلى تصعيده في البحر الأحمر وخليج عدن، على أنه مجرد محاولة للهروب من أزماته الداخلية، وأنه استفاد من غزة أكثر من استفادة أهلها ومقاومتها منه.

وبالنظر إلى الأحداث التي شهدها البحر الأحمر كممر حيوي للتجارة الدولية خلال النصف قرن الأخير، على الأقل، فقد كان لافتًا نشر وزارة الدفاع المصرية مطلع هذا العام، وفي خضم معركة “طوفان الأقصى” وفي خطوة غير مسبوقة وثائق تاريخيّة للحرب العربية الرابعة التي شنتها مصر بالتعاون مع سوريا ضد إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 1973؛ لاستعادة أراضٍ عربيةٍ محتلة، ومن ضمن هذه الوثائق أمر بتحريك وحدات بحرية مصرية للتمركز في ميناء مدينة عدن اليمنية – المدخل الجنوبي للبحر الأحمر – قبل اندلاع الحرب بحوالي شهرين وتكليفها باعتراض السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل.

حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! لماذا فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم لمواجهة هجمات الحوثيين المتصاعدة؟! وثيقة اتهام السودان للإمارات في مجلس الأمن تكشف تورط يمنيين.. ما علاقة المجلس الانتقالي؟!

تجربة مريرة

أكدت الوثائق المصرية حديثة النشر ما سبق أن تحدث عنه الرئيس السابق للشطر الجنوبي من اليمن علي ناصر محمد، والذي كان يومها وزيرًا للدفاع، بأن حكومته استقبلت في تلك الفترة سفن الأسطول البحري المصري في عدن وباب المندب، وكانت تتنقل بين عدن والغردقة وبعض الجزر لنقل المواد الغذائية والتموينية، وأنه تم إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية، ولم يُفتح إلا بعد اتفاق مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار.

وذكر في مقال نشره قبل نحو سنتين بمناسبة الذكرى السنوية لحرب أكتوبر/تشرين الأول آنفة الذكر، أن حكومته ردت على الضغوط الإسرائيلية عبر حليفها آنذاك الاتحاد السوفياتي بقولها إنها معركة عربية.

ولذلك كانت إسرائيل ولا تزال حريصة كل الحرص على أن يكون لها حضور ما في الدول المطلة على البحر الأحمر، وفي جزره لإدراكها التام – ومن واقع تجربة مريرة – أهميته، وقلقها الدائم من أي استهداف مباشر أو غير مباشر يأتيها منه.

والمتتبع للمشهد على ضفتَي البحر الأحمر ومدخله الجنوبي، يلاحظ التسابق الدولي على التمركز العسكري فيه منذ فترة طويلة بداية بالقاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي التي تأسّست مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أي بعد حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول بسنوات معدودة، وقبل أن يتحول هذا البلد الصغير إلى وجهة عسكرية لمعظم الدول الكبرى، بفضل موقعه المطل على غرب مضيق باب المندب الإستراتيجي، فأنشأت الولايات المتحدة الأميركية فيه أكبر قواعدها العسكرية في القارة السمراء، واختارته الصين لتمركز قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج حدودها الجغرافية، وفيه قاعدة عسكرية يابانية هي الأولى لها خارج أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية، ويستضيف على أراضيه قاعدة إسبانية، وأخرى إيطالية.

وبالقرب من جيبوتي لم يغب الجيش الأميركي عن الصومال، رغم خسارته القاسية فيما يعرف بمعركة مقديشو عام 1993 وإن بحضور محدود، وافتتحت تركيا الدولة العضو في حلف الناتو أكبر قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها في العاصمة مقديشو قبل نحو ثماني سنوات، رغم الاضطرابات الأمنية التي تعصف بالصومال، وتوجت وجودها العسكري في القرن الأفريقي بتوقيع اتفاقية للدفاع عن المياه الإقليمية الصومالية، وإعادة تنظيم قواتها البحرية في فبراير/شباط الماضي وعينها على سواكن السودانية، فيما خابت آمال الروس حتى يومنا هذا على الأقل في التموضع العسكري ببورتسودان، لاسيما بعد دخول السودان في دوامة الحرب الأهلية.

???? تقرير متلفز لـ"وول ستريت جورنال" عن تصاعد خطورة #البحر_الأحمر على الملاحة الدولية وتأثير هجمات الحوثيين اقتصادياً وعسكرياً على المنطقة والعالم #يمن_مونيتور #اليمن #yemen pic.twitter.com/YXhjyPuoWq

— يمن مونيتور (@YeMonitor) June 23, 2024

احتشاد بحري

وفي الضفة الأخرى للبحر الأحمر وخليج عدن كادت الولايات المتحدة أن تتمركز عسكريًا في مدينة عدن جنوبي اليمن عقب الهجوم الذي استهدف المدمرة يو إس إس كول في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2000 إلا أن حساباتها الأمنية حالت دون ذلك، واكتفت كما المملكة المتحدة بالحضور العسكري المحدود في اليمن تحت مبررات تدريبية وتنسيقية.

في ظل هذا الاحتشاد البحري سواء تحت مسمى عملية “حارس الازدهار” بقيادة أميركا وبريطانيا أو عملية “أسبيدس” التي أطلقتها دول أوروبية لحماية سفنها التجارية، تبدو الصين القطب التجاري الأكثر أهمية في عالم اليوم كمن يراقب الأحداث بصمت، فيما بادرت جارتها – اللدود – الهند إلى استغلال الأحداث لاستعراض عضلاتها ونشر قطعها البحرية قبالة السواحل الهندية، وصولًا إلى خليج عدن تحت غطاء الاستجابة السريعة، وتقديم المساعدة للسفن المستهدفة، دون أن تعلن انضمامها إلى أي تحالف بحري.

وإذا كانت القطع البحرية العسكرية لمعظم دول العالم المتحالفة والمتصارعة على حد سواء، بدءًا من أميركا، ووصولًا إلى إيران، لم تبرح مياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب منذ سنوات، تحت مبرّر مواجهة القرصنة التي نشطت بالقرب من باب المندب خلال الفترة الماضية، انطلاقًا من الأراضي الصومالية، فإنّ تزاحمها اليوم يضع المنطقة برمتها أمام سيناريوهات مفتوحة، قد يكون من الصعب التنبّؤ بمآلاتها، خصوصًا أنّ صراع القوى الكبرى في تصاعد مستمرّ، رغم التحذيرات المتكررة، والتأكيد على حاجة العالم الملحّة لخفض التوتر والتصعيد، وضمان تدفّق سلس ومتواصل لسلاسل الإمداد، وذلك للتغلب على تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الذي تسبّبت به حرب روسيا على أوكرانيا، وتداعيات جائحة كورونا.

وبغض النظر عن النوايا الحقيقية سواء لتلك الدول التي سارعت في إرسال سفنها وبوارجها الحربية إلى البحر الأحمر وخليج عدن أو لجماعة الحوثي وبعد نحو تسعة أشهر من عملية “طوفان الأقصى، فإن هناك تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات.

*نشر أولاً في الجزيرة نت

كيف يحفر الحوثيون وجوداً طويل الأمد في عمق العراق؟! هل غيّر الحوثيون استراتيجيتهم الحربية مع توسيع عملياتهم البحرية؟… مركز أبحاث أمريكي يجيب علاقة الحوثيين والإيرانيين بالقرصنة الصومالية.. مخاطر صناعة خرائط السياسة والأمن في اليمن وشرق أفريقيا (حصري) الولايات المتحدة توسع حملتها ضد الحوثيين يمن مونيتور1 يوليو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام اليمن يحصد الجائزة الأولى في المهرجان ‎العربي بتونس مقالات ذات صلة اليمن يحصد الجائزة الأولى في المهرجان ‎العربي بتونس 30 يونيو، 2024 (وكالة) أبوظبي تعرض على واشنطن قاعدة في أرض الصومال بدلاً من حاملات الطائرات لمهاجمة الحوثيين 30 يونيو، 2024 وفد الحكومة اليمنية في مسقط: لا صفقة تبادل بدون محمد قحطان 30 يونيو، 2024 3 طائرات من الكويت للخطوط الجوية اليمنية 30 يونيو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف بناء الجدران يصل إلى إيران 29 يونيو، 2024 Main news تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية 1 يوليو، 2024 اليمن يحصد الجائزة الأولى في المهرجان ‎العربي بتونس 30 يونيو، 2024 (وكالة) أبوظبي تعرض على واشنطن قاعدة في أرض الصومال بدلاً من حاملات الطائرات لمهاجمة الحوثيين 30 يونيو، 2024 وفد الحكومة اليمنية في مسقط: لا صفقة تبادل بدون محمد قحطان 30 يونيو، 2024 3 طائرات من الكويت للخطوط الجوية اليمنية 30 يونيو، 2024 Most viewed واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 We chose for you بناء الجدران يصل إلى إيران 29 يونيو، 2024 عالم اليوم المضطرب وأزماته 28 يونيو، 2024 مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي 23 يونيو، 2024 مأرب.. منطقة المصب 21 يونيو، 2024 العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة 20 يونيو، 2024 weather Sana'a غيوم متفرقة 21 ℃ 28º - 20º 56% 1.39 كيلومتر/ساعة 28℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 27℃ الأربعاء 26℃ الخميس 27℃ الجمعة تصفح إيضاً تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية 1 يوليو، 2024 اليمن يحصد الجائزة الأولى في المهرجان ‎العربي بتونس 30 يونيو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬965 غير مصنف 24٬162 الأخبار الرئيسية 13٬760 اخترنا لكم 6٬785 عربي ودولي 6٬578 رياضة 2٬230 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬156 كتابات خاصة 2٬037 منوعات 1٬934 مجتمع 1٬800 تراجم وتحليلات 1٬652 تقارير 1٬550 صحافة 1٬469 آراء ومواقف 1٬463 ميديا 1٬341 حقوق وحريات 1٬276 فكر وثقافة 867 تفاعل 791 فنون 468 الأرصاد 248 أخبار محلية 157 بورتريه 63 كاريكاتير 32 صورة وخبر 28 اخترنا لكم 14 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ 10 يونيو، 2024 هجمات الحوثيين والسلام في اليمن تهيمنان على نتائج اجتماع مجلس التعاون الخليجي أخر التعليقات SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

سامي علي

ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...

سامي علي

الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...

Abod

موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...

yahya Sareea

What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة الأحمر وخلیج عدن الحکومة الیمنیة العربی بتونس هجمات الحوثی البحر الأحمر فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

“العالمية القابضة” توسع آفاق التعاون مع أذربيجان عبر قطاعات حيوية متعددة

 

 

 

اختتمت الشركة العالمية القابضة، المختصة في بناء شبكات قيمة ديناميكية وتعزيز النمو المستدام، زيارة إستراتيجية إلى جمهورية أذربيجان، برئاسة سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وبمشاركة سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة.

والتقى الوفد، خلال الزيارة، فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ومعالي ميكائيل جبّاروف، وزير الاقتصاد، لبحث توسيع آفاق التعاون في قطاعات النمو الواعدة، ودعم الشراكات الإستراتيجية طويلة الأمد.

وضمّ الوفد أيضاً الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات التابعة لمجموعة الشركة العالمية القابضة، وهم: علي الراشدي، الرئيس التنفيذي لشركة “انترناشيونال ريسورسيس هولدينغ”، وأجاي باتيا، الرئيس التنفيذي لشركة “سيريوس إنترناشيونال هولدينغ”، وفؤاد درويش، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة “بالمز الرياضية”. وركزت النقاشات على تعزيز الروابط الاقتصادية، واستكشاف فرص الاستثمار المشتركة، وتوسيع مجالات التعاون عبر القطاعات ذات الأولوية.

وعقدت شركة “انترناشيونال ريسورسيس هولدينغ” اجتماعات مع عدد من الوزارات والجهات الحكومية في جمهورية أذربيجان، لبحث فرص تطوير مشروعات تعدين ضخمة، بما في ذلك الفرص المرتبطة بالمعادن الإستراتيجية الضرورية لتعزيز سلاسل الإمداد العالمية.

وتعمل “انترناشيونال ريسورسيس هولدينغ” على توظيف قدراتها المتقدمة في مجالات الاستكشاف وتطبيق أفضل ممارسات التطوير المستدام، بما يسهم في دعم النمو المتسارع لقطاع الموارد الطبيعية في أذربيجان.

كما رسخت شركة “سيريوس” شراكتها رفيعة المستوى مع الجهات الحكومية في أذربيجان من خلال مشروع شبكة الغاز الذكية بقيمة 480 مليون دولار أمريكي، والذي تنفّذه شركة “إيسيا سوفت” بالتعاون مع شركة النفط الحكومية “سوكار”.

ويشمل المشروع نشر أنظمة متقدمة لإدارة الشبكات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتركيب عدادات ذكية، وتطوير بنية رقمية متقدمة.

كما بحثت “سيريوس” فرصاً إضافية للتعاون في مجالات التحول الرقمي لقطاعي الكهرباء والمياه، وتطوير البنية التحتية للشبكات الذكية، بما يدعم مسار التحول في قطاع الطاقة بأذربيجان.

وتواصل شركة “بالمز الرياضية”، الراعي الرسمي وحامل اسم نادي “نفتشي” لكرة القدم، تعزيز شراكتها مع جمهورية أذربيجان، في إطار توسعها الدولي المتنامي؛ إذ استطاعت خلال عام واحد فقط، ترسيخ حضورها القوي في السوق الأذربيجانية، ما يعكس نجاح نموذج عملها المتكامل في تطوير الرياضة.

وأكّدت الزيارة التزام “بالمز الرياضية” بتوسيع نطاق التعاون في مجالات كرة القدم، والرياضات القتالية، والبرامج المجتمعية، وتطوير المواهب الرياضية، بما يعزّز طموحها لأن تصبح مزوداً عالمياً رائداً لحلول التدريب الرياضي عالية الأداء.

وقال سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان: “تُعد أذربيجان شريكاً إستراتيجياً مهماً لدولة الإمارات، وتعكس زيارتنا التزاماً مشتركاً ببناء علاقات تعاون طويلة الأمد، تشمل قطاعات حيوية وتُسهم في تشكيل مستقبل الأجيال القادمة، ونتطلّع إلى توسيع الشراكات التي تُحقق أثراً اقتصادياً واجتماعياً مستداماً.

من جانبه، قال سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية القابضة: “أكدت مناقشاتنا في باكو ثقتنا في مسار النمو القوي لجمهورية أذربيجان، والفرص الواعدة المتاحة في مجالات التعدين، والتحول الرقمي في قطاع الطاقة، وتطوير الرياضة. وتلتزم الشركة العالمية القابضة وشركاتها التابعة بتوفير قدرات متقدمة، وتقنيات مبتكرة، وأطر استثمارية مستدامة تدعم تحقيق الرؤية الوطنية لأذربيجان”.

وتمهّد هذه الزيارة الطريق نحو توسيع آفاق التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية أذربيجان في مجالات الموارد الطبيعية، والبنية التحتية الرقمية، والرياضة. وستواصل الشركة العالمية القابضة والشركات التابعة لها دراسة الفرص الاستثمارية والشراكات المحتملة التي تعزز القيمة الاقتصادية، وتدعم توطيد العلاقات الثنائية، وتواكب أولويات التنمية طويلة الأمد في البلدين.وام


مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر
  • “موسكو فيلم كلاستر” يقدّم عرضه الأول في “سوق البحر الأحمر 2025”
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مشترك لتوزيع الكسوة الشتوية “كنف” في اليمن
  • العرادة: خطر مليشيات الحوثي الإرهابية لم يعد مقتصراً على اليمن
  • “الصحة العالمية”: استمرار انتشار جميع أنماط فيروس جدري القرود عالميًا
  • إيرادات قناة السويس 40 مليار دولار من 2019 حتى 2024
  • مي عمر وريم سامي تخطفان الأنظار ببريق معدني على السجادة الحمراء في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”
  • “العالمية القابضة” توسع آفاق التعاون مع أذربيجان عبر قطاعات حيوية متعددة
  • “الصليب الأحمر”: “إسرائيل” تمنعنا من زيارة الأسرى الفلسطينيين