السودان وأمريكا .. هل من جديد ..!!
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
بعد تصريحات وزير خارجية واشنطن ماركو روبيو ..
السودان وأمريكا .. هل من جديد ..!!
تقرير : محمد جمال قندول – الكرامة
الموقف الأمريكي حيال أزمة السودان ظل متذبذبًا، إذ لا يبدو بأن واشنطن حريصة على معالجة ما يجري في بلادنا، وإن كانت درجة اهتمامها في إدارة “بايدن” أكثر نسبيًا من عهد خلفه “ترامب” الذي آثر التركيز على أموال الخليج، وصراع إيران مع إسرائيل.
وأمس، خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وقدم تصورات جديدة لمستقبل تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع ملف السودان، حيث إنه وبعد نحو 6 أشهر من قيادة ترامب لأمريكا، بدأ ملف السودان يطرآ في مقدمة أولياتهم.
التحرك
َوبحسب ما نقلته وكالات الأنباء العالمية، فإن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أكد بأن السودان سيكون أولوية وزارته خلال الفترة القادمة، وذلك لوقف الحرب وتحقيق السلام.
تصريحات ماركو جاءت عقب نجاح اتفاق “رواندا والكونغو الديمقراطية”، والتي تمت برعاية أميركية وقطرية.
وكانت أمريكا إحدى الدول التي ساهمت في اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023، إثر تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية على الدولة، وذلك بدعمها للاتفاق الإطاري الذي أفرز ساحة صراع سياسي محتقن قاد في نهاية المطاف لاندلاع أكبر مؤامرة في تاريخ البلاد ضد الدولة السودانية.
ونقلت وزارة الخارجية الأميركية أن كبير مستشاريها للشؤون الأفريقية مسعد بولس قال إن ملف السودان مهمٌ جدًا بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أنه سيتحرك بشأن السودان.
ولواشنطن سلسلة من التجارب الفاشلة مع أزمات السودان عبر أزمنة مختلفة، إذ ظلت تستخدم سياسة العصا والجذرة في مواجهتها للخرطوم ولم تفِ بوعود واتفاقيات كانت طرفًا فيها.
أطراف دولية
وفي التعليق على هذا الخبر، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي إن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة السودانية بهذه الصورة المباشرة، يشير إلى تحوّلٍ محتمل في ميزان المقاربات الدولية تجاه الحرب في السودان.
ولفت إلى أن تعيين مسعد بولس، المعروف بخلفيته الاقتصادية وصلاته بعدد من الدوائر الإفريقية، كمكلف بالملف، قد يكون مؤشراً على رغبة واشنطن في دفع مسار تسوية شاملة لا تقتصر على وقف إطلاق النار، بل تمتد إلى المساعدة في إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني وربما في إعادة الإعمار ، بعد أن رأت أن هنالك قوى دولية منافسة على استعداد للقيام بهذا الدور من واقع تجارب سابقة.
وأضاف شقلاوي أن نجاح الوساطة “الأميركية – القطرية” في الملف “الرواندي – الكونغولي”، منح الإدارة الأميركية زخماً دبلوماسياً جديداً، تسعى لاستثماره في ملفات أكثر تعقيداً، مثل السودان، خاصة في ظل تراجع أدوار بعض القوى الإقليمية والدولية التقليدية، بالاضافة للثقة التي يوليها السودانيين لقطر وتجاربها الناجحة في سلام دارفور.
وأوضح شقلاوي أن هذا التحرك الأميركي لا يأتي بمعزل عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تتجه المنطقة بأسرها نحو منطق خفض التوترات وتسوية النزاعات والاستثمار في السلام، بما في ذلك تفعيل أطر جماعية أكثر فعالية في حل الأزمات الممتدة.
وفي هذا السياق، أشار شقلاوي إلى أن فشل عدد من القوى الإقليمية في تقديم تسوية تُرضي السودانيين، رغم ما أبدته من مبادرات، خلق فراغاً دبلوماسياً أتاح المجال لتدخل أطراف دولية أكثر فاعلية.
ولفت إلى أن الرهانات الشعبية داخل السودان ظلت معقودة على دور دولي حاسم في كبح جماح الحرب، لا سيما من خلال منع الإمدادات اللوجستية والعسكرية لميليشيا الدعم السريع، التي يُنظر إليها باعتبارها أحد العوامل المركزية في إطالة أمد الصراع.
وختم شقلاوي بالقول: إن التحرك الأميركي، وإن حمل قدراً من الأمل، إلا أن فعاليته ستُقاس بقدرته على تجاوز التصريحات والانتقال إلى تأسيس آليات تنفيذ تضمن كبح جماح داعمي الميليشيا. والتزام كافة الأطراف بمسار سياسي جاد يعزز فرص السلام في السودان، لا مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، أو إعادة إنتاج للهشاشة السياسية التي رعتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الرباعية الدولية خلال فترة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك. إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات على السودان بسبب السلاح الكيماوي
فرضت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الجمعة عقوبات على حكومة السودان الحالية التي يرأسها الفريق عبدالفتاح البرهان الذي يشغل منصب رئيس مجلس السيادة السوداني بسبب قيام الجيش السوداني التابع للفريق البرهان باستخدام أسلحة كيماوية بالحرب ضد قوات الدعم السريع التي يرأسها حميدتي.
العقوبات الأمريكية تشمل وقف صادرات السلاح للسودان
وتشمل العقوبات الأمريكية وقف صادرات السلاح الأمريكي للسودان،وكذلك وقف التصدير والاستيراد على مستوى السلع المختلفة والتكنولوجيا مع وقف أي تمويل أمريكي استثماري داخل السودان،ويستثنى من ذلك المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب السوداني.
وتعيش الدولة السودانية أزمة منذ عام 2023 عندما قررت قوات الدعم السريع بقيادة حميدي الإنفصال عن السُلطة السودانية الرسمية التي يقودها عبد الفتاح البرهان،واستمرت الحرب التي جعلت العديد من المدنيين السودانيين يفرون منها واللجوء للدول المجاورة،وأبرز تلك الدول هي مصر التي استضافت الأشقاء السودانيين خلال تلك الأزمة التي تعيشها.
البرهان يعلن عن هدنة إنسانية في مدينة الفاشر لمدة أسبوع
وقدمت مصر مبادرة من قبل لوقف الحرب السودانية،وحل الأزمة عبر الدبلوماسية بمشاركة جميع الأطياف السودانية للتوافق على خارطة طريق لإنهاء الحرب والفوضى الحالية بالسودان من خلال توافق سياسي داخلي شامل.
في إتجاه آخر حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من خطورة الوضع الإنساني في مدينة الفاشر التي تقع غرب السودان،والتي يواجه سكانها أزمة المجاعة بالوقت الراهن بسبب استمرار الحرب الحالية ودعا للتدخل المجتمع الدولي بإرسال المساعدات الإنسانية لتلك المدينة،وخلال ذلك أعلن البرهان عن تفعيل هدنة إنسانية بالفاشر لمدة أسبوع استجابة للوضع الإنساني الطارئ.