تعتبر كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، وتزداد هذه الحقيقة وضوحًا في المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم لعام 2024، لأنها تعكس صورا متشابكة تتعلق بالهوية الثقافية والهجرة والسياسة والاقتصاد في القارة العجوز، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

ففي إحدى ليالي نوفمبر 2004، تعرض  النجم الإنكليزي شون رايت فيليبس، لهتافات عنصرية كلما لمس الكرة، من جانب نحو 40 ألف مشجع إسباني، في مباراة أقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد.

وكانت تلك اللحظة مؤلمة للغاية في حياة النجم صاحب الأصول الأفريقية، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 23 عامًا فقط.

ومرت 20 سنة تقريبًا منذ ذلك الحين، حيث تغيَّر الكثير في إسبانيا وبريطانيا وأوروبا عمومًا، بسبب موجات متعاقبة من الهجرة وانتشار منصات التواصل الاجتماعي.

وحسب تقرير الوكالة الأميركية، فإن هناك مشهدا مختلفا بانتظار عشاق كرة القدم، الأحد، عندما يواجه منتخب "الأسود الثلاثة" فريق "الماتادور" في نهائي بطولة أوروبا.

وسيكون نجما المنتخب الإسباني لاعبين من ذوي البشرة الملونة، وهما نيكو ويليامز من أتليتيك بيلباو، واللاعب الشاب لامين يامال من برشلونة، البالغ من العمر 16 عامًا، وكلاهما من الجيل الثاني للمهاجرين.

بكى على الملأ.. فينيسيوس يكشف مشاعره إزاء "الإهانات العنصرية" المتكررة أجهش الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور بالبكاء وقال إنه يكافح من أجل الحفاظ على الشغف والحماس والاستمتاع بلعب كرة القدم، بسبب الإهانات العنصرية المتكررة التي يتعرض لها في إسبانيا.

وهذا التغيير يعكس تقدمًا ملموسًا، إذ أن المنتخب الإسباني الذي واجه إنكلترا في عام 2004 كان كل لاعبيه من البيض، إلا أن هذه التحولات ليست بالضرورة تعني انتهاء العنصرية.

فقد وصلت مجتمعات المهاجرين في المملكة المتحدة قبل فترة زمنية أطول مقارنة بإسبانيا، التي لم تجذب المهاجرين بشكل كبير حتى ازدهارها الاقتصادي في التسعينيات.

وحسب تعداد في عام 2021، فإن هناك حوالي 300  ألف شخص من أصول أفريقية وبشرة سوداء (جنوب الصحراء الكبرى) في إسبانيا، بينما يبلغ عدد الأفراد من المجموعات العرقية السوداء في إنكلترا 2.4 مليون، وفق بلومبيرغ.

ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، تضمنت تشكيلة الفريق الإنجليزي دائمًا لاعبين أصحاب بشرة سوداء، بينما حدث الأمر بعد سنوات عديدة في المنتخب الإسباني.

وفي ظل عام مليء بالانتخابات في أوروبا والبرلمان الأوروبي نفسه، أصبحت قضايا الهجرة والهوية مركزية ومثيرة للجدل، مما ألقى بظلال كبيرة على البطولة.

وعلى سبيل المثال، دعا اللاعبون الفرنسيون من أصحاب البشرة السوداء، بما في ذلك كيليان مبابي، الناخبين إلى منع سيطرة اليمين المتطرف على السلطة.

في المقابل، انتقد أعضاء في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، منتخب بلادهم، معتبرين أنه "ليس ألمانياً بما فيه الكفاية"، في إشارة إلى وجود لاعبين من أصول أفريقية وتركية.

وخلص تقرير "بلومبيرغ" إلى أن المباراة النهائية للظفر بكأس أمم أوروبا، ستكون "أكبر من مجرد تنافس رياضي، بل عبارة عن معركة رمزية تعكس التغيّرات الاجتماعية والسياسية العميقة التي تعصف بأوروبا اليوم".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

«أسطورة البرازيل» تتراجع عن «الاعتزال الدولي»

برازيليا (أ ف ب)

أخبار ذات صلة كلباء يهزم عجمان بثلاثية في دوري أدنوك للمحترفين منتخبنا يواجه نظيره الجورجي في افتتاح مونديال كرة القدم المصغرة


عادت أسطورة المنتخب البرازيلي لكرة القدم مارتا عن اعتزالها الدولي بعد غيابها لتسعة أشهر، لخوض مباراتين وديتين أمام اليابان، بحسب ما أفاد الاتحاد المحلي لكرة القدم.
وخاضت مارتا «39 عاماً» التي يتم وصفها بأنها أفضل لاعبة كرة القدم على الإطلاق، مباراتها الأخيرة بقميص البرازيل في نهائي دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة الذي انتهى بفوز الولايات المتحدة 1-0 في العاشر من أغسطس في باريس.
وقالت مارتا في حينها إنها قد تكون «على الأرجح» مباراتها الأخيرة على الصعيد الدولي.
لكن مدرب المنتخب أرثر إلياس اختارها ضمن قائمة من 26 لاعبة لخوض المواجهتين الوديتين أمام اليابان في 30 الحالي و2 يونيو في ساو باولو.
وتأتي هاتان المباراتان ضمن استعدادات المنتخب لخوض غمار كوبا أميركا في يوليو المقبل.
وقال إلياس في بيان «تحدثت إليها في الفترة الأخيرة، ووضعت نفسها في التصرف لمساعدة «السيليساو» طالما أنها تلعب على مستوى عالٍ، وهو ما تفعله».
وتابع «حضورها مهم جدا لتحفيز اللاعبات الشابات، وهي مهمة أيضاً خارج الملعب».
وتحمل مارتا الفائزة بجائزة أفضل لاعبة للعام من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ست مرات، الرقم القياسي على صعيدي الرجال والسيدات في كأس العالم من خلال تسجيلها 17 هدفاً بفارق هدف عن الدولي الألماني السابق ميروسلاف كلوزه.
يبقى من المستبعد أن تشارك مع منتخب بلادها في كأس العالم 2027 في البرازيل.

 

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور والفيديو.. بعد أن شاركه اللعب بلقطات إستعراضية في إسبانيا.. نجم كرة القدم السوداني عبد الله عماد يدهش اللاعب العالمي روبيرتو كارلوس بمهاراته العالية
  • لماذا طال اجتماع أمير قطر وترامب أكثر من وقته المحدد؟
  • لماذا تراجع الأجانب عن شراء العقارات في تركيا؟ ولماذا يشتري الأتراك في أوروبا؟
  • وزير الخارجية: زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة تحمل أهمية خاصة وتُظهر حرص البلدين على تعزيز الشراكة
  • لماذا طال اجتماع أمير قطر وترامب أكثر من وقته المخصص؟
  • ما هي التحديات التي يواجهها أنشيلوتي مع منتخب البرازيل ؟
  • صحيفة إسبانية: القمع السياسي يتصاعد في تونس.. لماذا تصمت أوروبا؟
  • «أسطورة البرازيل» تتراجع عن «الاعتزال الدولي»
  • نيويورك تايمز: لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • ما موعد مباراة إنتر ميلان و باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا؟