#سواليف

خاضت المقاومة الفلسطينية مئات العمليات والمعارك مع جيش الاحتلال خلال الأشهر التسعة الماضية، دمرت خلالها مئات الآليات العسكرية المصفحة ما أدى بجيش الاحتلال إلى استخدام آليات عسكرية كانت قد أُخرجت من الخدمة منذ سنوات، إلى جانب الرفض الإسرائيلي في الالتحاق للقتال في صفوف الجيش على أرض غزة، ما يشير إلى الاستنزاف الكبير الذي لحق بجيش الاحتلال من قبل المقاومة الفلسطينية.

يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، إن الحرب الحديثة حولت المقاتل الذي يحمل الصاروخ المضاد للدروع إلى مكافئ للدبابة؛ بمعنى أن تطور الصواريخ المضادة للدروع سواء التي تستخدمها المقاومة في لبنان أو في غزة، حولت المقاتل إلى مكافئ للدبابة.

وأضاف أبو العدس في لقاء خاص مع “شبكة قُدس”، أنه على صعيد المقاوم في غزة، فإن المقاومة عودتنا على التفكير خارج الصندوق، ومن علاماته قذيفة الياسين وتطويرها لتكون قذيفة خارقة للدروع، بمعنى أنها قذيفة ترادفية تنفجر على مرحلتين وتخترق الدرع والثانية هي العبوات وتحديدا عبوة الشواظ الخارقة للدروع، وبالتالي فإن المقاومة الفلسطينية أصبحت قادرة من الناحية التقنية على التعامل مع الآليات المدرعة بكفاءة كبيرة جدا.

مقالات ذات صلة سواليف الإخباري يهنّئ بالعام الهجري الجديد 2024/07/07

وبحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي فإنه لوحظ في الكثير من التسجيلات استخدام الاحتلال للدبابات القديمة مثل الميركافاة 3 التي أخرجت من الخدمة وناقلات الجند النجماش أو ناقلة الجند المصفحة التي أخرجت من الخدمة في 2008، وهذه الناقلات تسمى بتوابيت الموت لأنها لا تستطيع أن تحمل نظام معطف الريح أو تركيب أنظمة متقدمة عليها وفيها نقاط ضعف كثيرة، واستخدام هذه الآليات ورؤيتها معطوبة فإن هذا يعني أن خسائر الاحتلال وصلت مرحلة هائلة جدا من ضمنها عدم قدرة الاحتلال حتى على سحب هذه الآليات كما وثقت الكثير من الفيديوهات.

وأشار أبو العدس، إلى أن جيش الاحتلال لديه ما بين 2800 – 3000 دبابة وآلية وهذا العدد يشمل المجنزرات والدبابات وآليات سلاح الهندسة، والتقديرات بأن الخسائر الأكبر كانت في الدبابات والمجنزرات التي عادة تكون رأس الحربة في أي عملية استهداف أو توغل وتكون بقية الآليات في الخطوط الخلفية وبالتالي هناك خسائر كبيرة جدا.

وأوضح، أن هناك خبراء إسرائيليون أكدوا أن الخسائر في سلاح المدرعات هائلة جدا لدرجة أن الجيش أصبح عاجزا عن سحبها وكل ذلك يعني أن الاحتلال مستنزف في الآليات بشكل كبير جدا والمشكلة بالنسبة للاحتلال بأن مسألة إعادة تأهيل الآليات صعبة وطويلة وبحاجة إلى الكثير من الموارد وإدخال آليات جديدة للخدمة يفوق القدرة التصنيعية الإسرائيلية، وحتى الولايات المتحدة لا تستطيع أن تمد الاحتلال بدبابات وآليات مصفحة لأن مسألة إنتاجها تحتاج إلى فترة طويلة وميزانيات واختبارات ميدانية.

ووفقا لـ أبو العدس، فإن أحد المؤشرات على الاستنزاف الشديد الذي يمر فيه جيش الاحتلال هو حديث قادة الجيش عن الحالة السيئة للجيش، بوجود مثلا 900 ضابط قدموا استقالاتهم في رقم قياسي لم يمر بتاريخ الاحتلال الاسرائيلي، و1300 عائلة وقعوا عرائض لمنع أبنائهم من القتال في غزة، ونسبة الالتحاق بالوحدات القتالية 50% فقط في حين كانت في الشهر الأول من الحرب 150%.

وحول بيانات المقاومة التي تتحدث عن تدمير ما بين 1000 – 1200 آلية ما بين إعطاب كامل أو جزئي أو تدمير شامل؛ فإن أول إحصائية تحدثت عن خسائر الاحتلال صادرة عن الاحتلال نفسه، أكدت احتراق وتدمير حوالي 500 دبابة وآلية في قطاع غزة، وكل هذه المعطيات تشير إلى أن الاحتلال مستنزف ومستنفذ بشكل كبير جدا.

وبالنسبة لجبهة لبنان قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الأمور هناك ضبابية بالنسبة للخسائر في الآليات والمعدات ولكن بحسب ما ينشر حزب الله من صور؛ “رأينا أكثر من مرة استهدافا لآليات ومعدات في الجنوب، ولكن حتى الآن لا يُعلم حجم الدبابات المستهدفة بالإضافة إلى أن إسرائيل بحاجة إلى عدد كبير جدا من الآليات لتنفيذ خطتها في اجتياح لبنان خاصة تلك التي تحدث عنها غالانت بالتوغل بمسافة نحو 7 كيلو متر لإجبار الحزب على توقيع اتفاقية دائمة مع إسرائيل”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف جیش الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة

في قلب المعركة المستعرة على أرض غزة، وبين الركام والدمار، سقطت أقنعة القوة الإسرائيلية وانكشفت هشاشة منظومتها العسكرية، حين فشلت عملية "عربات جدعون" فشلا ذريعا أمام ثبات المقاومة الفلسطينية، في ملحمة تُعيد إلى الأذهان صورة داود الذي انتصر بمقلاعه على جالوت. ولعل في هذا الفشل المتكرر والارتباك الإسرائيلي المتصاعد، بدايات تشكل نصر فلسطيني أكبر، تتجاوز نتائجه الميدان، لتصل إلى معادلات الردع والسيادة والإرادة.

أولا: انهيار خرافة "جدعون"

لم تكن عملية "عربات جدعون" مجرد اجتياح عسكري محدود، بل كانت ترجمة لمشروع سياسي-أمني إسرائيلي كبير، يهدف إلى فرض معادلة جديدة في ملف الأسرى. أرادت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلالها قلب الطاولة على حماس، وكسر إرادتها عبر الضغط العسكري المتواصل، واقتحام المخيمات الوسطى حيث يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون هناك، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.

فبعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية.

بعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية
ثانيا: مقاومة تتحدى جالوت العصري

غزة المحاصرة، المكلومة، المدمرة، لم تسقط، بل وقفت شامخة في وجه أعتى الآلات العسكرية في المنطقة. فمقاتلو المقاومة، الذين توزعوا في الأنفاق، والمخيمات، والأنقاض، لم يكتفوا بالصمود، بل أداروا معركة استنزاف ذكية، أفقدت الاحتلال توازنه، وجرّته إلى فشل سياسي وعسكري مزدوج.

لم تسفر العملية عن تحرير أي أسير إسرائيلي، ولم تُضعف حماس، ولم تُحقق الانفراجة السياسية التي سعى نتنياهو لتسويقها داخليا. بل على العكس، تعزز موقع المقاومة، وتكرست صورة الفشل الإسرائيلي في الرأي العام العالمي.

ثالثا: خيارات الاحتلال تتقلص وأزمته تتعمق

بحسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، فإن المؤسسة الأمنية تدرس الآن بدائل خطيرة تُوصف بـ"المتطرفة"، تشمل حصارا شاملا للتجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول الغذاء والماء والمساعدات، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبا. لكن هذه الخطط، وفق اعتراف المصادر نفسها، ما تزال "حبرا على ورق"، وغير قابلة للتطبيق الفوري في ظل صمود المدنيين والمقاومة، وخشية إسرائيل من ردود الفعل الدولية.

البدائل الأخرى لا تقل كارثية: احتلال كامل للقطاع، أو تقسيم غزة، أو حكم عسكري مباشر. لكنها جميعا تحمل في طياتها فشلا استراتيجيا مستترا، وتدلل على ارتباك غير مسبوق في منظومة القرار الإسرائيلي.

رابعا: الجيش الإسرائيلي في مرآة الهزيمة

في جلسة المجلس الوزاري المصغر، كان رئيس الأركان إيال زامير صريحا عندما قال إن أهداف الحرب باتت متضاربة. وهو اعتراف علني بأن إسرائيل، رغم قوتها النارية والاستخباراتية، تعجز عن تحديد هدف نهائي قابل للتحقيق. لقد أصبحت آلة الحرب تائهة، تدور في فراغ استراتيجي، وتتآكل معنويا وسياسيا وعسكريا.

زامير أضاف أن توسيع العملية إلى المخيمات الوسطى ليس مضمونا، وأن على القيادة السياسية أن تعلن صراحة وجهتها إذا أرادت شيئا آخر. وهو تصريح يحمل بين سطوره لوما ضمنيا للمستوى السياسي الذي يدير حربا مفتوحة بلا رؤية.

خامسا: نتنياهو والخيارات المستحيلة

منذ عودة الفريق الإسرائيلي من قطر، لم تحقق المحادثات أي اختراق. ورغم محاولات الوساطة المستمرة، إلا أن إسرائيل، بلسان نتنياهو، تُصر على تحميل حماس المسؤولية، متجاهلة واقع الاحتلال المستمر، والحصار، والقتل الجماعي.

نتنياهو الذي يتخبط بين الداخل الملتهب، والضغط الدولي، والفضائح القضائية، يبدو أنه يبحث عن مخرج بأي ثمن، حتى وإن كان عبر صفقات إعلامية أو خطط عسكرية وهمية. لكنه يدرك، كما يدرك قادة جيشه، أن الزمن لم يعد في صالحهم.

سادسا: نحو معادلة ردع جديدة

حرب غزة الحالية، رغم ألمها، أسست لمعادلة ردع جديدة. فالمقاومة اليوم لم تعد محاصرة أخلاقيا أو عسكريا، بل أثبتت أنها قادرة على إدارة حرب طويلة النفس، وتحديد متى وكيف تُنهيها.

فشل "عربات جدعون" ليس مجرد نكسة عسكرية، بل هو إعلان بفشل سياسة الضغط المزدوج (العسكري والتجويعي) التي اعتمدتها إسرائيل، إنه تأكيد على أن غزة، رغم نزيفها، تملك زمام المبادرة، وتعيد تشكيل معادلات الإقليم بأكمله.

سابعا: العالم يُعيد النظر

إن صور الحشود العسكرية على حدود غزة، والتي نشرتها وكالات مثل رويترز والصحافة الفرنسية، لم تعد تُخيف العالم كما كانت. بل أصبحت تُثير أسئلة عن جدوى هذا العنف، ومغزاه، ومآلاته. أما مشاهد المجاعة، ونداءات الأطفال، وصمود المدنيين، فقد خلقت تعاطفا إنسانيا متصاعدا، وبدأت تُحرّك مياها راكدة في مواقف بعض الدول.

الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار
الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار.

ثامنا: النصر ليس ضربة واحدة بل تراكم إرادات

حين نهزم عدونا في ميدان الوعي، ويعترف بفشله، ونفرض عليه لغة الردع، فنحن نقترب من النصر. قد لا يكون نصرا تقليديا في صورة رفع أعلام على المباني، لكنه نصر أعمق، نصر إرادة، وثبات، واستنزاف طويل النفس.

"هُزم جدعون" ليس شعارا، بل واقع عسكري وسياسي ومعنوي. و"داود" الفلسطيني، لا يزال يقاوم بمقلاعه، يصنع معجزته بالصبر، ويقلب موازين الإقليم بحنكة وثبات.

خاتمة: بداية النهاية؟

في هذه اللحظة التاريخية، تتشكل ملامح تحول استراتيجي. لم تعد إسرائيل تلك القوة التي تُرعب، ولم تعد غزة مجرد ساحة للحصار. لقد انقلبت المعادلة، وباتت "عربات جدعون" رمزا لفشل مشروع الاحتلال في إخضاع الفلسطينيين.

ربما لا تزال الطريق طويلة، لكن خطواتها الأولى كُتبت اليوم، بإرادة من لا يملك إلا الإرادة، وبقوة من راهن عليه العالم أن ينكسر، فصمد.

لقد انتصر داود، لأنه لم يفقد ثقته بنفسه، وستنتصر غزة، لأنها لم تفقد إيمانها بحقها.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الوطنية تسكت نيراناً حوثية جنوبي الحديدة وتكبدهم خسائر فادحة
  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • قاسم: سلاح المقاومة شأن لبناني لا علاقة للعدو (الإسرائيلي) به
  • «مدبولي» يكشف ما فعله الجيش الإسرائيلي في معبر رفح من الجانب الفلسطيني
  • هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة
  • إعلان نيويورك يطالب بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين
  • المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار.. أخبار التوك شو
  • المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • الخارجية الروسية: الإنفاق العسكري لدول الناتو بلغ مستويات هائلة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي