نهائي مبكر بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي اليورو
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
هل ستؤول الكلمة الأخيرة للهجوم الإسباني المتوهج بقيادة الموهوبين الصاعدين لامين يامال ونيكو ويليامس أم أن الصلابة الدفاعية لفرنسا ستقودها للنهائي؟ هذا العنوان الأبرز للمواجهة الأولى في نصف نهائي كأس أمم أوروبا الثلاثاء على ملعب ميونيخ.
فالمنتخبان قدما وجها تكتيكيا مختلفا على مدى الخمس مباريات السابقة، فرنسا بوجه هجومي شاحب وتسجيل ثلاثة أهداف منها اثنان من مدافعي الخصوم والثالث من ضربة جزاء لكنها استقبلت هدفا وحيدا من ركلة جزاء ما يجعل تخطي دفاعاتها مهمة صعبة على الخصوم.
في المقابل، حافظت إسبانيا على نهجها التكتيكي المعتمد على الاستحواذ لكنها أظهرت نجاعة أكبر من الدورات السابقة وسجلت 11هدفا وتمكنت من إخراج المضيفة ألمانيا في مبارة هيتشكوكية.
قوتان كرويتيان عالميتان
ومنذ مونديال 1998 الذي أحرزته فرنسا على أرضها، بلغ المنتخبان نهائي تسع بطولات كبرى.
وتأمل إسبانيا في الانفراد بالرقم القياسي في عدد ألقاب كأس أوروبا الذي تتشاركه راهنا مع ألمانيا، مع ثلاثة تتويجات في 1964، 2008 و2012، فيما تبحث فرنسا عن اللحاق بثنائي الصدارة بعد فوزها في 1984 و2000.
كلمة السر الإسبانية: يامال وويليامس
وتألقت إسبانيا في البطولة المقامة راهنا في ألمانيا، خصوصا باللعب الأنيق للجناحين الشابين السريعين لامين جمال (16 عاما) ونيكو وليامس (21).
في المقابل، فأن فرنسا التي كانت أقوى المرشحين مع إنكلترا (تواجه هولندا الأربعاء في نصف النهائي) قبل انطلاق البطولة، وقعت في فخ هشاشتها الهجومية التي عمّقها تعرض قائدها وهدافها كيليان مبابي لكسر في أنفه في المباراة الافتتاحية.
لم تسجل فرنسا سوى ثلاثة أهداف في خمس مباريات، اثنان من نيران عكسية ضد النمسا وبلجيكا وواحد من ركلة جزاء لمبابي ضد بولندا.
قال لاعب وسطها أوريليان تشواميني ساخرا “نحن في نصف النهائي بدون أن نسجل، هذا تاريخي.. بالرغم من ذلك، علينا التسجيل”.
لكن وصيفة مونديال 2022 لم تستقبل سوى هدف يتيم من ركلة جزاء أمام بولندا، قبل أن تتخطى بلجيكا 1-0 في ثمن النهائي ثم البرتغال بركلات الترجيح في ربع النهائي.
في المقابل، تحظى إسبانيا بأقوى هجوم مشاركة مع ألمانيا (11) أكبر عدد من المحاولات (102) وانتزاع الكرات من الخصم (230)، وأقصت ألمانيا المضيفة في ربع نهائي ناري 2-1 انتهى بالوقت الإضافي وخسارة لاعب وسطها بيدري لالتواء في ركبته.
وتعول إسبانيا، الوحيدة الفائزة في خمس مباريات كاملة، على موهبة المغربي الأصل يامال صاحب ثلاث تمريرات حاسمة والذي سيصبح أصغر لاعب يسجل بتاريخ البطولة بحال إداركه شباك مايك مينيان، فيما سجّل وليامس هدفا وقدّم تمريرة حاسمة.
ويدخل اللاعبون الإسبان بثقة كبيرة بقيادة المدرب المغمور في العقد الأخير لويس دي لا فوينتي الذي قال بعد إقصاء المضيفة بهدفي داني أولمو وميكل ميرينو “هذا حصان فائز”.
وأضاف المدرب الذي أشرف على العديد من اللاعبين الحاليين في منتخبات الفئات العمرية “يمكننا الذهاب بعيدا. هناك الكثير من المعنويات والروح بهذا الفريق”.
اقرأ أيضاًالرياضةإختتام معسكر براعم أخصر البلياردو
ثقة سيحتاجها “لا فوريا روخا” في ظل غياب الشاب المتألق بيدري والمدافعين الموقوفين داني كارفاخال وروبان لونورمان، لكنه يعول على صلابة وحنكة لاعب وسطه الدفاعي رودري المتوج في آخر أربع سنوات بلقب الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي.
في المقابل، تأمل فرنسا في استعادة شهيتها التهديفية في مونديال قطر الأخير عندما سجلت 16 هدفا، بينها 8 لمبابي هداف البطولة.
قال اللاعب البالغ 25 عاما المنتقل من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا “من البديهي أن نفوز بالمباريات إذا كنا أكثر فاعلية في الخط الهجومي، لكن في بطولة كبرى لا تتوقع الذهاب بعيداً إذا لم تكن صلبا” دفاعيا.
ومنذ كأس العالم 2014، أخفق فريق المدرب ديدييه ديشان مرة يتيمة في بلوغ نهائي بطولة كبرى، كان في النسخة الأخيرة من كأس أوروبا عندما ودع من ثمن النهائي أمام سويسرا بركلات الترجيح.
وأقر مدربه ديشان الذي يشرف على فرنسا منذ 2012 وقاده إلى لقب مونديال 2018 أن فريقه يجب أن يتحسن هجوميا “صلابتنا مثالية، وهذا ضروري في بطولة كبرى. عندما لا تسجل الكثير من الأهداف من الأفضل عدم تلقي الكثير، لكني أفضل أن نكون أكثر نجاعة”.
أفضلية تاريخية فرنسية
وأحرزت فرنسا لقبها الأول في البطولة القارية على حساب إسبانيا بالذات 2-0 عام 1984 الذي ابتسم لنجمها الخارق ميشال بلاتيني وعبس بوجه حارس “لا روخا” لويس أركونادا بعد أن ترك ركلة “بلاتوش” الحرة تتدحرج تحت بطنه.
أقصت فرنسا إسبانيا 2-1 في ربع نهائي كأس أوروبا 2000 في طريقها للقب، ثم في دور الـ16 من مونديال 2006 (3-1)، في مبارتين حملتا بصمة زين الدين زيدان.
إسبانيا ردت 2-0 بهدفي شابي ألونسو في ربع نهائي أوروبا 2012، وهو الفوز الوحيد الكبير لها على خصمتها في بطولة كبرى، فيما انتهت آخر مواجهة كبرى بينهما لمصلحة فرنسا 2-1 في نهائي دوري الأمم الأوروبية أواخر 2021.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی المقابل بطولة کبرى فی نصف فی ربع
إقرأ أيضاً:
طلاء أخضر وهجمات معادية.. إسرائيل وفرنسا على إيقاع خصومة دبلوماسية جديدة
في ظل تصاعد التوترات السياسية والدبلوماسية بين باريس وتل أبيب، تفجّرت أزمة جديدة أضفت مزيدًا من التعقيد على العلاقات بين فرنسا وإسرائيل، بعد أن أعلنت السفارة الإسرائيلية في باريس عن تعرض عدد من المؤسسات اليهودية لهجمات، اعتبرتها "معادية للسامية ومروّعة"، ووضعتها في سياق "الخصومة الإشكالية" التي تشهدها العلاقات بين الجانبين مؤخرًا.
أصدرت السفارة الإسرائيلية في فرنسا، يوم السبت، بيانًا نددت فيه بما وصفته بـ"هجمات معادية للسامية منسّقة" استهدفت عددًا من المواقع ذات الطابع اليهودي في العاصمة الفرنسية باريس، من بينها ثلاثة كنس، ومطعم يهودي، ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست.
ووصف البيان هذه الهجمات بأنها "مروّعة"، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات لا يمكن فصلها عن التوترات الأخيرة بين مسؤولين فرنسيين وإسرائيليين.
تحذير من تداعيات الخطاب السياسيأشار بيان السفارة الإسرائيلية إلى أن ما يحدث "يأتي في سياق من التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين"، في إشارة مباشرة إلى تصاعد الخلافات السياسية بين البلدين على خلفية الموقف الفرنسي من الحرب في غزة.
وأكد البيان: "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة".
وأضاف محذرًا: "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناها في الأسبوعين الأخيرين".
وشدّد على أن "الكلام له تأثيره"، مشيرًا إلى أن "المواقف التي أُطلقت ضد الدولة اليهودية ليست بلا تداعيات، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع".
الاعتراف بفلسطين وتعليق الشراكة الأوروبيةتشهد العلاقات الفرنسية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، خاصة بعد إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، وطرحها إمكانية تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية.
وفي تصعيد جديد، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة، إلى "تشديد الموقف الجماعي" ضد إسرائيل إذا لم تظهر استجابة فورية "ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني" في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا مدمّرة مستمرة منذ عشرين شهرًا.
اتهام لماكرون بشن حملة “صليبية”ردًا على تصريحات ماكرون، اتّهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي بأنه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، في لهجة تصعيدية تكشف عمق التوتر بين الجانبين.
وفي خضم هذه التوترات، تعرّضت مؤسسات يهودية لهجمات ليلية، حيث تم إلقاء طلاء أخضر على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، إضافة إلى ثلاثة كنس في العاصمة باريس، بحسب ما أفادت به تقارير صحفية فرنسية.
وأكدت النيابة العامة في باريس أنها فتحت تحقيقًا رسميًا في هذه الحوادث، وكلّفت السلطات الأمنية المحلية بمتابعة القضية تحت بند "إلحاق أضرار تم ارتكابها بدافع ديني"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
ومن جهته، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مساء السبت، عن "استيائه الشديد" من الهجمات التي استهدفت مؤسسات يهودية في باريس، مشيرًا في بيان صدر عن مكتبه إلى أن جده الأكبر كان أول حاخام لأحد الكنس التي تم استهدافها.
وجاء في البيان الرئاسي: "أدعو السلطات الفرنسية إلى التحرك بسرعة وحزم لسوق الجناة إلى العدالة، ولحماية المجتمع اليهودي من الكراهية ومن كل أنواع الهجمات".
وتعكس هذه الأحداث المتلاحقة تدهورًا غير مسبوق في العلاقات الفرنسية الإسرائيلية، حيث تداخلت الاعتبارات السياسية والدبلوماسية مع أبعاد دينية ومجتمعية حساسة. وبينما تؤكد باريس التزامها بموقف إنساني تجاه غزة، ترى إسرائيل في ذلك تهديدًا مباشرًا، وتربط التصعيد الميداني ضد اليهود في فرنسا بالسياقات السياسية الجارية.
في الوقت ذاته، يضع المجتمع الدولي أنظاره على كيفية تعامل السلطات الفرنسية مع الاعتداءات الأخيرة، في ظل الدعوات المتزايدة لحماية المجتمعات اليهودية وملاحقة الجناة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات بين الجانبين، في ظل اتساع الفجوة بين مواقفهما بشأن الحرب في غزة وملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.