موقع النيلين:
2025-05-18@04:36:28 GMT

هل هناك فرق بين الجيش والجنجويد؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

من أهم معالم الحرب السودانية تفشي حالة واسعة من التلاعب بالعقول حققته الدعاية الممولة جيدا وساعدها في ذلك الكثير من الطيبين.

خذ علي سبيل المثال مقولة ألا فرق بين الجيش والجنجويد وهو جيش كيزان علي كل حال. قبلت مجموعات واسعة من الطبقة المتعلمة وناشطة سياسيا هذه المقول ولكن فات عليها واجب قياس أي مقولة بمقاييس الواقع المتعين.

لندع جانبا قضية أنها ميليشيا تملكها أسرة وممولة من الخارج الذي تخدم مصالحه وقد تخصصت سابقا في إصطياد المهاجرين الأفارقة في الصحراء وقبل وصولهم إلي سواحل البحر الأبيض مقابل ثمن تدفعه أوروبا حماية لبياضها من التلوث بالمهاجرين السود.

لو كان الواقع هو مرجعيتنا الأخيرة فان مقولة لا فرق بين جيش وجنجويد لا تصمد لحظة أمام الفحص من قبل أي إنسان بلغ السابعة من العمر.

فمثلا عادة ما يكون الجيش موجودا في مدينة أو منطقة ومسيطر عليها والحياة تسير والمواطن آمن في داره علي نفسه واهله وماله (علي علات الجيش).

ولكن ما أن يدخل الجنجويد المدينة إلى ونكلوا باهلها واغتصبوا إناثها و أهانوا رجالها ونهبوا أموالهم ومركباتهم ومدخرا تهم.

فكيف يجروء أحد بعد ذلك علي القول الصريح أو الضمني بعدم وجود فرق بين الجيش والجنجويد؟
ولو دخت في حوار مع أحد من هذا النوع سيسرع بإستدعاء سوءات قديمة أو معاصرة للجيش للدفاع عن حماقة لا-منطقه لان هكذا إستدعاء تغيير كامل للموضوع واستبدال للسؤال المحرج قيد البحث باخر سهل. حيث أن السؤال الأصلي هو هل هناك فرق بين الجيش والجنجويد ولكن يتم تحويله صراحة ضمنا إلي سؤال هل الجيش منظومة مثالية، منزهة صافية النقاء؟ وهذا سؤال آخر تماما وهروب من السؤال الأول.

نعم، الجيش منظمة مليئة بالعيوب مثل جميع مؤسسات الدولة السودانية وأحزابها ومجموعاتها ومنظماتها المدنية بل وانسانها ولكن القول بان الجيش معيوب لا يعني ألا فرق بينه وبين الجنجويد لان من ينهب السودانيين ويغتصبهم ويشرد ملايينهم من ديارهم هو دخول الجنجويد لمنطقة وليس وجود الجيش فيها. فكيف يستوي الجنجا والجيش؟

للأسف هذه حقائق أولية لا يمكن أن تغيب عن ذهن صبي ما عندو شنب ولكنها غائبة عن كثير من قادة الراي العام والناشطين ولكن العوام بفطرتهم السليمة أحسن حالا.
السبب في هذا الإنهيار الفكري الكامل هو أصلا ضعف الطبقة السياسية المتعلمة وتروما العنف الذي تعرضت له تحت حكم البشير العسكري وهذه التروما شوهت سبل تفكيرها وأعمتها. ومن المعروف أن العنف يفسد الجلاد والضحية معا ولا أكثر وأشد من عنف البشير ثلاثين عاما.

تضافرت هذه العوامل لإضعاف الطبقة السياسة وساهمت في انكشافها أمام أسخف أنواع الدعاية ضحالة وجعلتها لقمة سائغة للدعاية المساعدة عمليا للغزو الميليشي رغم حسن نيتها.

وهذا التلاعب بالعقول معروف في علم النفس باسم ال (gaslighting) وهو
نوع من أشكال العنف النفسي الذي يحاول فيه المعتدي زرع الشك والارتباك في ذهن الضحية حتي تري الواضح علي عكس وضوحه بهدف إخضاعها لقوة وسيطرة مصدر التلاعب من خلال تشويه الواقع وإجبارهم على التشكيك في حكمهم وحدسهم.

وهذه الطبقة إستهدفتها الدعاية منذ 2020 بهجمة هجمة ممولة بسخاء للتلاعب بالعقول. البعض منا يتذكر الحملات الإعلامية بشق من أفلام الكرتون التي صورت الإنهيار الإقتصادي المريع في 2020 – 2022 علي أنه نجاح رائع رغم تضاعف تكلفة المعيشة عشرات المرات وإنهيار سعر العملة و إزدياد حدا الفقر والبطالة وتاكل الطبقة الوسطي – وهذا ما أقر به وزير المالية حينها في مقال باللغة الإنجليزية موجه إلي خارج لا يشتري الهراء بنفس السهولة . ومن صدق ذلك الهراء كفيل بان يصدق ألا فرق بين جيش وجنجويد.

الكثير من المراقبين والناشطين لا يجرؤون علي القول صراحة بعدم وجود فرق بين الجيش والجنجويد ولكنهم يتعاملون مع الحرب بعدم مبالاة وك أنها تدور في كوكب نيبتون بين فريقين ولا يهمهم من يفوز يخسر. وهذا الموقف هو ترجمة عملية لاستبطان فرية ألا فرق بين جيش وجنجويد. واستبطان الدعاية السامة هو أعلي مراحل نجاحها.

مرة أخري، القول بان الجنجويد حالة فريدة من العنف والفساد الأخلاقي لا يعني بان الجيش مثالي. والقول بان الجنجويد أسوأ ألف بليون مرة من الجيش لا يعني بحال من الأحوال أن الجيش منزه لذا فقد قالت حكمة الثوار “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” ولم تقل لا فرق بين الجيش والجنجويد.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لا فرق بین

إقرأ أيضاً:

خبير تركي: إسطنبول قد تنجو من الزلزال الكبير… ولكن الخطر لم ينتهِ بعد

 

منذ الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجات في 23 أبريل الماضي، لا تزال مناطق متفرقة في مرمرة تشهد هزات أرضية متكررة، خاصة في سيلفري، بيوك تشكمجه، ومرمرة إيريغليسي.

وكان آخر الزلازل المحسوسة قد وقع في 13 مايو في سيلفري، وبلغت قوته 3.3 درجات على مقياس ريختر.
وتتباين التقديرات حول ما إذا كانت هذه الهزات “تبعيات” للزلزال السابق أم “مقدمات” لزلزال أكبر، بينما تصدّر تعليق جديد للبروفيسور عثمان بكتاش، أستاذ الجيولوجيا بجامعة إسطنبول التقنية، المشهد.

 

بكتاش: الصدع المركزي ضعيف ولا ينتج زلازل مدمّرة
في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، قال بكتاش إن “صدع مرمرة تمزق من الغرب إلى الشرق”، مشيرًا إلى أن الصدعين الأقوى في الغرب (غانوس) والشرق (إزميت) قد تسببا في زلازل تفوق قوتها 7 درجات، لكن “الصدع المركزي الأضعف في مرمرة” ليس قادرًا على توليد زلازل بهذا الحجم.

 

تشبيه بصدع سان أندرياس.. زلازل متوسطة لا كبيرة؟
وأضاف بكتاش أن صدع مرمرة المركزي قد تمزق جزئيًا في زلزالي جزر الأميرات عام 1963 (بقوة 6.4 درجات) وسيلفري في أبريل 2025 (بقوة 6.2 درجات).
وأوضح أن “الزلزال القادم المرجح في مرمرة سيحدث على هذا الصدع الزاحف الضعيف، وهو مشابه من حيث البنية لصدع سان أندرياس الشهير في الولايات المتحدة”.

 

هل انتهى خطر الزلزال الكبير؟
أجاب بكتاش عن تساؤل طرحه أحد المتابعين حول احتمال الزلزال الكبير، قائلاً:
“الأجزاء التي لم تتمزق من صدع مرمرة المركزي قد تُنتج زلازل أقل من 7 درجات. فبينما تتمزق القشرة القوية بزلزال كبير كل فترة طويلة، فإن القشرة الضعيفة تتمزق بزلازل متوسطة على فترات أقصر من الغرب إلى الشرق”.

 

اقرأ أيضا

تهريب ذهب بطريقة غير مسبوقة: ثلاث نساء حاولن إدخاله داخل…

السبت 17 مايو 2025

تحذير من مناطق زلزالية جديدة
وفي حديثه لقناة Ekol TV، قال بكتاش إن تركيا بأكملها تقريبًا تقع في منطقة زلزالية، مشيرًا إلى أن الزلازل التي تشهدها مناطق مختلفة “ليست مصادفة” بل مترابطة.
وأضاف أن خطر الزلازل يزداد في كل من:

مقالات مشابهة

  • خبير تركي: إسطنبول قد تنجو من الزلزال الكبير… ولكن الخطر لم ينتهِ بعد
  • عدنا منذ أيام لديارنا.. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها
  • لا فرق بينهم وبين الجنجويد.. وربما هم أسوأ
  • عمرو أديب منتقدًا تقليص دعم اللاجئين: مصر بلد الرحمة.. ولكن أين حقوقها؟
  • بعد قصف غير مسبوق على القطاع.. مئات الفلسطينيين يفرّون من جحيم الغارات ولكن إلى أين؟
  • مفتي الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ولكن صحيح الأركان والعبادة
  • قائد في الجيش الإسرائيلي: القتال بحي الشجاعية كان ضاريا ودفعنا ثمنا باهظا هناك
  • روسيا تتهم الطبقة الحاكمة في أوروبا باستخدام الأوكرانيين كوقود للحرب
  • الأزهر للفتوى: يجوز الاشتراك في الأضحية ولكن بشروط
  • الجنجويد العاملين فيها محايدين ديل اخطر علينا من الجنجويد الواضحين