بريطانيا تتجه "يسارا".. الوسائل الإعلامية تسلط الضوء على فوز حزب العمال في الانتخابات
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
سلطت وسائل الإعلام الضوء على فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات التشريعية وإنهائه 14 عاما من حكم المحافظين، وأشارت إلى "توجه بريطانيا يسارا" خلافا لأوروبا.
وفي الوقت الذي بدأ فيه اليمين المتشدد بإحكام قبضته في أوروبا، توجهت الأغلبية البرلمانية في المملكة المتحدة نحو حزب العمال (يسار وسط)، كما كانت متوقعا حسب استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها قبل الانتخابات.
وقد سلطت الوسائل الإعلامية الغربية الضوء على هذا الفوز، الذي قال زعيم حزب العمال كير ستارمر إنه أظهر أن الناخبين مستعدين "لإنهاء سياسة الاستعراض".
شبكة CNN:
نتائج الانتخابات البريطانية جاءت بعدما شهدت الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو، انتخاب عدد تاريخي من المشرعين من أحزاب اليمين المتطرف لعضوية البرلمان الأوروبي.
لكن في بريطانيا، فتحت الانتخابات العامة أبواب داونينغ ستريت أمام ستارمر الذي سيتبوأ منصب رئيس الوزراء بعد 9 سنوات فقط على دخوله عالم السياسة و4 سنوات على توليه منصب زعيم حزب العمال.
موقع POLITICO:
يعود حزب العمال البريطاني المنتصر إلى السلطة في بريطانيا بعد فوزه التاريخي الساحق في الانتخابات على حزب المحافظين الحاكم.
إن حجم انتصار حزب العمال يجعل ستارمر أقوى زعيم في المملكة المتحدة منذ (رئيس الوزراء الأسبق توني) بلير، مع قيادة كاملة للبرلمان وفترة ولاية ثانية في غضون خمس سنوات.
صحيفة Washington Post:
هذا الفوز ينبئنا بالكثير عن رئيس الوزراء البريطاني القادم كير ستارمر. بعد استعراض العديد من الشعارات المحتملة لحزب العمال الذي ينتمي إليه، اختصر ستارمر الأمر في كلمة واحدة: "التغيير".
سيظل ستارمر ثابتا مع حلف شمال الأطلسي وسيواصل توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، وفيما يتعلق بقضية قطاع غزة، فمن المرجح أن يكون أكثر نشاطا في الدعوة إلى تسوية سلمية واتفاق بين طرفي الصراع.
صحيفة Wall Street Journal:
الانتخابات البريطانية أحدث مثال على تزايد إحباط الناخبين وسط تداعيات جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا.
موقع Axios:
قام ستارمر، المدعي العام السابق ومحامي حقوق الإنسان، بسحب الحزب مرة أخرى إلى الوسط بعد أن حل محل اليساري جيريمي كوربين كزعيم في عام 2020.
يقول منتقدوه إنه يفتقر إلى الرؤية والكاريزما. ويقول مؤيدوه إن أسلوبه العملي الهادئ هو بالضبط ما تحتاجه البلاد بعد سيرك سياسي طويل في عهد بوريس جونسون وخلفائه.
ألحقت الصدمات المجمعة للوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضرارا بالاقتصاد ودمرت المالية العامة. وبغض النظر عن برامجهما (حزب العمال والمحافظين) لن يكون لدى أي من الطرفين الكثير من الأموال للتصرف بها
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: متشدد يعود أوروبا وسائل الإعلام المملكة المتحدة رئيس الوزراء حزب المحافظين حزب العمال
إقرأ أيضاً:
الغارديان: نفاق المحافظين وهفوات بريكست.. هل يجب إعادة الضبط؟
وصف المعلّق في صحيفة "الغارديان" البريطانية، سايمون جينكنز، مُهاجمة المحافظون للخطوة الأولى التي اتخذها كير ستارمر نحو إعادة ضبط العلاقة مع بريكست، بكونها "نفاق هائل".
وأوضح جينكنز، عبر تقرير نشر على الصحيفة البريطانية، أنّ: "بريكست الذي نفذوه، قد أدّى إلى إنفاق 4.7 مليار جنيه إسترليني على تنفيذ ترتيبات الحدود بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب مكتب التدقيق الوطني، بما في ذلك نقطة حدودية باهظة التكلفة تحت شعار -استعادة السيطرة- في سيفينغتون بمقاطعة كِنت".
وأضاف: "لا توجد دولة أخرى في العالم أقامت مثل هذه الحواجز السخيفة ضد أكبر شركائها التجاريين. كل ذلك ذهب هباءً"، مردفا: "على الأقل يمكن إيقاف هذه المهزلة؛ يجب تثبيت لوحات تذكارية لبوريس جونسون على بوابات تلك النقاط، مع دعوة المارة إلى توقيع استمارة جمركية من خمسين صفحة إحياء لذكراه".
"في المقابل، ينبغي على ستارمر أن يشعر بالخزي. فقد كان في عام 2019، يعدّ الذراع اليمنى لجيريمي كوربين في ملف بريكست، حين صوّت حزب العمال ضد محاولة تيريزا ماي التفاوض على صفقة بريكست ناعمة، وهي صفقة كانت ستتجاوز بالتأكيد ما تم التوقيع عليه هذا الأسبوع" وفقا للمعلّق في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأبرز: "كان ستارمر من ساهم في إحباط تحالف مُحتمل داخل مجلس العموم ضد البريكست المتشدد ومن أجل العودة إلى المنطق"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "كوربين وستارمر كانوا قادرين على إيقاف خمس سنوات من أسوأ أفعال الإيذاء الذاتي، التي قامت بها حكومة بريطانية منذ الكساد العظيم".
ومضى بالقول إنّه: "بعد تصويت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، كان السبب الرئيسي الذي قدموه لمراكز استطلاع الرأي هو الهجرة. حيث لم تكن هناك معارضة تُذكر للتجارة مع الاتحاد الأوروبي أو لعضوية بريطانيا في المجتمع الاقتصادي الأوروبي الأوسع"، متابعا: "بريكست المتشدد تم تبنيه بالكامل من قبل جونسون ومن حوله كأداة للإطاحة بتيريزا ماي من داونينغ ستريت".
واستطرد: "صدرت أكاذيب فجّة من حملته تزعم أن الخروج سيكون لصالح بريطانيا. لقد تم اختطاف المصلحة العامة من أجل السلطة" مؤكدا أنّ: "النتيجة واضحة وجليّة. جميع التقديرات الجادة، الرسمية وغير الرسمية، تتفق على أن بريكست جعل بريطانيا أفقر بعشرات المليارات من الجنيهات".
وتابع: "يمكن رؤية ذلك في تباطؤ النمو وتدهور الخدمات العامة؛ حيث لا توجد أدنى فرصة لتعويض هذه الخسائر في المستقبل المنظور، والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع أستراليا والهند والولايات المتحدة لا يمكن أن تبدأ حتى في معالجة الضرر الناتج عن بريكست المتشدد".
وبحسب جينكنز، أيضا، فإنّ: "رد الفعل السياسي هذا الأسبوع، على اتفاق ستارمر، كان مثيرا للسخرية" مضيفا بأنّه: "أضعف بريكست بشكل كبير قدرة بريطانيا التفاوضية مع الاتحاد الأوروبي؛ ومن الطبيعي أن تضطر بريطانيا للامتثال لمعايير الغذاء الأوروبية إذا كانت تريد فعلاً أن تتاجر".
واسترسل بالقول إنّ: "الاتحاد الأوروبي سوق أكبر، وكذلك الولايات المتحدة، حيث إنّ منح حقوق صيد موسعة للأساطيل الأوروبية هو تنازل، لكنه يعكس تنازلا قد قدمه جونسون بشكل مُسبق، وكذلك الحال بالنسبة لتسهيل حركة الشباب الأوروبي".
إلى ذلك، استفسر جينكنز: "هل يعتبر نايجل فاراج ذلك فعلاً "استسلاماً مذلاً"؟ هل يريد فعلاً إبقاء نقطة التفتيش في سيفينغتون مفتوحة ومنع استخدام بوابات الجوازات الإلكترونية في المطارات؟"، متابعا: "لقد تهرّب من مواجهة ستارمر في البرلمان هذا الأسبوع، ومرّ عبر بوابة إلكترونية في طريقه لقضاء عطلة؛ على ما يبدو في فرنسا؛ إذ بالنسبة له، كان بريكست دوما مجرد لعبة".
وأردف: "لقد كنت في السابق من معارضي عضوية الاتحاد الأوروبي، إذ كنت أعتقد أن منطقة تجارة حرة أكثر مرونة مثل الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة تتماشى أكثر مع موقع بريطانيا في العالم. لكنني أرى الآن أنني كنت مخطئًا".
وأبرز: "لقد أثبت استقرار أوروبا الغربية على مدى نصف قرن صحة انضمام بريطانيا. كانت مارغريت تاتشر محقة في التفاوض على اتفاق السوق الموحدة عام 1986، وكان جون ميجور محقًا في تجنّب الوحدة الأعمق في ماستريخت، وكذلك توني بلير في تجنبه الانضمام إلى اليورو. عبر التاريخ، كانت علاقة بريطانيا بأوروبا دائمًا أفضل عندما كانت: نصف مندمجة".
وفي السياق نفسه، أبرز أنه: "منذ بريكست، طرأ تغييرين يجب أن يؤثرا الآن في النقاش. أولاً، أصبحت الهجرة قضية تستهلك أوروبا كلها، وتتطلب تعاونًا دوليًا بشدة، إذ أنّ الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي بدأت تتصلب، وباب الشنغن المفتوح بدأ يُغلق".
"أما داخل بريطانيا، فإنّ الغالبية الساحقة من المهاجرين السنويين هم مهاجرون شرعيون، يحملون تأشيرات عمل أو دراسة صادرة عن الحكومة. كان تجنيد المهاجرين لسد نقص العمالة سياسة تورية. كيف كان متوقعًا من بريكست أن يقلص ذلك؟ لا أحد يعلم" استرسل المعلق في الصحيفة البريطانية.
واستدرك: "رغم المشاعر العامة تجاه الهجرة، تظهر استطلاعات الرأي الآن أن غالبية كبيرة من البريطانيين يندمون على بريكست، إذ يقول 55 في المئة إنه كان خطأ، مقارنةً بـ52 في المئة ممن صوتوا لصالحه، وهو ما يمثل فقط 37 في المئة من الناخبين قبل تسع سنوات. فقط 3 من كل 10 يؤيدون الآن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي. الناس أدركوا أنهم خُدعوا. لا يمكن للشركات البريطانية "التحكم" في التجارة من خلال عدم التجارة".
وتابع: "هذا الإدراك بدأ يضرب ليس فقط الزراعة والغذاء، بل كذلك في التصنيع والخدمات وتبادل الأبحاث والثقافة والسياحة. حتى الأوركسترات توقفت عن تنظيم جولات. دول أوروبية أخرى خارج الاتحاد لم تعزل نفسها بهذا الشكل، إذ أنّ بريكست المتشدد كان كارهًا للأجانب، عديم الفهم الاقتصادي، وضيق الأفق".
وأبرز: "أنا متأكد أن معظم الشخصيات العامة التي دعمته، كانت تعرف هذه الحقيقة، غير أنها تفتقر إلى شجاعة الاعتراف بها"، مضيفا: "منذ لحظة دخول بريكست حيز التنفيذ، كان من الحتمي بدء عملية إعادة الضبط المتعبة التي بدأت هذا الأسبوع. فعندما يتوافق الرأي العام مع المنطق الاقتصادي والعقل، فلا بد أن يحدث تغيير. لكنه سيكون بطيئًا. الاتحاد الأوروبي لا يدين لبريطانيا بشيء مقابل ما فعلته خلال العقد الماضي".
وختم التقرير بالقول، إنّ: "الاعتذار من جماعة بريكست أمر بعيد المنال؛ لكن الصمت سيكون بمثابة ارتياح. في هذه الأثناء، يجب أن يكون ستارمر جادًا فيما يقول: أن هذه مجرد خطوة أولى. لسنا بحاجة إلى "إلغاء بريكست" لكن يجب أن نُعيد تأسيس علاقات مدنية وتجارية مع القارة التي نحن جزء منها. لقد ارتُكبت غلطة فادحة. وهي بانتظار التصحيح".