السعودية على مفترق طرق.. السيد عبدالملك الحوثي يُحدّد خطوطاً حمراء جديدة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
في خطاب تاريخي وجهه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للشعب اليمني بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، أطلق تحذيرات صارخة للسعودية، وحدّد معادلة جديدة للصراع الجديد، رداً على التصعيد السعودي المستمر الذي يستهدف الاقتصاد اليمني، ويهدف إلى إضعاف موقف صنعاء المُناصر للشعب الفلسطيني، تنفيذاً للأجندة الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى تقويض مقاومة العدوان على غزة.
لم يحمل خطاب السيد عبدالملك الحوثي عبارات التلميح والإشارات من بعيد للقضايا الهامة والمصيرية، بل كان خطاباً واضحاً وحاسماً، يُعبّر عن صبر شديد، واستعداد لرد قوي في حال استمرار العدوان والتدخل السعودي في الشأن اليمني.
حدّد السيد عبدالملك الحوثي خطوطاً حمراء جديدة لا يُمكن تجاوزها، و شدّد على أن أي تصعيد من جانب السعودية سيقابل بتصعيد أقوى، وأوضح أن الرد اليمني سيكون بالمثل بل وأعظم تجاه كل خطوة عدوانية على اليمن.
حيث أن معادلة «المطار بالمطار، والميناء بالميناء، والبنك بالبنك» تُشير إلى تغيير في قواعد اللعبة، والى أن صنعاء مستعدة للرد على أي استهداف للاقتصاد اليمني باستهداف المصالح السعودية المُماثلة، وهذا يُمكن أن يُؤدي إلى تصعيد خطير، ويُعرّض المنطقة لخطر اضطرابات أكثر شدة.
وذكّر السيد عبدالملك الحوثي السعودية بجرائمها في اليمن، وأكد أنها لن تُعفى من المسؤولية، وأن الشعب اليمني سيُطالبها بِدفع كل التزاماتها تجاه اليمن، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وصرف المرتبات التي تسببت في توقفها.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي على أن الرد اليمني قَادِم لا مَحَالَة، وأن الشعب اليمني يمتلك من أسلحة الردع الاستراتيجية ما يُمكنه من توجيه ضربات قوية للعدو، وأن انشغال اليمن بقواته المسلحة في إسناد غزة لن يُؤثر على استعدادهم للمواجهة، وأن السعودية لن تُمكنها أمريكا من الحماية من الرد اليمني.
هذا وتُواجه السعودية خيارات صعبة بعد خطاب السيد القائد، قد تُصّر السعودية على التمادي في عدوانها والتدخل في شؤون اليمن، وهذا سيُؤدي إلى تصعيد جديد، ومُواجهة شاملة، وسيُعرّض السعودية لخسائر فادحة إضافية.
وقد تُدرك السعودية خطورة الموقف وتُقبل على التراجع عن العدوان والتدخل في شؤون اليمن، وهذا سيُساهم في إنهاء العدوان وإيجاد حل مستدام للأزمة في اليمن.
فالأمر الذي يتمناه أي عاقل أن يعود النظام السعودي إلى رشده ويعي مصالحه وألا يكون مجرد أداة يديرها ويتحكم بها الأمريكي، لأن ذلك لا يخدم فقط المضي في الحل السياسي بالنسبة لليمن وإنما يخدم المملكة وأمنها واستقرارها واستمرار ازدهارها الاقتصادي.
ختاما تضمن خطاب السيد عبدالملك الحوثي تُحذّير السعودية من مخاطر التَمَادِي في العدوان على اليمن والتدخل في شؤونه، وأشار إلى أن الحل السياسي هو الخيار الأفضل. ويبقى على السعودية أن تُقرّر ما ستفعله، فهل ستُدرك خطورة الموقف و تُعيد حساباتها، أم أنها ستُصّر على التَمَادِي في عدوانها وتُواجه تبعات ذلك؟
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: السید عبدالملک الحوثی
إقرأ أيضاً:
اليمن يرسخ معادلة جديدة بعد قلب الموازين في المنطقة
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات ناجحة بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية استهدفت مناطق حيوية في عمق الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك النقب المحتل ويافا وعسقلان.
وفيما يتعلق بتأثير العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على الداخل المحتل، يؤكد الخبير العسكري اللبناني العميد نضال زهوي أن هذه العمليات "تؤثر بشكل كبير على الداخل المحتل في الأراضي الفلسطينية".
ويوضح أن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن يدفع "مئات الآلاف من الأشخاص إلى الملاجئ".
اللافت أن "صفارات الإنذار التي تدوي في أجواء وعمق الكيان" تشكل ضغطاً حقيقياً على الكيان الإسرائيلي لوقف عملياته في قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل.
ويشير العميد زهوي إلى أن تزامن هذه العمليات مع وصول وفود لاستكمال المفاوضات يعكس "تأثيرها على مسار المفاوضات وسير المعركة".
من جانبه يؤكد الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور محمد هزيمة، أن استمرار هذه العمليات يمثل القوة التي تصنع النصر وتسهم في ترسيخ معادلة استراتيجية تؤكد حتمية هزيمة الكيان الإسرائيلي وتفوق المقاومة بمشروعها انطلاقًا من اليمن.
ويضيف أن هذه العمليات تحفز فصائل المقاومة وتدعم المفاوض الفلسطيني في سبيل فرض وقف حرب الإبادة على غزة.
وفيما يخص التكتيكات العسكرية المستخدمة، يوضح العميد زهوي أن تنوع الأهداف (يافا، النقب، عسقلان) يهدف إلى "تشتيت جهود القبة الحديدية".
ويثني على القدرات العالية للطائرات المسيّرة اليمنية في "التحليق على ارتفاعات منخفضة تحت مستوى الرادار" عند اقترابها من الأراضي المحتلة، مما يصعّب اعتراضها بشكل كبير، ويكشف عن "بنك أهداف واضح لدى القوات اليمنية".
ويؤكد العميد زهوي أن استهداف يافا يبرهن على قدرة اليمن على "ضرب السفن البحرية حتى في البحر الأبيض المتوسط"، مشيرًا إلى أن التهديد اليمني الأخير باستهداف جميع السفن التجارية التابعة للشركات المتعاملة مع الكيان الإسرائيلي سيكون بمثابة الضربة القاضية.
ويشدد على أن اليمن يعزز هذه المعادلة بعدما رسخ مكانته اليوم وقلب موازين المنطقة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يعد الجهة الوحيدة التي تتصرف دون رادع أو رقابة.
ويشير الدكتور هزيمة إلى أن اليمن دخل بالفعل المرحلة الرابعة من عملياته، وأن "المرحلة الخامسة أصبحت جاهزة".
ويؤكد أن صاروخ "فلسطين 2"، الذي تصل سرعته إلى 16 ماخ، يُعد "صعب الاعتراض" ويمثل "تهديدًا حقيقيًا لمعظم المواقع الحيوية" في الكيان الإسرائيلي. كما أشاد بالنجاح الاستخباري اليمني في تحديد هذه الأهداف بدقة.
في حين يؤكد العميد زهوي أن الطائرات المسيرة اليمنية، بفضل تكتيكاتها في التحليق على ارتفاعات منخفضة لتفادي الرادارات، تُحدث تأثيرًا نفسيًا أكبر على المستوطنين، إذ يصعب تحديد دائرة الاستهداف بدقة، ما يدفع أعدادًا أكبر منهم إلى اللجوء إلى الملاجئ، خلافًا للصواريخ التي يمكن تتبع مسارها بسهولة أكبر.
وتأتي هذه الضربات المتزامنة والمتتالية لتؤكد على استمرار الدعم اليمني لغزة وتصاعد قدراته الرادعة.
ويتفق الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون والاستراتيجيون على أن العمليات العسكرية اليمنية ذات تأثير كبير وأذهلت المراقبين والمتخصصين، كما يؤكدون تصاعد القدرات العسكرية اليمنية يومًا بعد يوم وفعالية استراتيجيتها في دعم المقاومة الفلسطينية وإحداث تأثير ملموس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعزز قوة الموقف التفاوضي للمقاومة.
المسيرة