ضاحي خلفان يفتتح ندوة الجرائم المستقبلية ودور الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الرابعة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
افتتح معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ندوة بعنوان “الجرائم المستقبلية ودور الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الرابعة”، التي نظمتها الإدارة العامة للمؤتمرات والندوات الأمنية لنائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أمس في نادي ضباط شرطة دبي، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمختصين والمشاركين.
ورحب معاليه في كلمته الافتتاحية بالحضور، وشكر لهم حرصهم على المشاركة في هذه الندوة الهامة حول موضوع “الجرائم المستقبلية ودور الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الرابعة”، معربا عن سروره بهذا اللقاء، حيث يتم مناقشة موضوع بالغ الأهمية يتعلق بالأمن في ظل التحولات الرقمية السريعة والتطورات التقنية المستمرة.
وأشار إلى أنه منذ اعتماد المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2016 بداية الثورة الصناعية الرابعة، فإننا نعيش حاليًا في هذا العصر الذي يعتمد على مجموعة متنوعة من التكنولوجيات المتداخلة، تشكل مفهومًا جديدًا للصناعة يعتمد على الرقمنة والبيانات الضخمة وتطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي و”البلوك تشين” وإنترنت الأشياء والروبوتات والطابعات ثلاثية الأبعاد والمركبات ذاتية القيادة وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى غيرها من التقنيات التي تتمتع بفوائد عديدة.
وأكد معاليه أن هذا التطور السريع في المجالات التقنية واستخدام التطبيقات والبرامج الذكية في التعاملات دون ضوابط أو سياسات تنظيمية مناسبة سيترتب عليه آثار سلبية، مما يؤدي إلى ظهور جرائم غير تقليدية مثل الجرائم الإلكترونية والسيبرانية، من بينها سرقة البيانات، والابتزاز الإلكتروني، والاحتيال الإلكتروني، والهجمات على البنية التحتية الحيوية، والتجسس السيبراني، التي لا تعرف حدودًا مادية أو جغرافية، ويمكن تنفيذها بجهد أقل وبسرعة أكبر من الجرائم التقليدية.
وأشار إلى أن هذا يتطلب من أجهزة إنفاذ القانون العمل على تطوير بنيتها التقنية والإلكترونية، وتعزيز قدراتها البشرية المتخصصة في مكافحة تلك الأنواع من الجرائم، مؤكدا على أهمية التحضير والاستعداد للمستقبل بوضع خطط استباقية مدروسة، وتحديثها بصورة مستمرة لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال بالإضافة إلى ضرورة وضع تشريعات خاصة وضوابط قانونية للأمور المستحدثة.
وأكد معاليه على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لمواكبة التطورات والمستجدات في مجال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة القصوى منها من خلال إستراتيجيات الصناعة والعلوم والتكنولوجيا، ووضع مؤشرات جاهزية الثورة الصناعية الرابعة، وتوجيه جميع الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية للعمل على الاستفادة الفعالة من تقنياتها وتطبيقاتها الإيجابية، وتجنب سلبياتها.
من جهته تحدث سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني، لحكومة دولة الإمارات حول دور الأمن السيبراني في التصدي للجرائم السيبرانية ومسؤولية الدولة في هذا المجال في حماية النظم والشبكات والبيانات الحاسوبية من الوصول إليها أو استخدامها أو الكشف عنها أو تعطيلها أو تعديلها أو تدميرها دون إذن، مؤكدا أن الأمن السيبراني هو الدرع متعدد الأوجه الذي يدافع عن أصولنا الرقمية”.
وتناول الدكتور الكويتي مستقبل الأمن السيبراني في ظل تطور الذكاء الاصطناعي الكبير، مشيرا إلى أنه ليس مجرد أداة تقنية بل هو حارس قوي قادر على حماية البشرية من مختلف المخاطر السيبرانية فمع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي سيلعب بلا شك دورا مهما في تشكيل مستقبل الأمن السيبراني.
وقال “من خلال نهج متعدد الأوجه يجمع بين الحلول التكنولوجية وبروتوكولات الأمان القوية والتدريب على توعية المستخدم يمكننا أن نخلق بيئة رقمية أكثر أمانا ومواجهة التهديدات والجرائم السيبرانية”.
بدوره، قدم سعادة الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، عرضًا عن أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني، حيث يعتبر هذه التقنية سلاحًا ذو حدين، فبينما تسعى الحكومات إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين وتعزيز المنظومة الأمنية السيبرانية، إلا أنها كذلك تستخدم من قبل العابثين في عمليات التهكير واختراق الأنظمة الإلكترونية، لذلك يجب على الحكومات اعتماد نموذج الاستباقية والوقاية للبقاء في المقدمة.
وتطرق الدكتور سعيد الظاهري إلى جرائم المستقبل التي يمكن أن نراها خلال العشرين عاما القادمة وكيفية الاستعداد لهذا المستقبل من خلال بناء وتأهيل الكفاءات وتوعية الجمهور وتبني التقنيات الحديثة.
من جانبه تطرق المهندس محمد عبدالله بن ثاني مدير أمن تكنولوجيا المعلومات بمركز دبي للأمن الإلكتروني إلى موضوع “التزييف العميق”، موضحا أنها تقنية متطورة أصبحت تشكل تهديدا خطيرا على المجتمع فهي تمكن من إنشاء محتوى مزيف يبدو حقيقيا مما له تأثيرات سلبية على الأفراد والمؤسسات والقرارات السياسية.
وتحدث العميد سعيد محمد الهاجري مدير إدارة المباحث الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي حول محور تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي .
وأشار إلى أن شرطة دبي والأجهزة الشرطية الأخرى تستخدم البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ضمن منظومة أمنية للمحافظة على الأمن وسير العدالة في إمارة دبي، كما تقوم برصد الاستخدامات السيئة لهذه التقنيات والعمل مع الشركاء للحد من الاستخدامات السيئة لهذه التقنيات ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم المستحدثة.
كما تناول المستشار الدكتور خالد علي الجنيبي رئيس نيابة أول نيابة دبي محور كفاية النصوص القانونية في مواجهة الجرائم المستحدثة، لافتا إلى أن التطور التقني قلب مفهوم الجريمة ونقلها من طور جرائم تقليدية ذات مسرح إجرامي محدد إلى مصاف جرائم اتسم مسرحها بالافتراضي ومع الزيادة في التطور التقني تغير شكل الجرم الإلكتروني، فكان لا بد من مناقشه مدى كفاية النصوص القانونية والتنظيمية بالدولة في ضبط الجرائم المستحدثة.
ودعا المشاركون في ندوة الجرائم المستقبلية ودور الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الرابعة إلى تشكيل فريق عمل متخصص لإعداد البيانات المتعلقة بالجوانب الأمنية وفريق لإعداد محتوى التوعية بالجرائم السيبرانية ومخاطرها.
كما طالب المشاركون بسياسات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي واستحداث تشريعات تتواكب مع التطور التقني في مجال الذكاء الاصطناعي، مقترحين إصدار إستراتيجية وطنية للحوسبة الكمومية وإعداد منهج تعليمي لجرائم المستقبل وتدريسها في المؤسسات التعليمية العامة والعليا وفي كليات الشرطة.
وشدد المشاركون على ضرورة حصر التخصصات المطلوبة في الجرائم المستقبلية واستحداث تشريعات تتواكب مع التطور التقني في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات النائية مع تعزيز قدرات الأجهزة القضائية والتحقيقية للتعامل مع الجرائم السيبرانية وتدريب المحققين على تقنيات التحقيق الرقمي مطالبين بإنشاء محاكم ونيابات متخصصة في الجرائم المستحدثة والرقمية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.
فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of listوفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.
ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:
كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.
روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليوناتوتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.
وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.
كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".
إعلانوتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".
وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.
قطاع الرعاية الصحيةتُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.
وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.
وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".
وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.
مراكز البياناتويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:
المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية).وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.
وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".
أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.
النحاس والطاقةترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.
وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.
وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".
الحياة اليوميةوتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.
إعلانغير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.
ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.