انفجارات شمسية نادرة قد تدمر طبقة الأوزون.. ماذا يحدث في الفضاء الخارجي؟
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
على الرغم من شكلها الساحر وألوانها المضيئة التي زيّنت السماء، فإنّ الشفق القطبي النابض بالحياة الذي ظهر في وقت سابق من هذا العام نتيجة الإشعاعات المُنبعثة من العواصف الشمسية له جانب مظلم لا يزال العلماء يكتشفونه، إذ تقوم الشمس في بعض الأحيان بأشياء أكثر تدميرًا من خلال الانفجارات التي تنطلق مثل كشاف ضوئي إلى الفضاء.
وبحسب مجلة «live science» العلمية، تظهر السجلات أن الأرض تتعرض كل ألف عام تقريبًا لحدث جسيم شمسي متطرف، قد يسبب أضرارًا جسيمة لطبقة الأوزون ويزيد من مستويات الأشعة فوق البنفسجية على السطح، فقد أظهرت ورقة بحثية أنّه في الأوقات التي يكون فيها المجال المغناطيسي للأرض ضعيفًا، يمكن أن يكون لهذه الأحداث تأثير كبير على الحياة في جميع أنحاء الكوكب.
ويوفر المجال المغناطيسي للأرض شرنقة حماية حيوية للحياة، إذ يعمل على انحراف الإشعاعات المشحونة كهربائيًا من الشمس، وفي الحالة الطبيعية؛ يعمل المجال المغناطيسي كقضيب مغناطيسي عملاق ترتفع خطوط المجال من أحد قطبيه، ثم تلتف حوله، ثم تهبط إلى أسفل عند القطب الآخر، في نمط يوصف أحياناً بأنه «جريب فروت مقلوب» ويسمح الاتجاه الرأسي عند القطبين لبعض الإشعاع الكوني المؤين بالتغلغل إلى أسفل حتى الغلاف الجوي العلوي، حيث يتفاعل مع جزيئات الغاز لخلق التوهج الذي نعرفه باسم الشفق القطبي.
ومع ذلك، يتغيّر المجال المغناطيسي الأرضي بشكل كبير بمرور الوقت، ففي القرن الماضي، تحرك القطب المغناطيسي الشمالي عبر شمال كندا بسرعة نحو 40 كيلومترًا في السنة، ما تسبب في ضعف المجال المغناطيسي الأرضي بنسبة تزيد على 6%، وتُظهِر السجلات الجيولوجية أنّه كانت هناك فترات من القرون أو آلاف السنين كان فيها المجال المغناطيسي الأرضي ضعيفًا للغاية أو حتى غائبًا تمامًا.
ويمكننا أن نرى ما سيحدث دون المجال المغناطيسي للأرض من خلال النظر إلى المريخ، الذي فقد مجاله المغناطيسي العالمي في الماضي القديم، ومعظم غلافه الجوي نتيجة لذلك، ففي شهر مايو، بعد فترة وجيزة من الشفق القطبي، ضرب المريخ حدث جسيم شمسي قوي أدى ذلك إلى تعطيل تشغيل مركبة الفضاء مارس أوديسي، وتسبب في مستويات إشعاع على سطح المريخ أعلى بنحو 30 مرة، ما قد تتلقاه أثناء تصوير الصدر بالأشعة السينية.
ويصدر الغلاف الجوي الخارجي للشمس تيارًا متقلبًا مستمرًا من الإلكترونات والبروتونات المعروفة باسم الرياح الشمسية، ويصدر سطح الشمس أيضًا بشكل متقطع دفعات من الطاقة، معظمها بروتونات، في أحداث الجسيمات الشمسية - والتي غالبًا ما ترتبط بالانفجارات الشمسية، إذ تعتبر البروتونات أثقل بكثير من الإلكترونات وتحمل طاقة أكبر، لذا تصل إلى ارتفاعات منخفضة في الغلاف الجوي للأرض، ما يثير جزيئات الغاز في الهواء.
استنزاف مستويات الأوزونوتحدث هذه الأحداث الجسيمية الشمسية المتطرفة كل بضعة آلاف من السنين تقريبًا، وقد حدث آخرها حوالي عام 993 م، إضافة إلى تأثيرها الفوري، فإن الأحداث التي تحدثها الجسيمات الشمسية قد تؤدي أيضًا إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي العلوي، والتي قد تؤدي إلى استنزاف الأوزون، ويمتص الأوزون الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس، والتي قد تلحق الضرر بالبصر والحمض النووي (ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد)، فضلاً عن التأثير على المناخ.
وتقول الدراسات إنّ مثل هذا الحدث قد يؤدي إلى استنزاف مستويات الأوزون لمدة عام أو نحو ذلك، مما يرفع مستويات الأشعة فوق البنفسجية على السطح ويزيد من تلف الحمض النووي، ولكن إذا حدث بروتون شمسي خلال فترة يكون فيها المجال المغناطيسي للأرض ضعيفًا جدًا، فإنّ تلف الأوزون سيستمر لمدة 6 سنوات، مما يزيد مستويات الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 25% وويعزز معدل تلف الحمض النووي الناجم عن الشمس بنسبة تصل إلى 50%.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: انفجار شمسي انفجارات شمسية الشفق القطبي الغلاف الجوي الأوزون طبقة الأوزون المجال المغناطیسی للأرض الأشعة فوق البنفسجیة الغلاف الجوی
إقرأ أيضاً:
موجات حر تاريخية تضرب روسيا وأوروبا وتحذيرات من مستقبل مناخي قاتم.. ماذا يحدث؟
تواجه روسيا وأوروبا موجة حر غير مسبوقة، إذ تجاوزت درجات الحرارة في العاصمة موسكو، حاجز الـ35 درجة مئوية، في أعلى مستوى يتم تسجيله منذ ما يقرب من 30 عامًا، وفق ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الروسية.
روسيا تسجل أعلى درجات حرارة منذ ثلاثة عقودوبحسب مركز الأرصاد الروسي، فقد بلغت الحرارة في موسكو، الخميس، 33.9 درجة مئوية، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 33.4 درجة والمسجل في 10 يوليو 1996.
وتشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل درجات حرارة تصل إلى 36 درجة.
وأكدت هيئة الأرصاد أن موجة الحر ستستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، في معظم أنحاء وسط روسيا وجنوب أوروبا، مع تسجيل درجات حرارة تتجاوز المعدلات الطبيعية بفارق يتراوح بين 3 إلى 8 درجات مئوية.
الحياة اليومية تتأثر والسكان يبحثون عن بدائل للتبريدفي ظل موجة الحر، لجأ سكان موسكو إلى منازلهم الريفية أو الحدائق العامة والنافورات هربا من الحرارة المرتفعة.
وتعد الظروف الحالية تحديًا كبيرًا، خاصة للعمال في مواقع البناء وكبار السن.
تحذيرات من تكرار الظواهر المتطرفة بفعل تغير المناخيربط العلماء بين تصاعد درجات الحرارة عالميا وبين تغير المناخ الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، محذرين من تزايد وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف.
وكانت أوروبا الغربية قد شهدت، في يونيو الماضي، درجات حرارة غير مسبوقة خلال موجتين حارتين مبكرتين، اعتُبرتا الأكثر تطرفًا على الإطلاق في هذا الشهر، بحسب خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لرصد المناخ.
موجات الحر قد تودي بحياة 34 ألف شخص سنويا بحلول 2070في سياق متصل، حذرت دراسة علمية حديثة نشرت في جريدة "ديلي ميل" البريطانية من احتمال ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالحر في إنجلترا وويلز إلى أكثر من 34 ألف حالة سنويًا بحلول عام 2070، أي ما يزيد بنحو 50 مرة عن المعدل الحالي البالغ 634 حالة سنويا.
الدراسة، التي اعتُبرت الأكثر شمولًا حتى الآن، حللت 15 سيناريو مختلفًا للعقود الخمسة المقبلة، جمعت بين مستويات متباينة من الاحترار العالمي، والتكيف المجتمعي، وشيخوخة السكان، والفروقات المناخية الإقليمية.
حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، توقعت الدراسة أن ترتفع الوفيات المرتبطة بالحرارة إلى 3007 حالات في خمسينيات القرن الحالي، و4592 حالة في سبعينياته.
وسجلت المملكة المتحدة صيف عام 2022 أول مرة تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مع تسجيل نحو 2985 حالة وفاة بسبب الحرارة الزائدة، وهو ما يُتوقع أن يتكرر كثيرًا في العقود المقبلة.
تأكيد عالمي عام 2024 الأكثر حرارة في التاريخ الحديثأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل البيانات، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما يبرز تسارع التغير المناخي.
كما أشارت توقعات مناخية حديثة إلى أن درجات الحرارة ستستمر عند مستويات قياسية أو قريبة منها خلال السنوات الخمس المقبلة، مع تزايد في عدد وتكرار موجات الحر، خصوصًا في جنوب شرق بريطانيا.