البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة:– النقاش في المؤتمر شمل ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات– أكد المؤتمرون على ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب– نناشد الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأي من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان– وصول المساعدات أمر واجب لإنقاذ حياة ملايين السودانيين وندعو لحماية العاملين في المجال الإنساني– الحرب تسببت في كارثة إنسانية مريعة وعصفت بملايين الأسر إلى المجهول– أجمع المؤتمرون على المحافظة على السودان وطناً موحداً على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفدرالية– جميع المؤتمرون توافقوا على العمل لوقف الحرب– الحرب هددت استقرار السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وتهدد بقاء الدولة السودانية– تم الاتفاق على تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من أجل الوصول إلى سلام دائم.

الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“الرباعية” .. سيناريو مُعاد

في الفترة ما بين 1992و 1995م شهد العالم كارثة إنسانية كبرى تمثلت في الحرب الأهلية التي اندلعت في البوسنة والهرسك وحدثت مجازر وجرائم فظيعة كانت وصمة عار علي جبين الإنسانية، استمرت هذة الحرب ثلاث سنوات إلى أن تدخلت أطراف دولية أمريكية و روسية وأوروبية لاقناع الأطراف المتحاربة للدخول في مفاوضات سلام عقدت في “دايتون” في الفترة ما بين 1 الي 25 نوفمبر 1995م ، وانتهت إلى توقيع إتفاق سلام، و تم التوقيع الرسمي في 14ديسمبر 1995م في باريس .

تم التوصل إلى اتفاق سلام أوقف الحرب وقدم مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب للمحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في بـ”يوغسلافيا السابقة”، لكنه اتفاق متناقض في كثير من النقاط مثلاُ، نص علي وحدة الدولة وعند التنفيذ قسمها الي قسمين ، وتعرض لانتقادات كثيرة فيما يخص حقوق الإنسان ، و رغم كل هذة الانتقادات لا زال العالم يتخذ (اتفاق دايتون) نموذجاً لحل النزاعات المسلحة والحروب الأهلية ويتم طرح نفس السيناريو كلما حدثت أحداث مماثلة أو قريبة الشبه.

وعليه يترقب السودانيون في 29 يوليو الجاري اجتماع الرباعية الدولية المقرر أن يعقد في واشنطن للعمل علي وضع خطوات لوقف الحرب في بلادنا بعد تعثر الكثير من المحاولات الإقليمية والدولية.

من الارهاصات الأولية للأحداث والمتابع لتفاعل الولايات المتحدة تجاة الحرب في السودان نستطيع ان نتصور أنها تريد عبر الرباعية (الولايات المتحدة الأمريكية و مصر والسعودية والامارات) تطبيق نفس النموذج علي السودان مع الاختلاف في كثير من النقاط ، لكن هل تستطيع الرباعية حل (الازمة) في السودان علي ذات النسق ؟؟ سؤال مشروع !! .

ثم ماهي مصالح تلك الدول (الأربعة) في السعي لإحلال السلام في السودان وإضافة (قطر و بريطانيا) فيما بعد لتصبح (السداسية)؟؟؟ سؤال أيضا مشروع !!! .

بعد توقف منبر جدة نهاية 2023م ، وفشل مساعي منظمة “الإيغاد” في يناير 2024م بالإضافة لفشل الكثير من المبادرات الإقليمية نتيجة لذلك ، ازداد قلق الولايات المتحدة الأمريكية تجاة الحرب وما يترتب عليها من (تغيير جيوسياسي) لذا سارعت ضمن فريق الرباعية لتجهيز خارطة تسوية (ملزمة) وتحت إشراف دولي قوي لضمان التنفيذ الفعلي بوقف العمليات العدائية ومرور المساعدات الإنسانية للمدنيين ، والدخول في مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة ، وألا سيتم تطبيق عقوبات دولية لمن يمتنع عن تنفيذ التسوية (الرباعية) أو (السداسية) أياً كانت، وحتى يرضخ الشعب السوداني لهذة (التسوية) ويوافق علي بنودها سيتم تقديم حزمة من الإجراءات لإعادة التنمية و الإعمار وانعاش الاقتصاد الوطني ومنح الحكومة بعض المنح والتكفل بتقديم مساعدات وقروض لإعادة ما دمرته الحرب، كما حدث في اتفاق دايتون بالضبط.

هذة الدول لكل منها مصلحة (منفردة) لوقف الحرب في السودان منها من يخشى أن تسيطر روسيا علي (البحر الأحمر) عبر قاعدة بحرية ، ومنها من يطمع في ثروات البلاد وأولها الذهب، ومنها من يخشى توطيد العلاقات الاقتصادية مع الصين أو إيران أو تركيا ، ومنها من يخاف علي أمنه القومي لذلك يسعي لإيقاف الحرب، لكن (أخبثهم) مَن تسعي لتأجيج واستمرار الحرب وتمول المليشيا لتحقيق اجندتها الصهيونية وتتظاهر أمام العالم بأنها (راعية للسلام) !!!

أي مفاوضات أو مبادرات تشارك فيها دويلة الشر لن تجد ترحيباً أو قبولاً من الشعب السوداني ، ولن يثق فيها الشعب السوداني ولو تعلقت بأستار الكعبة.

السيناريو القادم أتوقع أن تضع الرباعية وثيقة تتوافق عليها القوي الدولية مع (بعض) القوي السياسية السودانية (عديمة الضمير والجماهير) ، لكنها قطعاً لن تتوافق مع المصالح الوطنية للشعب السوداني ولن تضمد جراحه بل ستكون خيانة لدماء الشهداء وعار علي أمة انتصرت بإيمانها ووحدة أبنائها.

في كل الأحوال لا الرباعية ولا السداسية ولا العالم أجمع يستطيع أن يضع حلاً للحرب ، السودانيون فقط هم أصحاب الحل الوطني، إن لم يأتِ الحل من داخل السودان وبواسطة الشعب السوداني فلن يستقيم السلام ولن يكون هناك استقرار وأمن .

د. إيناس محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ماذا فعلت الأصابع الخفية في السودان؟
  • ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في غرب السودان؟
  • نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟
  • نساء ترهونة يطالبن بالحماية ودور أكبر في العملية السياسية
  • حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي
  • لماذا لاينبغي الحوار مع قحت، بل اجتثاثها (١-٣)
  • المسافة السياسية بين واشنطون والخرطوم
  • “الرباعية” .. سيناريو مُعاد
  • المعركة الفاصلة لاستعادة السودان
  • تعرف على أبرز أقوال الصحف السودانية اليوم