الأتراك يحيون ذكرى انقلاب تموز الفاشل.. بدأ وانتهى بنفس الليلة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تحيي تركيا اليوم الاثنين، كما في 15 تموز/ يوليو من كل عام "يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية" بذكرى محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها تركيا في اليوم نفسه من العام 2016.
وفي ذلك اليوم نفذت عناصر محدودة من الجيش تتهمهم تركيا بالانتماء إلى تنظيم "غولن" الذي صنفته أنقرة "إرهابيا" محاولة انقلاب عسكري، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية وأفشل مخططهم.
وفي ذكرى الانقلاب الفاشل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يتذكر "بفخر كبير النضال الملحمي" الذي سطره الشعب بأيديه العارية لمواجهة الدبابات خلال محاولة الانقلاب العسكري قبل 8 أعوام.
جاء ذلك في كلمة ألقاه، الاثنين، خلال فعالية بإسطنبول، بمناسبة الذكرى الثامنة لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال أردوغان إنه يتذكر "بفخر كبير النضال الملحمي الذي خاضه شعبنا بأيديه العارية ضد الدبابات والأسلحة الفتاكة"، وأكد أن الشعب التركي "سيحبط كل مكيدة تستهدف استقلاله وتحاول تكبيل إرادته".
وشدد على أن الشعب التركي وكما فعل من قبل، سيواصل إفشال الألاعيب والمكائد التي تحاك ضده وتستهدف استقلاله وإرادته.
وانتقد الرئيس التركي من شككوا بحقيقة محاولة الانقلاب، قائلا: "لن نغفر أبدا لأولئك الذين وصفوا ودون حياء أحداث 15 بالمسرحية".
ودعا أردوغان الشعب لحضور فعاليات إحياء ذكرى 15 تموز، مساء الاثنين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، والذي قال إنه كان إحدى المحطات الأخرى التي شهدت مقاومة الانقلابيين.
من جانبه، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن الشعب لن يفسح المجال للقوى الأساسية التي تهدد استقلال تركيا ولا لوكلائهم أيضاً.
وتابع بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة: "الكفاح الشامل ضد تنظيم غولن الإرهابي في أعقاب ملحمة 15 يوليو، أظهر مرة أخرى أن أولئك الذين يحاولون اغتصاب إرادة الشعب التركي لن يفلتوا من العقاب".
واستقبل متحف "الديمقراطية 15 تموز" في العاصمة التركية أنقرة أكثر من 250 ألف زائر منذ افتتاحه من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان في 15 يوليو/ تموز 2021.
ويقع المتحف مقابل مجمع الرئاسة التركية، ويتكون من 8 أقسام يروي كل واحد منها قصة مختلفة عن محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وفي منطقة كبادوكيا السياحية، وسط تركيا، حلقت مناطيد حرارية حاملة لافتات وأعلام تركيا، بمناسبة الذكرى السنوية لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت عام 2016.
تفاصيل الانقلاب الفاشل
يذكر أن السلطات التركية، نجحت خلال 15 ساعة فقط، في إجهاض محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث بدأت محاولة الانقلاب الساعة الـ22:00 بالتوقيت المحلي (19:00 ت غ) من يوم الجمعة (15 تموز / يوليو 2016)، في مقر رئاسة الأركان التركية بالعاصمة أنقرة، وتم إحباطها ظهر السبت 16 تموز/ يوليو في الساعة الـ12:57 بالتوقيت المحلي (09:57 ت غ).
وفي تمام الساعة الـ22:00 دوى إطلاق نار داخل مقر رئاسة الأركان القريبة من ميدان "كزيلاي" وسط العاصمة، أعقبه إطلاق نار من إحدى المروحيات باتجاه جنود معارضين للانقلاب في محيط المقر.
وسيطرت مجموعة من الجنود فيما بعد على مقر الأركان، ومبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الكائن في منطقة أوران، تزامنًا مع إغلاق مجموعة أخرى من الجنود جسري "البوسفور" و"السلطان محمد الفاتح" (الممران البرّيان الوحيدان بين شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي).
وبعد ذلك بما يقارب الساعة والنصف اتصل رئيس الوزراء بن علي يلدريم، بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، معلنًا أن ما يجري هو "محاولة انقلاب على يد مجموعة داخل الجيش"، مشدّدا على أنه "لن يُسمح بحدوث ذلك، وسيدفع القائمون عليه ثمنًا باهظًا".
وبعد احتجاز رئيس الأركان خلوصي أكار، على يد مجموعة من الجنود المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة في تمام الساعة الـ23:30، وصل الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول، قادما من قضاء مرمريس بولاية موغلا، في تمام الساعة الـ00:11 .
مكالمة غير موازين القوة
اتصل أردوغان بإحدى القنوات التلفزيونية وأدان محاولة الانقلاب، داعيًا الشعب للنزول إلى الشوارع، وأكّد أن القائمين على هذه المحاولة سيُحاسبون وفقًا للدستور والقوانين التركية أيًا كان انتماؤهم.
ودفعت تصريحات أردوغان حشود الشعب إلى التوافد نحو مراكز المدن تعبيرًا عن رفضهم للانقلاب، وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة باتجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أسفر عن استشهاد قرابة الـ248 وإصابة ألفين و196 آخرين.
تحركات الانقلابيين
هاجم الانقلابيون مقر مؤسسة البث الفضائي في منطقة "غول باشي" بأنقرة، باستخدام إحدى المروحيات العسكرية التركية، بعد قطعها البث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وتعرض مقر مديرية الأمن العام في أنقرة لهجوم المقاتلات الحربية والمروحيات العسكرية، ليعلن وزير الدفاع التركي إثر ذلك أن ما يجري هو "محاولة انقلاب على يد مجموعة من الضباط في القوات المسلحة"، وتعرضت رئاسة دائرة القوات الخاصة لقصف جوي من قبل الانقلابيين، ما أسفر عن استشهاد 17 عنصرًا من الشرطة، تلا ذلك إسقاط مقاتلة تركية من طراز "إف-16" لمروحية عسكرية من طراز "سيكورسكي" كانت تحت سيطرة الانقلابيين.
يلدريم يعلن إخماد التمرد
وتم القبض على 13 عسكريًّا انقلابيًّا، بينهم ثلاثة ضباط، حاولوا اقتحام المجمع الرئاسي في أنقرة، وفي الوقت ذاته أعلن المستشار الإعلامي لجهاز الاستخبارات، نوح يلماز عن "إجهاض المحاولة الانقلابية".
فيما أعلن رئيس الوزراء التركي يلدريم عبر حسابه الساعة الخامسة فجرا على "تويتر" ورود معلومات عن مقتل جنرال انقلابي، ويشير إلى توقيف 130 عسكريًّا بينهم ضباط برتبة عقيد.
وصل يلدريم إلى قصر جانقايا الساعة الثانية عشرة ظهرا، وصرح للصحافة بأنه تم إخماد التمرد، مشيرًا وقتئذٍ إلى سقوط 161 شهيدًا، و1440 جريحًا، والقبض على 2839 عسكريًّا، بينهم ضباط برتب مختلفة، بعضها رفيعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا الانقلاب أردوغان انقلاب تركيا أردوغان العدالة والتنمية الجيش التركي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محاولة الانقلاب الفاشلة محاولة الانقلاب الفاشل
إقرأ أيضاً:
بعد انتخابات حاسمة وعودة للحكم المدني.. واشنطن ترفع العقوبات عن الغابون وتطوي صفحة الانقلاب
رفعت الولايات المتحدة رسميًا العقوبات التي فرضتها على الغابون عقب الانقلاب العسكري في أغسطس 2023، في خطوة تمثل اعترافًا دوليًا بعودة البلاد إلى المسار الديمقراطي، وذلك بعد انتخاب الجنرال بريس أوليغي نغيما رئيسًا للجمهورية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير ماركو روبيو أبلغ الكونغرس أن “حكومة منتخبة ديمقراطيًا قد تولت السلطة في الغابون”، وهو ما دفع واشنطن إلى رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2023، تنفيذًا للقانون الأمريكي الذي يقيّد المساعدات للدول الخاضعة للحكم العسكري.
الجنرال نغيما، الذي قاد الانقلاب ضد الرئيس السابق علي بونغو– المنتمي لعائلة حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن– وعد في حينه بمرحلة انتقالية تنتهي في غضون عامين. لكنه فاز في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 12 أبريل الماضي بنسبة ساحقة بلغت 94.85% من الأصوات.
ولم تُسجَّل مخالفات جسيمة خلال العملية الانتخابية بحسب المراقبين الدوليين، وهو ما دفع الاتحاد الإفريقي بدوره إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد، ليشكل ذلك مؤشراً مزدوجاً على القبول الإقليمي والدولي بنتائج العملية السياسية الجديدة في الغابون.
ورغم أن الغابون لم تكن من بين كبار المتلقين للمساعدات الأمريكية، فإن قرار واشنطن يحمل دلالة سياسية مهمة، خاصة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب نحو تقليص المساعدات الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض.
والغابون، دولة تقع في وسط إفريقيا، تتمتع بثروات نفطية كبيرة لكنها شهدت اضطرابات سياسية عدة خلال العقود الماضية، وحكمت عائلة بونغو البلاد لأكثر من 50 عامًا، قبل أن يُطيح بها انقلاب عسكري في أغسطس 2023 بقيادة الجنرال بريس أوليغي نغيما، وجاء الانقلاب بعد احتجاجات وغضب شعبي من الفساد وسوء الإدارة، وسط مطالبات واسعة بإجراء إصلاحات سياسية.
وتعهّد الجنرال نغيما بإعادة الغابون إلى الحكم المدني خلال عامين، وفي خطوة مفاجئة أُجريت انتخابات رئاسية مبكرة في أبريل 2025 فاز فيها بنسبة ساحقة، ما دفع الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي للاعتراف بنتائجها ورفع العقوبات المفروضة على البلاد، ويأتي قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات يأتي في إطار دعم هذه العودة إلى الاستقرار الديمقراطي، رغم أن الغابون ليست من أبرز شركاء واشنطن في المساعدات الخارجية.
ويعتبر هذا التحوّل السياسي فرصة للغابون لاستعادة مكانتها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، مع توقعات بتعزيز التعاون الدولي واستثمارات جديدة تنعش اقتصادها النفطي وتدعم تنمية مستدامة.