البحث عن إحساس أمان غائب
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
سعيد بن حميد الهطالي
إنَّ الإحساس بالأمان عنصر حيوي لحياة مليئة بالسعادة، فهو يعزز الاستقرار النفسي، والراحة الداخلية للإنسان من خلال تحقيق بيئة آمنة ومستقرة، تمكنه من تحقيق إمكانياته الكاملة، وتجعله قادراً على التركيز بشكل أفضل في ممارسة شؤون حياته، مما يقلل من مستويات القلق والتوتر لديه، وهو يعد من الأولويات الضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، والجسدية؛ لأنه الأساس الذي يبنى عليه كل جوانب الحياة الآخرى.
فالإسلام يحثُّ على أهمية الأمن في المُجتمع، ويعتبره من النعم الكبرى التي يجب أن يشكر الإنسان الله عليها، ومن القيم الأساسية التي يسعى الجميع لتحقيقها، والحفاظ عليها في حياة البشر اليومية، ليتمكن الناس من العيش بسلام واستقرار، ويساهموا في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". وهذا الحديث يوضح أن من يملك هذه العناصر الثلاثة: الأمن، الصحة، الرزق، التي هي من أعظم نعم الله على الإنسان-فقد ملك الدنيا.
إنَّ نعمة الأمن الذي تتمتع بها الدول الآمنة هي أحد الأسس الجوهرية للحياة الكريمة، والتنمية المستدامة التي تتيح لمواطنيها العيش بسلام وازدهار، فالأمن ليس غياب العنف أو التهديدات فحسب، بل هو حالة من الطمأنينة والاستقرار النفسي الذي ينعكس إيجاباً على الصحة العقلية والعاطفية للأفراد حيث لا يشعر النَّاس بالتهديد المستمر على حياتهم أو ممتلكاتهم.
وهذا -الإحساس بالأمان- لا ينطبق على أهل غزة وفلسطين الذين لا يزالون يبحثون عن الأمان الغائب، ويسعون للحصول على حقوقهم المشروعة، والعيش بحرية وكرامة في ظل العيش تحت ظروف الحياة القاسية في بيئة تفتقر إلى الاستقرار والأمان جراء التهديد الصهيوني الوحشي المستمر والقصف المتكرر المدمر، ففي كل زاوية من زوايا أرض غزة، تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم، يتجاوز الإحساس بالأمان مفهومه التقليدي؛ حيث ينعدم الأمن على الحياة اليومية التي يعيشها السكان مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية، ويعيق قدرتهم على التقدم والنمو، وتدهور في كافة مناحي الحياة بدءاً من الصحة وصولاً إلى الاقتصاد والتعليم، مما جعل الكثير ممن -تبقى منهم- يعيش تحت خط الفقر، ويكافح من أجل تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء بسبب النقص الحاد من المواد الغذائية، والمياه النظيفة، والكهرباء، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسبب ما يعانيه القطاع الصحي من ضغوط هائلة بسب نقص الأدوية ، والمعدات الطبية؛ مما يزيد شعور السكان هناك بانعدام الأمان والاستقرار والبحث عن ملاذ آمن ينزحون إليه خارج غزة.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها أهل غزة فهم -لا يزالون- يظهرون قوة وصموداً لا مثيل لهما يتجلى في مختلف جوانب حياتهم اليومية، يواصلون حياتهم بإصرار وعزيمة، يحركهم الأمل، ويدفعهم إيمانهم القوي لمواجهة الصعاب، ومجابهة العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني المستبد ضدهم.
داعين الله أن يعم الأمن والاستقرار في فلسطين، وجميع دول العالم الإسلامي، لتعيش شعوبها في سلام واطمئنان، في ظل بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تحيا في سلام ووئام تحت مظلة قيم التسامح والتعايش والمحبة والسلام، وفي كنف تحقيق العدالة والمساواة، والعمل على نبذ كل أنواع التطرف والتعصب والعنف، والتي من شأنها زرع الكراهية والعداوة، ومن خلال العمل على تعزيز الوحدة والتماسك الداخلي، والعمل على تأكيد أهمية التضامن الإسلامي الذي يعكس روح التآخي بين المسلمين، ويعزز من وحدة الأمة الإسلامية ويقويها في مواجهة أية تحديات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية بحث مع الخازن مسألة الأمن في المعاملتين والشارع البحري
استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه، النائب فريد هيكل الخازن، يرافقه رئيس بلدية ذوق مصبح إيلي صابر.وخلال اللقاء، تم عرض الأوضاع العامة في البلاد والبحث في المسائل المتعلقة بالأمن في المعاملتين والشارع البحري. وأكد وزير الداخلية "أهمية ضبط المخالفات وتعزيز الأمن"، واعدا بـ"إيلاء هذا الملف المتابعة اللازمة من الأجهزة المختصة".
وفي السياق عينه، استقبل وزير الداخلية وفدا ضم رؤساء بلديات غزير كريستوف باسيل، جونية فيصل إفرام وطبرجا جورج البواري، ومختار غزير روبير التحومي، المحامي جورج همام، وأنطوني الدب.
أيضاً، التقى الحجار المحامي جوزيف أبو فاضل، وتم التداول في الأوضاع العامة في البلاد.
وكذلك، استقبل وزير الداخلية وفداً من جمعية "فرسان مالطا" ضم رئيسها مروان صحناوي، مديرتها التنفيذية ليليا الخازن، وعلي قصقص. وخلال اللقاء، عرض الوفد نشاطات الجمعية والتعاون القائم بينها وبين مؤسسات الدولة. مواضيع ذات صلة الخازن وصابر زارا وزير الداخلية: لمعالجة ظاهرة الدعارة والتفلت في المعاملتين Lebanon 24 الخازن وصابر زارا وزير الداخلية: لمعالجة ظاهرة الدعارة والتفلت في المعاملتين