عربي21:
2025-06-23@07:14:09 GMT

نظرية إسلامية للحكم

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

الأرض مملكة الإنسان

إن فهم منطق الخليقة الذي أوضحه الله عز وجل في القرآن كما أفهمه، أن الإنسان في الأرض لاختبار منظومته العقلية بإقامة سلالته وإدارة حياته؛ وأن الشرائع والنظم هنالك منها التوقيفية التي تعالج مراحل متعددة لبناء المجتمع من الحالة المستضعفة إلى التمكين، وهذه تتطلب أجواء من الوفرة والعدل لتطبيقها، وخير دليل لذلك زمن حكم الراشد عمر بن الخطاب رض ومنها ما يقبل الاجتهاد، وأن الأحكام الشرعية والحكم ليست غاية في الأرض وإنما هي وسيلة لإقامة الاستقرار والعدل، ولإعانة الإنسان في امتحانه ولهذا تختم الأوامر الأساسية بـ"يعظكم".



والأوامر تعبير عن ثوابت لإقامة الصواب في المسير، العدل والإحسان والتكافل والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأن الدولة على منهج الإسلام ليست دولة لقمع الإنسان وتطبيق الأحكام كيفما اتفق، والاهتمام بها على حساب الحكم، أو الظن بأن معنى حاكمية الشريعة هي حاكمية الله أو أنها مقدسة حتى باجتهاد بشر وتأتي بأحكام استنبطها بشر في زمان مختلف ومكان تغيّر ومدنية تطورت بوسائلها، لنبقى أمام تجاهل كل شيء والعودة إلى الماضي بعقليتنا مع بقاء استخدام مبتكرات المدنية لرفاهية من يتسلط فينا بحكم التغلب الذي ما زال بعض الناس يعتبره شرعيا للحفاظ على مصداقية التاريخ، بينما هو ليس شرعيا لأنه سلب الأمة أهليتها، وأي فكر يسلب الأمة إرادتها ينتقص من أهليتها ولا ينسجم مع أساس فكرة الخلق وأن تكون خليقة وسلالة آدم في الأرض، فإن أحسن من تولاه فذاك منجاة لنفسه.

إن الأحزاب التي لها أيديولوجيا أو تستلم السلطة وتسعى لتمكين الإسلام فإنها ستمكن الشعب لا أن تتمكن عليه، وأن تفهم معنى القيادة والريادة ومعنى الخلافة لرسول الله في الحكم. فالخلافة ليست شكلا يعود بنا إلى الماضي وإنما هي مفهوم لعمل مؤسساتي قابل للتطوير، لأنها مسألة مدنية فرضها واقع بصيغة بدائية تتلمس الطريق ولا بد من تطويرها بشكل مؤسساتي لواقعنا
إن الله خلق الزمان والمكان، وإلا لكانت حياتنا في عالم افتراضي أفضل مما يصنعه الإنسان. هذان العاملان يراعيان لأنهما يؤثران على الإنسان وتكوينه النفسي والفكري.

الحكم لتمكين الشعب:

إن الأحزاب التي لها أيديولوجيا أو تستلم السلطة وتسعى لتمكين الإسلام فإنها ستمكن الشعب لا أن تتمكن عليه، وأن تفهم معنى القيادة والريادة ومعنى الخلافة لرسول الله في الحكم. فالخلافة ليست شكلا يعود بنا إلى الماضي وإنما هي مفهوم لعمل مؤسساتي قابل للتطوير، لأنها مسألة مدنية فرضها واقع بصيغة بدائية تتلمس الطريق ولا بد من تطويرها بشكل مؤسساتي لواقعنا.

المدنية جهد بشري لمنظومة عقلية تختبر في الحياة، والحكم أو الخلافة أيا كان اسمها لا ترتكز على الشخص وإنما ترتكز على المهمة التي فصلناها. والحاكم يُنتخب ويعاد انتخابه وإن لم يُحسن يُعفى من الحكم ويأتي غيره. هذه ولاية الأمة لأمرها، ولا تنبغي أن تكون هنالك سلطة لأحد على أحد أو توكيل، فالجهة التشريعية تُنتخب لمهمة التشريع والرقابة المبرمجة ولكن ليس كما يجري الآن، وإنما تحدَد الاختصاصات المطلوبة ويُعرض الأشخاص المؤهلون على الشعب ليختار منهم، أو تؤسس مجالس مناطقية في كل وحدة إدارية ومنها ترشح الكفاءات المطلوبة، فالآلية الديمقراطية بالانتخاب تنتخب الغوغاء في الفوضى وتقدم الطالح على الصالح، وهي تعتمد على نضج المجتمع لهذا كانت محددة في عصر ابتكارها الأول..

كذلك يُنتخب رئيس الدولة كحاكم أعلى للبلاد للعمل في قيادة مؤسسة الرياسة، وهو من يعين الوزير الأول الذي يختار بدوره الوزراء من خلال آلية مجالس المناطق، أو من خلال الأحزاب وبرامجها، وأي وزير يتم اختياره لبرنامجه ومكانه، وأي برنامج أفضل سيُختار وزيره. ويتابَع الإنجاز والاستمرار من ديوان رياسة الجمهورية كمؤسسة عند تغيير رئيس الوزراء ورئيس الدولة عن طريق مجلس تخطيط ضمن بنية المؤسسة. وهذا له بحث آخر -لا يتسع له المجال هنا- يشمل نظاما انتخابيا لكافة الوحدات الإدارية وعلى متعدد مستوياتها.

خلاصة النظرية:

1- إن الحكم هو لضمان أهلية المنظومة العقلية، وعلى الحكومة والأحزاب وأي تنظيمات السعي في هذا الاتجاه للتعليم وتوفير الخدمات والرفاهية وسد الحاجات وإدارة الأعمال في القطاعات والحفاظ على أهلية وتمكين الإنسان، وليس قمعه أو التسلط والتمكن عليه، وإن الدولة ترعى وتنمي الثروات وتحاسب بشدة أي خلل أو فساد، أما العقائد والانتماءات فهي محمية بما يصب بالإيجابية التي لا تخلق توترا أو أذى.

لا شكل محددا للحكم وإنما يراد منه الرشد وتمكين الأم فلا قمع إلا لفساد، ولا سجون إلا إن اقتضت الحال دون إهانة لكرامة الإنسان
2- لا شكل محددا للحكم وإنما يراد منه الرشد وتمكين الأم فلا قمع إلا لفساد، ولا سجون إلا إن اقتضت الحال دون إهانة لكرامة الإنسان، ولكل وضع تشريعه وحكمه. والدولة الفاضلة هي من تحسن إدارة شعبها وفق نظام يلائمها وليس قالبا مسبقا تطبقه.

3- على الدعاة والعاملين الجادين أن يدركوا أن قالبا مسبقا للحكم باسم الإسلام هو اعتداء على الفكرة المركزية للإسلام، وينبغي فهم أن الناس سيقبلون هذا عاطفيا بمنطلق غريزة التدين لكن لا يقبلونه عمليا، لأن هنالك زمنا من البعد عن الحياة الإسلامية، والحياة الإسلامية اليوم ليست بذات المسارات السابقة، وهذا سيسيء إلى من يحاول فعل ذلك، وللإسلام بتجربة تنسب للإسلام، فاشلة أو فاسدة في التطبيق، وإنما هي اجتهادات بشرية للواقع ومنه، وليست تُستحضر من الماضي بفقه الماضي لأنها ستواجه الاستحالة في التطبيق، وتمسك من يقوم بها بحكم غريزة حب السيادة سيفسد ويفشل في امتحان الدنيا والآخرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحكم الخلافة الاسلام الخلافة الحكم الحاكمية مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الدولار يصل إلى 51 جنيها لأول مرة منذ أبريل الماضي

ارتفع سعر الدولار إلى 51 جنيها في تعاملات اليوم الأحد 22 يونيو، لأول مرة منذ نهاية شهر أبريل الماضي، على خلفية التوترات العسكرية بالمنطقة خاصة بعدما دخلت أمريكا على خط الحرب مباشرة مع إيران.

وتراوح سعر الدولار في بنكي الكويت الوطني وأبوظبي الإسلامي في مصر بين 50.90 جنيه للشراء و51 جنيها للبيع، بينما تراوح سعر الدولار مقابل الجنيه في البنك التجاري الدولي بين 50.88 جنيه للشراء 50.98 جنيه للبيع، بزيادة 27 قرشا.

وسجل الدولار في تعاملات بنك قناة السويس اليوم نحو 50.87 جنيه للشراء و50.97 جنيه للبيع، بزيادة 27 قرشا، فيما ارتفع الدولار في البنك الأهلي المصري إلى نحو 50.76 جنيه للشراء و50.86 جنيه للبيع، بزيادة 16 قرشا.

وفي بنك مصر زاد سعر الدولار بحوالي 17 قرشا أمام الجنيه ليصل إلى 50.77 جنيه للشراء و50.87 جنيه للبيع، وفي بنك الإسكندرية صعد «الدولار» إلى 50.78 جنيه للشراء و50.88 جنيه للبيع.

وسجل سعر الدولار أمام الجنيه في بنوك: المصرف المتحد، بنك القاهرة، إتش إس بي سي، العربي الأفريقي الدولي، المصرف العربي الدولي، الأهلي الكويتي، نحو 50.78 جنيه للشراء و50.88 جنيه للبيع، بزيادة 18 قرشا.

يري مصرفيون تحدثوا في وقت سابق لـ«الأسبوع» أن يظل التأثير المباشر على أسعار الصرف في مصر، ليعكس الطلب المتزايد على الدولار لتمويل تخارج الأجانب من أذون الخزانة نتيجة الخوف التي طالت أصحاب الأموال الساخنة على خلفية حرب إيران وإسرائيل وأمريكا، بالإضافة إلى تمويل عمليات الاستيراد.

اقرأ أيضاًسعر الذهب اليوم في مصر.. «الأصفر» يرتفع 5 جنيهات وعيار 21 بهذا الرقم

بديل الذهب.. سعر الفضة اليوم الأحد 22-6-2025

إيران: القصف الأمريكى لمنشآتنا النووية يكشف تواطؤ واشنطن مع إسرائيل

مقالات مشابهة

  • «إسلامية دبي» تطلق باقة حلقات قرآن الفريج
  • داء القلق
  • وزارة المالية بصدد الإعلان عن طرح صكوك إسلامية جديدة
  • الدولار يصل إلى 51 جنيها لأول مرة منذ أبريل الماضي
  • تأجيل محاكمة أنوسة كوتة بتهمة التسبب فى بتر ذراع عامل لـ27 يوليو للحكم
  • أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
  • علي جمعة يكشف علامات رضا الله على الإنسان | 4 دلائل واضحة
  • علامات غضب الله على العبد.. 3 أدلة صادمة راقب ظهورها في حياتك
  • «إسلامية الشارقة» تفتتح 3 مساجد خلال يوليو وأغسطس
  • بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟